الأصل الثابت

[عزي بإيماني]

الأصل الثابت
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أصلي و أسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ...

"إن العقيدة الإسلامية هي القاعدة المركزية في حياة المسلمين ، وهي التي تمنح الأفكار والمفاهيم قوامها وفضاءاتها ، وتحدد وجهتها ، وهذا يعني أن صفاء العقيدة ووضوحها شرط أساسٌ لصفاء الأفكار واستقامتها ، والعقيدة لا تستطيع أن تحافظ على صفائها ما لم تكن حية ، وقادرة على الحث والكف ، والعقيدة في المجتمع الإسلامي واحدة لكن تجلياتها متعددة ، وحيويتها وحدها هي التي تجعلها تتجلى في كل زمان وفي كل مكان ، في صور توحيد للمجتمع ، وتوجيه لفاعلياته الكبرى ، وتمييز له عن غيره من مجتمعات الأرض .
والعقيدة هي مجموعة من الأسس والمبادئ المتعلقة بالخالق عز وجل والنبوات وما أخبر به الأنبياء من الأمور الغيبية مثل الملائكة والبعث واليوم الآخر وغيرها من الأمور التي أخبر بها الرسل ـ عليهم السلام ـ بناءً على ما أوحى الله عز وجل إليهم، ومن ثم دعوا الناس إلى الإيمان الجازم بها مع اعتقاد بطلان كل ما يخالفها.
إن العقيدة السليمة متى رُسخت في قلب الفرد استقام سلوكه في حياته ، والعقيدة السليمة متى أظلت مجتمعاً إنسانياً انضبط ذلك المجتمع ، وارتقى إلى ذروات الكمال الإنساني ، وقد دلت التجارب على أن صلاح سلوك الفرد يتناسب طرداً مع مدى سلامة أفكاره ، ومعتقداته." "إبراهيم السميري"
ولهذه العقيدة الإسلامية ثمرات منها :
أولاً / إن هذه العقيدة تغرس في النفس التوكل على الله والاعتصام به، وهذا يريح الإنسان كثيراً في حياته، فلا يخاف إلا الله عز وجل، فكم من إنسان خاف من غير الله فأصبح شريداً طريداً، خاف من غير الله فتحولـت حياته إلى جحيم، يخاف من الجن، يخاف من العين، يخاف من السحرة والمشعوذين.
ثانيا / ارتباط العقيدة الصحيحة بالعلم والبصيرة ، فمن عرف التوحيد وحقيقته وعرف الشرك الذي هو نقيضه وحقق الإيمان بالله تعالى، قذف الله في قلبه نوراً وبصيرة في الدين والـدنيا .
ثالثا /ومن آثار العقيدة، تصحيح مفاهيم الفرد وتصوراته عن الكون والحياة، في الدنيا وعن الحياة الأخرى. فالمفاهيم والتصورات من الأمور المهمة جداً في النمو والتحضر والنهضة والتقدم وهذه المفاهيم والتصورات لا تصلح ولا تستقيم إلا بالعلم والإيمان،
رابعا/ العقيدة الصحيحة تجعل العبد متحرراً من عبودية النفس والهوى والشيطان والدنيا، وتجعله عبداً خالصاً الله تبارك وتعالى، وهذه هي الحرية الحقيقية
خامسا/ أنها تسهل عليه فعل الخيرات وترك المنكرات، فالمخلص في توحيده تخف عليه الطاعات لما يرجوه من الثواب، ويهون عليه ترك المنكرات.
قد حث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الغاية - أي على الحزم والجد والقوة- فعن أَبِى هريرةَ قَالَ: قَال رسولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- (الْمؤْمن الْقَوِى خَير وأَحب إِلَى اللَّه من الْمؤْمنِ الضعيف وفي كُلٍّ خَير احرِص علَى ما ينْفَعك واستَعن بِاللَّه ولاَ تَعجِز وإِن أَصابك شيء فَلاَ تَقُلْ لَو أَنِّى فَعلْتُ كَان كَذَا وكَذَا. ولَكن قُلْ قَدر اللَّه وما شَاء فَعلَ فإن لَو تَفْتَح عملَ الشَّيطَانِـ (أخرجه مسلم في صحيحة ، يقول ابن القيم – رحمه الله- : ( للإنسان قوتان: قوة علمية نظرية،وقوة عملية إدارية، وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والإدارية، واستكمال القوة العلمية، إنما يكون بمعرفة فاطره وبارئه ومعرفة أسمائه وصفاته، ومعرفة الطريق التي توصل إليه ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها، فبهذه المعارف الخمس يحصل كمال قوته العلمية، وأعلم الناس أعرفهم بها وأفقههم فيها. واستكمال القوة العملية الإدارية لا يحصل إلا بمراعاة حقوقه سبحانه على العبد، والقيام بها إخلاصاً وصدقاً ونصحاً وإحساناً ومتابعةً وشهوداً لمنّته عليه، وتقصيره هو في أداء حقّه...فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور.
وللعقيدة الصحيحة أثر في حياة الفرد المسلم لأنها أصل دين الإسلام وأساس الملة فالأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال ، كما قال الله تعالى : "ومن يكفُر بالإيمــــان فقد حبط عملهُ وهو في الآخرة من الخاسرين (5)" (المائدة( ، و كماقال الله تعالى : "ولقد أٌوحى إليــك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك (65)" (الزمر(.
لقد اهتم الإسلام بتربية الأطفال على عقيدة التوحيد الخالص منذ الصغر، فندب الوالدين إلى التأذين في أذن الطفل حين ولادته حتى يكون أول ما يقرع أذنه كلمات التوحيد عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ ، بِالصَّلاَةِ.أخرجه أحمد فيجب علينا تربية أبناءنا على العقيدة الصحيحة الراسخة أسوة بنبينا علية أفضل الصلاة وأتم التسليم فالعقيدة هي الأصل الثابت في حياة الفرد المسلم والتربية على العقيدة هي الوسيلة التي لابد وأن ترتكز عليها التربية وتتميز التربية الإسلامية باستمرارها طيلة حياة الإنسان، ولأنها تتناسب مع عمر الإنسان، وتشمل جوانب شخصيته ، ولها أشكال متعددة لا تنفصل بل تتعاون لتربي الطفل المسلم، ومن الأساليب التربوية لغرس العقيدة في نفوس الناشئة :
 أسلوب الحوار ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصغار عقيدتهم عن طريق مبادرتهم بالسؤال.
 نحرص أن يحتوي السؤال على المعلومات التي نريد توصيلها ، والإجابة تكون كلمة أو 3 كلمات فقط .
 تعريف الطفل بالإله الذي يعبده...ليحبه.. ثم يطيعه.. ويخشاه (الجاهل بالشيء لا يعطيه قدره)..ويتم ذلك عن طريق تبسيط توحيد الأسماء والصفات للطفل بطرق متعددة تناسب.
 تعريف الطفل بالنبي الذي يتبعه ويقتدي به ، ليحبه ويطيعه ولا يعصيه ، وذلك عن طريق القصص ،خاصة ما يتعلق بطفولته صلى الله عليه وسلم ،وأيضا مواقفه مع الأطفال ولطفه معهم ،و وصف هيئته ، وذكر مواقفه الأخلاقية الراقية.
 نفسر للطفل ونتدبر معه (الآيات) التي تحتوي على معاني عقدية من السور التي يحفظها.. مثال : الفاتحة ، الإخلاص ، الفلق ، الناس .
 نشرح للطفل بعض الأحاديث العقدية أو جزءًا منها يناسب مستوى تفكيره بطريقة مبسطة محببة ووجه بشوش وعبارة مختصرة يستوعبها عقله.
 طريقة( متعة التلوين) أن تحتوي الصورة المراد تلوينها على معاني عقدية تتنوع في كل مرة.
 طريقة حفظ المنظومات العقدية مثل: لامية ابن تيمية، أو سلم الوصول إلى علم الأصول. ويفضل شرحها بطريقة مبسطة.
 ربط المواقف والأحداث التي تمر في حياة الطفل بالعقيدة..مثال: إذا مرض نعلق قلبه بالله/ نعلمه الدعاء / و حسن الظن / والرقية.
مثال آخر:عند رؤية القمر بدرا ، عن جرير بن عبد الله ، قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال : ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته( صححه الألباني .
 طريقة ( التفكر والتأمل(.
 تربيتهم على حب الصحابة رضي الله عنهم. قال مالك بن أنس: ( كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السورة من القرآن).
 حفظ الأناشيد التي تحوي معاني عقدية والمشاركة بها في الحفلات المدرسية والمناسبات الأخرى.
 تعويد الطفل على سجود الشكر عند تجدد النعم وعند السلامة من الأذى.
 ندربه أن يبدأ دائما بشكر الله قبل شكر والديه أو من أحسن إليه ،لنعلقه بالمنعم الحقيقي عليه لابغيره.
 تعريف الأطفال بأمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وتربيتهم على حب آل البيت وتوقيرهم.
 نكرر أمام الطفل عبارات تنمي الإيمان لترسخ لديه ثم يستخدمها تلقائيا، مثل:
قدر الله وما شاء فعل/ توكل على الله/ لا إله إلا الله / الله يراك /الله قدير/ الله كريم سبحانه.
 طريقة المسابقات ومجالها واسع ومتنوع ويفضل أن تكون مسابقات حركية لأن الأطفال يحبونها ويتفاعلون معها.
 تقديم عرض عَقَدِي يكرر نفسه على شاشات البلازما في المنزل أو المدرسة أو المؤسسة التربوية.
 طريقة عروض الفلاشات العقدية المناسبة للأطفال .
 نحرص على تعليم العقيدة لأطفالنا في سن مبكرة.
 مساعدة من الوالدين أو المربي يقوم الطفل بتزيين فصله وغرفة نومه بعبارات عقدية مثل: أنا مسلم / أحب ربي وأخشاه/ أنواع العبادة/ أركان الإيمان/ فهذه وسائل تعليمية تطبع في ذهنه مع كثرة مشاهدتها.
 طباعة عبارات عقدية على ملابس الأطفال ودفاترهم مثل: أرفض البدعة / أحب السنة /الدعاء سلاحي، مع عدم وضع لفظ الجلالة.
 مسابقات الإلقاء، نعد للطفل أو نطلب منه أن يعد كلمة مختصرة فيها معلومات عقدية ونشترط عليه أن يحفظها ليشارك بها في المسابقة.
 الاستفادة من البطاقات العقدية وتفعيلها بطرق متعددة ، كالبنرات ،واللوحات الإعلانية، والعرض الإكتروني، ورسائل الجوال، والبريد الإكتروني، والحوار ،والمسابقات وغيرها .
ولابد أن نسخر هذه الوسائل في ترسيخ العقيدة في جيل النشء وحتى تكون عوناً لمن يريد أن يربي وينشء جيلاً متماسكاً معتزاً بدينه فخوراً بأمته ، لا تشوبه شائبة ولا تعصف به فتنة كجيل خالد بن الوليد وجيل طارق بن زياد .
ولابد علينا أن نفخر بعقيدتنا في كل جوانب حياتنا الدينية والدنيوية سواء ثقافيه أم اجتماعيه أم تربوية ولا تكن شعارات تردد بل النزول بتطبيقها على أرض الواقع وغراسها في كل مناحي الحياة حتى نجني ثمارها ، وأن نحذر من الأفكار الوافدة إلينا كالسجود من أجل الطاقة والإسقاط النجمي وقد تم قولبة العديد من الأفكار والمعتقدات المتعلقة بالنفس والعلاج النفسي بعد انتشار التدريب في مجال تطوير الذات والقوى البشرية بشكل دورات تدريبية انخرط في تعلمها وممارسة العلاج بها كثير من غير المؤهلين علمياً وشرعيا مما أسهم في نشر الأباطيل وخلط الحق بالباطل في هذا المجال .
وهذه بعض أمثلة لأنواع العلاج النفسي أو المسمى علاج تكاملي(أي نفسي وجسدي وعقلي) المبني على فكر عقدي منحرف وتطبيقات وثنية التي انتشر التدريب عليها والمعالجة بها على أيدي مدربين أكثرهم بعيد الصلة عن العلم الطبي أو النفسي وعن العلم الشرعي كالعلاج بخط الزمن والعلاج بالبرمجة اللغوية العصبية والعلاج بالتأمل التجاوزي العلاج بالشموع والبخور وغيرها.

ولنا في نبينا أسوة حسن في تعليم العقيدة ومن تطبيقات النبي صلى الله علية وسلم في التعليم : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ) رواه الترمذي
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . صحيح البخاري

وفي الختام لابد أن نكون على وعي تام بأن عقيدتنا هي الأصل الثابت الذي يعصمنا من الفتن فلابد علينا من تعلمها وتعليمها صغاراً وكباراً وهي صمام الأمان لنا في الدنيا من مظلات الفتن حتى نعبر بها إلى الآخرة والفوز بالجنة والنجاة من النار.
المراجع /
1. مقال (( ضرورة تعليم العقيدة للناشئة)) بندر بن محمد الرباح موقع صيد الفوائد
2. كتاب كيف تربي ولدك ؟ ليلى عبد الرحمن الجريبه
3. العقيدة الصحيحة وأثرها في حياةالأمة د/ محمد ابراهيم أحمد
4. مختصر العقيدة الصحيحة لعبدالعزيز بن باز
5. بحث تنمية المجتمع من منظور إسلامي إعداد إبراهيم السميري ،، شبكة الالوكه.
6. موقع الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه تحت إشراف الدكتورة فوز كردي .
7. كيف تعلم العقيدة للأطفال كتبتة : هناء عبد العزيز الصنيع موقع صيد الفوائد
8. العقيدة الصحيحة وأثرها في التربية د.بدر عبدالحميد هميسة موقع صيد الفوائد
كتبته: نورة آل ثامر

[امير عبد القادر]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفي والصلاة علي من اصطفي
ثم اما بعد
لقد أعجبني هذا البحث الذي كتبه الأخت نورة اسأل الله ان يثبها به الجنة
إن الدين دين علم ونجد الكثير من الأحاديث التي تربي الأطفال
يا غلام أحفظ الله يحفظك
اضربوه لعشر
وغيرها من الأحاديث
ولو خلقنا جيل قام علي الرسالة السلفية لتغير والواقع الذي نحن فيه
ولكن لسان الحال يقول غير ذلك ان الجيل الجديد لا يعرف حتي من هم أمهات المؤمنين
وفي احد القنوات لا اذكر اين كان المذيع يسال كل فرد في الشارع من هي والدة رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟
لم يجد الاجابة الا من القليل فقط
ولا لكن لو سألنا الأطفال اليوم من هي والدة تامر حسني لأجابونا حتي الجد العاشر لها
وكيف بأمه مثل هذه ان ترجع مجد الإسلام
وان هذا البحث لجدير بالاهتمام
بارك الله فيك وأحسن إليك وجزأك الله خير

[عزي بإيماني]

جزاك الله خير
وأسال الله أن ينفع به