جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تمام شرف هذه الأمة
الله اختصها بخصائص في الآخرة كما اختصها بخصائص في الدنيا.
فمن هذه الخصائص الأخروية أن الأمة المحمدية تأتي يوم القيامة غراء محجلة من آثار الوضوء وبهذه الصفة يعرف النبي صلى الله عليه وسلم أمته من غيرهم عندما يكون منتظرهم على الحوض، قال ابن حجر رحمه الله: ثبت أن الغرة والتحجيل خاص بالأمة المحمدية. [11/458]. وحين قال عليه الصلاة والسلام: ((وددت أنا قد رأينا إخواننا)) قال له أصحابه: ((أولسنا إخوانك يا رسول الله؟)) قال: ((أنتم أصحابي. وإخواننا الذين لم يأتوا بعد)) فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: ((إنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء)) [مسلم:249]. ومن خصائص الأمة المحمدية الأخروية أنها تشهد لكل نبي أنكر قومه أنه قد بلغ، تشهد له بأداء الرسالة وتبليغها فيقبل الله شهادتها. روى أبوسعيد عن النبي قال: ((يجيء النبي ومعه الرجلان ويجيء النبي ومعه الثلاثة وأكثر من ذلك وأقل. فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال: هل بلغكم ؟ فيقولون: لا. فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فتدعى أمة محمد فيقال: هل بلغ هذا؟ فيقولون: نعم. فيقول: وما علمكم بذلك؟ فيقولون: أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه. قال: فذلك قوله تعالى: وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا[البقرة:143])) [أحمد وابن ماجه وصححه الألباني]. ومن خصائصها أنها أول من يجتاز الصراط، وأول من يدخل الجنة وقد جاءت في ذلك أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((فأكون أنا وأمتي أول من يجيز)) ـ يعني الصـراط ـ [البخاري:6573]. وفي الحديث الآخر عند البخاري [876] يقول عليه الصلاة والسلام: ((نحن أول من يدخل الجنة)). ومن خصائصها أنها أقل عملا من الأمم قبلها وأكثر ثواباً وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. عن ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((…إنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالاً فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط. ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط. ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين؟ ألا فأنتم الذي يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا لكم الأجر مرتين. فغضبت اليهود والنصارى فقالوا: نحن أكثر عملاً وأقل عطاء، قال الله: هل ظلمتكم من حقكم شيئاً؟ قالوا: لا. قال: فإنه فضلي أعطيه من شئت)) [البخاري:3459]. قال ابن حجر رحمه الله: فهذه الأمة إنما شرفت وتضاعف ثوابها ببركة سيادة نبيها وشرفه وعظمته. ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أنها أكثر أهل الجنة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟)) قال: فكبرنا. ثم قال: ((أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟)) قال: فكبرنا. ثم قال: ((إني لأرج وأن تكونوا شطر أهل الجنة)) [البخاري:6528]. بل جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وقال عنه حديث حسن وصححه الألباني: ((أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم)). وهكذا تتألق هذه الأمة المباركة، ويترادف عليها فضل الله وكرمه، وتتقلب في إنعامه وإحسانه. فيا فوزنا ويا سعدنا أن كنا من أمة هذا النبي الكريم العظيم. ولكن مهلاً … هل شكرنا الله حق شكره أن جعلنا من هذه الأمة؟ هل كنا على مستوى هذا التكريم؟ هل أعطينا العالم صورة حسنة عن هذه الأمة المحمدية؟ يا شباب العالم المحمدي ينقص الكون شباب مهتدي فأروه دينـكـم ليهتـدي دين عزم وضمير ويــد أليس من المأساة أن يقول بعض من أسلم من الغربيين: أحمد الله أنني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين وإلا لما أسلمت!!! يريد أنه قرأ عن الإسلام فسره ما فيه فاعتنقه، فلما رأى المسلمين هاله البون الشاسع بين المقروء والمشاهد، وظن أنه لورأى المسلمين وحالهم قبل أن يقرأ عن الإسلام لما فكر في اعتناقه!!! لا بد أن نحقق في أرض الواقع هذه الخيرية ونحمل هذا الإسلام فنبشر به العالمين ونحيي به موات الدنيا فإن الأرض عطشى إلى مطر المسلمين، مشتاقة إلى وقع أقدامهم وهتاف تكبيرهم. |
أدوات الموضوع | |
|
|