جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الجانب المعنوي لهجره
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الأمين ثم اما بعد ورد ان رسول قال في الحديث الذي أخرجه الترمذي من رواية ابنِ عَبَّاسٍ قالَ: قال رسولُ اللّهِ لِمَكَّةَ،: «مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلِدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ كما قال في المسند من رواية أبي هريرة قال: «وقف النبيّ صلى الله عليه وسلم على الحزورة (الربوة الصغيرة العالية ) فقال: علمت أنك خير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت خرج رسول الله من مكة مهاجرا الي المدينة هو وأبوبكر رضي الله عنه ونلاحظ ان الحديثين يوضحن ان مكة أحب البقاع الي الله في الأرض ومن البديهي ان تكون احب الي رسول الله صلي الله عليه وسلم وكن العبرة بالخواتم خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ضعف وعاد اليها قوي وقد انشر دين الله عز وجل سوف نتحد ث في هذه العجالة عن ألهجره من منظوره المعنوية أن الهجرية كلنا نعرفها ونعرف الأسباب التي أدت إليها وكما أننا نعرف تفاصيلها من الرواية التي وردت في كتب السنن وأما الجانب الآخر منها نعرفه ولكن سوف نتحدث عنه والأثر الذي تركه في حياة الصحابة وحياتنا اليوم ان الهجرة هي تغير في مسار الدعوة ونهضة لدين الله عز وجل وزلة لمشركين فلابد من تغير طباع البشر حتي يأخذوا هذا الأمر بقوه فان التغير قد بداء منذ ان وضع رسول الله رجله علي المدينة المنورة فأول ما صنع أُسِّسَ المسجدُ الذي أسِّسَ على التقوى، وصلَّى فيه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ثمَّ ركبَ راحلَتهُ، فسارَ يمشي معه الناسُ، حتى برَكَتْ عندَ مسجدِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يُصلِّي فيه يومئذٍ رجالٌ منَ المسلمين، وكان مِرْبَداً للتمرِ لسهيلٍ وسهل غلامَين يَتيمين في حَجْرِ سَعدِ بن زُرارةَ، فقال رسولُ اللَّهْ صلى الله عليه وسلم حين بَركت به راحلته: هذا إن شاء اللَّه المنزِل. ثمَّ دعا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الغُلامين فساوَمَهما بالمِرْبَدِ ( هو مكان حبس الابل ) ليتَّخِذَهُ مسجداً، فقالا: لا، بل نهَبُهُ لك يا رسولَ اللَّهِ، فأبى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يَقبلهُ منهما هِبةً حتى ابتاعَهُ منهما، ثمَّ بناهُ مسجداً، وطَفِقَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ينقلُ معَهُم اللبِنَ في بُنيانِه ويقول ـ وهوَ ينقلُ اللبن :ـ هذا الحِمالُ لا حِمال خَيبرْ هذا أبرُّ ربنا وأطهر ويقول: اللهم إن الأجرَ أجرُ الآخرَهْ فارحَم الأنصارَ والمهاجرهْ فكان مسجد المدينة المعروف ليومنا هذا فنجد ان هذا المسجد كان قبلة المسافرين والقادمون أي كالمطار اليوم دخول وخروج فنجد في حديث البخاري وكان إذا قدِمَ من سفرٍ بدأ بالمسجدِ فيركع فيه ركعتَينِ ثم جلسَ للناس، فكانت القوافل تزل به فقد ورد ان قافلة جاءت يوماً إلى المدينة المنوّرة .ونزلت بالمسجد ... وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقوم بجولة في المدينة برفقة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه .. فمرّا على القافلة وكان الليل يوشك أن ينصرم .. فقال عمر رضي الله عنه لرفيقه : فلنمض بقية الليل هنا نحرس ضيوفنا .. وبينما هما جالسان .. سمعا بكاء صبي ياتي من مصلي النساء.. فقام عمر رضي الله عنه إلى أم الصبي وقال لها : اتق الله وأحسني إلى صبيِّك ثم عاد إلى مكانه .. لكن البكاء مالبث أن عاد .. فرجع سيدنا عمر إلى أم الصبي وأعاد عليها الكلام ثم رجع إلى مجلسه .. ولم يكد يجلس حتى عاد الصبي للبكاء .. فقام عمر مغضبأ وقال للأم : ” ويحك إني لأراكِ أم سوء، ما لصبيِّك لا يقرُّ له قرار ؟” … فاجابته وهي لا تعرف أنه أمير المؤمنين : يا عبد الله قد أضجرتني، إني أحمله على الفِطام فيأبى سألها عُمر: ولما تحملينه على الفِطام؟ قالت: لأن عمر لا يفرض العطاء إلا للفطيم فسألها رضي الله عنه : كم عمره ؟ فقالت : بضعة أشهر .. فقال لها سيدنا عمر ويحكِ لا تعجليه .. ثم رجع عمر رضي الله عنه إلى عبد الرحمن بن عوف .. ووضع رأسه بين يديه وقال : ويحك يا عمر .. كم قتلت من أطفال المسلمين ثم حانت صلاة الفجر .. فذهب أمير المؤمنين ليؤم المسلمين في الصلاة ..وهو يقول بؤساً لك يا عمر .. كم قتلت من أطفال المسلمين ثم قال : لا تعجلوا على صبيانكم بالفطام، فإنا نفرض من بيت المال لكلّ مولودٍ يولد في الإسلام من دون فطام فنجد ان المسجد هو دار لكل أهل المدينة وهو ديوان الحكم وهو وزراه المالية و وزاره الخارجية كانت تخرج منه المراسلات الي المدن المجاورة وقبل كل شي هو وزاره التعليم كان يرسل المعلمين و المرشدين ليعلموا الناس وكان مدرسة النبوة وهذا هو الجانب المعنوي لهجره ان هذا الجانب كان لها الأثر الكبير في نشر هذا الدين الذي انتشر بفضل الله من الخليج الي المحيط ومن الشمال الي الجنوب نسال الله ان يعيد لهذا الدين مجده وان يعفو عنا وعنكم انه القادر علي ذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
أدوات الموضوع | |
|
|