#1
|
|||
|
|||
الحكم وما ادراك ما الحكم
الحكم وما ادراك ما الحكم
==================== الانسان هذا المخلوق الضعيف الظلوم الجهول مكون من : الاول: جسد مخلوق من تراب وغذاؤه مما خلق منه فكل ما يأكله الانسان اصله التراب وهذا الغذاء الذي اصله من التراب يحيى به الجسد الذي من تراب . الثاني: الروح وهي مخلوقة من أمر الله تعالى لا يعلم حقيقتها الا الله وغذائها لا بد ان يكون من روح وللك قال تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(). فالتشريع مهما كان فان متعلقه بالروح وليس بالجسد فالأوامر والنواهي هي معنى التشريع وهي غذاء الروح فإن كان غذاء صحيحا فتحيا به واما ان تكون غذاء خبيثا فتهلكها(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ()، لان الموت اما بخروج الروح من الجسد واما بدخول السموم عليها وهي تشريعات غير الله تعالى , ولذلك من شرع للبشر فقد جعل نفسه عالما بحقيقة الروح وما يصلحها قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا(), ومن فعل ذلك فقد جعل نفسه ربا من دون الله تعالى وهذه هي الربوبية التي بينها الله تعالى للأحبار والرهبان وهي التشريع من دون الله تعالى قال سبحانه وتعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ...الآية. ومن اطاع واتبع تشريع غير الله تعالى مهما كان فقد اتخذ صاحب هذا التشريع ربا من دون الله تعالى والتشريع هو الحكم والحكم بالحق - ولا حق الا حكم الله تعالى - هو الغاية التي خلق البشر لأجلها قال تعالى :وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30).... وهذه الخلافة بينها سبحانه بانها الحكم بقوله : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (). ولهذا كان الحكم هو العبادة التي خلق الله تعالى من اجلها البشر :وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ() وبناء على هذا فان مسالة الحكم قد تكفل الله تعالى بيانها بيانا شافيا مفصلا محكما في عشرات الآيات من كتابه العزيز. وللحكم ثلاث مراتب هي : الاولى : الحكم بما انزل الله عدلا ..وهو ان يحكم بالقضية او المسالة بحكم الله بما يتوافق مع الحق وهذا هو الايمان . الثانية: الحكم بما انزل الله ظلما وهو ان يحكم بحكم الله تعالى على قضية بما يخالف حقائقها كان يحكم مثلا بان فلانا غير زان لان شرطا من الشروط لم ينحقق افهذا الذي يتنزل عليه القول : كفر دون كفر , وقد ورد عن علماء السلف قولهم عن الحكم انه كفر دون كفر فيما يتعلق بالمخالفات الشرعية كالزنا والسرقة وغيرها راجع كتاب تعظيم قدر الصلاة للامام محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى . الثالثة: ان يحكم بغير ما انزل الله وهذا كفر بالله العظيم ولا يوجد فيه تقسيم الى ظلم وعدل اذ ان الحكم بغير ما انزل الله كله ظلم وعلى درجة واحدة فان فهمت هذا زال الاشكال في مسالة الحكم |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: الحكم وما ادراك ما الحكم | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الوجيز فى الميراث | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-14 03:50 PM |