![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
هذه هي صفات الرجولة في الرؤية القرآنية: المسؤولية، الإيجابية، الوفاء، التطهر، القوة، الجدية..
- إنها المسؤولية في التعامل مع الآخرين (السمة رقم 1)، والآية تنبه إلى العلاقة الزوجية، وما يحسن رجل معاملة زوجته والقيام بما يجب عليه نحوها إلا كان كذلك مع الآخرين، لأنه يستحيل أن نجد شخصا يعامل زوجته بعنف وقسوة وفضاضة وهو في الخارج مع الغير يعاملهم بلباقة ورقة وحنان. أقصد هنا في حالة استقامة الشخصيّة أما في حالة النفاق والكذب فشيء آخر.. - إنها ممارسة التطهر والزكاء الروحي (السمة رقم 2).. والآية تنبه إلى الرجال الذين يحبون الطهارة النفسية والمادية، وذكر المسجد هنا له دلالته الموحية، فالمسجد في معناه الرمزي هو البرزخ الفاصل بين عالم الدنيا وعالم الآخرة، من جهة أنه لا يحسن فيه ما يحسن خارجه من شؤون الدنيا، فهؤلاء الفضلاء انفصلوا عن ضجيج الدنيا وصخب الواقع وجواذب الشهوات إلى فضاء الصفاء ورغبة في الاندماج الكامل مع جماليات الروح وأشواقها. - إنها التعالي على زخرف الحياة الدنيا وسرابها الخالب (السمة رقم 3). والآية تنبه إلى سمة الرجولة في أناس لم تغرهم الدنيا مهما انبسطت عليهم، فهم يعرفون مهمتهم في الحياة ودورهم في تاريخ الإنسانية فلا ينسون هذه الحقيقة وهم يأخذون بنصيبهم منها. - إنها الصدق في القول والفعل (السمة رقم 4). والآية تنبه إلى خلق الصدق الخالص في القول والفعل. فالرجل الفاضل هو الصادق الذي يفي بوعده مهما كلفه ذلك، لأن خلق الصدق دليل على قيمة العقيدة التي يعتقدها هذا الإنسان، ومن ثم يكون الصدق هو سمة شخصيته: تفكيرا وشعورا وسلوكا، ولهذا ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن الصدق يهدي إلى البر، والبر كلمة جامعة لمعاني الخير وحقائق الفضيلة وسمات الإنسانيّة. - إنها قوة الإرادة (السمة رقم 5). والآية تنبه إلى أنهم لا يخافون إلا الله، والخوف من الله تعالى يورث صاحبه قوة شديد وعزيمة ماضية لأنه لا يرى إلا الله مدبرا للوجود جميعا، أما غير الله فمهما ملكوا من معاني القوة ما شاءت أنفسهم يظلون مخلوقات ضئيلة لا تملك في الحقيقة شيئا إلا بإذن الله تعالى، ولهذا كان الإنسان المسلم ممتلئا أمنا وسلاما ولا يخضع ولا يستسلم. - إنها الفاعلية والإيجابية (السمة رقم 6). فالرجل في مفهوم القرآن إيجابي له فاعلية ومبادرة في الحياة، لأن غايته العليا هي وجه الله تعالى، ومن ثم فهو يسعى إلى ترجمة سعيه إلى هذه الغاية واقعا، لأنه بهذا السعي يحقق معنيين اثنين: الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم من جهة العمل على تطوير الأمة والارتقاء بها فكراً وأخلاقاً وسلوكاً وحضارة، والثاني هو تفتيق معاني إنسانيّة والشعور بقيمته الشخصيّة. وما يلتزم أحد من الخلق هذه السمات في حياته إلا وجد السعادة والطمأنينة والهدوء والسكينة والإستقامة والجمال والهدى والنور، وقبل ذلك ومع ذلك وبعد ذلك رضا الرحمن ومحبة الملائكة واحترام المؤمنين وفي الآخرة جنة عرضها السموات والأرض. ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|