#1
|
|||
|
|||
مساعدة
السلام عليكم..
أرجو منكم إعانتي بالمشورة و الرأي يا إخوة؛ فإنني أتوسم في أمثالكم الخير، و أعاني من هم مسيطر على تفكيري لا أقدر على البت في أمره وحدي؛ لذا أنا في حاجة لإرشادكم و الاستفادة من خبراتكم. أنا مقبل على طلب العلم و لما أشرع فيه بعد، و لديّ رغبة صادقة في خدمة ديني من خلال التخصص العلمي الذي سيفتح الله به عليّ إن شاء تعالى و كتب لي الفلاح و السداد فيه، و لكن المشكلة تكمن في المخاوف الوجيهة التي تتراءى لي و تصدني عن الاشتغال بالدراسة و العكوف على طلب العلم. أنا محب جداً لتخصص اللغة العربية، و لكنني في الوقت ذاته أخشى من هذا التخصص خشية بالغة، و أشفق على نفسي من عاقبة إهدار سني عمري في سبيل شدوه و الإلمام به ثم أرجع منه بخفي حنين، فالغاية التي أقصدها من وراء هذه المسيرة التي قد تطول بي إنما هي خدمة ديني، و لا أدري كيف سيتسنى لي خدمة ديني و في العربية ما فيها من العقبات و العوائق المانعة من إدراك ذلك لمن اقتصر على التعمق في علوم العربية و اكتفى بها عما سواها من العلوم الأخرى؛ حرصاً على عمق التخصص و إفراد علوم العربية بالجهد و الوقت و العناية التامة!! فالعربية ميدان واسع لمن حاول تفسير القرآن (لغوياً) عبر مصنفات عديدة عرف بعضها بتسمية: مصنفات (إعراب القرآن)، و عرف بعضها الآخر - صراحة - بصفة التفاسير اللغوية، و العربية ميدان واسع لاستعارة مفردات علم الكلام و المنطق في مصنفات نحوية متعددة، و العربية ميدان واسع لتمرير ركائز العقيدة الأشعرية عبر القواميس و المعاجم اللغوية، و العربية ميدان واسع لتحكيم آراء الرجال في تعيين الأغراض البلاغية من الأساليب اللغوية الواردة في نصوص الوحيين و دون اعتبار لما نقلته الآثار و الأخبار عن سلفنا الصالح في تعيين الأغراض المقصودة في نصوص الوحيين بدقة، و العربية ميدان واسع للتمثيل للمجاز البلاغي في شواهد قرآنية عديدة برغم أنني طالما حكي لي عن ابن تيمية أنه ينكر المجاز في القرآن، و العربية ميدان واسع لإسباغ الصحة و الصبغة الشرعية على كثير من العقائد الباطلة و التوجهات المنحرفة لدى كثير من الفرق المنتسبة للإسلام و لدى فقهاء أهل السنة المجانبين للصواب باجتهاداتهم، و ذلك من خلال إطلاق العنان لتفسير القرآن وفق ما تحتمله اللغة دون ضوابط و خطوط حمراء، و العربية ميدان واسع لجهود أعلام أشاعرة و صوفية و معتزلة و روافض لا تؤمن منهم السموم المدسوسة في بطون الكتب. كيف لطالب علم مبتدئ مثلي أن يتصدى - و بدون تحصين نفسه بالعلم الشرعي الأولي - لدراسة العربية و يخوض أهوالها مع تمام علمه بأنها ستجرفه إلى انحرافات و ضلالات عقدية و شرعية؛ نظراً لانفصال علوم العربية - أصلاً - عن العلوم الشرعية، و اتصالها - واقعاً - بها من خلال جهود علماء اللغة من شتى الطوائف و المذاهب و الفرق؟! و من ناحية أخرى.. كيف سأخدم ديني بعد التمكن من العربية و علومها على النحو المذكور، و كل ما سأضيفه للدين لن يكون إلا جهوداً لغوية لا تتوافق مع مراد الله و رسوله؟! فالمراد واحد و الجهود اللغوية شتى!! اسمحوا لي قبل مبادرتكم بطرح آرائكم أن أشير إلى أنني فكرت في طلب علم شرعي أمهد به سبيلي نحو التخصص في علم العربية، لكنني وجدت التمهيد المتين لا يتأتى إلا بدراسة كتب العقيدة و التفاسير السلفية و علم الحديث و الفقه، و كل هذا قبل أن أشرع في تعلم العربية بعمق، و الإشكال في ذلك أن مثل هذا التمهيد يقتضي ما يزيد عن عشر سنوات، فكم بقي من العمر بعد مضي هذا الزمن للعناية بمصنفات التخصص المطلوب؟! |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك وسهلا أيها الأخ الكريم زادك الله علما وحرصا. ولاشك أنك تعلم أن اللغة العربية هى لغ القرآن الكري ، وهى من علوم الآلات الأساسية التى لا يسُستغنى عنها البتة. وهناك كثير من قواعد التفسير بنيت على مباحث لغوية. ولاشك أن العربية لا تزال تحتاج إلى جهود كبيرة للبت فى الكثير من الأور الخلافية التى لا تزال علقة فى أروقة علم التفسير خاصة والعلوم الشرعية عامة!! واللغة العربية حب وإمتاع . ولها لذة ولا يمل الإنسان صاحب الذوق والبلاغة من الاستزادة والنهل منها. فتوكل على الله. واعل أن قد حللت مشكلتك فى نهاية المقال. فهذا ما كنت سوف أنصحك به. ألا وهو أن تبدأ فى دراسة بعض العلم الشرعية خاصة علم العقيدة ، وأزيدك من عندى علم أصول الفقه ، لأنه ذو ارتباط وثيق باللغة العربية ومباحثها ها يتبادلان المنفعة. وأما بخصوص السن والعمر فإنى أحذرك بأن هذا من تلبيس إبليس ليصدك ويصرفك وليضعف من عزيمتك. فالأعمار بيد الله وحده. وليست العبرة بطول العمر. بل بالبركة فيه. فكثير من النجباء تخطفتهم يد الردى وهم فى ريعان الشباب وقد خلفا وراءهم ا تنوء بحمله أعناق الرجال. وإنى لأتذكر أحد علماء السلف - لا يحضرنى اسمه - بدأت رحلة طلب العلم وهو فى التسعين من عمره، وقد عقد النية ، فأطال الله عمره حتى بلغ المائة والخمسين ومات وهو يعلم الناس.
__________________
قـلــت :
|
#3
|
|||
|
|||
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..
أخي (أبا جهاد الأنصاري) حفظك الله - جل جلاله - و متعك بالسلامة و العافية من كل شر في الدارين، و جعل التوفيق إلى كل خير حليفك في الدنيا و الآخرة، إنه ولي ذلك و القادر عليه. قد لا تسعفني حصيلة لغتي الحالية في الإعراب لك عن مدى استفادتي البالغة من مشاركتك الثمينة، و إن لهذه المشاركة في نفسي من الوقع و الأثر الغائر ما يسرني أن أزف إليك بشرى انشراح صدري به، للوقوف على أعتاب أبواب العلوم الشرعية؛ توسلاً بها إلى تحصيل كنوز العربية من آمن السبل السالكة بطالبها إليها؛ عسى الله - عز و جل - أن يستعملني في طاعته، و يوفقني لنيل شرف خدمة دينه، و أن يرزقني الصدق معه و الإخلاص له. و كم تحسن بي الإشارة، في مثل هذا المقام الذي قصرت فيه كلماتي و عباراتي عن إيفائك ما تستحقه من الشكر و الجزاء أخي (أبا جهاد)، إلى أنني كنت في هم مؤرق و كرب مطبق جراء انشغالي بهذه القضية الملازمة لفكري و التي نادمت ذهني وساوس و هواجس عديدة، و ثبطت من عزمي و أضعفت معنوياتي، و سرعان ما تولت عن البال بحسن نصحكم و طيب إرشادكم، فسبحان من أمضى عليّ قدره و قضاءه في مروري بكم و طرح ما يعتمل في صدري من التردد و دواعي الإحجام بينكم؛ ليصطفي منكم أسباباً تأخذ بيدي إلى خوض ما تهابه النفس و تفرق من معالجته، و إلى اقتحام ما يهوله الشيطان و يتوعد صاحبه بالفقر و الخيبة، بكل عزيمة متوقدة و إيمان راسخ. جزاكم الله خيراً.. و لا تنسوني من دعواتكم لي بالتسديد و الفلاح و صدق التوجه و قوة الإيمان. |
#4
|
|||
|
|||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي انصحك بقرائة سيرة شيخ اللغة العربية العلامة ابو فهر محمود شاكر ، فهذا الرجل دافع عن الاسلام و عقيدته و تراته بالعربية و اذا فهم المسلمون لغة دينهم فهموا دينهم و اذا فهموا دينهم عرفوا ربهم و اذا عرفوا ربهم كان همهم الوحيد ارضائه و اذا كان ذلك مكن الله لهم في الارض و ، لانه اذا سقطت اللغة العربية سقط الاسلام و قد فطن الاعداء لذلك فوجهوا معاولهم لهدمها ، الا ترى ما يحاك للغة و ما يقال عنها من اباطيل ؟؟؟
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#5
|
|||
|
|||
السلام عليكم أخي عطاء الله
والحمد لله وحقيقة فإن نصح أخوي الفاضلين أبو جهاد وعنر أيوب لهما ثمينتان وجيدتان . إلا أنه لي ملاحظات وسؤال . ملاحظاتي : أنك رجل ذو باع في اللغة ومكنة التعبير ، بل وإن لغة تعبيرك تدل على رجاحة عقلك وفصاحة لسانك ، ومكنون جيد من الكريم تعبر عنه بالجزل من اللغة . ولا يخفى أنه عندك ارتباك ما ، وعندك تردد قليل وبعض المعاناة ، مع أن لغتك وتعبيرك تعطي انطباعا عظيما وقيما ومحفزا . واعلم أخي ومتى وضع الهدف النبيل فتلك العوائق التي جلها هشة ستنمحي وتسقط ،وستتضافر اللغة المتينة مع العلم المتين ومع سبر أغوار الحقائق . وكأني بابن عباس يتكلم وبفصاحته وجزالته ، ونصيحة الاخوين الكريمي أعلاه ثمينتان جدا ، لإاحرص عليهما . ولدي تساؤل : هل تقصد دراسة الفقة بشكل فردي أم عن طريق كلية أو جامعة ؟ فإذا كان عن طريق جامعة أو كلية فإني أظن أنه هذا خير اختيار وانجاز . وإن كنت تقصد الجهد الشخصي فهذا لايعيقك على تكامل الامرين معا . واعلم أخي ان اللغة والدين والعقل وللحكيم المنصف لا تتعارض بتاتا . ولا تجعل شكليات بائسة وهشة تقف فزاعة أمامك . وبالنسبة لابن تيمية فأنا أوافقه على خاو القرآن من المجاز المعرف عند بعض العلماء ، فالمجاز هو نوع من الاختصار اللغوي بتشبيه عمل أو مثل لغاية تفهيمية ومختصرة كي تصل الغاية أسرع وأوجز . على كل أخي اعزم الخير وتوكل على الله تعالى ، ولبيب مثلك ينال الثمر من الفنن دون عياء أو خداع ظالم ، ويتحصل له كل طيب بتقوى الله تعالى . دمت بخير أخي . |
#6
|
|||
|
|||
أخي الجليل (عمر أيوب) أحسن الله إليك، نعم الأسوة (أبو فهر) رحمه الله تعالى، و بئس طالب لغة العرب أنا، إن جهلت أحد أبرز أعلامها و سدنة تراثها كالشيخ (محمود شاكر) رحمه الله تعالى و رضي عنه، و أسكنه فسيح جنانه و أعتق رقبته من عذاب نيرانه، بالله عليك كيف يغيب عن خاطري طيف هذا الرجل؟ و أي رجل كان هذا البحر الزاخر بعجائب الفتح و الإلهام الرباني! حقاً إن فضل الله على عباده لعظيم.
أمثال هذه النجوم الساطعة في سماء المجد - أخي (عمر) - هم الذين أورثوا نفوسنا حب العربية و الشغف بها، إلى حد الانصهار بين دواوين شعرائها و آداب نجبائها و أسفار علمائها، و حرصاً على استكمال مسيرتهم المباركة في إعلاء راية الدين الحنيف؛ كان منا هذا الحذر و التوجس الذي تشهده من سابق حديثنا عن ارتباط العربية بما يلبس على الأغرار أمر دينهم. أنا الآن مدرك تماماً و مستيقن حق اليقين، بأنه لا مناص من الإقبال على طلب العلم الشرعي، الذي سيعبد لي طريقاً آمنة باعثة على الاطمئنان، تجوز بي نحو العربية جواز سفن النجاة إلى ضفاف الأمان، و لعل و عسى أن يكون لنا حظ في حسن تعهد هذا العلم و تطويعه لما يسمو براية الإسلام خفاقة على مرأى من جميع الآفاق. |
#7
|
|||
|
|||
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي (أبا عبيدة)، و رزقكم الله - عز و جل - دوام نعمته عليكم باستنارة البصيرة و صدق الفراسة، فإن ملاحظاتك النيرة تشع و تشرق بنور ملهم و رأي محكم.
أخي (أبا عبيدة)، هذه الحياة فانية و متاعها زائل، و الأكدار و المنغصات لا تفارق يوماً من أيامها المرة، فضلاً عن المصائب و الكربات المقدورة على الإنسان فيها من حيث لا يشعر و لا يحس بين الفينة و الفينة، و إن آلم ما قد يتحسر المرء على فواته بعد مضي القدر الأكبر من سنوات حياته أن يجد نفسه كالمنبت الذي لا أرضاً قطع و لا ظهراً أبقى، فإن أخشى ما أخشاه أن يمضي شطر واسع من عمري و أجدني عندئذ جاهلاً بما لا يسع المسلم جهله من شئون دينه، بل و خالياً من علم نافع أنشره متقرباً إلى الله - سبحانه و تعالى - و أظفر من خلاله بأرجى الأعمال الثلاثة الدائمة بعد انتهاء الأجل و انقطاع العمل و الأمل، و هو (العلم الذي ينتفع به)، و لا يخفى عليكم أنه أدوم بإذن الله من صدقة جارية ما تلبث أن تنفد، أو دعاء ولد صالح سرعان ما يزهد. و إجابة لسؤالكم الكريم أخي (أبا عبيدة) حول كيفية طلب الفقه، فإنه من حقكم عليّ في إطار المناصحة، و من واجبي إزاءكم في سياق المصارحة، الاعتراف الشخصي بما يمليه واقع الحال لديّ، و إن وقع لي معكم فيه خلاف، و بناءً على ذلك يتحتم عليّ إخباركم بأنني ممن يحبذون طلب العلم في بطون الكتب، سواءً الفقه أم سواه من العلوم؛ بالنظر إلى أنني لست أهلاً لثني ركبي عند العلماء و المشايخ، لعلتين: إحداهما مقترنة بي، و الأخرى بالعلماء و المشايخ في زماننا هذا، فكلانا عليل من حيث يدري و لا يدري، و ضعف الطالب و المطلوب! |
#8
|
|||
|
|||
اقتباس:
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#9
|
|||
|
|||
اقتباس:
ويسر الله أمرك ، وأعانك على كل خير . |
#10
|
|||
|
|||
اقتباس:
يسر الله لك أمرك وأعانك على كل خير . وأحبك الله حبا فوق حب وفقهك في الدين . ومن طلب كبد الحقيقة وصلها ، ويجد النور والخير في طلبها . وفقك الله لكل خير أخانا عطاء الله . |
أدوات الموضوع | |
|
|