#1
|
|||
|
|||
متى يفرح المسلم
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق بأن المسلم فرحه في الدنيا قليل , ذلك لأن المسلم لم يخلق ليلعب أو يلهو , ولكنه خلق للعبادة قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ 56مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)(سورة الذاريات ) يخبرنا الله -سبحانه وتعالى-أنه هو الذي أوجد الجن والإنس، وأن الحكمة من إيجادهم هي إفراده بالعبادة والكفر بما سواه، وأنه لم يخلقهم لمصلحة نفوذ لذاته، وإنما أوجدهم للعبادة، وتكفل بأرزاقهم، وهو صادق بوعده قادر على تحقيقه لأنه قوي متين. الله سبحانه وتعالى بَيّن لنا الحِكمة من خلقه الثقلين: الجن والإنس، وهي: أنه إنما خلقهم لشيء واحد، وهو: العبادة، ولهذا جاء بالحصر " {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ متى يفرح المسلم ؟؟؟؟ أولا :- المسلم يفرح إذا وفقه الله للعبادة :- - دخل رجل على أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه يوم عيد الفطر، فوجده يتناول خبزًا فيه خشونة، فقال: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن! فقال عليّ: اليوم عيد مَن قُبِلَ صيامه وقيامه، عيد من غفر ذنبه وشكر سعيه وقبل عمله، اليوم لنا عيد وغدًا لنا عيد، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو لنا عيد. - في يوم من أيام العيد جاءت بناتُ عمر بن عبدالعزيز، وقُلْنَ له: يا أمير المؤمنين، العيد غدًا، وليس عندنا ثياب جديدة نَلْبَسُها - بناته يوم العيد لا يَجِدْنَ ثيابًا يَلْبَسْنَها - فماذا كان ردُّ أمير المؤمنين عليهِنَّ؟ - نظر إليهنَّ، وقال :يا بناتي، ليس العيد من لبس الجديد، إنما العيد لمن خاف يوم الوعيد - يقول ابن رجب: ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد، ليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب، في ليلة العيد تفرق خلق العتق والمغفرة على العبيد؛ فمن ناله منها شيء فله عيد، وإلا فهو مطرود بعيد - قال الحسن البصري: كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد آداب الفرح يوم العيد :- - قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: خَرَجْتُ مَعَهُ يَوْمَ عِيدٍ، فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا غَضُّ الْبَصَرِ - عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه... رأى ابنه عبد الملك في ثياب رثة في يوم العيد... فبكى عمر رضي الله عنه... فلاحظ ابنه البار ذلك... فقال له: ما يبكيك يا أبتاه ؟ فقال له أبوه الرحيم: أخاف أن تخرج يا بني في هذه الثياب الرثة إلى الصبيان لتلعب معهم فينكسر قلبك... فقال الابن البار لأبيه الرحيم: إنما ينكسر قلب من عصى مولاه وعق أمه وأباه... وأرجو أن يكون الله راضيا عني برضاك عني يا أبي... فضمه عمر إلى صدره وقبله بين عينيه ودعا له... فكان ازهد أولاده - قال الإمام انس بن مالك رحمه الله: للمؤمن خمسة أعياد: كل يوم يمر على المؤمن ولا يكتب عليه ذنب فهو يوم عيد, اليوم الذي يخرج فيه من الدنيا بالإيمان فهو يوم عيد, واليوم الذي يجاوز فيه الصراط ويأمن أهوال يوم القيامة فهو يوم عيد, واليوم الذي يدخل فيه الجنة فهو يوم عيد, واليوم الذي ينظر فيه إلى ربه فهو يوم عيد ثانيا :- المسلم يفرح عند دخوله الجنة :- قال تعالى في سورة فاطر (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ( 34 ) ) يقول الطبري اختلف أهل التأويل في الحزن الذي حمد الله على إذهابه عنهم هؤلاء القوم ; فقال بعضهم : ذلك الحزن الذي كانوا فيه قبل دخولهم الجنة من خوف النار إذ كانوا خائفين أن يدخلوها ويقول بن كثير وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس على أهل " لا إله إلا الله " وحشة في قبورهم ولا في منشرهم ، وكأني بأهل " لا إله إلا الله " ينفضون التراب عن رءوسهم ، ويقولون : ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) رواه ابن أبي حاتم من حديثه . ( الذي أحلنا دار المقامة من فضله ) : يقولون : الذي أعطانا هذه المنزلة ، وهذا المقام من فضله ومنه ورحمته ، لم تكن أعمالنا تساوي ذلك . كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة " . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل " . ( لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) أي : لا يمسنا فيها عناء ولا إعياء . والنصب واللغوب : كل منهما يستعمل في التعب ، وكأن المراد ينفي هذا وهذا عنهم أنهم لا تعب على أبدانهم ولا أرواحهم ، والله أعلم إذن المسلم يفرح عند طاعته لله رب العالمين ويفرح عند دخوله الجنة , و بأس أن يفرح يوم العيد بشرط عدم معصيته لله هذا والله أعلم |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خير الجزاء
|
أدوات الموضوع | |
|
|