#1
|
||||
|
||||
الأمثال في القرآن الكريم.
💎تــأمــلات في كتــــ 📖ــــاب الــلــه ..لعلماء السنة:
📌سلسلة : *«الأمــثــال فـي الـقـــرآن»* 🔻الـمَــثَـل ((1)):🔻 🔹قال الله تعالى عن المنافقين : *(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ)* [ البقرة/ 17، 18] . 🔸قال السعدي رحمه الله : " أي: مَثَلهم المطابق لما كانوا عليه كمثل الذي استوقد نارا ، أي: كان في ظلمة عظيمة ، وحاجة إلى النار شديدة فاستوقدها من غيره ، ولم تكن عنده معدَّة ، بل هي خارجة عنه ، فلما أضاءت النار ما حولَه ، ونظر المحل الذي هو فيه ، وما فيه من المَخاوف وأَمِنَها ، وانتفع بتلك النار، وقَرَّت بها عينُه ، وظن أنه قادر عليها، فبينما هو كذلك ، إذ ذهب الله بنوره، فذهب عنه النور، وذهب معه السرور، وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة، فذهب ما فيها من الإشراق، وبقي ما فيها من الإحراق، فبقي في ظلمات متعددة: >> ظلمة الليل، >> وظلمة السحاب، >> وظلمة المطر، >> والظلمة الحاصلة بعد النور، فكيف يكون حال هذا الموصوف؟ ⤵ فكذلك هؤلاء المنافقون ، استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين ، ولم تكن صفة لهم، فانتفعوا بها وحقنت بذلك دماؤهم ، وسلمت أموالهم ، وحصل لهم نوع من الأمن في الدنيا، فبينما هم على ذلك إذ هجم عليهم الموت ، فسلبهم الانتفاع بذلك النور، وحصل لهم كل هم وغم وعذاب، >> وحصل لهم ظلمة القبر، >> وظلمة الكفر ، >> وظلمة النفاق، >> وظلم المعاصي على اختلاف أنواعها، >> وبعد ذلك ظلمة النار وبئس القرار". 📔انتهى من "تفسير السعدي" (ص 44) . 🔻الـمَــثَـل ((2)):🔻 قال تعالى : *﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ﴾* سورة (البقرة) الآية: (19) 🔹قال السعدي رحمه الله: أو مثلهم كصيب، أي: كصاحب صيب من السماء، وهو المطر الذي يصوب، أي: ينزل بكثرة، ﴿فِيهِ ظُلُمَاتٌ﴾ ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمات المطر، ﴿وَرَعْدٌ﴾ وهو الصوت الذي يسمع من السحاب، ﴿وَبَرْقٌ﴾ وهو الضوء اللامع المشاهد مع السحاب. اهـ. 📘"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" لعبد الرحمن بن ناصر السعدي، ( 1 / 44 ). ⤵وزاد ابن العثيمين في بيان قوله تعالي ﴿فِيهِ ظُلُمَاتٌ﴾ فقال - رحمه الله -: أي معه ظلمات؛ لأن الظلمات تكون مصاحبة له؛ وهذه الظلمات ثلاث: >> ظلمة الليل؛ >> وظلمة السحاب؛ >> وظلمة المطر؛ والدليل على أنها ظلمة الليل قوله تعالى بعد ذلك: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾، وقوله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ﴾: وهذا لا يكون إلا في الليل؛ و الثاني: ظلمة السحاب؛ لأن السحاب الكثير يتراكم بعضه على بعض، فيَحدُث من ذلك ظلمةٌ فوق ظلمة؛ و الثالث: ظلمة المطر النازل؛ لأن المطر النازل له كثافة تُحدِث ظلمةً؛ هذه ثلاث ظلمات؛ وربما تكون أكثر، كما لو كان في الجو غبار.. قوله تعالى: ﴿ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾؛ "الرعد" هو الصوت الذي نسمعه من السحاب؛ أما "البرق" فهو النور الذي يلمع في السحاب.. 👈🏽هؤلاء عندهم ظلمات في قلوبهم. فهي مملوءة ظلمة من الأصل؛ أصابها صيب. وهو القرآن. فيه رعد؛ والرعد هو وعيد القرآن؛ إلا أنه بالنسبة لهؤلاء المنافقين وخوفهم منه كأنه رعد شديد؛ وفيه برق. وهو وعد القرآن؛ إلا أنه بالنسبة لما فيه من نور، وهدى يكون كالبرق؛ لأن البرق ينير الأرض.. اهـ 📓تفسير العلامة محمد العثيمين 🔻الـمَــثَـل ((3)):🔻 قال جل وعلا : *{۞ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}.* [البقرة (26)] 🔹قال الشيخ السعدي رحمه الله: يقول تعالى *(إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا)* أي: أيَّ مثل كان *(بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)* لاشتمال الأمثال على الحكمة, وإيضاح الحق, والله لا يستحيي من الحق، وكأن في هذا, جوابا لمن أنكر ضرب الأمثال في الأشياء الحقيرة، واعترض على الله في ذلك. فليس في ذلك محل اعتراض. بل هو من تعليم الله لعباده ورحمته بهم. فيجب أن تتلقى بالقبول والشكر. ولهذا قال: *(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ)* فيتفهمونها، ويتفكرون فيها. فإن علموا ما اشتملت عليه على وجه التفصيل، ازداد بذلك علمهم وإيمانهم، وإلا علموا أنها حق، وما اشتملت عليه حق، وإن خفي عليهم وجه الحق فيها لعلمهم بأن الله لم يضربها عبثا، بل لحكمة بالغة، ونعمة سابغة. *(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا)* فيعترضون ويتحيرون، فيزدادون كفرا إلى كفرهم، كما ازداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم، ولهذا قال: *(يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا)* فهذه حال المؤمنين والكافرين عند نزول الآيات القرآنية. قال تعالى: *{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ}* فلا أعظم نعمة على العباد من نزول الآيات القرآنية، ومع هذا تكون لقوم محنة وحيرة [وضلالة] وزيادة شر إلى شرهم، ولقوم منحة [ورحمة] وزيادة خير إلى خيرهم، فسبحان من فاوت بين عباده، وانفرد بالهداية والإضلال. 📚«تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي رحمه الله (1/47). 🔻الـمَــثَـل ((4)):🔻 ▪قال الله جل وعلا عن الكفار: *{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ}* [البقرة: (171)] قال الشيخ السعدي رحمه الله: "لَمَّا بَيَّنَ تَعَالَى عَدَمَ انْقِيَادِهِمْ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَرَدَّهُمْ لِذَلِكَ بِالتَّقْلِيدِ، عُلِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ غَيْرُ قَابِلِينَ لِلْحَقِّ وَلَا مُسْتَجِيبِينَ لَهُ، بَلْ كَانَ مَعْلُومًا لِكُلِّ أَحَدٍ أَنَّهُمْ لَنْ يَزُولُوا عَنْ عِنَادِهِمْ، >> أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ مَثَلَهُمْ عِنْدَ دُعَاءِ الدَّاعِي لَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ كَمَثَلِ الْبَهَائِمِ الَّتِي يَنْعِقُ لَهَا رَاعِيهَا، وَلَيْسَ لَهَا عِلْمٌ بِمَا يَقُولُ رَاعِيهَا وَمُنَادِيهَا، فَهُمْ يَسْمَعُونَ مُجَرَّدَ الصَّوْتِ، الَّذِي تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَفْقَهُونَهُ فِقْهًا يَنْفَعُهُمْ، فَلِهَذَا كَانُوا : >> صُمًّا لَا يَسْمَعُونَ الْحَقَّ سَمَاعَ فَهْمٍ وَقَبُولٍ، >> عُمْيًا لَا يَنْظُرُونَ نَظَرَ اعْتِبَارٍ، >> بُكْمًا فَلَا يَنْطِقُونَ بِمَا فِيهِ خَيْرٌ لَهُمْ. ⤵وَالسَّبَبُ الْمُوجِبُ لِذَلِكَ كُلِّهِ، أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ عَقْلٌ صَحِيحٌ، بَلْ هُمْ أَسْفَهُ السُّفَهَاءِ، وَأَجْهَلُ الْجُهَلَاءِ. فَهَلْ يَسْتَرِيبُ الْعَاقِلُ أَنَّ مَنْ دُعِيَ إِلَى الرَّشَادِ، وَذِيدَ (دُفع و أُبعد) عَنِ الْفَسَادِ، وَنُهِيَ عَنِ اقْتِحَامِ الْعَذَابِ، وَأُمِرَ بِمَا فِيهِ صَلَاحُهُ وَفَلَاحُهُ وَفَوْزُهُ وَنَعِيمُهُ، فَعَصَى النَّاصِحَ، وَتَوَلَّى عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ، وَاقْتَحَمَ النَّارَ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَاتَّبَعَ الْبَاطِلَ، وَنَبَذَ الْحَقَّ -> أَنَّ هَذَا لَيْسَ لَهُ مُسْكَةٌ مِنْ عَقْلٍ، وَأَنَّهُ لَوِ اتَّصَفَ بِالْمَكْرِ وَالْخَدِيعَةِ وَالدَّهَاءِ، فَإِنَّهُ مِنْ أَسْفَهِ السُّفَهَاءِ؟!. 📚تفسير السعدي [ ص: 126 ]
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا |
#2
|
||||
|
||||
📌سلسلة :
*«الأمــثــال فـي الـقـــرآن»* 🔻الـمَــثَـل ((5)):🔻 قال الله تعالى : *{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}* [البقرة :(261)] 🔹قال الشيخ السعدي رحمه الله: "هذا بيان للمضاعفة التي ذكرها الله في قوله: *{من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة}* وهنا قال: *{مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله}* أي: في طاعته ومرضاته، وأولاها إنفاقها في الجهاد في سبيله. *{كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة}* وهذا إحضار لصورة المضاعفة بهذا المثل، الذي كان العبد يشاهده ببصره فيشاهد هذه المضاعفة ببصيرته، فيقوى شاهد الإيمان مع شاهد العيان، فتنقاد النفس مذعنة للإنفاق سامِحة بها مؤملة لهذه المضاعفة الجزيلة والمنة الجليلة، *{ والله يضاعف }* هذه المضاعفة *{لمن يشاء}* أي: بحسب حال المُنْفِق وإخلاصه وصدقه وبحسب حال النفقة وحِلِّها ونفعها ووُقوعها مَوقعها، ويحتمل أن يكون *{والله يضاعف}* أكثر من هذه المضاعفة *{لمن يشاء}* فيعطيهم أجرهم بغير حساب *{والله واسع}* الفضل، واسع العطاء، لا ينقصه نائل ولا يحفيه سائل، فلا يتوهم المنفق أن تلك المضاعفة فيها نوع مبالغة، لأن الله تعالى لا يتعاظمه شيء ولا ينقصه العطاء على كثرته، ومع هذا فهو *{عليم}* بمن يستحق هذه المضاعفة ومن لا يستحقها، فيضع المضاعفة في موضعها لكمال علمه وحكمته. 📚«تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» لعبد الرحمن بن ناصر بن السعدي رحمه الله، (1/112). يُتبع إن شاء الله.. ❁❁❁❁❁❁❁❁
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا |
#3
|
|||
|
|||
رد: الأمثال في القرآن الكريم.
شكرا لك أخي الكريم أحسنت
|
أدوات الموضوع | |
|
|