جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اللغة العربية وقدراتها
نتحدث اليوم عن اللغة العربية وقدراتها ، وكون هذه اللغة ذات سلاسة وتعبير دقيق وتوصيل المعنى المطلوب ، بل الارتقاء بالانسان وفكره إلى مجالات كريمة ومقدرة :
وننقل حاليا نبذات من مواضيع شتى تتحدث عن هذا الموضوع : فعن مقال : اللغة العربية ومواكبة التطور والحضارة لسالم بن عميران - كاتب يمني ننقل الفقرات الاخيرة (ومع أن المادة الاولى من المقال بحاجة لبحث وتدقيق ونقاش وتمحيص )(http://www.alwaei.com/site/index.php?cID=1191) أن اللغة العربية من أعرق اللغات العالمية منبتًا، وأعزها جانبًا، وأقواها جلادةً، وأبلغها عبارةً، وأغزرها مادةً، وأدقها تصويرًا، لما يقع تحت الحس، وتعبيرًا عما يجول في النفس، وذلك لمرونتها على الاشتقاق، وقبولها للتهذيب وسعة صدرها للتعريب، فليس هناك معنى من المعاني ولا فكرة من الأفكار ولا عاطفة من العواطف ولا نظرية من النظريات تعجز اللغة العربية عن تصويره بالأحرف والكلمات تصويرًا صحيحًا. (10). واللغة العربية قادرة على الاستجابة للتطور الحضاري والتعبير عنه ليس العربي أو الإسلامي فقط؛ وإنما العالمي، وهذا يعني قدرتها على الاتساع لكل تطورات العصر والتوليد والاستيعاب بل والتعبير عن كل الحالات والأحوال والإجابة عن كل سؤال معلوماتي علمي أو ثقافي أو تجاري أو صناعي أو سياسي أو أدبي (11) فلم تقف عاجزة عن تلك الحيوية ولا بدت عليها علامات الشيخوخة أو الاكتهال بل كانت - وما زالت – حية متطورة متميزة، ولعل ذلك هو السر الذي يجعلنا لا نقيس العربية الفصحى بما يحدث في اللغات الحية المعاصرة، فإن أقصى عمر هذه اللغات في شكلها الحاضر لا يتعدى قرنين من الزمان، فهي دائمة التطور والتغير والتفاعل مع اللغات المجاورة (12). فأي كلمة نتداولها الآن ظلت تتناقل عبر آلاف السنين وتكتسب من كل جيل حرارة وطاقة جديدة من الاستخدام اليومي وجزءًا من روح الناس المتعاملين بها «وبالرغم من الرأي القائل بأن اللغة العربية تمارس وتفرض علينا أنماطًا من التفكير تكلست عبر أجيال مضت وأنها تمارس سطوة استبدادية بعكس اللغات الأخرى؛ فإن هذه اللغة هي الأكثر شبابًا وحيوية؛ فمهما بلغت شيخوخة العربية فإن ذلك يكسبها الكثير من الخبرات الحيوية والفنية ما لم يتمثل ويكتشف في لغة أخرى» (13).. فهل بعد كل ذلك توجه الاتهامات إلى لغتنا بأنها غير قادرة على مواكبة التطور والحضارة ؟! وننقل عن مقال :من قضايا اللغة العربية والحاسوب لنزهة ابن الخياط فقرات مختارة : (http://www.fikrwanakd.aljabriabed.ne...3nazha.(2).htm) تميز القرن العشرون بتطور سريع طال جميع ميادين الحياة بما فيها المعارف والعلوم والتقنيات التي أصبحت تعالج وتتبادل عبر قنوات متطورة ومتنوعة للإيصال. كما اتسم بصراع حاد بين لغات مهيمنة كتبت لنفسها مواقع مع حركات الاستعمار والحروب العالمية، ولا سيما الثانية منها، وكذا مع التقدم العلمي والتقني والاقتصادي الذي أدركته على حساب لغات أخرى. ولم تزل هذه اللغات تخطط، بالرغم من انحسار الحركات الاستعمارية والحروب التقليدية، لتحتل مكان الصدارة ولتطرح نفسها كبديل للغات الأم في المجتمعات الضعيفة؛ بديل "قادر" على صياغة التقدم المنشود وبناء مستقبل الإنسان به. وليست لغتنا العربية بمنأى عن هذا الوضع الشاذ. فإذا كانت اللغة العربية هي لغة ما يقرب من 300 مليون شخص، محتلة بذلك المكانة الثالثة بعد الإنجليزية التي يبلغ عدد مستعمليها 630 مليونا والإسبانية التي يبلغ عدد الناطقين بها 375 مليونا، فإن مكانتها فيما يتعلق بالإنتاج والنشر والمعاملات الاقتصادية لا تتعدى في أقصى الحالات 1%. وتظهر تكنولوجيا المعلومات الحديثة على أبواب الألفية الثالثة كمخرج لهذه اللغة، كما لبعض اللغات الإنسانية ذات الانتشار الواسع، من ورطة الأفول التي تواجهها نظرا لضعف تواجدها عبر الشبكات الإلكترونية سواء كلغة حضارة أو كلغة علم وتقنية أو اقتصاد وتجارة. وومن نفس المقال أعلاه نختار أيضا الفقرات التاليات : لى أنه إذا كان تبني المعلوماتية قد فرض على العربية تطورا خاصا بشكل يجعل الأجهزة المعلوماتية تتعامل مع الحروف والكلمات والجمل العربية على مستوى الإدخال والمعالجة، ثم الاسترجاع والطبع، فإنه بالإضافة إلى تطويع الحرف العربي ظهرت ضرورة إقرار شفرة عربية موحدة سميت CODARU/FD؛ وهي الشفرة التي اشتهرت فيما بعد بآسمو ASMO 449 –مجموعة المحارف العربية المشفرة ذات العناصر السبعة- والتي أقرت سنة 1985. كما اعتمدت من طرف المنظمة العالمية للمواصفات تحت رقم ISO/9036، متخذة بذلك طابعا دوليا شأنها في ذلك شأن آسمو ASMO 708 –مجموعة المحارف اللاتينية العربية الشفرة ذات العناصر الثمانية- والتي وقع تبنيها سنة 1988 والمعروفة بمواصفة ISO/8859/6. وقد أدلت جمعية مصنعي الحواسب الأوروبيين ECMA بدلوها في الموضوع حين قام فريق عملها الخاص باللغة العربية بوضع مواصفة ISO/10646 التي تعارض القاعدة التي بنيت عليها المواصفتين السابقتين ASMO 449 وASMO 708: محرف واحد لحرف واحد. ولم يكن كل ذلك ليحدث في غياب تنسيق للجهود القائمة، الشيء الذي افتتح بمبادرة من رابطة الحكومات للإعلامية[4]، ابتداء من سنة 1976، ثم بمبادرة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ابتداء من 1980 وبتدخل من منظمات وهيآت التقييس مثل ISO وكذا من جمعيات مصنعي الحواسب الأوروبيين مثل ECMA. ويتضمن المقياس العربي المتبنى لمجموعة المحارف 45، وتشمل 28 صوتا صامتا أو جامدا (ء ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي)، بالإضافة إلى المصوتات وعددها 6 (الفتحة والضمة والكسرة إضافة إلى المد بالألف وبالواو وبالياء) ومحارف الضبط وعددها 4 (التنوين والشدة والسكون وهمزة الوصل، على أن تركيب هذه الإشارات مع بعضها يوصل عددها إلى 10) والمحارف الخاصة وعددها 7 (الهمزة بأشكالها: إ أ ؤ ئ وكذا الألف المقصورة: ى والمد: آ وأخيرا التاء المربوطة: ة)[5]. وتجدر الإشارة إلى أن المحارف ال45 هي المعتمدة في الحاسوب سواء لدى الدخول أو لدى الخزن بالذاكرة أو لدى النقل عبر شبكات الاتصال الحاسوبية. على أن الخروج، أي طباعة النص، يقتضي أخذ أشكال الحروف حسب موضعها في الكلمة. ويوجز المختصون هذه الأشكال في أربعة أخذا ببعض قواعد التبسيط وهي الأشكال المعتمدة في المعيار الدولي Multibytecoded caracterset ISO/IEC 10646. وفي وصف اللغة ودورها ننقل الآتي : اللغة أساس وحدة الامة , ومستودع حضارتها , ومرآة فكرها , فهي نشاط الفكر وصداه الذي يتردد في آفاق المجتمع , وفي رحاب النفس , وهي القدر المشترك من الحياة والنفسية بين أبناء الامة الواحدة , في إطارها يتم تفاعل الأفكار , وفي نظام رموزها يتم التعبير عن التنظيم الكامل لحياة الحضارات وأنماط أفكارها . واللغة ذات صلة وطيدة بالمجتمع الذي تمارس فيه أدوارها ووظائفها , تزدهر بازدهارها , وتتأثر بحياته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية , وتؤثر في سلوك أبنائه وطرائق تفكيرهم. وونقل هذا الموضوع المهم : "خصائص اللغة العربية ومميزاتها" للدكتور فردوس نذير بت (بانبور، كشمير) (http://www.darululoom-deoband.com/ar...x4sub4file.htm) إن اللغة مرآة الفكر وأداته، وثمرة العقل ونتاجه، ثم هی معرض الثـقافة الإنسانیة وحضارتها، ووسیلة للتواصل البشری یعبر بها الإنسان عمـا یختلج في صدره من أفكار ومشاعر، أمـا اللغة العـربیة فهی واسطة عقد اللغــات العالمیة لمسایرتها الزمن وطواعیتها للنمو والتـقدم، وقدرتهـا الفطــری علی التعبیرعن الذات والموجــودات، وفوق مــا تتصف أنها لغة رسالة اﷲ الخالدة، ووعاء سنـة نبیه المطهرة، ومعلم في طریق العلم، ومفتاح التـفقّه في الدین، تنتمی اللغة العــربیة إلی أسرة اللغــات السامیة المنبثـقة من مجمـوعـــة اللغــات الأفریقیة الآسیویة، منها الكنعـانیة كما منها الآرامیة والعربیة، إلا أن العربیة أكثر اللغات السامیة تداولاوأكثرها انتشارا واستخدامًا، وذلك لاحتـفاظها علی مقومات اللغة السامیة الأم أكثرمن أي لغة سامیة أخری، فالعربیة لغة نابضة متدفقة یتحدثها عشرات ملایین كلغة رسمیة وكذلك مئات الملایین كلغة دینیة، وقد تمتعت هذة اللغة بخصائصها العجیبة ومعجزاتها الفریدة منها الخصائص الصوتیة والصرفية والنحویة والدلالیة كما منها خصائص حروفها وإعرابها، وتعدد أبنیتها وصیغها، ووفرة مصادرها وجموعها وجودة مفرداتها واشـتـقاقها والدقة في تعابیرهــا وتراكیبها، وفي ذلك یقول أرنست رینان العالم الفـرنسی: «إن هذه اللغة قد بلغت حد الكمال في قلب الصحراء عند أمــة من الرحل ففاقت اللغـات بكثرة مفرداتها، ودقة معانیها، وحسن نظـام مبانیها»، كما یقول عبد الرزاق السعدي أحد أعلام اللغة والأدب: «العربیة لغة كاملة معجبة تكاد تصورألفاظها مشاهد الطبیعة، وتمثل كلماتها خطـوات النـفوس، وتكاد تنجلي معــانیها في أجـراس الألفاظ، كأنمــا كلماتها خطوات الضمیر، ونبضات القلوب، و نبرات الحیاة».(1) لمحات عن أهم ممیزات اللغة العربیة: (1) الإعراب: إن الإعراب هو تغییرالحالة النحــویة للكلمات بتغیر العوامل الداخلة علیها، فالإعراب من أقوی عناصراللغة العــربیة وأخص خصائصهـا به یعـرف فاعل من مفعول، وأصل من دخیل، وتعجب من استـفهــام، فظاهرة الإعراب من خصائص التمدن القدیم الذي جاءت معظـم لغاته معربة مثل البابلیة والیونانیة واللاتینیة والألمانیة وخاصة العربیة التي اختصت بالإعراب عن غیرها من اللغات المتحضرة، والإعراب له أهمیة بالغة في حمل الأفكار، ونـقل المفاهیم ، ودفع الغموض، وفهم المراد والتعبیر عن الذات، فابن فارس یری أن الإعراب هو الفارق بین المعـاني المتكافئة في اللفظ، یهدي إلی التمییز بین المعاني والتوصل إلی أغراض المتكلم عن مجمل عواطفه وأفكاره ومعـانیه، وذلك أن قائلا لو قال: «مـا أحسن زید»، غیر معرب، لم یوقف علی مراده، فإذا قال: «ما أحسَنَ زیدا» أو «ما أحسَنُ زیدِِ» أو «ما أحسَنَ زیدٌ» أبان بالإعراب عن المعنی الذی أراده»(2). (2) الاشتـقاق: الاشتـقاق في اللغـــة أخذ شيء من شيء، هو اقتطاع فرع من أصل، ولفظ من لفظ، أو صیغة من صیغــــة أخــری مــع التوافق والتناسب بینهمـا في الـمعنی والمـادة الأصلیة، فالاشتـقاق من خصائص نادرة تتـفوق بها اللغة العربیة علی لغات العالم أجمع، حیث ترجع صیغها إلی أصل واحد علی قدر من المدلول المشترك، وهو المــــــادة الأصلیة التي تتـفرع منها فروع الكلمـات والمعاني یطلق علیهــا المشتـقات منهــا اسم الفاعــل، واسم المفعول، واسم التـفضیل، واسم الزمان، واسم المكان، واسم الآلـة والصفة المشبهة وغیرها، فجمیع هذه الأسماء والصفات تعود إلی أصــل واحد یحدد مادتهــا ویوحي معانیهـــا المشترك الأصیل، وهذا ما سمــــاه اللغویون بالاشتـقاق الأصغر، ونضــرب المثل لذلك من مادة «س ل م» ومنها یشتق نحو: سَلَم، سلّم، وسالم، وسلمان، ومسلم، وسلمي، والسلامــة، والسلم، فتعطی جمیعهــــا معنی السلامـة علی تصاریفها، وكذلك مادة «ع ر ف» حیث یشتق منها نحو: عَــرَف، وعـرّف، وتعرّف، وتعارف، وعُرف، وعُـــــرفٌ، وإعراف، وعـرّاف، وتعریف، وعـرفان، ومعرفة، فتـفيد جمیهـا معنی الظهور والكشف عن أمر. ومن سنن العرب في تولید الألفاظ والمعاني كذلك «الاشتـقاق الأكبر» وهوأن یؤخذ أصل من الأصول الثلاثیة، فيعقد علیه وعلی تصاریفه الستـة معنی عامـا مشتركا، ومن أمثلة ذلك مـادة «قول» فتـقلیباتهـا: قلو، وَقَل، وَلَق، لقو، لوق، وتأتی كلها بمعنی القـوة والشدة، و «سمل» وتـقلیباتها: سلم، مسل، ملس، لمس، لسم، وتأتي كلها بمعنی الإصحاب والملاینـة(3). (3) المترادفات والأضداد: الترادف مظهر من مظاهر اللغة العربیة التي ارتـفعت به حتی بزت اللغات اتساعا وتشعبا، فاللغة العــربیة فسیحة الآفاق، مترامیة الأطراف تتمیز بالثراء، وغزارة الألفاظ والمفردات التي لیست لها في اللغــات الحیة شبیها، وقد اتسمت هذه المفردات بحلاوة الجرس، وسلامة النطق والعذوبة حیث تمتاز بمرونة ومطواعیة، ولنأخذ مثالا لخضم المفردات في لسان العرب من كلمة «الـعسل»، وقد بلغ عدد أسمــائه المـرادفة ثمــانون اسمـا منها: الضرب، والضربة، والضریب، والشوب، والذوب، والــحمیت، والتحمـویت، والجَلس، والورس، والشَّهد، والشُّهد، والمــاذي، ولعاب النحل، والرحیق وغیرها، ولـكلمة «سیف» عشرات من الأسمـاء المترادفة مثل الصارم، والـرداء، والـقضیب، والصفيحة، والمفقّر، والصمصامة، والكهام، والمشرفي، والحسام، والعضب، والمذكر، والمهند، والــصقیل، والأبیض ومـــا إلی ذلك، وممـــا یكشف عن تعدد المترادفـات وتنوع الدلالات في الـعربیة أن یقـول جرجی زیدان الأدیب الفاضل: «في كل لغـة مترادفات أي عدة ألفـاظ للمعنی الواحد، ولكن العـرب، فاقوا في ذلك سائر أمم الأرض، ففي لغتهــم للسنة 24 اسما، وللنور 21 اسما، وللظــلام 52 اسما، وللشمس 29 اسما، وللسحــاب 50، وللمطــر64، وللبئر 88، وللمــاء 170 اسمـا، وللبن 13 اسما، وللعسل نحــو ذلك، وللخمر مئة اسم، وللأسد 350 اسما، وللحیة مئة اسم ومثل ذلك للجمل، أما الناقة فأسمائها 255 اسما، وقس علی ذلك أسماء الثور والفرس والحمــار وغیرهــا من الحیوانات التي كانت مألوفة عند العرب، وأسماء الأسلحة كالسیف والرمح وغیرهمــا، ناهیك بمترادفات الصفات، فعندهـــم للطویل 91 لفظا، وللقصیر160 لفظا، ونحو ذلك للشجاع والكریم والبخیل مما یضیق المقام عن استیفائه»(4). أما الأضداد فهو دلالة اللفظ الواحد علی معنیین متضادین أو تسمیة المتضادین باسم واحد، كقول العرب الصریم: للیل والنهار، والصــارح: للمغیث والمستغاث، والسدفة للظلمة والنور، والقـروء: للحیض والأطهــار، والزوج: للذكـــر والأنثی، والبسل: للحــلال والحرام، والسارب: للمتواري والظاهر، والناهل: للعطشان والریان، والجون: للأبیض والأسود، والخیلولة: للشك والیقین وهلم جرا(5). (4) الأصوات: بلغت اللغة العربیة منتهی الإعجاز والكمال في مدارجها الصوتیة حیث ثبتت بنطـق حروفها ومخارجها طوال العصور دون أن یصیبها من السقم والانحدار الداخلي مـا أصابه كآفة اللغات السامیة مثل العبریة والآرامیة والحبشیة، فاللغــة العـربیة تنـفرد بین جمیع أخـواتها بالإحفاظ علی مقوماتها الصوتیة علی الرغم من تـقلباتها الصرفية، ومن هذه المقومات مخارج الحروف وصفاتها المحسّنة مثل الهمس والجهــــر، والشدة والرخاوة، والاستعلاء والاستفعال، والتفخیم والترقیق، والقلقلة واللین والغنة، والانـفتاح والإطباق وغیرها، أما مخارج الحروف فتتوزع بین الشفتین إلی أقصی الحلق، ومن هذه الحروف ما تخــــرج بین وسط اللسان وطرفه ورأسه، كما منها ما تخـــرج بین جوف الصدر وبین الشفتین والحلق، وبین اللسان ومــــا فوقه من الحنك فتختلف جمیعها في المدرج الصوتی اختلافا واضحا، فمثلا لا تجتمع السین مع الصاد والثاء، والضاد مع الذال، والعین مع الألف، والحاء مع الهاء، والتاء مع الطاء وعلی هذا النحو بقیة الأحرف الهجائیة. (5) دقة التعبیر: وثمــة محاسن اللغة العربیة التخصص في المعاني والدقة في التعبیر، فتلك المیزة تعطیها الملكة علی التمییز بین الأنواع المتباینة والأحوال المختلفة من الأمور الحسیة والـمعنویة علی السواء، فالكلمــة إذا كانت تحمــل معنی معینا موافقا لمقتضی الحال ومناسبا للـواقع كان له أحسن الوقع في النـفوس وأجـل تأثیرا في القلوب، ونلاحظ أن اللغـة العـربیة أوسع اللغــات في دقتها للتعبیرعن الأحوال والصفـات، تتـفجر ینابیعها بالجودة والفصاحة وسلامة التراكیب والرصانة، وإلی القاریٔ نمـاذج من هذا القبیل كما یلي: تـقول العرب في تـقسیم الاشتهاء: فلان جـائع إلی الخبز، قرِم إلی اللحم، عـطشان إلی المـاء، عیمـان إلی اللبن، قَرِد إلی التمر، جعـم إلی الفاكهة، شبق إلی النكاح، كمـا تـقول في تـقسیم قطع الأعضاء وتـقسیم ذلك علیهـا: فلان جدع أنـفه، فقأعینه، شترجفنه، شرم شفته، جذم یده، جب ذكره، ومن حسن دقة التعبیر في العربیة اختلاف الأسماء والأوصاف باختلاف أحوالها، فمثلا تـقول العرب في ترتیب النوم:- أول النوم: النعاس وهوأن یحتاج الإنسان إلی النوم، ثم الوسن: وهو ثـقل النعاس، ثم التزنیق: وهو مخالطة النعاس العین، ثم الكری والغمض: وهو أن یكون الإنسان بین النائم والیقظان، ثم التغفيق: وهو النوم وأنت تسمع كلام القوم، ثم الإغفاء: وهوالنوم الخفيف، ثم الهجود: وهوالنوم الغرق ثم التسبیخ: وهو أشد النوم(6). (6) التعریب: التعریب هو عملیة تهذیب كلمة خارجیة وفقا لأوزان العربیة وأبنیتها، وهوصیغ كلمة أجنبیة بصبغــة عـربیة أو رسم لفظــة أعجمیة بأحرف عـربیة عند انتـقالها حتی تتـفوه بها العرب علی مناهجها، فالعربیة لها القدرة الفائـقة علی تمثیل الكلام الأجنبي وتعریبه حسب قوالبها والذي یعد من أخص خصـائصها، وكان اتساع دائرة اللغـة العربیة وتنمیة عــلاقات العرب بالأجانب ونـقلهـم العلــوم عن الثـقافات المستجدة مثل الفارسیة والــهندیة والیونانیة ممــا دفعهـم علی الأخذ منها كلمات وتعبیرات متنوعـة ومصطلحات مستحدثة متطورة، فالعــربیة اقتبست من هذه الثـقافات الاصطلاحات العلمیة والأدبیة والإداریة والطبیة والفلسفية وغیرها من التـقنیات والمعارف من الدرجـــة الأولی، ومما عربت العربیة عـن الأعــاجم علی سبیل المثال: التریاق، والطلسم، والقولنج، والسرسام، والـقبان، والقنطار، والأصطـرلاب، والـفــردوس، والــقسطاس وغیرها عن الرومیة، والیاقوت، والجلنار، والبلور، والكافور، والزنجبیل، والدسكرة، والاستبرق، والدیباج، والسندس، والسكـنجبین، والبركار، والــصابون، والتنور عن الفارسیة، والأنسون والسقمونیا، والمصطكی، والبقدونس، والزیدفون من الیونانیة، والفلفل، والجاموس، والشطرنج، والصندل وغیرها من اللغة الهندیة والسنسكریتیة(7). وأما المنهج الذی توخته العربیة في التعامل مع الألفاظ الأجنبیــة والأعجمیــة في تعریبها فإنه یقوم كما یلي: 1- التحویل من حروف الدخیل بطریقة النـقص منها أو الزیادة فيها، كقول العرب: الدرهم وهو في أصله درم، وبرنامج وهو برنامه. 2- إبدال السین من الشین، واللام من الزای، كقولهم: نیسابور وهو بالفارسیة نیشابور، وإسماعیل وهو إشمائیل. 3- التعریب بطـریقـة الجمع بین كلمتین مركبتین بكلمــة واحـدة مثل «جاموس» وهومعرب من «كاو» بمعنی بقرة، و«میش» بمعنی مختلط، وكذلك «سكباج» وهو مركب من «سك» أي خل و «با» أي طعام. 4- تغییر الحروف الأعجمیة وفقا للأوزان العربیة، كقولهم «فردوس» وهو في أصله «برادایس»، و «كعك» وهو تعریب «كاك». 5- ربما یبدل الكاف جیمــا والجیم كافا أو قافا لقرب أحدهما إلی الاخر، كـقولهم: «جورب» وهو في الأصل «كورب»، و «كربج» وهو «قربق»(8). * * * الهوامش: (1) عبد الرزاق السعدي، مقومات العالمیة في اللغة العربیة وتحدیاتها في عصر العولمة، بحث منشورفي مجلة آفاق الثـقافة والتراث،العدد الثالث والستون،1429، ص/47. (2) ابن فارس : الصاحبي في فقه اللغة، دار الكتب العلمیة بیروت، ط/1، 1997م ص/161. (3) للاستزادة راجع: الخصائص لابن جني، المكتبة العلمیة دارالكتب المصریة : ج/1، ص67-68، 490-493. (4) جرجي زیدان: تاریخ آداب اللغة العربیة، دارالهلال، ص/45. (5) راجع: كتاب الأضداد لأبي بكر محمد الأنباري، طبع بلیدن،۱۸۸۱م . (6) أبومنصور الثعالبي: فقه اللغة وأسرار العربیة المكتبة العصریة، صیدا، ط/1، 1420هـ، ص/205-206. (7) فقه اللغة وأسرار العربیة، ص/338. (8) راجع: محمد بن ابراهیم الحمد، فقه اللغة: مفهومه، موضوعاته، قضایاه، دار ابن خزیمه، ط/1، 2005م، ص/169. * * * |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك-شكرا-جزيلاً-على-هذا-الموضوع-الأكثر-من-رائع.
__________________
قـلــت :
|
#3
|
|||
|
|||
اقتباس:
ورغم أننا لا نتفق مع بعض كل ما قيل ، وسيكون كلام فيه ! والحقيقة أن حجية البعض ناقصة في رد بعض الكلمات . آخر تعديل بواسطة أبو عبيدة أمارة ، 2016-09-11 الساعة 06:50 PM |
#4
|
|||
|
|||
وننقل هذه المعلومات المفيدة والتي قد تكون أساس لبحث أوسع :
لم يعرف على وجه الدقة متى ظهرت كلمة العرب؛ وكذلك جميع المفردات المشتقة من الأصل المشتمل على أحرف العين والراء والباء، مثل كلمات: عربية وأعراب وغيرها، وأقدم نص أثري ورد فيه اسم العرب هو اللوح المسماري المنسوب للملك الآشوري ( شلمانصر الثالث) في القرن التاسع قبل الميلاد، ذكر فيه انتصاره على تحالف ملوك آرام ضده بزعامة ملك دمشق، وأنه غنم ألف جمل من جنديبو من بلاد العرب، ويذكر البعض - من علماء اللغات - أن كلمة عرب وجدت في بعض القصص والأوصاف اليونانية والفارسية وكان يقصد بها أعراب الجزيرة العربية، ولم يكن هناك لغة عربية معينة، لكن جميع اللغات التي تكلمت بها القبائل والأقوام التي كانت تسكن الجزيرة العربية سميت لغات عربية، وهي لغات متطورة، ومنها لغة عاد وثمود وسواهم، وكانت لغات متقاربة، وتتطور حيناً بعد حين، وتتغير، ومن تلك اللغات القديمة اللغة المهرية المستخدمة حتى الآن في ثمود وسوقطرى، ولم تكن تلك اللغات تكتب بالأحرف العربية التي نعرفها الآن. تأثير العربية على اللغات الأخرى امتد تأثير العربية (كمفردات و بُنى لغوية) في الكثير من اللغات الأخرى بسبب الإسلام و الجوار الجغرافي و التجارة (فيما مضى). هذا التأثير مشابه لتأثير الاتينية في بقية اللغات الأوروبية.وهو ملاحظ بشكل واضح في اللغة الفارسية حيث المفردات العلمية معظمها عربية بالاضافة للعديد من المفردات المحكية يوميا ( مثل: ليكن= لكن، و، تقريبي، عشق، فقط، باستثناي= باستثناء...). اللغات التي للعربية فيها تأثير كبير (أكثر من 30% من المفردات) هي:.. الأردووالفارسيةوالكشميريةوالبشتونيةوالطاجيكية وكافة اللغات التركيةوالكرديةوالعبريةوالإسبانيةوالصوماليةوالسواح يليةوالتجرينيةوالأوروميةوالفولانيةوالهاوساوالمالطي ةوالبهاسا (مالايو) وديفيهي (المالديف) وغيرها. بعض هذه اللغات مازالت تستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها: الأردووالفارسيةوالكشميريةوالبشتونيةوالطاجيكية والتركستانية الشرقية والكرديةوالبهاسا (برونايوآتشهوجاوة). دخلت بعض الكلمات العربية في لغات أوربية مثل الإنجليزية والإسبانية. |
#5
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا وبارك الله فيكم وفقكم الله للخير والصلاح |
#6
|
|||
|
|||
اقتباس:
ولولا جزالة اللغة العربية وحلاوة تعبيرها وسلاسة لفظها لما كانت لغة دين الفطرة ، ولما نزل القرآن بها ، واللغة العربية خالية من التكلف والتصنع كما في لغات أخر . هذا والله أعلم . |
#7
|
|||
|
|||
شكرااااااااااااااااااااااا
|
#8
|
|||
|
|||
رîâًهىهييàے ًàçًàلîٍêà ٌàéٍîâ.
انًàâٌٍâَéٍه, ïًهنîٌٍàâëے âàى êà÷هٌٍâهييَ ًàçًàلîٍêَ ٌîâًهىهييûُ ٌàéٍîâ.
ذàçًàلîٍêà: ثهينèيمîâ, îنيîًٌٍàيè÷يèêîâ, ّàلëîيû نëے لèçيهٌà è ًهêëàىيûُ ٍîâàًîâ. - آàëèنàِèے HTML êîنà - رëîويûه çàنà÷è يà JS ïًèىهًû ïًîهêٍîâ مîٍîâ ٌêèيٍَü â ëٌ. رâےçü: - زهëهمًàى: @AllSoftDeveloped |
#9
|
|||
|
|||
رد: اللغة العربية وقدراتها
مشكور وجزاك الله خيراً على جهدك الرائع.
|
أدوات الموضوع | |
|
|