منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 حفر ابار في الدول الفقيرة   Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2018-06-27, 02:45 PM
سراج منير سراج منير سراج منير سراج منير غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2018-05-22
المشاركات: 98
سراج منير سراج منير
جديد الاسماء والصفات للبيهقى





شرح الاسماء والصفات---------- للبيهقى


إثبات أسماء الله تعالى ذكره

قال الله جل ثناؤه : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}. وقال تعالى : {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}.

1- عَنْ حُذَيْفَةَ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ : اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.

2- سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلَّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ



1- عدد الأسما

التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحصاها دخل الجنة

3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إِلاَّ وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ زَادَ أَحَدُهُمَا فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ،

4- ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا ، مِئَةً غَيْرَ وَاحِدٍ ، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَهُوَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ. متفق علية




2- بيان أن لله جل ثناؤه أسماء أخرى-

وليس في قول النبي صلى الله عليه وسلم : لله تسعة وتسعون اسما نفي غيرها وإنما وقع التخصيص بذكرها لأنها أشهر الأسماء وأبينها معاني وفيها ورد الخبر أن من أحصاها دخل الجنة ، وفي رواية سفيان من حفظها وذلك يدل على أن المراد بقوله : من أحصاها من عدها ، وقيل : معناه من أطاقها بحسن المراعاة لها ، والمحافظة على حدودها في معاملة الرب بها ، وقيل : معناه من عرفها وعقل معانيها ، وآمن بها والله أعلم


7- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا أَصَابَ مُسْلِمًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكُ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَجِلاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي وَغَمِّي ، إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ هَمِّهِ فَرَحًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ أَلا نَتَعَلَّمُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ ؟ قَالَ : بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ


8- ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حَزَنٌ فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ فِي قَبْضَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي ، وَذَهَابَ هَمِّي وَجِلاءَ حُزْنِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا قَالَهُنَّ مَهْمُومٌ قَطُّ إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ بِهَمِّهِ فَرَحًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلا نَتَعَلَّمُهُنَّ ؟ قَالَ : بَلَى فَتَعَلَّمُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ


3- جماع معاني أسماء الرب عز ذكره

- الحليمي فيما يجب اعتقاده والإقرار به في الباري سبحانه وتعالى عدة أشياء :

أحدها : إثبات الباري جل جلاله لتقع به مفارقة التعطيل والثاني : إثبات وحدانيته لتقع به البراءة من الشرك

والثالث : إثبات أنه ليس بجوهر ولا عرض ليقع به البراءة من التشبيه والرابع : إثبات أن وجود كل ما سواه كان من قبل إبداعه واختراعه إياه لتقع به البراءة من قول من يقول بالعلة والمعلول

والخامس : إثبات أنه مدبر ما أبدع ومصرفه على ما يشاء لتقع به البراءة من قول القائلين بالطبائع ، أو بتدبير الكواكب ، أو تدبير الملائكة ، قال : ثم إن أسماء الله تعالى جده ، التي ورد بها الكتاب والسنة ، وأجمع العلماء على تسميته بها ، منقسمة بين العقائد الخمس ، فيلحق بكل واحدة منهن بعضها وقد يكون منها ما يلتحق بمعنيين ، ويدخل في بابين أو أكثر ، وهذا شرح ذلك وتفصيله

ذكر الأسماء التي تتبع إثبات الباري جل ثناؤه والاعتراف بوجوده جل وعلا


1- منها القديم

وذلك مما يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكرناه في رواية عبد العزيز بن الحصين

11- عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَفِيهِ قَالُوا : جِئْنَاكَ نَسْأَلُكُ عَنْ هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ : كَانَ اللَّهُ تَعَالَى وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ.


قَالَ الْحَلِيمِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي مَعْنَى الْقَدِيمِ : إِنَّهُ الْمَوْجُودُ الَّذِي لَيْسَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ ، وَالْمَوْجُودُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ ، وَأَصْلُ الْقَدِيمِ فِي اللِّسَانِ : السَّابِقُ ، لأَنَّ الْقَدِيمَ هُوَ الْقَادِمُ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ : يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيلَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : قَدِيمٌ ، بِمَعْنَى أَنَّهُ سَابِقٌ لِلْمَوْجُودَاتِ كُلِّهَا ، وَلَمْ يَجُزْ إِذْ كَانَ كَذَلِكَ أَنْ يَكُونَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ ، لأَنَّهُ لَوْ كَانَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ لاقْتَضَى ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ غَيْرٌ لَهُ أَوْجَدَهُ ، وَلَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْغِيَرُ مَوْجُودًا قَبْلَهُ ، فَكَانَ لا يَصِحُّ حِينَئِذٍ أَنْ يَكُونَ هُوَ سَابِقًا لِلْمَوْجُودَاتِ ، فَبَانَ أَنَّا إِذَا وَصَفْنَاهُ بِأَنَّهُ سَابِقٌ لِلْمَوْجُودَاتِ ، فَقَدْ أَوْجَبْنَا أَلا يَكُونَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ ، فَكَانَ الْقَدِيمُ فِي وَصْفِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عِبَارَةً عَنْ هَذَا الْمَعْنَى ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.


2-وَمِنْهَا الأَوَّلُ وَالآخِرُ


: قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ،

12- ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ ، وَرَبَّ الأَرْضِ ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ زَادَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ : اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ ، وَاغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ،


قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَالأَوَّلُ هُوَ الَّذِي لا قَبْلَ لَهُ ، وَالآخِرُ هُوَ الَّذِي لا بَعْدَ لَهُ ، وَهَذَا لأَنَّ قَبْلَ وَبَعْدَ نِهَايَتَانِ ، فَقَبْلُ نِهَايَةُ الْمَوْجُودِ مِنْ قَبْلِ ابْتِدَائِهِ ، وَبَعْدُ غَايَتُهُ مِنْ قَبْلِ انْتِهَائِهِ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْتِدَاءٌ وَلا انْتِهَاءٌ لَمْ يَكُنْ لِلْمَوْجُودِ قَبْلُ وَلا بَعْدُ ، فَكَانَ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ.


3-وَمِنْهَا الْبَاقِي ،


: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ،

- قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الدَّائِمُ الْمَوْجُودُ لَمْ يَزَلْ ، الْمَوْصُوفُ بِالْبَقَاءِ ، الَّذِي لا يَسْتَوْلِي عَلَيْهِ الْفَنَاءُ ، قَالَ : وَلَيْسَتْ صِفَةُ بَقَاءِهِ وَدَوَامِهِ كَبَقَاءِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَدَوَامِهِمَا ، وَذَلِكَ أَنَّ بَقَاءَهُ أَبْدِيٌّ أَزَلِيٌّ ، وَبَقَاءُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ أَبْدِيُّ غَيْرُ أَزَلِيٍّ ، وَصِفَةُ الأَزَلِ مَا لَمْ يَزَلْ ، وَصِفَةُ الأَبَدِ مَا لا يَزَالُ ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ كَائِنَتَانِ بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُونَا ، فَهَذَا فَرْقُ مَا بَيْنَ الأَمْرَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


4-وَمِنْهَا الْحَقُّ الْمُبِينُ ، :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ
18- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ يَدْعُو : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، أَنْتَ الْحَقُّ ، وَقَوْلُكَ حَقُّ ، وَوَعْدُكَ حَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ حَقُّ ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِيَ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ قَبِيصَةَ ،


-قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : الْحَقُّ مَا لا يَسَعُ إِنْكَارُهُ وَيَلْزَمُ إِثْبَاتُهُ وَالاعْتِرَافَ بِهِ ، وَوُجُودُ الْبَارِي عَزَّ ذِكْرُهُ أَوْلَى مَا يَجِبُ الاعْتِرَافُ بِهِ يَعْنِي عِنْدَ وُرُودِ أَمْرِهِ بِالاعْتِرَافِ بِهِ وَلا يَسَعُ جُحُودُهُ إِذْ لا مُثْبَتَ يُتَظَاهَرُ عَلَيْهِ مِنَ الدَّلائِلِ الْبَيِّنَةِ الْبَاهِرَةِ مَا تَظَاهَرَتْ عَلَى وُجُودِ الْبَارِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَقَالَ : وَالْمُبِينُ هُوَ الَّذِي لا يَخْفَى وَلا يَنْكَتِمْ ، وَالْبَارِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَيْسَ بِخَافٍ وَلا مُنْكَتِمٍ ، لأَنَّ لَهُ مِنَ الأَفْعَالِ الدَّالَّةِ عَلَيْهِ مَا يَسْتَحِيلُ مَعَهَا أَنْ يَخْفَى ، فَلا يُوقَفُ عَلَيْهِ وَلا يُدْرَى.


5-وَمِنْهَا الظَّاهِرُ :


قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ،

- وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ الظَّاهِرُ بِحُجَجِهِ الْبَاهِرَةِ وَبَرَاهِينِهِ النَّيِّرَةِ وَشَوَاهِدِ أَعْلامِهِ الدَّالَّةِ عَلَى ثُبُوتِ رُبُوبِيَّتِهِ وَصِحَّةِ وَحْدَانِيَّتِهِ ، وَيَكُونُ الظَّاهِرُ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ بِقُدْرَتِهِ ، وَقَدْ يَكُونُ الظُّهُورُ بِمَعْنَى الْعُلُوِّ ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى الْغَلَبَةِ.


6-وَمِنْهَا الْوَارِثُ :
وَمَعْنَاهُ الْبَاقِي بَعْدَ ذَهَابِ غَيْرِهِ وَرَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ ، لأَنَّهُ يَبْقَى بَعْدَ ذَهَابِ الْمُلاكِ الَّذِينَ أَمْتَعَهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا بِمَا آتَاهُمْ ، لأَنَّ وُجُودَهُمْ وَوُجُودَ الأَمْلاكِ كَانَ بِهِ ، وَوُجُودُهُ لَيْسَ بِغَيْرِهِ ، وَهَذَا الاسْمُ مِمَّا يُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ

--------------------------------------------------------------------------

4- ذكر الأسماء التي تتبع إثبات وحدانيته عز اسمه


1-أولها الواحد
قال الله جل ثناؤه : {قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار}

20- ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَضَوَّرَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ


قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِي مَعْنَى الْوَاحِدِ : إِنَّهُ يَحْتَمِلُ وُجُوهًا : أَحَدُهَا أَنَّهُ لا قَدِيمَ سِوَاهُ وَلا إِلَهَ سِوَاهُ ، فَهُوَ وَاحِدٌ مِنْ حَيْثُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ ، فَيَجْرِي عَلَيْهِ حُكْمُ الْعَدَدِ ، وَتَبْطُلُ بِهِ وَحْدَانِيَّتُهُ وَالآخَرُ : أَنَّهُ وَاحِدٌ بِمَعْنَى أَنَّ ذَاتَهُ ذَاتٌ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّكَثُّرِ بِغَيْرِهِ ، وَالإِشَارَةُ فِيهِ إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِجَوْهَرٍ وَلا عَرَضٍ ، لأَنَّ الْجَوْهَرَ قَدْ يَتَكَثَّرُ بِالانْضِمَامِ إِلَى جَوْهَرٍ مِثْلِهِ ، فَيَتَرَكَّبُ مِنْهُمَا جِسْمٌ ، وَقَدْ يَتَكَثَّرُ بِالْعَرَضِ الَّذِي يُحِلُّهُ ، وَالْعَرَضُ لا قِوَامَ لَهُ إِلاَّ بِغَيْرٍ يُحِلُّهُ وَالْقَدِيمُ فَرْدٌ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ حَاجَةٌ إِلَى غَيْرِهِ ، وَلا يَتَكَثَّرُ بِغَيْرِهِ


، وَعَلَى هَذَا لَوْ قِيلَ : إِنَّ مَعْنَى الْوَاحِدِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِنَفْسِهِ لَكَانَ ذَلِكَ صَحِيحًا وَلَرَجَعَ الْمَعْنَى إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِجَوْهَرٍ وَلا عَرَضٍ ، لأَنَّ قِيَامَ الْجَوْهَرِ بِفَاعِلِهِ وَمُبْقِيهِ ، وَقِيَامُ الْعَرَضِ بِجَوْهَرِهِ يُحِلُّهُ ، وَالثَّالِثُ : أَنَّ مَعْنَى الْوَاحِدِ هُوَ الْقَدِيمُ ، فَإِذَا قُلْنَا الْوَاحِدُ ، فَإِنَّمَا هُوَ الَّذِي لا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَكْثَرَ مِنْ وَاحِدٍ ، هُوَ الْقَدِيمُ لأَنَّ الْقَدِيمَ مُتَّصِفٌ فِي الأَصْلِ بِالإِطْلاقِ السَّابِقَ لِلْمَوْجُودَاتِ ، وَمَهْمَا كَانَ قَدِيمًا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا غَيْرُ سَابِقٍ بِالإِطْلاقِ ، لأَنَّهُ إِنْ سَبَقَ غَيْرَ صَاحِبِهِ فَلَيْسَ بِسَابِقٍ صَاحِبَهُ ، وَهُوَ مَوْجُودٌ كوُجُودِهِ.

فَيَكُونُ إِذًا قَدِيمًا مِنْ وَجْهٍ ، غَيْرَ قَدِيمٍ مِنْ وَجْهٍ ، وَيَكُونُ الْقَدِيمُ وَصْفًا لَهُمَا مَعًا ، وَلا يَكُونُ وَصْفًا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، فَثَبَتَ أَنَّ الْقَدِيمَ بِالإِطْلاقِ لا يَكُونُ إِلاَّ وَاحِدًا ، فَالْوَاحِدُ إِذًا هُوَ الْقَدِيمُ الَّذِي لا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ إِلاَّ وَاحِدًا.

--------------------------------------------------------------------------

2-وَمِنْهَا الْوِتْرُ :

لأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ قَدِيمٌ سِوَاهُ لا إِلَهٌ وَلا غَيْرُ إِلَهٍ لَمْ يَنْبَغِ لِشَيْءٍ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ أَنْ يُضَمَّ إِلَيْهِ فَيُعْبَدَ مَعَهُ ، فَيَكُونَ الْمَعْبُودُ مَعَهُ شَفْعًا ، لَكِنَّهُ وَاحِدٌ وِتْرٌ
21- ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِلَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا ، مِائَةٌ إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ"


3-وَمِنْهَا الْكَافِي لأنه إذا لم يكن في الإلهية شريك صح أَنَّ الْكِفَايَاتِ كُلَّهَا وَاقِعَةٌ بِهِ وَحْدَهُ ، فَلا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الْعِبَادَةُ إِلاَّ لَهُ ، وَالرَّغْبَةُ إِلاَّ إِلَيْهِ ، وَالرَّجَاءُ إِلاَّ مِنْهُ ، وَقَدْ وَرَدَ الْكِتَابُ بِهَذَا. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ،


22- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا ، فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوِيَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .

--------------------------------------------------------------------------

4-وَمِنْهَا الْعَلِيُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ،

24- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ سَمِعَ تَسْبِيحًا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى : سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى

قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الْعَلِيِّ : إِنَّهُ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ فِيمَا يَجِبُ لَهُ مِنْ مَعَالِي الْجَلالِ أَحَدٌ ، وَلا مَعَهُ مَنْ يَكُونُ الْعُلُوُّ مُشْتَرَكًا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، لَكِنَّهُ الْعَلِيُّ بِالإِطْلاقِ قَالَ :

--------------------------------------------------------------------------


5- وَالرَّفِيعُ فِي هَذَا الْمَعْنَى.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ، وَمَعْنَاهُ هُوَ الَّذِي لا أَرْفَعُ قَدْرًا مِنْهُ ، وَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِدَرَجَاتِ الْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ ، وَهِيَ أَصْنَافُهَا وَأَبْوَابُهَا لا مُسْتَحِقَّ لَهَا غَيْرُهُ

--------------------------------------------------------------------------

5-باب جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات الإبداع والاختراع له


أولها : الله
قال الله جل ثناؤه : {الله خالق كل شيء}
26- ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَأْتِيَهُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلُهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَتَانَا رَسُولُكَ ، فَزَعَمَ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ ؟ قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ ؟ قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ ؟

قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَمَنْ جَعَلَ فِيهَا هَذِهِ الْمَنَافِعَ قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ ، وَنَصَبَ الْجِبَالَ ، وَجَعَلَ فِيهَا هَذِهِ الْمَنَافِعَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَدَقَةً فِي أَمْوَالِنَا قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي سَنَتِنَا ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ ، فَلَمَّا مَضَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ"


قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى اللهِ : إِنَّهُ الإِلَهُ ، وَهَذَا أَكْبَرُ الأَسْمَاءِ وَأَجْمَعُهَا لِلْمَعَانِي ، وَالأَشْبَهُ أَنَّهُ كَأَسْمَاءِ الأَعْلامِ مَوْضُوعٌ غَيْرُ مُشْتَقٍّ ، وَمَعْنَاهُ الْقَدِيمُ التَّامُّ الْقُدْرَةِ ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ سَابِقًا لِعَامَّةِ الْمَوْجُودَاتِ كَانَ وُجُودُهَا بِهِ ، وَإِذَا كَانَ تَامَّ الْقُدْرَةِ أَوْجَدَ الْمَعْدُومَ ، وَصَرَفَ مَا يُوجِدُهِ عَلَى مَا يُرِيدُهُ ، فَاخْتَصَّ لِذَلِكَ بِاسْمِ الإِلَهِ ، وَلِهَذَا لا يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّى بِهَذَا الاسْمِ أَحَدٌ سِوَاهُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ


قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ ، اخْتَلَفَ النَّاسُ ، هَلْ هُوَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ أَوْ مُشْتَقٌّ ؟ فَرُوِيَ فِيهِ عَنِ الْخَلِيلِ رِوَايَتَانِ إِحْدَاهُمَا ، أَنَّهُ اسْمُ عَلَمٍ لَيْسَ بِمُشْتَقٍّ ، فَلا يَجُوزُ حَذْفُ الأَلْفِ أَوِ اللامِ مِنْهُ ، كَمَا يَجُوزُ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

-، وَرَوَى عَنْهُ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ اسْمٌ مُشْتَقٌّ ، فَكَانَ فِي الأَصْلِ إِلاهٌ مِثْلَ فِعَالٍ ، فَأَدْخَلَ الأَلِفَ وَاللامَ بَدَلا مِنَ الْهَمْزَةِ وَقَالَ غَيْرُهُ : أَصْلُهُ فِي الْكَلامِ إِلَهٌ وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ أَلَهَ الرَّجُلُ يَأْلَهُ إِلَيْهِ إِذَا فَزِعَ إِلَيْهِ مِنْ أَمَرٍ نَزَلَ بِهِ ، فَآلَهَهُ أَيْ أَجَارَهُ وَآمَنَهُ ، فَسُمِّيَ إِلاهًا كَمَا يُسَمَّى الرَّجُلُ إِمَامًا إِذَا أَمَّ النَّاسَ فَأْتَمُّوا بِهِ ، ثُمَّ إِنَّهُ لَمَّا كَانَ اسْمًا لِعَظِيمٍ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ أَرَادُوا تَفْخِيمَهُ بِالتَّعْرِيفِ الَّذِي هُوَ الأَلِفُ وَاللامُ ، لأَنَّهُمْ أَفْرَدُوهُ بِهَذَا الاسْمِ دُونَ غَيْرِهِ فَقَالُوا : الإِلَهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَصْلُهُ وَلاهُ فَأُبْدِلَتِ الْوَاوُ هُمَزَةً فَقِيلَ : إِلَهٌ ، لأَنَّ قُلُوبَ الْعِبَادِ تُولَهُ نَحْوَهُ ، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ،

وَحَكَى بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّهُ مِنْ أَلَهَ يَأْلَهُ إِلاهَةً بِمَعْنَى عَبْدَ يَعْبُدُ عِبَادَةً ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ : وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ أَيْ عِبَادَتَكَ ، قَالَ : وَالتَّأَلُّهُ التَّعَبُّدُ ، فَمَعْنَى الإِلَهِ : الْمَعْبُودُ ، وَقَوْلُ الْمُوَحِّدِينَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مَعْنَاهُ لا مَعْبُودَ غَيْرُ اللهِ ، وَإِلا فِي الْكَلِمَةِ بِمَعْنَى غَيْرٍ لا بِمَعْنَى الاسْتِثْنَاءِ.
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الأَصْلَ فِيهِ الْهَاءُ الَّتِي هِيَ الْكِنَايَةُ عَنِ الْغَائِبِ ، وَذَلِكَ لأَنَّهُمْ أَثْبَتُوهُ مَوْجُودًا فِي فِطَرِ عُقُولِهِمْ ، فَأَشَارُوا إِلَيْهِ بِحَرْفِ الْكِنَايَةِ ، ثُمَّ زِيدَتْ فِيهِ لامُ الْمُلْكِ ، إِذْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّهُ خَالِقُ الأَشْيَاءِ وَمَالِكُهَا ، فَصَارَ لَهُ ثُمَّ زِيدَتِ الأَلِفُ وَاللامُ تَعْظِيمًا ، وَفَخَّمُوهَا تَوْكِيدًا لِهَذَا الْمَعْنَى ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَجْرَاهُ عَلَى الأَصْلِ

--------------------------------------------------------------------------

2-وَمِنْهَا الْحَيُّ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ،
-: 28- ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْحَلَقَةٍ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ تَشَهَّدَ وَدَعَا ، فَقَالَ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، إِنِّي أَسْأَلُكُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى


قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : الْحَيُّ فِي صِفَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي لَمْ يَزَلْ مَوْجُودًا وَبِالْحَيَاةِ مَوْصُوفًا ، لَمْ تَحْدُثْ لَهُ الْحَيَاةُ بَعْدَ مَوْتٍ ، وَلا يَعْتَرِضُهُ الْمَوْتُ بَعْدَ الْحَيَاةِ ، وَسَائِرُ الأَحْيَاءِ يَعْتَوِرُهُمُ الْمَوْتُ وَالْعَدَمُ فِي أَحَدِ طَرَفَيِ الْحَيَاةِ أَوْ فِيهِمَا مَعًا كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ.

--------------------------------------------------------------------------


3-وَمِنْهَا الْعَالِمُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
29- ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلِ
: اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمَنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجِعَكَ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِي مَعْنَى الْعَالِمِ : إِنَّهُ مُدْرِكُ الأَشْيَاءِ عَلَى مَا هِيَ بِهِ ، وَإِنَّمَا وَجَبَ أَنْ يُوصَفَ الْقَدِيمَ عَزَّ اسْمُهُ بِالْعَالِمِ ، لأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ مَا عَدَاهُ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ فِعْلٌ لَهُ ، وَأَنَّهُ لا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ فِعْلٌ إِلاَّ بِاخْتِيَارٍ وَإِرَادَةٍ ، وَالْفِعْلُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ لا يَظْهَرُ إِلاَّ مِنْ عَالِمٍ كَمَا لا يَظْهَرُ إِلاَّ مِنْ حَيٍّ.

--------------------------------------------------------------------------


4-وَمِنْهَا الْقَادِرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ، وَقَالَ : بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
30- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ : أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ، قَالَ : بَلَى ، وَإِذَا قَرَأَ : أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ، قَالَ : بَلَى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَرَأَ : أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى لِيَقُلْ : بَلَى.


قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهَذَا عَلَى مَعْنَى مَعْنَى أَنَّهُ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ ، بَلْ يُسْتَتَبُّ لَهُ مَا يُرِيدُ عَلَى مَا يُرِيدُ ، لأَنَّ أَفْعَالَهُ قَدْ ظَهَرَتْ ، وَلا يَظْهَرُ الْفِعْلُ اخْتِيَارًا : إِلاَّ مِنْ قَادِرٍ غَيْرِ عَاجِزٍ كَمَا لا يَظْهَرُ إِلاَّ مِنْ حَيٍّ عَالِمٍ.


5-َمِنْهَا الْحَكِيمُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، وَقَالَ
: الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.


1-جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : عَلِّمْنِي كَلامًا أَقُولُهُ : قَالَ : قُلْ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ قَالَ : هَذَا لِرَبِّي ، فَمَا لِي ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ"


-قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الْحَكِيمِ : الَّذِي لا يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ إِلاَّ الصَّوَابُ ، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يُوصَفَ بِذَلِكَ لأَنَّ أَفْعَالَهُ سَدِيدَةٌ ، وَصُنْعَهُ مُتْقَنٌ ، وَلا يَظْهَرُ الْفِعْلُ الْمُتْقَنُ السَّدِيدُ إِلاَّ مِنْ حَكِيمٍ
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : الْحَكِيمُ هُوَ الْمُحْكِمُ لِخَلْقِ الأَشْيَاءِ ، وَمَعْنَى الإِحْكَامِ لِخَلْقِ الأَشْيَاءِ إِنَّمَا يَنْصَرِفُ إِلَى إِتْقَانِ التَّدْبِيرِ فِيهَا ، وَحُسْنِ التَّقْدِيرِ لَهَا ،

--------------------------------------------------------------------------

6-وَمِنْهَا السَّيِّدُ

وَهَذَا اسْمٌ لَمْ يَأْتِ بِهِ الْكِتَابُ ، وَلَكِنَّهُ مَأثُورٌ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

33-: قَالَ أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا : أَنْتَ سَيِّدُنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : السَّيِّدُ اللَّهُ قُلْنَا : فَأَفْضَلُنَا فَضْلا وَأَعْظَمُنَا طَوْلا ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُولُوا بِقَوْلِكُمْ أَوْ بِبَعْضِ قَوْلِكُمْ ، وَلا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ.


قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْمُحْتَاجُ إِلَيْهِ بِالإِطْلاقِ ، فَإِنَّ سَيِّدَ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ رَأْسُهُمُ الَّذِي إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ، وَبِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، وَعَنْ رَأْيِهِ يَصْدُرُونَ وَمِنْ قَوْلِهِ يَسْتَهْدُونُ

--------------------------------------------------------------------------

7-وَمِنْهَا الْجَلِيلُ ، وَفِي الْكِتَابِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ،

- وَمَعْنَاهُ الْمُسْتَحِقُّ لِلأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، فَإِنَّ جَلالَ الْوَاحِدِ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ إِنَّمَا يَظْهَرُ بِأَنْ يَكُونَ لَهُ عَلَى غَيْرِهِ أَمْرٌ نَافِذٌ لا يَجِدُ مِنْ طَاعَتِهِ فِيهِ بُدًّا .
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : هُوَ مِنَ الْجَلالِ وَالْعَظَمَةِ ، وَمَعْنَاهُ مُنْصَرِفٌ إِلَى جَلالِ الْقَدْرِ ، وَعِظَمِ الشَّأْنِ ، فَهُوَ الْجَلِيلُ الَّذِي يَصْغُرُ دُونَهُ كُلُّ جَلِيلٍ ، وَيَتَّضِعُ مَعَهُ كُلُّ رَفِيعٍ.

--------------------------------------------------------------------------


8-وَمِنْهَا الْبَدِيعُ :

قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.
34- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلا يَقُولُ
: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرِضِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ كَادَ يَدْعُو اللَّهَ بِاسْمِهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى


قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى مَعْنَى الْبَدِيعِ : أَنَّهُ الْمُبْدِعُ وَهُوَ مُحْدِثُ مَا لَمْ يَكُنْ مِثْلَهُ قَطُّ.
--------------------------------------------------------------------------


9-وَمِنْهَا الْبَارِئُ ، :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ،

قَالَ الْحَلِيمِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهَذَا الاسْمُ يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا الْمُوجِدُ لِمَا كَانَ فِي مَعْلُومِهِ مِنْ أَصْنَافِ الْخَلائِقِ ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ : مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ، وَلا شَكَّ أَنَّ إِثْبَاتَ الإِبْدَاعِ وَالاعْتِرَافَ بِهِ لِلْبَارِي جَلَّ وَعَزَّ لَيْسَ يَكُونُ عَلَى أَنَّهُ أَبْدَعَ بَغْتَةً مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ سَبَقَ لَهُ بِمَا هُوَ مُبْدِعُهُ ، لَكِنْ عَلَى أَنَّهُ كَانَ عَالِمًا بِمَا أَبْدَعَ قَبْلَ أَنْ يُبْدَعَ ، فَكَمَا وَجَبَ لَهُ عِنْدَ الإِبْدَاعِ اسْمُ الْبَدِيعِ ، وَجَبَ لَهُ اسْمُ الْبَارِئُ وَالآخَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَارِئِ قَالِبُ الأَعْيَانِ ، أَيْ أَنَّهُ أَبْدَعَ الْمَاءَ وَالتُّرَابَ وَالنَّارَ وَالْهَوَاءَ لا مِنْ شَيْءٍ ، ثُمَّ خَلَقَ مِنْهَا الأَجْسَامَ الْمُخْتَلِفَةَ كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَزَّ : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، وَقَالَ : إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ}.

--------------------------------------------------------------------------

10-وَمِنْهَا الذَّارِئُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْمُنْشِئُ وَالْمُنَمِّي ، :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
: جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ

أَيْ جَعَلَ لَكُمْ أَزْوَاجًا ذُكُورًا وَإِنَاثًا لِيُنْشِئَكُمْ وَيُكَثِّرَكُمْ وَيُنَمِّيكُمْ ،

35-: قَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ : كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ ؟ قَالَ : نَعَمْ تَحَدَّرَتِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الْجِبَالِ وَالأَوْدِيَةِ يُرِيدُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يَحْرِقَ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعَ مِنْهُمْ وَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ : قُلْ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ : مَا أَقُولُ ؟ ، قَالَ : قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بُرٌّ وَلا فَاجِرٌ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا ، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ ، قَالَ : فَطُفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.

--------------------------------------------------------------------------


11-وَمِنْهَا الْخَالِقُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الَّذِي صَنَّفَ الْمُبْدَعَاتِ ، وَجَعَلَ لِكُلِّ صِنْفٍ مِنْهَا قَدْرًا ، فَوَجَدَ فِيهَا الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَالطَّوِيلَ وَالْقَصِيرَ وَالإِنْسَانَ وَالْبَهِيمَةَ وَالدَّابَّةَ وَالطَّائِرَ وَالْحَيَوَانَ وَالْمَوَاتَ


36- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ
: خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرَ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ"

--------------------------------------------------------------------------


12-وَمِنْهَا الْخَلاقُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ ، وَمَعْنَاهُ الْخَالِقُ خَلْقًا بَعْدَ خَلْقٍ.


13-وَمِنْهَا الصَّانِعُ وَمَعْنَاهُ الْمُرَكِّبُ وَالْمُهَيِّئُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
: صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَدْ يَكُونُ الصَّانِعُ الْفَاعِلُ ، فَيَدْخُلُ فِيهِ الاخْتِرَاعُ وَالتَّرْكِيبُ مَعًا
37-: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ صَنَعَ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتِهِ.

--------------------------------------------------------------------------


14--وَمِنْهَا الْفَاطِرُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ،
38- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلِ : اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجِعَكَ.


وقال أبو سليمان : الفاطر هو الذي فطر الخلق أي ابتدأ خلقهم وهو الذي ابتدأ الأشياء مخترعا لها عن غير أصل كقوله :
{فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة}

40- و عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : لم أكن أعلم معنى فاطر السماوات والأرض حتى اختصم أعرابيان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها ، يريد استحدثت حفرها ومنها البادئ قال الله تعالى : {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده}

--------------------------------------------------------------------------


15-المصور
قال الله جل ثناؤه : {هو الله الخالق البارئ المصور}.

قال الحليمي : معناه المهيئ لمناظر الأشياء على ما أراده من تشابه أو تخالف

قال الخطابي : المصور الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها ، ومعنى التصوير التخطيط والتشكيل : {فتبارك الله أحسن الخالقين}


41- أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَخْبَرَتْهُ أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ مُسْتَتِرَةٌ بِقِرَامٍ فِيهِ صُورَةُ تَمَاثِيلَ ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ثُمَّ أَهْوَى إِلَى الْقِرَامِ فَهَتَكَهُ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ
: إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخُلُقِ اللهِ تَعَالَى. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ من وجه آخر ،
42- ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارًا تُبْنَى بِالْمَدِينَةِ ، لِسَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ الْعَاصِ أَوْ لِمَرْوَانَ قَالَ : فَتَوَضَّأَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ إِبْطَيْهِ وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى بَلَغَ رُكْبَتَيْهِ فَقُلْتُ : مَا هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ مُنْتَهَى الْحِلْيَةِ قَالَ : فَرَأَى مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ فِي الدَّارِ ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ،

--------------------------------------------------------------------------


16-وَمِنْهَا الْمُقْتَدِرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ}.

قَالَ الْحَلِيمِيُّ : الْمُقْتَدِرُ الْمُظْهِرُ قُدْرَتَهُ بِفِعْلِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ ، مِنَ اللهِ تَعَالَى فِيمَا أَمْضَاهُ ، وَإِنْ كَانَ يَقْدِرُ عَلَى أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ لَمْ يَفْعَلْهَا ، وَلَوْ شَاءَ لَفَعَلَهَا ، فَاسْتَحَقَّ بِذَلِكَ أَنْ يُسَمَّى مُقْتَدِرًا.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : الْمُقْتَدِرُ هُوَ التَّامُّ الْقُدْرَةِ الَّذِي لا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَلا يَحْتَجِزُ عَنْهُ بِمَنْعَةٍ وَقُوَّةٍ ،

--------------------------------------------------------------------------


17- ا الْمَلِكُ وَالْمَلِيكُ فِي مَعْنَاهُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ، وَقَالَ : عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَذَلِكَ مِمَّا يَقْتَضِيهِ الإِبْدَاعُ ، لأَنَّ الإِبْدَاعَ هُوَ إِخْرَاجُ الشَّيْءِ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ ، فَلا يُتَوَهَّمُ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَحَقَّ بِمَا أَبْدَعَ مِنْهُ ، وَلا أَوْلَى بِالتَّصَرُّفِ فِيهِ مِنْهُ ، وَهَذَا هُوَ الْمَلِكُ ، وَأَمَّا الْمَلِيكُ فَهُوَ مُسْتَحِقُّ السِّيَاسَةِ ، وَذَلِكَ فِيمَا بَيْنَنَا قَدْ يَصْغُرُ وَيَكْبُرُ بِحَسَبِ قَدْرِ الْمَسُوسِ ، وَقَدْرِ السَّائِسِ فِي نَفْسِهِ وَمَعَانِيهِ ، وَأَمَّا مُلْكُ الْبَارِي عَزَّ اسْمُهُ ، فَهُوَ الَّذِي لا يُتَوَهَّمُ مُلْكٌ يُدَانِيهِ ، فَضْلا عَنْ أَنْ يَفُوقَهُ ، لأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْتَحِقُّهُ بِإِبْدَاعِهِ لِمَا يَسُوسُهُ ، وَإِيجَادِهِ إِيَّاهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ، وَلا يَخْشَى أَنْ يُنْزَعَ مِنْهُ أَوْ يُدْفَعَ عَنْهُ ، فَهُوَ الْمَلِكُ حَقًّا ، وَمُلْكُ مَنْ سِوَاهُ مَجَازٌ


43- ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، كَانَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقْبِضُ اللَّهُ تَعَالَى الأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ؟.رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ،.وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ،

44-: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَعْنِي مِنْبَرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي قَبْضَةٍ ، ثُمَّ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا اللَّهُ ، أَخْبَرَنَا الرَّحْمَنُ ، أَخْبَرَنَا الْمَلِكُ ، أَخْبَرَنَا الْقُدُّوسُ ، أَخْبَرَنَا السَّلامُ ، أَخْبَرَنَا الْمُؤْمِنُ ، أَخْبَرَنَا الْمُهَيْمِنُ ، أَخْبَرَنَا الْعَزِيزُ ، أَخْبَرَنَا الْجَبَّارُ ، أَخْبَرَنَا الْمُتَكَبِّرُ ، أَخْبَرَنَا الَّذِي بَدَأْتُ الدُّنْيَا وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ، أَخْبَرَنَا الَّذِي أَعَدْتُهَا ، أَيْنَ الْمُلُوكُ ؟ أَيْنَ الْجَبَابِرَةُ ؟


5- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَخْنَعَ الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلٌ تُسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاكِقَالَ سُفْيَانُ : شَاهَانْ شَاهُ قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : أَخْنَعُ : أَرْذَلُ

46- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رِوَايَةً : أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى عَبْدٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاكِ ، لا مَالِكَ إِلاَّ اللَّهُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ"

،.وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ
47- عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ ، بِضَمِّ الْحَاءِ قَالَ : أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقُلْتُ : حَدِّثْنَا مِمَّا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَلْقَى إِلَيَّ الصَّحِيفَةَ فَقَالَ : هَذَا مَا كَتَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا بَكْرٍ قُلِ :
اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمَنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًاأَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.


قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْمُلْكَ بِيَدِهِ يُؤْتِيهُ مَنْ يَشَاءُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ، وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ مَالِكَ الْمُلُوكِ كَمَا يُقَالُ : رَبُّ الأَرْبَابِ ، وَسَيِّدُ السَّادَاتِ ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ وَارِثَ الْمُلْكِ يَوْمَ لا يَدَّعِي الْمُلْكَ مُدَّعٍ ، وَلا يُنَازِعُهُ فِيهِ مُنَازِعٌ ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ.
وَمِنْهَا الْجَبَّارُ.

--------------------------------------------------------------------------

جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده


ا- الأحد
قال الحليمي : وهو الذي لا شبيه له ولا نظير ، كما أن الواحد هو الذي لا شريك له ولا عديد

49- ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَعْنِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ ، وَلَمْ يَنْبَغِ لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي ، وَشَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَنْبَغِ لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ : لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي ، وَلَيْسَ أَوَّلُ خَلْقِهِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ : اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ، وَأَنَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ ، لَمْ أَلِدْ

وَلَمْ أُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ.رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ


50- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا : يَا مُحَمَّدُ انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ، قَالَ : الصَّمَدُ : الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلاَّ سَيَمُوتُ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إِلاَّ سَيُورَثُ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لا يَمُوتُ وَلا يُورَثُ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ وَلا عَدْلٌ ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.

قُلْتُ : كَذَا فِي هَذِهِ الآيَةِ جَعَلَ قَوْلَهُ : لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ تَفْسِيرًا لِلصَّمَدِ ، وَذَلِكَ صَحِيحٌ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : الصَّمَدُ الَّذِي لا جَوْفَ لَهُ ، وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ فِي آخَرِينَ ، فَيَكُونُ هَذَا الاسْمُ مُلْحَقًا بِهَذَا الْبَابِ ، وَمَنْ ذَهَبَ فِي تَفْسِيرِهِ إِلَى مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الاشْتِقَاقُ أَلْحَقَهُ بِالْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ.

--------------------------------------------------------------------------

2-وَمِنْهَا الْعَظِيمُ : قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ،

51- ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الأَرَضِينَ ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ


قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَعْنَى الْعَظِيمِ : إِنَّهُ الَّذِي لا يُمْكِنُ الامْتِنَاعُ عَلَيْهِ بِالإِطْلاقِ ، وَلأَنَّ عَظِيمَ الْقَوْمِ إِنَّمَا يَكُونُ مَالِكَ أُمُورِهِمُ الَّذِي لا يَقْدِرُونَ عَلَى مُقَاوَمَتِهِ وَمُخَالَفَةِ أَمْرِهِ

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : الْعَظِيمُ هُوَ ذُو الْعَظَمَةِ وَالْجَلالِ وَمَعْنَاهُ يَنْصَرِفُ إِلَى عِظَمِ الشَّانِ وَجَلالَةِ الْقَدْرِ ، دُونَ الْعَظِيمِ الَّذِي هُوَ مِنْ نُعُوتِ الأَجْسَامِ

3-وَمِنْهَا الْعَزِيزُ : قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.


قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ : الَّذِي لا يُوصَلُ إِلَيْهِ ، وَلا يُمْكِنُ إِدْخَالُ مَكْرُوهٍ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ الْعَزِيزَ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ مِنَ الْعِزَّةِ وَهِيَ الصَّلابَةُ ،
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ : الْعَزِيزُ هُوَ الْمَنِيعُ الَّذِي لا يُغْلَبُ ، وَالْعِزُّ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْغَلَبَةِ

52- ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِنْبَرِهِ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : هَكَذَا يُمَجِّدُ نَفْسَهُ : أَنَا الْعَزِيزُ أَنَا الْجَبَّارُ ، أَخْبَرَنَا الْمُتَكَبِّرُ فَرَجَفَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا : لَيَخِرَّنَّ بِهِ الأَرْضَ.

--------------------------------------------------------------------------

4-وَمِنْهَا الْمُتَعَالِي :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ.


قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْمُرْتَفِعُ عَنْ أَنْ يَجُوزَ عَلَيْهِ مَا يَجُوزُ عَلَى الْمُحْدَثِينَ ، مِنَ الأَزْوَاجِ وَالأَوْلادِ وَالْجَوَارِحِ وَالأَعْضَاءِ وَاتِّخَاذِ السَّرِيرِ لِلْجُلُوسِ عَلَيْهِ ،

--------------------------------------------------------------------------


5-وَمِنْهَا الْبَاطِنُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ.


53- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا : قُولِي : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَاغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ

قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لا مَسَافَةَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَهُ فَلا يَسْمَعُ دُعَاءَهُ أَوْ يَخْفَى عَلَيْهِ حَالُهُ ، كَيْفَ مَا تَصَرَّفَتْ بِهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ لَهُ نِهَايَةً ، وَحَاشَا لَهُ مِنَ النِّهَايَةِ ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ قَرِيبٌ بِعِلْمِهِ مِنْ خَلْقِهِ قَرِيبٌ مِمَّنْ يَدْعُوهُ بِالإِجَابَةِ كَقَوْلِهِ : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.

--------------------------------------------------------------------------


9-وَمِنْهَا الْمُحِيطُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ الَّذِي لا يُقْدَرُ عَلَى الْفِرَارِ مِنْهُ ، وَهَذِهِ الصِّفَةُ لَيْسَتْ حَقًّا إِلاَّ لِلَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، وَهِيَ رَاجِعَةٌ إِلَى كَمَالِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَانْتِفَاءِ الْغَفْلَةِ وَالْعَجْزِ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : هُوَ الَّذِي أَحَاطَتْ قُدْرَتُهُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ ، وَهُوَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ، وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا.

--------------------------------------------------------------------------

10-وَمِنْهَا الْفَعَّالُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ جَلَّ : فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْفَاعِلُ فِعْلا بَعْدَ فِعْلٍ كُلَّمَا أَرَادَ فَعَلَ ، وَلَيْسَ كَالْمَخْلُوقِ الَّذِي إِنْ قَدَرَ عَلَى فِعْلٍ عَجَزَ عَنْ غَيْرِهِ.

--------------------------------------------------------------------------


11-وَمِنْهَا الْقَدِيرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَالْقَدِيرُ التَّامُّ الْقُدْرَةِ لا يُلابِسُ قُدْرَتُهُ عَجْزٌ بِوَجْهٍ.

--------------------------------------------------------------------------


12-وَمِنْهَا الْغَالِبُ :
قَالَ اللَّهُ : وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْبَالِغُ مُرَادَهُ مِنْ خَلْقِهِ ، أَحَبُّوا أَوْ كَرِهُوا ، وَهَذَا أَيْضًا إِشَارَةٌ إِلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ وَالْحِكْمَةِ ، وَأَنَّهُ لا يُقْهَرُ وَلا يُخْدَعُ.
وَمِنْهَا الطَّالِبُ قَالَ : وَهَذَا اسْمٌ جَرَتْ عَادَةُ النَّاسِ بِاسْتِعْمَالِهِ فِي الْيَمِينِ مَعَ الْغَالِبِ وَمَعْنَاهُ الْمُتَتَبِّعُ غَيْرُ الْمُهْمِلِ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ وَلا يُهْمِلُ ، وَهُوَ عَلَى الإِمْهَالِ بَالِغُ أَمْرِهِ كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَلا فِي كِتَابِهِ : وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ، وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ، وَقَالَ جَلَّ جَلالُهُ : إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا


65- ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ الظَّالِمَ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ، ثُمَّ قَرَأَ : وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْفَضْلِ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،

--------------------------------------------------------------------------


13-وَمِنْهَا الْوَاسِعُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْكَثِيرُ مَقْدُورَاتُهُ وَمَعْلُومَاتُهُ ، وَاعْتِرَافٌ لَهُ بِأَنَّهُ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ ، وَلا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ ، وَرَحْمَتُهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ.
قَالَ
أَبُو سُلَيْمَانَ : الْوَاسِعُ : الْغَنِيُّ الَّذِي وَسِعَ غِنَاهُ مَفَاقِرَ عِبَادِهِ ، وَوَسِعَ رِزْقُهُ جَمِيعَ خَلْقِهِ.

--------------------------------------------------------------------------


14-وَمِنْهَا الْجَمِيلُ.


قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَهَذَا الاسْمُ فِي بَعْضِ الأَخْبَارِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعْنَاهُ ذُو الأَسْمَاءِ الْحُسْنَى ، لأَنَّ الْقَبَائِحَ إِذْ لَمْ تَلِقْ بِهِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُشْتَقَّ اسْمُهُ مِنْ أَسْمَائِهَا ، وَإِنَّمَا تُشْتَقُّ أَسْمَاؤُهُ مِنْ صِفَاتِهِ الَّتِي كُلُّهَا مَدَائِحُ ، وَأَفْعَالُهُ الَّتِي أَجْمَعُهَا حِكْمَةٌ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْجَمِيلُ هُوَ الْمُجَمِّلُ الْمُحَسِّنُ ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفَعِّلٍ ، وَقَدْ يَكُونُ الْجَمِيلُ مَعْنَاهُ ذُو النُّورِ وَالْبَهْجَةِ ، وَقَدْ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ


66- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، الرَّجُلُ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ،

--------------------------------------------------------------------------


15-وَمِنْهَا الْوَاجِدُ

قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الَّذِي لا يَضِلُّ عَنْهُ شَيْءٌ ، وَلا يَفُوتُهُ شَيْءٌ ، وَقِيلَ : هُوَ الْغَنِيُّ الَّذِي لا يَفْتَقِرُ ، وَالْوِجْدُ الْغِنَى ذَكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ

وَمِنْهَا الْمُحْصِي وَهُوَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، وَفِي الْكِتَابِ : وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْعَالِمُ بِمَقَادِيرِ الْحَوَادِثِ مَا يُحِيطُ بِهِ مِنْهَا عُلُومُ الْعِبَادِ ، وَمَا لا يُحِيطُ بِهِ مِنْهَا عُلُومُهُمْ ، كَالأَنْفَاسِ وَالأَرْزَاقِ وَالطَّاعَاتِ وَالْمَعَاصِي وَالْقُرَبِ ، وَعَدَدِ الْقَطْرِ وَالرَّمْلِ وَالْحَصَا وَالنَّبَاتِ وَأَصْنَافِ الْحَيَوَانِ وَالْمَوَاتِ وَعَامَّةِ الْمَوْجُودَاتِ ، وَمَا يَبْقَى مِنْهَا أَوْ يَضْمَحِلُّ وَيَفْنَى ، وَهَذَا رَاجِعٌ إِلَى نَفْيِ الْعَجْزِ الْمَوْجُودِ فِي الْمَخْلُوقِينَ عَنْ إِدْرَاكِ مَا يَكْثُرُ مِقْدَارُهُ وَيَتَوَالَى وُجُودُهُ ، وَتَتَفَاوَتُ أَحْوَالُهُ عَنْهُ عَزَّ اسْمُهُ.

--------------------------------------------------------------------------


16-وَمِنْهَا الْقَوِيُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ.
، قَالَ : أَبُو سُلَيْمَانَ : الْقَوِيُّ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْقَادِرِ ، وَمَنْ قَوِيَ عَلَى شَيْءٍ فَقَدْ قَدَرَ عَلَيْهِ ، وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ التَّامَّ الْقُوَّةِ الَّذِي لا يَسْتَوْلِي عَلَيْهِ الْعَجْزُ فِي حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ ، وَالْمَخْلُوقُ وَإِنْ وُصِفَ بِالْقُوَّةِ ، فَإِنَّ قُوَّتَهُ مُتَنَاهِيَةٌ ، وَعَنْ بَعْضِ الأُمُورِ قَاصِرَةٌ.

--------------------------------------------------------------------------


17-وَمِنْهَا الْمَتِينُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ، وَهُوَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي
67- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ 18-الْمَتِينُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَهُوَ الَّذِي لا تَتَنَاقَصُ قُوَّتُهُ فَيَهِنَ وَيَفْتُرَ ، إِذْ كَانَ يَحْدُثُ مَا يَحْدُثُ فِي غَيْرِهِ لا فِي نَفْسِهِ ، وَكَانَ التَّغَيُّرُ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ
68- ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله تعالى : {
المتين} يقول : الشديد ومنها ذو الطول قال الله عز وجل : {ذي الطول}.


قال الحليمي : ومعناه الكثير الخير لا يعوزه من أصناف الخيرات شيء ، إن أراد أن يكرم به عبده ، وليس كذا طول ذي الطول من عباده قد يحب أن يجود بالشيء فلا يجده

69- ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله : {ذي الطول} يعني السعة والغنى ومنها السميع قال الله تعالى : {إن الله هو السميع البصير} ورويناهما في خبر الأسامي
70- ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ ، فَجَعَلْنَا لا نَصْعَدُ شَرَفًا وَلا نَهْبِطُ وَادِيًا إِلاَّ رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ.

فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا ، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ كَذَا فِي كِتَابِي بَصِيرًا وَقَالَ غَيْرُهُ قَرِيبًا. أَخْرَجَاهُ فِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ

.
وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَعْنَى السَّمِيعِ : إِنَّهُ الْمُدْرِكِ لِلأَصْوَاتِ الَّتِي يُدْرِكُهَا الْمَخْلُوقُونَ بِآذَانِهِمْ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لَهُ أُذُنٌ ، وَذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى أَنَّ الأَصْوَاتَ لا تَخْفَى عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَوْصُوفٍ بِالْحِسِّ الْمُرَكَّبِ فِي الأُذُنِ ، لا كَالأَصمِّ مِنَ النَّاسِ ، لَمَّا لَمْ تَكُنْ لَهُ هَذِهِ الْحَاسَّةُ لَمْ يَكُنْ أَهْلا لإِدْرَاكِ الأَصْوَاتِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : السَّمِيعُ بِمَعْنَى السَّامِعُ ، إِلاَّ أَنَّهُ أَبْلَغُ فِي الصِّفَةِ ، وَبِنَاءُ فَعِيلٍ بِنَاءُ الْمُبَالَغَةِ ، وَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ السِّرَّ وَالنَّجْوَى ، سَوَاءٌ عِنْدَهُ الْجَهْرُ وَالْخَفْتُ ، وَالنُّطْقُ وَالسُّكُوتُ ، قَالَ : وَقَدْ يَكُونُ السَّمَاعُ بِمَعْنَى الإِجَابَةِ وَالْقَبُولِ ، كَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ أَيْ مِنْ دُعَاءٍ لا يُسْتَجَابُ ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الْمُصَلِّي : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، مَعْنَاهُ قَبِلَ اللَّهُ حَمْدَ مَنْ حَمِدَهُ


71- أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الأَرْبَعِ : مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ ، وَمِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ.رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا.

--------------------------------------------------------------------------


19-وَمِنْهَا الْبُصَيْرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمُدْرِكُ لِلأَشْخَاصِ وَالأَلْوَانِ الَّتِي يُدْرِكُهَا الْمَخْلُوقُونَ بِأَبْصَارِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لَهُ جَارِحَةُ الْعَيْنِ ، وَذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى أَنَّ مَا ذَكَرْنَاهُ لا يَخْفَى عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَوْصُوفٍ بِالْحِسِّ الْمُرَكَّبِ فِي الْعَيْنِ ، لا كَالأَعْمَى الَّذِي لَمَّا لَمْ تَكُنْ لَهُ هَذِهِ الْحَاسَّةُ لَمْ يَكُنْ أَهْلا لإِدْرَاكِ شَخْصٍ وَلا لَوْنٍ قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْبَصِيرُ هُوَ الْمُبْصِرُ ، وَيُقَالُ : الْعَالِمُ بِخَفِيَّاتِ الأُمُورِ.

--------------------------------------------------------------------------



20-وَمِنْهَا الْعَلِيمُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَاهُ : إِنَّهُ الْمُدْرِكُ لِمَا يُدْرِكُهُ الْمَخْلُوقُونَ بِعُقُولِهِمْ وَحَوَاسِّهِمْ ، وَمَا لا يَسْتَطِيعُونَ إِدْرَاكَهُ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مَوْصُوفًا بِعَقْلٍ أَوْ حِسٍّ ، وَذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى أَنَّهُ لا يَعْزُبُ لا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ ، وَلا يُعْجِزُهُ إِدْرَاكُ شَيْءٍ ، كَمَا يَعْجَزُ عَنْ ذَلِكَ مَنْ لا عَقْلَ لَهُ وَلا حِسَّ لَهُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ، وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ لا يُشْبِهُهُمْ وَلا يُشْبِهُونَهُ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : الْعَلِيمُ هُوَ الْعَالِمُ بِالسَّرَائِرِ وَالْخَفِيَّاتِ الَّتِي لا يُدْرِكُهَا عِلْمُ الْخَلْقِ ، وَجَاءَ عَلَى بِنَاءِ فَعِيلٍ لِلْمُبَالَغَةِ فِي وَصْفِهِ بِكَمَالِ الْعِلْمِ


72-: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ :
مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تَفْجَأَهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تَفْجَاهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ بْنِ عِيَاضٍ.

--------------------------------------------------------------------------


21-وَمِنْهَا الْعَلامُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : عَلامُ الْغُيُوبِ وَهُوَ فِي دُعَاءِ الاسْتِخَارَةِ.


قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْعَالِمُ بِأَصْنَافِ الْمَعْلُومَاتِ عَلَى تَفَاوُتِهَا ، فَهُوَ يَعْلَمُ الْمَوْجُودَ وَيَعْلَمُ مَا هُوَ كَائِنٌ ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَيْفَ يَكُونُ ، وَيَعْلَمُ مَا لَيْسَ بِكَائِنٍ ، وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَيْفَ يَكُونُ
73- أ ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله تعالى :
{يعلم السر وأخفى} قال : يعلم السر ما أسر ابن آدم في نفسه ، وأخفى ما خفي على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعمله فإن الله تعالى يعلم ذلك كله ، فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد ، وجميع الخلائق عنده في ذلك كنفس واحدة ومنها الخبير قال الله عز وجل : {وهو الحكيم الخبير}.


قال الحليمي : ومعناه المتحقق لما يعلم كالمستيقن من العباد إذ كان الشك غير جائز عليه فإن الشك ينزع إلى الجهل وحاشا له من الجهل ، ومعنى ذلك أن العبد قد يوصف بعلم الشيء إذا كان ذلك مما يوجبه أكثر رأيه ولا سبيل له إلى أكثر منه ، وإن كان يجيز الخطأ على نفسه فيه ، والله جل ثناؤه لا يوصف بمثل ذلك ، إذ كان العجز غير جائز عليه ، والإنسان إنما يؤتى فيما وصفت من قبل القصور والعجز


--------------------------------------------------------------------------


22-ومنها الشهيد
قال الله جل ثناؤه : {إن الله على كل شيء شهيد}.
وقال جل وعلا : : {
وكفى بالله شهيدا}.ورويناه في خبر الأسامي
74- ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَلِّفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ قَالَ : إِيتِنِي بِالشُّهُودِ أُشْهِدُهُمْ عَلَيْكَ ، قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ، قَالَ : فَأْتِنِي بِكَفِيلٍ ، قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلا قَالَ : صَدَقْتَ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّىقَالَ : وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" فَقَالَ : وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، فَذَكَرَهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ

الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الشَّهِيدِ : إِنَّهُ الْمُطَّلِعُ عَلَى مَا لا يَعْلَمُهُ الْمَخْلُوقُونَ إِلاَّ بِالشُّهُودِ وَهُوَ الْحُضُورُ ، وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ وَإِنْ كَانَ لا يُوصَفُ بِالْحُضُورِ الَّذِي هُوَ الْمُجَاوَرَةُ أَوِ الْمُقَارَبَةُ فِي الْمَكَانِ ، وَيَكُونُ مِنْ خَلْقِهِ لا يَخْفَى عَلَيْهِ كَمَا يَخْفَى عَلَى الْبَعِيدِ النَّائِي عَنِ الْقَوْمِ مَا يَكُونُ مِنْهُمْ ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّائِيَ إِنَّمَا يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ قُصُورِ آلَتِهِ وَنَقْصِ جَارِحَتِهِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَيْسَ بِذِي آلَةٍ وَلا جَارِحَةٍ ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ فِيهِمَا مَا يَدْخُلُ عَلَى الْمُحْتَاجِ إِلَيْهِمَا.

--------------------------------------------------------------------------


23-وَمِنْهَا الْحَسِيبُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا.


قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْمُدْرِكُ لِلأَجْزَاءِ وَالْمَقَادِيرِ الَّتِي يَعْلَمُ الْعِبَادُ أَمْثَالَهَا بِالْحِسَابِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَحْسِبَ ، لأَنَّ الْحَاسِبَ يُدْرِكُ الأَجْزَاءَ شَيْئًا فَشَيْئًا ، وَيَعْلَمُ الْجُمْلَةَ عِنْدَ انْتِهَاءِ حِسَابِهِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى لا يَتَوَقَّفُ عِلْمُهُ بِشَيْءٍ عَلَى أَمْرٍ يَكُونُ ، وَحَالٍ يَحْدُثُ ، وَقَدْ قِيلَ : الْحَسِيبُ هُوَ الْكَافِي ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعِلٍ ، تَقُولُ الْعَرَبُ نَزَلْتُ بِفُلانٍ فَأَكْرَ مَنِي وَأَحْسَبَنِي ، أَيْ أَعْطَانِي مَا كَفَانِي حَتَّى قُلْتُ حَسْبِي

--------------------------------------------------------------------------

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 yalla shoot   جلابيات فخمة للمناسبات   شركة سياحة في روسيا   بنشر متنقل   شركة تصميم مواقع   شراء اثاث مستعمل بالرياض   ارخص مساج بالرياض   مقاول ساندوتش بانل   شركة تنظيف خزانات بمكة   شركة نقل عفش بمكة   شراء اثاث مستعمل بالرياض   اشتراك كورسيرا   اشتراك لينكد ان   اشتراك اوتوديسك   شركة كشف تسربات المياه بالرياض   خدمة مكافحة النمل الأبيض   استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »03:28 PM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى