جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أخو الرسول من الرضاعه
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( أخو الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعه )) أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه ناد في الناس أن رسول الله قد رضي عن " " أبي سفيان فارضوا عنه" حديث شريف أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب (رضي الله عنه)، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخو الرسول-صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة ، اذ أرضعته حليمـة السعديـة مرضعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بضعة أيام ، وهو والد معاويـة(رضي الله عنه). وأم حبيبـة زوج رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-، واخوته الثلاثـة نوفل وربيعة وعبـداللـه (رضي الله عنهم) قد سبقوه الى الاسلام. أما هو فعشرونعاما منذ بعث الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- حتى اقترب فتح مكة وهو مع المشركين من قريش يشدأزرهم ويهجو الرسـول-صلى الله عليه وسلم- ، ولا يتخلف عن حشد تحشده قريش لقتال. اسلامه وأنار الله بصيرة أبي سفيان(رضي الله عنه) وقلبه للايمان ،وخرج مع ولده جعفر الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تائبا لله رب العالمين ،وعند الأبواء لمح مقدمة جيش لجب ، وأدرك أنه الرسول قاصدا مكة ، وتنكر أبوسفيان حتى أخفى ملامحه ، لأن اذا ما رأه أحد من المسلمين فسيقتله ، فقد أهدر الرسول -صلى الله عليه وسلم- دمه ، ومشى حتى ألقى بنفسه أمام الرسول الكريم ، وأزاح قناعه فعرفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحول وجهه عنه ، فأتاه أبوسفيان من الجهة الأخرى ،فأعرض الرسول عنه ، فصاح أبو سفيان وولده (رضي الله عنهم):( نشهد أن لا اله الا الله ، ونشهد أنمحمدا رسول الله ) واقترب من النبي قائلا :( لا تثريب يا رسول الله ) وأجابه الرسول -صلى الله عليه وسلم-:( لا تثريب يا أبا سفيان ) ثم أسلمه الى علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم) وقال له :( علم ابن عمك الوضوء والسنة ورح به الي ) وذهب به علي ثم رجع فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-:( ناد في الناس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد رضي عن أبي سفيان فارضوا عنه ). وقال العباس بن عبدالمطلب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( ان أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئا ) قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:( نعم ، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ). جهاده ومن أولى لحظات اسلامه ، راح يعوض ما فاته من حلاوة الايمان والعبادة ، فكان عابدا ساجدا ، خرج مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما تلا فتح مكة من غزوات ، ويوم حنين حيث نصب المشركون للمسلمين كمينا خطيرا، وثبت الرسول مكانه ينادي :( الي أيها الناس ، أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبدالمطلب ) في تلك اللحظات الرهيبة قلة لم تذهب بصوابها المفاجأة ، وكان منهم أبوسفيان وولده جعفر (رضي الله عنهم) ، لقد كان أبوسفيان يأخذ بلجام فرس الرسول بيسراه ، يرسل السيف في نحور المشركين بيمناه ، وعاد المسلمون الى مكان المعركة حول نبيهم ، وكتب الله لهم النصر المبين ، ولما انجلى غبارها ، التفت الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمن يتشبت بمقود فرسه وتأمله وقال :( من هذا ؟ أخي أبو سفيان بن الحارث ؟) وما كاد يسمع أبوسفيان (رضي الله عنه) كلمة أخي حتى طار فؤاده من الفرح ، فأكب على قدمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقبلهم. المؤلفة قلوبهم وبعد العودة من حنين أعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غنائمها مئة من الإبل وأربعين أوقية من الذهب ، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية (رضي الله عنهم) ، فقال أبو سفيان(رضي الله عنه) :( فِداك أبي وأمي ، والله إنك لكريم ، ولقد حاربتُك فنعمَ المحارب كنتَ ، ثم سالمتك فنعم المُسالم أنتَ ، فجزاك الله خيراً ). حبيبتاه يوم الطائف رُمِيَ أبو سفيان (رضي الله عنه) فذهبت إحدى عينيه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعينه في يده :( أيّما أحب إليك : عينٌ في الجنة أو أدعو الله أن يردّها عليك ) قال :( بل عينٌ في الجنة ) ورمى بها ،وأصيبت عينه الثانية يوم اليرموك. وفاته ذات يوم شاهده الناس في البقيع يحفر لحدا ،ويسويه ويهيئه ، فلما أبدوا دهشهم مما يصنع ، قال لهم :( اني أعد قبري ).وبعد ثلاثة أيام لاغير ، كان راقدا في بيته ، وأهله من حوله يبكون ، فقال لهم :( لاتبكوا علي ، فاني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت ). وقبل أن يحني رأسه على صدره ، لوحبه الى أعلى ، ملقيا على الدنيا تحية الوداع. ******** |
أدوات الموضوع | |
|
|