#1
|
|||
|
|||
وقفات تدبريه بعد وداع رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( وقفات تدبريه بعد وداع رمضان )) الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له والحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه الكريم ولعظيم سلطانه والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة والحمد لله ملؤ السماوات وملؤ الأرض وملؤ ما بينهما الذى هدانا لنعمة الإسلام وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله النبى المختار والنعمة المهداه الذى بلغ الرسالة وأدى الأمانه عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وعلى كل من والاه إلى يوم الدين . أما بعد ها نَحن ودِّعنا شهر رمضانَ المبارك بنَهارِه الجميل ولياليه العطرة ها نَحن ودِّعنا شَهْرَ القرآن والتَّقْوى والصَّبْر والرحمة والمغفرة والعتق من النار وأنتم تذكرون في أولِ جُمُعة من هذا الشهر المبارك يومَ أن وَقفنا وقلنا: مرحبًا بك يا رمضان مرحبًا بك يا شهر القرآن وها نحن وفي آخر جمعة من رمضان وقفنا لنودِّعَه ونقول له: السلام عليك يا شهرنا الكريم السلام عليك يا شهر رمضان السلام عليك يا شهر الصيام، والقيام، وتلاوة القرآن السلام عليك يا شهرَ التَّجاوز والغُفْران السلام عليك يا شهر البركة والإحسان السلام عليك يا شهرَ الأمان، كنت للعاصين حبسًا وللمتقين أنسًا السلام عليك يا شهر الصيام والتَّهَجُّد السلام عليك يا شهر التراويح، السلام عليك يا شهر الأنوار والمصابيح هل تعود أيامُك أو لا تعود؟ وهل إذا عادت أيامُك فسنكون في الوجود، وننافس أهلَ الركوع والسجود أو سنكون قد انطبقت علينا اللُّحود، ومَزَّقَنا البِلَى والدود؟ فيا أسفًا على رحيلك يا رمضان فيا شهرَنا غير مُودَّع ودَّعناك وغير مقلي فارقناك كان نَهارك صدقة وصيامًا، وليلك قِراءَةً وقيامًا فعليك منا تَحيةً وسلامًا أتراك تعود بعدها علينا أم يدركنا المنون فلا تؤول إلينا؟ مصابيحنا فيك مشهورة، ومساجدنا منك معمورة فالآن تُطْفأ المصابيحُ، وتنقطع التراويح ونرجع إلى العادة، ونفارق شهر العبادة. والله، حقٌّ على كل واحد منا أن يبكيَ عليه وكيف لا يَبكي المؤمنُ رمضانَ وفيه تفتح أبوابُ الجنان؟ وكيف لا يبكي المذنب ذَهابه، وفيه تغلق أبواب النيران؟ كيف لا يبكي على وقتٍ تُسَلْسَل فيه الشياطين فيا لوعةَ الخاشعين على فُقدانه ويا حرقة المتقين على ذَهابه. هذا سيدنا علي - رضي الله عنه - كان يُنادي في آخر ليلة من رمضان: "يا ليت شعري مَن المقبول فنهنيه ومن المحروم فنعزيه" نعم والله، يا ليت شعري، مَن المقبولُ منا فنُهَنِّئه بحسن عمله، ومن المطرود منا، فنعزيه بسوء عمله أيها المقبولون، هنيئًا لكم وأيُّها المردودون، جبر الله مُصيبَتكم ماذا فات مَن فاته خيرُ رمضان؟ وأي شيء أدرك مَن أدركه فيه الحرمان؟ كم بين مَن حظُّه فيه القبول والغفران ومَن حظُّه فيه الخيبة والخسران؟ متى يصلح من لم يصلح في رمضان؟ ومتى يَتَّعِظ ويعد ويَستفيد ويتغير ويغير من حياته مَن لَم يفعل ذلك في رمضان؟ إنَّه بحقٍّ مَدرسة للتغيير، نغير فيه من أعمالنا وسُلُوكِنا وعاداتنا وأخلاقناالمخالفة لشرع الله - جل وعلا-: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]. وبعد أن ودِّعنا رمضانَ تعالَ معنا لنقفَ وقفاتٍ تنفعنا في الدنيا والآخرة فالسعيدُ منا مَن ترك الدنيا قبل أن تتركه وعمر قبره قبل أن يدخله، وأرضى رَبَّه قبل أن يلقاه. الوقفة الأولى: تذكر رحيلك من الدنيا برحيل رمضان. تذكر - أيهاالصائم - وأنت تودع شهرك سُرعةَ مُرور الأيام وانقضاء الأعوام فإنَّ في مُرورها وسُرعتها عبرة للمعتبرين وعِظَة للمتعظين؛ قال - عزَّ وجل -: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [النور: 44] فيا مَن ستودع رمضان، تَذَكَّر أنَّك ستودع الدُّنيا فمَاذا قَدَّمْتَ لله؟ هل أنت مُستَعِد للقائه؟ إنَّ مَن عزم على سَفر، تَزَوَّد لسفره، وأعدَّ العدة فهل أعْدَدْت زادًا لسفر الآخرة؟ فعجبًا لمن أعد للسفر القريب، ولم يعد للسفر البعيد قال رجل للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أي المؤمنين أفضل؟ قال: ((أحسنهم خلقًا)) قال: فأيُّ المؤمنين أكيس؟ قال: ((أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لما بعده استعدادًا أولئك الأكياس)) قال حامد اللفاف: "مَن أكثر من ذكر الموت، أُكْرِمَ بثلاثةِ أشياء: تعجيل التوبةوقناعة القوت، ونَشاط العبادة ومَن نسي الموت عُوقِب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وتَرك الرِّضا بالكفاف والتكاسُل في العبادة". دخل رجلٌ على أبي ذر، فجعل يُقلب بصره في بيته فقال: يا أبا ذر،أين متاعكم؟ قال: إنَّ لنا بيتًا نوجه إليه صالِحَ مَتاعنا قال: إنَّه لا بُدَّ لك من متاع ما دمت ها هنا قال " : إنَّ صَاحِبَ المنزل لا يدعنا فيه" فتأمَّل - أخي - في هذا الفقه النبيه إذ قال أبو ذر : " إن صاحبَ المنزل لا يدعنا فيه " فالمنزل للدنيا، وصاحبها هو الله وقد قال الله - تعالى -: ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ غافر : 39 هذا رجل من الرجال المستعدين للرحيل هذا الرجل هو عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - في يومٍ من الأيام صَلَّى بالناس العيد إمامًا وبعد الصلاة مرَّ على مَقبرة، فنزل عن بغلته - هذا موكبه - وعنده بعضُ أصحابه فقال لمن عنده : انتظروا، فذهب إلى المقبرة وأخذ ينظر إلى القبور، وهو يقول: أيها الموت ماذا فعلت بالأحبة؟ أيُّها الموت - يكلمهم - ماذا صنعت بهم؟ فلم يُ..جِبه أحد، ثم خرَّ على ركبتيه وهو يبكي ويردد شعرًا، فيقول : أَتَيْتُ الْقُبُورَ فَنَادَيْتُهَا..فَأَيْنَ الْمُعَظَّمُ وَالْمُحْتَقَرْ وَأَيْنَ الْمُذِلُّ بِسُلْطَانِهِ.. وَأَيْنَ الْمُزَكِّي إِذَا مَا افْتَخَرْ تَسَاوَوْا جَمِيعًا فَمَا مُخْبِرٌ..وَمَاتُوا جَمِيعًا وَمَاتَ الْخَبَرْ تَرُوحُ وَتَغْدُو بَنَاتُ الثَّرَى ..فَتَمْحُو مَحَاسِنَ تِلْكَ الصُّوَرْ. §§§§§§§§§§§§§§§§§§§ |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: وقفات تدبريه بعد وداع رمضان | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الوجيز فى الميراث | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-14 03:50 PM |