2019-06-13, 09:23 PM
|
|
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
|
|
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 1,858
|
|
استرداد عكا من أيدي الصليبيين وكنسهم من بلاد الشام/د.علي بن محمد عودة الغامدي
استرداد عكا من أيدي الصليبيين وكنسهم من بلاد الشام
الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
كان السلطان الأشرف خليل بن قلاوون هو بطل آخر صفحات الجهاد ضد الصليبيين والذي بلغ الجيش المملوكي في عهده قوة في العدد والعدة لم يبلغها من قبل فقد توسع سلاطين المماليك في السياسة التي طورها بيبرس وهي شراء آلاف المماليك الاتراك الصغار من سواحل البحر الأسود بالتعاون مع مغول روسيا الذين يسمون مغول القبيلة الذهبية والذين اعتنقوا الإسلام على عقيدة أهل السنة وكان أولئك الأطفال يُنشأون تنشئة إسلامية ويُدربون تدريبا عسكريا راقيا.
ويدل على كل ذلك الجيش الذي زحف به الأشرف خليل بن قلاوون على عكا والذي بلغ ستين ألف فارس ومائة وستين ألف راجل وهو عدد لم يبلغه الجيش الإسلامي لا في عهد الزنكيين ولا في عهد صلاح الدين ولا في عهد الظاهر بيبرس ولا في عهد قلاوون مما يدل على التطور العسكري المذهل.
وصل هذا الجيش الإسلامي العرمرم الى عكا وطوقها سنة 690 هجرية/1291م وكان معه من المنجنيقات والعرادات وسائر أدوات الحصار ماتمكن به من تدمير أسوار عكا وبقية تحصيناتها والتي كانت مضرب المثل في الحصانة والمنعة وتدفق الابطال الى داخل عكا ورغم صمود الصليبيين سيما فرسان الداوية والاسبتارية فقد قتلهم الابطال جميعا ولم ينج منهم أحد سوى بعض التجار الفرنج الذين فروا في سفنهم قبل تدمير الأسوار أما نساء الصليبيين وابنائهم فقد وقعوا جميعا في أيدي المسلمين الذين غنموا غنائم ضخمة لدرجة ان بعض الغنائم والاسرى من الرهبان والراهبات وصلوا الى بغداد الخاضعة للمغول فتحدث عن ذلك المنصر الدومنيكاني ريكولدو دي مونت كروسي في رحلته وهو حديث يتصف بالمرارة والحقد على المسلمين . ولم يجرؤ الغرب الصليبي على الرد بعد ان أدرك انه أمام قوة عظمى لايمكن منازلتها في ميدان مكشوف رغم الدعوات التي أطلقها كثير من الدعاة لشن حملة صليبية جديدة ضد المماليك . بحيث لم يعودوا اليها الا في الحرب العالمية الاولى .
|