جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مساعد أمير منشق عن القاعدة: القاعدة تنظيم سياسي لا علاقه لأفعاله بالدين.
تم اللقاء مع منشق عن القاعدة في حضرموت في نهاية شهر يناير 2021، لم يكن فرداً عادياً في القاعدة في جزيرة العرب، بل مساعداً لأحد أمرائها، يطلع على معلومات حساسة وسرية، وتوكل إليه كذلك مهمات خاصة. أوضح مساعد الأمير السابق الذي طلب تغطية وجهه وتغير صوته حفاظاً على حياته وأمن أهله، أنه يعمل حالياً في شركة محلية للإعلام، “في تخصص التجارة والتسويق الإلكتروني، منذ حوالي سنة ونصف أو سنتين في هذا العمل ، الامر الذي يرضيه . وبيّن القيادي المنشق عن القاعدة أنه لم يكمل دراسته الجامعية في مجال إدارة الاعمال، إذ اضطر في السنة الثالثة للخروج وترك الدراسة بالرغم من أن مستواهكان يتراوح بين جيد جداً إلى ممتاز، فإن الظروف المحيطة به جعلته غير قادر على إكمال دراسته حين ذاك. بسؤاله عن رتبته خلال التحاقه بتنظيم القاعدة، قال “كنت أعمل في التنظيم مساعد الأمير، كنت ذراعه اليمنى، كان أي قرار يتخذه، كنت أنا الشخص المقرب له كان دائماً، يحبّبني في القاعدة حتى لا أترك التنظيم”. وأضاف أن الأمير الذي كان هو تحت إمرته “كان يعطيني مشاورات ويسألني كيف نعمل، وإذا هناك حاجات مهمة يستشيرني كيف ننفذها أو أي شيء كان يرجع لي فيه، وإذا كنا سنقوم بأي مهمة، يخبرني بما سنقوم به خلالها وساعتها كذا وغير ذلك، حتى أن العائد المالي الذي كنا نحصل عليه في تلك المهمات، كان يخبرني به في ذات الوقت”. كشف مساعد الأمير المنشق عن المدة التي قضاها في القاعدة، فقال “بقيت مع القاعدة حوالي 3 سنوات ونصف السنة، لكن بعد ذلك خرجت من التنظيم بسبب أنه تبين لي أننا أدوات يستخدمونها، ومن ثم تُفقد أو لا تُفقد، هناك بديل، هناك ناس موجودون يؤثرون على الشباب حتى يسحبونهم إلى هذا المجال، وإلى المجال التكفيري الديني، لكن لا علاقة للدين بهذا الأمر، فهو مجال سياسي تماماً”. وعمّا إذا كان يعمل قبل أن يُستقطب لصفوف تنظيم القاعدة، أوضح القيادي المنشق أنه كان يدرس، “وفي بعض الأحيان، خلال العطل الرسمية، أذهب للعمل في مجال البناء كعامل أو أقوم بأي عمل مهما كان، المهم أي شيء يعود على أهلي بالدخل ويساعدني في دراستي، لكن لم يستمر ذلك حينها لأني التحقت بالدراسة وتأزم وضعي المالي، فتركتها حين ذاك”. وفق مقابلات قمنا بها سابقاً، أوضح لنا مواطنون يمنيون وبعض المشايخ في حضرموت عن قبولهم لتوبة المنشقين عن القاعدة في جزيرة العرب ما لم تكن أيديهم ملطخة بدماء إخوانهم اليمنيين، هذا الجانب تم طرحه على مساعد الأمير المنشق، فأكّد أن يديه لم تتلطخان بالدماء، لكنه كشف جرائم القاعدة بحق اليمنيين. فقد قال “لا أنا لم أكن من المشاركين في القتال دائماً، كنت من يعطي الأوامر والتوجيهات، ولكن في حال وجدنا أن المعركة ليست في صالحنا، كنا ننسحب ونترك الأفراد الباقين ونرحل”. وأضاف “بصراحة لا أذكر أنني ما قتلت أحداً من قبل، ولكن لي نزعات عدوانية، لقد شاهدت بعيني مجازر وأشياء، أنا من النوع الذي لا إرادة له أن يفعل هذا الأمر، لذلك كنت ناشطاً أكثر في مجال التحفيز، كان مجالي معنوياً أكثر ما يكون قتالياً”. أما عما جعله يراجع نفسه ويقرر التوبة والانشقاق عن القاعدة، فأشار إلى أنه “تركت القاعدة كما قلت مسبقاً لأني وجدت نفسي أداة، يعني لم أكن مهماً، افتكرت نفسي أنني كنت مهمًا يومًا ما، لكن للأسف وجدت أنني كذلك فقدت أثر غيري، كنا في بعض المعارك ندخل، وعندما تكون الهزيمة واضحة، كنا ننسحب ونترك الشباب”. وأضاف “وجدت أن الذي نقوم به، هذا المجال ليس دينيًا كما نعتقد نحن، كما أخذناه في الفكر، هذا المجال سياسي، يعني كنا أدوات سياسية وكان الأشخاص الذين يديروننا يتكلمون بإسم الدين، لكن لا أثر للدين في الذي نقوم به، كنا نقتل الأبرياء وأحياناً نقوم بالاستغلال للوصول لأشياء كنا نريدها، كنا نستغل أشياء، لذلك عرفت أننا نمشي بطريق خطأ”. بيّن لنا هذا القيادي كيف عمل لينشق دون خسارة روحه، خصوصاً وأن القاعدة “كانت تصفي المنشقين جسدياً” في حال عرفت عن نيتهم ذلك، إذ شرح إنه كان على تواصل مع أحد أصدقائه المقربين قبيل الانضمام للقاعدة، مشيراً إلى أن هذا الزميل أقنعه وساعده لتسليم نفسه. قال “أخبرني بأن أعود وأسلم نفسي، وبالفعل ساعدني على ذلك إلى أن سلمت نفسي، صحيح أنه كان بعض أفراد القاعدة حين يريدون تسليم أنفسهم كانوا يصفونهم جسدياً، مثلًا كانوا يخلقون لنا معركة أو شيء من هذا القبيل، وننزل فيها ونفتكر، وفي النهاية تتم تصفيتنا من ناس القاعدة الذين معنا في المعركة، هذا كان يحصل لمن كانوا يريدون تسليم أنفسهم”. وأردف أنه حين أراد تسليم نفسه، كان أصلاً على تواصل مع صديقه المقرب هذا، الذي كان يعاتبه على التحاقه بالقاعدة، ويسأله دائماً لماذا فعل ذلك، “وأحياناً لما أتواصل معه لأسأل عن حال الأهل، كان يجاوبني أنهم بحال طيبة لكن الوالدة قلقة وتعبانة وأشياء من هذا القبيل، ثم يحثني على أن أرجع وأسلم نفسي، ووعدي بأنه سوف يكلم المسؤولين لكي يساعدونني على العودة”. وتابع، “أوضح لي صديقي أن هناك عفو أصدره المحافظ السابق محمد بن بريك، وأنني إذا عدت فإن هناك عفو للعائدين، وقال لي أنني سأعيش حياتي بشكل عادي، فطلبت منه أن ينسق لي مع المسؤولين وبعض الناس الذي يحبون أن يستقر الوطن، ورجعت وسلمت نفسي، والحمدلله أنا الآن أعمل”. لكن مساعد الأمير هذا كان متخوفًا من أن يتم إعدامه إذا سلّم نفسه، لكنه وثق بصديقه، “أخبرت صديقي إذا أنا سلمت نفسي، فما الذي يثبت لي أنهم لن يعدموننا، فقال لي أنني ما دمت لست من أولئك المطلوبين بالاسم، ولا من أولئك الذين عليهم خط أحمر، فأنت إنسان مغرر بك، فعليك العودة لوطنك، فسألته التأكيد ألا مشاكل أو إشكالات علىّ، فأكد أن ليس هناك شيء من هذا”. أضاف أن صديقه أخبره أن “هناك فترة الإجراء الأمني الطبيعي ليلحمايتي، وكيفية تسيير الأمور بعدها يطلق سراحي، بالفعل وفوّا بالضمانات التي أعطوني إياها، وعدت مرة أخرى إلى حياتي الطبيعية، والآن أعيش في كنف أهلي وبين أصحابي وإخواني”. يمكن للتائبين عن الفكر المتطرف والمنشقين عن القاعدة في اليمن العودة لممارسة حياتهم الطبيعية والاندماج داخل المجتمع المدني من جديد، وإيجاد فرص عمل تؤمن لهم سبل العيش الكريم، كذلك حال هذا القيادي المنشق عن القاعدة، الذي قرر تعويض السنوات التي فقدها من حياتها خلال التحاقه بصفوف القاعدة، وتحقيق رغبته بالعمل في المجال الإعلامي الإلكتروني. إذ قال “أنا فكرت أن السنين التي فقدتها من حياتي مع التنظيم يجب أعوضها بشيء معين، كانت رغبتي دائماً أن أعمل في مجال التصوير الإلكتروني، ولما وجدت الفرصة عبر أحد أصدقائي الذي أخبرني أنشركة محلية للإعلام تحتاج شحصاً يعمل فيها، فكرت أنها فرصة للوصول إلى العالم، أن أخرج الإبداع الموجود عندي، والرغبة التي كانت موجودةوالحلم الذي كان في بالي، وأجبرني طريق التنظيم أن أتخلى عنه بسبب ظروفي المادية، لكن الآن جاءت الفرصة، فليس هناك ما يمنع من أن أكمل عملي واستمر فيه”. أعرب المنشق عن القاعدة أنه يرغب بمشروع مستقل له مستقبلًا، فأوضح أنه يفكر في “أن يكون لي مشروعاً في المستقبل، وأتمنى بعد السنين اللي فقدتها، أتمنى من السلطات أن تفتح لي مشروعاً يدر علي دخلًا أكثر مما دخلي الحالي، صحيح أن الدخل يكفي والحمدلله، لكن طموحي أكبر من المجال، يعني طموحي بمشروع خاص لي، أديره أنا، وأشرف على الناس بطريقتي الخاصة، صحيح أنني أشتغل، ولكن أعمل في شركة محلية، لكن أتمنى أن يكون لي مشروعي الخاص”. وأردف القول، “السلطات إلى الآن لم تعطني دعماً سوى أنها سمحت لي بالعيش مرة أخرى، بطريقة حرة، يعني بلا قيود، لكن الدعم الذي تقليته كان من صديقي، فهو الذي وفر لي فرصة العمل في هذه الشركة المحلية، وجعلني أشتغل، ولكني أتمنى أن يكون لي دعم من السلطات نفسها، لقد تجاوزت المرحلة التي هي مرحلة الاكتئاب وأنني بالعودة لن أحصل على وظيفة، فأنا التحقت بتنظيم مكروه محلياً ودولياً. فعندما وجدت هذا العمل، أنا الآن مستقر، ولكن طموحي أكبر من هذا المكان”. أكد القيادي المنشق عن القاعدة في اليمن أنه بالرغم من “أن هذا العمل يؤمن مصاريفي العائلية ويؤمن مستقبلي، الحمدلله، وصحيح أنني أسكن في بيت بالإيجار، لكن هذا العمل يؤمّن هذا الإيجار، ويؤمّن مصروفي أنا وعائلتي وأسرتي والحمدلله، ولكن أنا أطمح في أكثر من هذا، أنا أتمنى أن يكون هناك مشروعاً لي”.
|
أدوات الموضوع | |
|
|