جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المرأة في المجتمع المسلم/د.خالد أحمد الشنتوت/القسم الثاني
المرأة في المجتمع المسلم
د. خالد أحمد الشنتوت القسم الثاني نقرأ اليوم أخباراً مرعبة جداً، لاتقل عن الرعب الذي أصابنا من فيضان جدة حفظها الله من الكوارث، من هذه الأخبار [ ثمانية مليون ونصف عانس في مصر ]، [ مليون ونصف عانس في دولة خليجية ]، وكلما زارني أحد الأقارب أسأله عن أولاده، وعن فلان من أقاربنا وماذا عنده من أولاد فأسمع إسطوانة مخيفة ومتكررة تقول الإسطوانة [ عنده ولدان وخمس بنات، أو عنده ولدان وثمانية بنات ....]، وهذا يؤكد أن شريعة الله عزوجل هي الملجأ وهي الخلاص للبشرية جميعاً، والوصول بها إلى شاطئ السلامة ... وبنظرة على تعداد السكان في الدولتين المذكورتين؛ يتضح أن خمس وربما ربع النساء عوانــس ...فلماذا وصلنا هذه الكوارث .... وقد نشرت مجلة ( هارير ) في عددها فبراير 1958م جاء فيه (( أن مكتب التعداد بالولايات المتحدة يتنبأ بأن النساء سيرتفع عددهن في أمريكا بمعدل مليون كل عشر سنوات ))، وتقول الدكتورة ( لانجر ) (( إن لدى المجتمع حلين ممكنين فقط لتغطية النقص المتزايد في الرجال إما تعدد الزوجات أو إيجاد طريقة ما لإطالة أعمار الرجال [ كي يتزوج الرجل أكثر من واحدة على التتابع ]... ونشرت الأهرام المصرية ( 16/11/1965) تقول إن عدد النساء يزيد على الرجال بمليوني نسمة في أمريكا، وثلاثة ملايين في ألمانيا، وعشرين مليون في الاتحاد السوفياتي )) . ولعلكم تتفقون معي أن هذه الأرقام قديمة جداً، ولو تمكنا من معرفة الأرقام الحالية لقلنا [ كــارثــة ] بكل معنى الكلمة . وزيادة عدد العوانس في المجتمع كارثة اجتماعية وتربوية وخلقية، تفكك المجتمع وتصيبه بالضعف وربما الانهيار ... أسباب ظاهرة العنوســة : السبب كما هو معروف البعد عن منهج الله عزوجل الذي ضمنه في شـرعه كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ويتفرع هذا السبب إلى سببين فرعيين : 1- تخلي الرجل عن القوامـة في البيت المسلم : ومن هذا البعد عن منهج الله عزوجل، تخلي الرجل شاء أم أبى عن القوامة في البيت المسلم .... فكثير وربما أكثر من الثلثين من بيوتنا المسلمة المعاصرة القوامة فيها للمرأة وليس للرجل، فكيف يعدد هذا الرجل ويتزوج أكثر من واحدة لامتصاص هذا الفيض من العوانس ؟ كيف يجرؤ على ذلك إذا كان أمره ليس بيده !! بل أمره بيد زوجته، فكيف توافق زوجته على أن يتزوج مرة أخرى !!!، وقد سمعت بعض أهل الفضل يتندرون ويقولون [ أنا مستعد للزواج بأخرى، وكل شيء جاهز، المسكن والمهر وغير ذلك، سوى خطوة أخيرة ( صغيرة ) وهي موافقة أم البنين الأولى، وبدون موافقتها لا أستطيع ذلك ] ... 2- ظلم الرجال المعددين لزوجاتهم الأولى : ومع أن تعدد الزوجات من الأمور الأساسية في المجتمع المسلم، حيث تسد منافذ الرذيلة، وتمتص نسبة الزيادة المئوية في عدد النساء، ومع ذلك فقد قيده عزوجل بالعدل، ووجه الرجل الذي لا يتمكن من العدل بين الزوجات ؛ أن يكتفي بزوجة واحدة فقط، كي لا يقع الظلم، وهو نقيض العدل، وظلم الزوجة يتعداها إلى أولادها، فينشأون على الظلم . ويعلم سبحانه وتعالى أن الرجل لا يستطيع أن يحب زوجتيه بنفس الدرجة من الحب، لذا قال سبحانه وتعالى : { ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة، وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً } (النساء:139) . جاء في صفوة التفاسير : ( لن تستطيعوا أن تحققوا العــدل التــام لأن التسوية في المحبة وميل القلب ليست في مقدور الإنسان، فلا تميلوا عن المرغوب عنها ميلاً كاملاً ... ). والميل ــ كما أرى ــ شعور نفسي، يستطيع الرجل العادل أن يخفيه في نفسه، فلا يظهر للمرغوب فيها أو المرغوب عنها ذلك الميل، ومجرد إظهار ذلك الميل فقد ظلم إحداهما . وليس هذا الكبح بالأمر السهل، لذلك قليل من الرجال يستطيعون كبح ميلهم، وهذه النسبة تساوي نسبة الزيادة في عدد النساء عن عدد الرجال في المجتمع السوي . أما إذا مال ( كل الميل ) فقد خرج الميل من دائرة الشعور الداخلي إلى حيز الفعل والسلوك وصار أمراً ظاهراً . ومما يؤسف له أن معظم من لهم أكثر من زوجة في مجتمعاتنا المعاصرة؛ يظلمون زوجاتهم، وأولادهم بشكل صريح، فالجديدة ( الصغيرة ) وأبناؤها لهم ميزات لا توجد للقديمة وأبنائها، جهاراً نهاراً، مما يزرع الحقد بين الآباء والأبناء بدلاً من الود والاحترام والعطف . فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي بين عائشة رضي الله عنها وهي في ريعان الشباب وسودة وأم سلمة رضي الله عنهن مع تقدمهن في السن وإنجابهن الأولاد . عـلاج ظاهرة العنوســة : ولا علاج لهذه الكارثة الاجتماعية سوى انتشار تعدد الزوجات، ويستحيل تعدد الزوجات عندما تكون المرأة قوامة على الرجل !!! فلابد إذن أن يستعيد الرجل حقه المسلوب في القوامة .... وتعدد الزوجات نظام اجتماعي لم يبتكره الإسلام، وإنما كان سائداً في أنحاء المعمورة، يقول نيوفلد : (( إن التلمود والتوراة معاً قد أباحا تعدد الزوجات على إطلاقه، وإن كان بعض الربانيين ينصحون بالقصد في عدد الزوجات، ولم يأت في المسيحية تحريم صريح لتعدد الزوجات، وما جاء على لسان بولس الرسول مجرد الاقتصار على زوجة واحدة للزاهد في الدنيا .)) إنما رخص الإسلام فيه وقيده، فهذا النظام كان مألوفاً أزمنة طويلة قبل الإسلام، والإسلام قيد هذا النظام وحدده، فقد أخرج البخاري في صحيحه أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : [ اختر منهن أربعاً ] . ومن العلاج أن يعدد الرجال الأكفاء ذوي الإرادة والوعي، لأن الرجل الذي يعدد، ويظلم زوجته الأولى جهاراً نهاراً يسيء إلى التعدد، ويجعل المرأة المسلمة تخاف منه وتحاربه، أما لو انتشر الرجال العادلون الأكفاء المعددون ورأت المرأة أن جارتها أو قريبتها أو صديقتها، غير مظلومة، ومحترمة مع أن زوجها تزوج الثانية، لكنه يعدل بينهما، ومكانة الزوجة الأولى محفوظة و كرامتها مصانة عندئذ تتشجع المرأة المسلمة على قبول فكرة التعدد، وهو حل لابد منه لمعالجة ظاهرة العنوسة، أو الـــــــدمـــــار ..... ومن العلاج أن تقوم وسائل الإعلام بشن حملة إعلامية تشجع فيها على التعدد، وأن تكف وسائل الإعلام عن التندر على المعددين، بل تزينـه للناس لأنه علاج لمشكلة وصلت مستوى الكارثة، كما تقوم الهيئات الثقافية بالدراسات اللازمة لعرض الظاهرة على أهل الرأي وصناع القرار في المجتمع . ومن العلاج أن تقوم الدولـة بمساعدة الرجل المتزوج على الزواج للمرة الثانية، كأن تساعده في توفير المسكن، وتقديم مساعدة مالية لـه، إن كانت مهتمـة برجالها ونسائها وحفظهم من الــــدمـــار .... عن رابطة أدباء الشام |
أدوات الموضوع | |
|
|