#1
|
|||
|
|||
افيدونى
هل حقا التحدث بأى لغه غير العربيه دون ضرورة يعتبر من النفاق
و ما حكم الاستماع للاناشيد الاسلامية مع العلم انها بدون أى مؤثرات صوتيه وهل هذه الاناشيد محرمه فى الافراح لان المنشدين رجال وجزاكم الله خيرا |
#2
|
||||
|
||||
حكم التحدث باللغة الاجنبية دون الحاجة لذلك
اقتباس:
اولا مرحبا بك بيننا <fieldset class="insideinfo"> <legend class="ts_card"> بطاقة الصفحة</legend> السؤال:
ماحكم التحدث باللغة ( الانجليزية ) دون الحاجة لذلك؟ وأرجو كتابة المرجع لكي أستند عليه. الجواب: الحمد لِلَّه أولا: يقرر علماء اللسانيات والأصوات أن اللغات في العالم بلغت ما يقرب من ثلاثة آلاف لغة، وأنها تختلف في مستوياتها، فمنها اللغة الراقية والمتصرفة والثرية ومنها دون ذلك. واللغة العربية تتربع في قمة هرم اللغات، لما لها من خصائص ذاتية في حروفها وكلماتها التي تقوم على أصول ثلاثية في الغالب، وتناوبِ الصيغ في أداء المعنى، وتقارُبِ معاني ألفاظها مع الأصوات، وكذلك للخصائص التي تحملها معاني التراكيب اللغوية، فيما يسمى بـ " علم البلاغة ". ولذلك كانت اللغة العربية لغة كتاب الله الخالد، القرآن الكريم، وقد اختارها الله سبحانه لتكون اللسان الذي أنزل به كتابه، قال الله تعالى: ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) الشعراء /192-195 قال الإمام الشافعي - رحمه الله - :" ولسان العرب أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غيرُ نبي " انتهى. الرسالة (34) وقد شهد أهل العلم باللغات بأفضلية اللغة العربية على غيرها من اللغات. يقول ابن جني في "الخصائص" (1/243) : " إنا نسأل علماء العربية، ممن أصله أعجمي، وقد تدرب قبل استعرابه عن حال اللغتين، فلا يجمع بينهما، بل لا يكاد يَقبل السؤال عن ذلك لبعده في نفسه، وتقدُّمِ لطف العربية في رأيه وحسه، سألت غير مرة أبا علي ( يعني الفارسي إمام اللغة المعروف ) عن ذلك ، فكان جوابه عنه نحو ما حكيته " انتهى. ويقول ابن سنان الخفاجي في "سر الفصاحة" (45):" لا خفاء بميزاتها على سائر اللغات وفضلها " انتهى . ثم توسع في شرح ذلك. وانظر كتاب "البلاغة المفترى عليها" لفضل حسن عباس (19-78). ثانيا : ومن عرف للغة العربية فضلها وأهميتها أدرك ما ينبغي عليه من شديد العناية بها، خاصة وأن الصلاة وهي أهم عبادات المسلم لا تصح إلا بتلاوة كتاب الله العربي، لذلك كان المسلمون في شرق الأرض وغربها يتعلمون العربية على اختلاف أجناسهم وأعراقهم، حفاظا على وحي الله تعالى الذي أنزله بهذه اللغة، فإنَّ حفظَ القوالب حفظٌ للمعاني. اللهم إلا أننا أصبحنا نجد في عصرنا هذا من يزهد في لغة القرآن، فينسبها تارة للعجز، وأخرى للصعوبة، لم يغادر شبهة أو تهمة إلا وحاول إلصاقها بها، ولكن الله سبحانه وتعالى قيض له من يبين فساد مقالته، وبطلان دعواه. كما أننا نجد في زماننا من يزهد بلغته العربية، تبعية للغرب الذي سلب لُبَّه بمدنيته الزائفة، وحضارتِه الموهومة، فأصبح يستبدل العبارات العربية بالكلمات ( الانجليزية ) تارة ، أو بـ ( الفرنسية ) تارة أخرى، حتى انحرف لسانه عن لغته الأصيلة، وانحرفت أخلاقه وأطباعه تبعا لذلك. فلهؤلاء وأولئك أنقل لهم كلمة ضافية لشيخ الإسلام ابن تيمية، أوفى فيها على المقصود، وجمع فيها من المنقول والمعقول في هذا الموضوع، فقال - رحمه الله - تعالى في "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/204- 208): " اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون، ولهذا كان كثير من الفقهاء، أو أكثرهم، يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر، أن يدعى الله أو يذكر بغير العربية.. وأما الخطاب بها ( يعني الأعجمية ) من غير حاجة في أسماء الناس والشهور ، كالتواريخ ونحو ذلك ، منهي عنه مع الجهل بالمعنى بلا ريب. وأما مع العلم به، فكلام أحمد بَيِّنٌ في كراهته أيضا، فإنه كره "آذرماه" ونحوه ، ومعناه: ليس محرما، وأظنه سئل عن الدعاء في الصلاة بالفارسية فكرهه وقال: لسان سوء. وهو أيضا قد أخذ بحديث عمر - رضي الله عنه - الذي فيه النهي عن رطانتهم، وعن شهود أعيادهم. وهذا قول مالك أيضا، فإنه قال: لا يُحرِم بالعجمية ولا يدعو بها، ولا يحلف بها. وقال: نهى عمر عن رطانة الأعاجم وقال: " إنها خِبَّ " ( المكر والغش ، المدونة 1/62-63) ، فقد استدل بنهي عمر عن الرطانة مطلقا. وقال الشافعي فيما رواه السلفي بإسناد معروف إلى محمد بن عبد الله بن الحكم قال : سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول :" لا نحب ألا ينطق بالعربية فيسمي شيئا بالعجمية، وذلك أن اللسان الذي اختاره الله - عز وجل - لسان العرب، فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا نقول : ينبغي لكل أحد يَقدِرُ على تعلم العربية أن يتعلمها؛ لأنها اللسان الأَوْلَى بأن يكون مرغوبا فيه، من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بالعجمية " فقد كره الشافعي لمن يعرف العربية أن يسمي بغيرها، وأن يتكلم بها خالطا لها بالعجمية، وهذا الذي قاله الأئمة مأثور عن الصحابة والتابعين. روى أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف" (9/11) حدثنا وكيع عن أبي هلال عن أبي بريدة قال: قال عمر : ما تعلم الرجل الفارسية إلا خَبَّ ( صار خَدَّاعًا )، ولا خَبَّ رجل إلا نقصت مروءته. وقال حدثنا وكيع عن ثور عن عطاء قال : لا تعلموا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا عليهم كنائسهم ، فإن السخط ينزل عليهم . وهذا الذي رويناه فيما تقدم عن عمر - رضي الله عنه - . ( انظر مصنف عبد الرزاق 1/411) وقال حدثنا إسماعيل بن علية عن داود بن أبي هند أن محمد بن سعد بن أبي وقاص سمع قوما يتكلمون بالفارسية فقال: ما بال المجوسية بعد الحنيفية . ونقل عن طائفة منهم أنهم كانوا يتكلمون بالكلمة بعد الكلمة من العجمية: قال أبو خلدة: كلمني أبو العالية بالفارسية. وقال منذر الثوري : سأل رجل محمد بن الحنفية عن الجبن ، فقال : يا جارية اذهبي بهذا الدرهم فاشتري به نبيزا ، فاشترت به نبيزا ، ثم جاءت به، يعني الجبن . وفي الجملة : فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب ، وأكثر ما كانوا يفعلون إما لكون المخاطب أعجميا ، أو قد اعتاد العجمية ، يريدون تقريب الأفهام عليه ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص - وكانت صغيرة قد ولدت بأرض الحبشة لما هاجر أبوها - فكساها النبي - صلى الله عليه وسلم - خميصة وقال : ( يا أم خالد هذا سنا ) والسنا : بلغة الحبشة الحسن . البخاري (5845) ورُوي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال لمن أوجعه بطنه : أشكم بدرد . وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن ، حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ، ولأهل الدار ، وللرجل مع صاحبه ، ولأهل السوق ، أو للأمراء ، أو لأهل الديوان ، أو لأهل الفقه ، فلا ريب أن هذا مكروه ، فإنه من التشبه بالأعاجم ، وهو مكروه ، ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية ، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية ، وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية ، عودوا أهل هذه البلادِ العربيةَ ، حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم ، وهكذا كانت خراسان قديما . ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة، واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم، وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أن هذا مكروه . وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في الدور والمكاتب، فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى، فإنه يصعب عليه. واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق. وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإنَّ فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية. وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال : " كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - : أما بعد، فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي ". وفي حديث آخر عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: " تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم " وهذا الذي أمر به عمر - رضي الله عنه - من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه؛ لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله " انتهى. - وسئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في "اللقاء الشهري" (لقاء رقم 3/سؤال رقم 12): " السؤال: نجد أن بعض الناس ربما يتخاطب مع غيره من الشباب وغيرهم باللغة الإنجليزية أو ببعض مفرداتها، هل يفرق هذا بين من كان في مجال عمل، كما أننا نحن مثلاً في المستشفى نتخاطب مع زملائنا باللغة الإنجليزية غالباً، ولو كان الأمر لا يحتاج للكلام، ولكننا تعودنا ذلك بمقتضى مخالطتنا لهم، فهل في هذا بأس، وإذا تكلم الإنسان بكلمة من غير العربية فهل يأثم بذلك؟ الجواب: الكلام باللغة غير العربية أحياناً لا بأس به، فإن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال لطفلة صغيرة جارية قدمت من الحبشة فرآها وعليها ثوب جميل، فقال : ( هذا سنا ، هذا سنا ) أي : هذا حسن، كلمها باللغة الحبشية؛ لأنها جاءت قريبة من الحبشة، فخطاب من لا يعرف العربية أحياناً باللغة التي يفهمها هو لا بأس به، وليس فيه إشكال، لكن كوننا يأتينا هؤلاء القوم لا يعلمون اللغة العربية، ثم نتعجم نحن قبل أن يتعربوا هم، مثل أن تجد بعض الناس إذا خاطب إنساناً غير عربي بدل ما يقول: لا أعرف، يقول: " ما في معلوم ". لماذا يقول: " ما في معلوم "؟ لأجل أن يعرف ما يقول له، والصحيح أن يقول له: لا أعرف، حتى يعرف هو اللغة الصحيحة، لكن مع الأسف الآن نخشى على أنفسنا أن نكون أعاجم" انتهى. ويقول الشيخ ابن عثيمين أيضا - رحمه الله - "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم 142/سؤال رقم 3): " الذي ينطق بالعربية لا ينطق بغير العربية، ولهذا كان عمر بن الخطاب يضرب الناس إذا تكلموا برطانة الأعاجم، والعلماء كرهوا أن يكون التخاطب بلغة غير العربية لمن يعرف اللغة العربية، ولذلك - مع الأسف الشديد - الآن عندنا هنا في السعودية التي هي أم العربية نجد بعضهم يتكلم باللغة غير العربية مع أخيه العربي، بل بعضهم يعلم صبيانه اللغة غير العربية، بل بعضهم يعلمهم التحية الإسلامية باللغة غير العربية، سمعنا من يقول لصبيه إذا أراد مغادرته أو أتى إليه، يقول : " باي باي " ..؟!! ثم نرى الآن مع الأسف الشديد أنه يوجد لافتات على بعض المتاجر باللغة غير العربية، يعني : في بلادنا العربية يأتي العربي من البلد يقف على هذا الدكان لا يدري ما معناه، وما الذي فيه؟ ولا يدري ما هذا المتجر؟ ويأتي إنسان أوروبي لا يعرف البلد، ويقف ويعرف ما في الدكان، لماذا؟ لأن المكتوب باللافتة بلغته، أما نحن فلا، وهذا لا شك أنه من نقص التصور في شأننا في الواقع، من عندك ممن يفهم من اللغة الإنجليزية، أي : ولا (1%) من السكان، ثم تجعل اللافتة على دكانك بهذه اللغة! هذا أقل ما يكون حياءً من أهل البلد، لكن الحقيقة أن القلوب ميتة، وإلا كان يُهْجَر هذا الذي جعل دكانه باللغة غير العربية!! كان الذي ينبغي لنا نحن ونحن عرب، والله أنت ما فتحت دكانك لنا، إنما فتحته لأهل هذه اللغة ونقاطعه، ولو أننا قاطعناه لكان غداً يكتبها بالحرف الكبير باللغة العربية ..." انتهى. ويقول أيضا - رحمه الله - "لقاء الباب المفتوح" ( لقاء رقم/186/ سؤال رقم/15) : " إذا خاطبك الإنسان بلغته أجب عليه بلغته، لكن الأفضل أن تبقى الألفاظ الشرعية على ما كانت عليه، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( لا يغلبنكم الأعراب على صلاتكم العشاء فإنهم يدعونها العتمة )؛ لأن الأعراب يعتمون بالإبل، وهي في كتاب الله العشاء، فنهى الرسول - عليه الصلاة والسلام - أن يغلبنا الأعراب على لغتنا مع أنهم عرب، لكن مع الأسف الآن أن المسلمين غلبتهم البربر والعجم على لغتهم، فصاروا الآن يتعاملون باللغة الإنجليزية عندنا، حتى بلغني أن بعض الناس من جهلهم في مجالسهم العادية يتكلمون باللغة الإنجليزية وهم عرب، وهذا يدل على الضعف الشخصي إلى أبعد الحدود، وعلى عدم الفقه في دين الله، وكان عمر - رضي الله عنه - من حرصه على اللغة العربية التي هي لغة القرآن والحديث يضرب من يتكلم بالفارسية أو بالأعجمية " انتهى. وانظر "الآداب الشرعية" لابن مفلح (3/432-433). والله أعلم . <fieldset class="insideinfo"> <legend> موضوعات ذات علاقة بالصفحة</legend>
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
اللغة العربية وأهميتها دينياً وخطر التحدث بغيرها <hr style="color: rgb(255, 255, 255); background-color: rgb(255, 255, 255);" size="1"> <!-- / icon and title --> <!-- message --> السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } الزخرف 3 اللغة العربية يا احبائي هي لغة القرآن واهل الجنة ( اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين ) . آمين وهي أوسع اللغات وأشملها ولذلك نزل خير الكلام وهو القرآن بخير اللغات وهي العربية في خير شهر وهو رمضان في خير ليلة وهي ليلة القدر في خير مكان وهو مكة على خير البشر وهو محمد صلى الله عليه وسلم . واما الذين أعتادوا على التحدث بغير العربية لا تجدهم يتكلموا كلمتين عربي الا ويتخللهم كلمة غربية او استعمال اللغة العربية بحروف اجنبية مثل كلمة Ana (أنا ) وهكذا وهذا خطر عظيم فيه تضييع للغة واهانة لها واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق . وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية . وأليكم هذه الأحاديث :- رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي . وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم . وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله .. " اقتضاء الصراط المستقيم . قال الشيخ الأسلام أبن تيمية :- في شأن هذه المشكلة وتبيان خطرها وأثرها والموقف الشّرعي منها كلاما متينا نفيسا هذا نصّه : " وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه . وينصح بما يلي : - أن يجاهد المسلمون أنفسهم هم وأهلوهم وأولادهم على أن يتكلموا باللغة العربية في بيوتهم ومنتدياتهم واجتماعاتهم وأن يكون الوالدان قدوة للأولاد داخل البيت في هذا وان يتعمّدا أحيانا عدم إجابة الولد إذا لم يتكلّم باللغة العربية . - الحرص على إدخال الأولاد المدارس والأكاديميات العربية ما أمكن ذلك . - أن تعيش العوائل المسلمة في تجمعات سكانية ما أمكن حيث يكون المحيط والجيران والبيئة الصغيرة عربية اللغة . - الاجتهاد في إقامة دورات لتعليم اللغة العربية واحتساب الأجر في ذلك والتقرّب إلى الله به وكذلك متابعة تعلّم اللغة العربية في الكتب والأشرطة والوسائل التعليمية الحديثة . - السماع المستمر للقرآن الكريم المسجّل وأشرطة الدروس والمحاضرات الإسلامية باللغة العربية . والله وليّ التوفيق وصلى الله على نبينا محمد . كلمة أخيرة :- ما يتعلمه المسلمون اليوم من العلوم المختلفة التي تفيدهم في دنياهم ، والإسلام دين العلم ، وهو يدعو إليه ويوجبه على كلّ مسلم أن يتعلّم ما افترضه الله عليه ويتعلم أحكام ما يحتاج إليه من العبادات والمعاملات وأما العلوم الدنيوية كالطبّ والهندسة والزراعة وغيرها فيجب على المسلمين أن يتعلّموا منها ما تحتاج إليه الأمّة ولو احتاج المسلمون لصنع إبرة لوجب عليهم أن يكون فيهم من يتعلّم صنعة تلك الإبرة . والسلام ختام
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
اللغة العربية بين مكر أعدائها و إهمال أهلها<!--sizec--><!--/sizec--><!--fontc--><!--/fontc--> <!--sizeo:4--><!--/sizeo-->مقدمة:<!--sizec--><!--/sizec--> إنه لما كان الإنسان اجتماعياً بطبعه,كان لا بد من وجود وسيلةٍ يتفاهم بها مع من حوله ويتواصل معهم,فكانت اللغة كرموزٍ يسهل التعامل فيها بين بني البشر,واللغات عبارة عن الألفاظ الموضوعة للمعاني يعبر بها الناس عما في نفوسهم,واللغة العربية هي الكلمات التي يعبر بها العرب عن أغراضهم وقد وصلت إلينا عن طريق النقل,وحفظها القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وما رواه الثقات من منثور العرب ومنظومهم. وقد جاء الإسلام بلسانٍ عربيّ مبين ، ليُعطي دلالة أن لغة العرب أشرف اللغات ، و أن الحفاظ عليها من الحفاظ على الشريعة،و أنه لا يمكن أن يُقام حكم الله في الأرض إلا بفقه هذه اللغة ، و تعلمها و تعليمها. ولا يمتري أحدٌ في أن اللغة العربية وعلومها تنزل من علوم الإسلام ومعارفه منزلة اللسان من جوارح الإنسان,بل يصدق فيها القول:بأنها تنزل منزلة القلب من الجسد؛لأنها لغة الإسلام التي بها نزل القرآن,وهو الدستور المهيمن على سائر شؤون الحياة. فإذا اعترى اللغة العربية أو أصابها جمودٌ باعد بينها وبين ألسنة المسلمين وعقولهم,واستعجم عليهم فهم كتاب الله تعالى,وأغلقت دونهم أبوابه,عندها يصعب عليهم فهم أسراره التشريعية. والناظر إلى ماضي المسلمين يرى في يسرٍ ووضوح أن عهود التقدم والقوة,وأزمان المجد والسيادة في تاريخ الأمة الإسلامية كانت مرتبطةً أشد الارتباط بفهم القرآن الكريم وأساليبه فهماً كان منطلقاً من فهم أسرار هذه اللغة والنهل من منابعها,ولم تكن العناية باللغة العربية في عصور الإسلام الذهبية بأقل من العناية بأي شأنٍ من شؤون الدين؛بل لقد كان الدين دافعاً قوياً على العناية بها,وحسبنا أن نعلم أن قواعدها لم تدوَّن إلا صوناً للقرآن الكريم من أن يدلف إليه اللحن. <!--sizeo:4--><!--/sizeo-->*مكـــــــــــــــــــــــر الأعـــــــــــــــــــــــــــداء:<!--sizec--><!--/sizec--> لا خوف على مستقبل اللغة العربية، ولا على مستقبل الإسلام؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد تعهّد بحفظ كتابه الكريم رسالة ولغة:إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظونالحجر : 9". وإنما الخوف كل الخوف على أنفسنا، على المنتسبين إلى الإسلام، وعلى أبناء اللغة العربية حين يقفون جميعًا بين يدي الله ويحاسبون على تقصيرهم في حماية اللغة العربية ونصرتها وحماية دينهم ونصرته. وليس ثمة شكّ أن معركة الإسلام معركة ممتدة في الأرض والزمن ولن تتوقف؛ فأعداء الله مصرُّون على نشر فسادهم وضلالهم ينفقون أموالهم بسخاء لنشر الفتنة والفساد في الأرض، والإسلام مصرٌّ على نشر الحق والصلاح والدعوة إلى الله ورسوله كلما وجد جنوده المؤمنين المتقين الصادقين الذين يطلبون الدار الآخرة ويؤثرونها على الدنيا,واللغة العربية لسان الإسلام والمسلم ولسان الدعوة الإسلامية في الأرض، فمعركتها تمثل جزءاً رئيساً من معركة الإسلام. وأعداء الله يدركون هذه الحقيقة فرسموا نهجهم الشيطاني ومكروا مكرهم العميق، وكادوا كيدهم الشديد ضد اللغة العربية وضد القرآن الكريم. وكان المنفذ إلى ذلك إضعاف فهم المسلمين لدينهم وشريعتهم الإسلامية,وأسهل طريقٍ لذلك ضرب اللغة العربية التي هي أساس فهم التشريع الإسلامي,فلم يترك الغرب وسيلةً تساعد على ذلك إلا واستخدموها, وكان من أبرز الدعوات التي نادت بهدم اللغة العربية دعوة المستشرق وليام ولكوكس ومن بعده دعوة القاضي ويلمور الذين قدموا نصائح -على حد تعبيرهم-للعرب والمسلمين,بأن إصلاح الحرف العربي لا يتم إلا بتنحيته جانباً,والكتابة بالحروف اللاتينية بدلاً منه. وقد سلك أعداء الإسلام وخصوم الفصحى سبلاً شتى وطرقاً مختلفة في حربهم للغة القرآن ، ومن تلك الوسائل : <!--sizeo:4--><!--/sizeo-->1-الدعوة إلى العامية وإحياء اللهجات المحلية : <!--sizec--><!--/sizec--> لقد اهتم أعداء الفصحى بالدعوة إلى هجر الفصحى وإقصائها من حياتهم ، لأنها سبب تأخرهم والعائق دون تقدمهم ولحاقهم لركب الحضارة,ودعوا في الوقت نفسه إلى إحياء العامية واستخدامها في التأليف والمخاطبة ، وألقوا في ذلك المحاضرات،وعقدوا الندوات. وأول من دعا إلى ذلك الدكتور / ولهم اسبيتا الألماني الجنسية, ففي سنة 1880م وضع كتاباً عنوانه " قواعد العربية العامية في مصر" وهذا الكتاب يعده الباحثون أول محاولة جدية لدراسة لهجة من اللهجات العربية المحلية،ودعا سبيتا في كتابه إلى اتخاذ العامية لغة أدبية بحجة صعوبة اللغة العربية الفصحى ، وأشار بطريقةٍ ماكرةٍ إلى فتح العرب لمصر ، ونشر لغتهم العربية بين أهلها وقضائها على اللغة القبطية لغة البلاد الأصلية. وهو يحاول بهذا إثارة العنصرية العرقية المصرية ضد اللغة العربية. وكذلك اللورد كرومر الذي ألف كتاب ( مصر الحديثة ),حيث جعل لغة التعليم الرسمية هي الإنجليزية , وقد أشار حافظ إبراهيم إلى محاربة كرومر للعربية بقوله: قضيت على أم اللغات وإنها قضاء علينا أو سبيل إلى الردى <!--sizeo:4--><!--/sizeo-->2- إلغـاء الحرف العربي والكنابـة بالحرف اللاتيني : <!--sizec--><!--/sizec--> ومن الوسائل التي سلكها أعداء الفصحى الدعوة إلى إلغاء الحرف العربي والاستعاضة عنه بالحرف اللاتيني ، وذلك بعد أن شعر أعداء الإسلام بأن الدعوة إلى العامية لم تجد قبولاً مناسباً ، ففكروا في طريقة أخرى تحقق لهم ما يريدون ، فجاءت الفكرة الشيطانية. وقد افتتح هذه الدعوة المستشرق الفرنسي" لويس ماسينون" عندما ألقى محاضرة في جمع من الشباب العربي في باريس عام 1929م،ومما جاء في محاضرته: إنه لا حياة للغة العربية إلا إن كتبت بحروف لاتينية وقد تحمس لهذه الفكرة وتبناها عبد العزيز فهمي ، فدعا إلى استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية. وقد فند هذه النظرية باحثٌ غربي يدعى "إدوارد بنسون",الذي حذر من استخدام الحروف اللاتينية في كتابة اللغة العربية,وأنه إن تم المس بالحروف العربية فإن ذلك يؤدي إلى المس بالقرآن الكريم,وهذا بدوره يعمل على هدم صرح الإسلام الذي أساسه اللغة العربية. والهدف المعلن هو تسهيل اللغة العربية وتخفيفها,لكن المخفي أعظم لأن همهم الأول والأخير هو تدمير اللغة وتضييعها,فباستخدام الحروف اللاتينية فإن أكثر من اثني عشر حرفاً من حروف العربية ستضيع؛لأنه لا مقابل لها في اللاتينية,وبهذا سوف تدخل في حروف أخرى وتضيع الحروف الأصلية ، وهذا هو هدف أعداء الإسلام . فماذا سيكون مصير ذلك التراث العلمي الضخم الذي انتجته العقول المسلمة على مدار التاريخ؟؟ وماذا سيكون مصير القرآن والسنة؟؟ إن الهدف هو هدم العرب وتدمير الإسلام. <!--sizeo:4--><!--/sizeo-->3-المناداة باللغة الوسطى: <!--sizec--><!--/sizec--> هذه وسيلةٌ ثالثةٌ وهي اتخاذ لغةٍ وسطى، وهي لغة الصحافة دون الفصحى وفوق العامية ، وهي محاولةٌ ماكرةٌ هدفها فصل اللغة العربية الفصحى عن لغة الكتابة والتحدث لتكون تمهيداً لاستخدام العامية ، فأرادوا التدرج في ذلك. وحتى يتمكن أعداء الإسلام من تلبية رغبتهم الماكرة,زرعوا هذه الفكرة في عقول العديد ممن كانوا مضبوعين بثقافة الغرب,فنادى هؤلاء المعمية أبصارهم وبصائرهم باستخدام الحرف اللاتيني عوضاً عن العربي ووضعوا حججاً لذلك,منها:عدم وجود حروفٍ في العربية تمثل حركة المد القصير مما يشيع اللحن,وتعدد صور الحرف الواحد,مما يولد الارتباك في التعلم والقراءة,وغيرها من الحجج الواهية,ومن أبرز الدعاة لهدم العربية واستبدالها بالحروف اللاتينية: فريد أبوحديد ، وأمين الخولي ، وتوفيق الحكيم. <!--sizeo:4--><!--/sizeo-->*إهـــــمـــــال أهـــل اللــغـــة<!--sizec--><!--/sizec--> نعم إن للغرب والاستعمار دورٌ كبيرٌ في تدمير لغتنا العربية,لكن هذا لا ينسينا الدور الكبير الذي لعبه إهمال المسلمين للغتهم,وترك تعلمها والبحث في مضانها,الذي أودى بالعربية ودمر دولة الإسلام,وقد ظهر إهمال العرب للغتهم في نواحيَ شتى,أهمها: 1-مناهج التعليم: إن مما يؤخذ على مناهج تعليم اللغة العربية عموماً,عجزها عن بث الاعتزاز في نفوس الطلاب بلغتهم العربية التي هي أساس دينهم والشعور بقوتها ومرونتها وجمالها وحيويتها وقدرتها على استيعاب التطورات العلمية والتقنية الحديثة,كما يؤخذ عليها أنها لا تولي اهتماماً كافياً بتنمية مهارات الطلاب اللغوية وتعويدهم ممارسة اللغة واستخدام مفرداتها وصيغها المكتسبة بشكلٍ فعليٍّ مباشر مما يساعد على تقويم ألسنتهم، وتصحيح أقلامهم، وتنمية قدراتهم ومواهبهم الكتابية والخطابية، وإثارة الحماسة فيهم لتعلم اللغة والبراعة فيها. ومن خلال دراسات الباحثين لمناهج تعليم اللغة العربية نجد افتقار كتب اللغة العربية إلى عنصر التشويق، لعدم ارتباطها بواقع الطالب وحياته العملية وحاجاته ومتطلباته وظروف عصره,وافتقارها كذلك إلى الترابط، بحيث يسير تدريس كل مادة بشكل مستقل عن المواد الأخرى،وهذا مما يبدد جهد الطالب ويفقده الإحساس بترابط جوانب اللغة وحيوية موضوعاتها,وأن بعض النصوص المختارة في هذه الكتب والمقررات لا تتلاءم مع المستوى العقلي واللغوي لناشئة هذا العصر,هذا إضافة إلى اتصاف كثير من مقررات النحو والصرف بشيء من الجفاف والتعقيد والرتابة وعدم التركيز على الوظيفة الأساسية لعلمي النحو والصرف وهي ضبط الكلمات وصيانة اللسان من الخطأ في النطق، وسلامة الكتابة مما يشينها. وقد كتب فهمي هويدي مقالاً بعنوان: "دعوة إلى تعريب لسان العرب" يذكر ما حاق باللغة العربية من إهمال وعبث، وسماه كارثة في العالم العربي؛ لأنه رأى طلاب الأزهر في المرحلة الابتدائية ملزمين بتعلم الفرنسية، مع أن فرنسا تحرم تعليم أي لغة أجنبية في تلك المرحلة المبكرة. 2-الإعلام: إن وسائل الإعلام بصورة عامة تخرب اللغة العربية، وقد رأينا بعض هذه الوسائل وهي الصحافة نموذجاً للشعور المؤلم عن الكتاب، فنرى المسرحيات والقصص بلهجاتٍ متعددة,فقد نشرت جريدة الأهرام في الملحق قصة باللغة العامية. وفي دراسةٍ للشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن المقحم توصل إلى أن لغة وسائل الإعلام تشتمل على ألفاظٍ أعجميةٍ وعاميةٍ وأخطاءَ نحويةٍ وعباراتٍ ركيكة، وإعلانات لا تراعي حتى أبسط قواعد اللغة العربية. ومن أهم الظواهر السلبية في الإعلام: • شيوع استخدام المذيعين للعامية,خاصةً في المقابلات والحوارات. • استخدام العديد من الألفاظ الأجنبية,مثل: Ok / bravo /. • ضحالة الأسلوب وضعف الزاد اللغوي لدى المذيعين غالباً ، وسبب ذلك قصور اطلاعهم على أساليب البلغاء وكلام الفصحاء . <!--sizeo:4--><!--/sizeo-->3-مجامع اللغة ودورها في ذلك:<!--sizec--><!--/sizec--> من خلال البحث نرى أن هناك عدة مجامع للغة العربية حول العالم,فقد تعددت المسميات حول البلدان العربية,فهناك مجمعٌ في دمشق وآخر في بغداد والمجمع لأصلي الذي أنشئ في القاهرة,وهذا إن أوحى بشيء فلا يوحي إلا بالتشرذم وفقدان الهوية الإسلامية التي كانت تميز تلك البلاد,ومن مهام مجمع اللغة العربية في مصر:إحياء التراث العربي ودراسة اللهجات العربية قديمها وحديثها دراسة علمية لخدمة الفصحى والبحث العلمي. والناظر لهذه المهام يعلم بأن هذا المجمع ما أقيم إلا لإثارة القوميات,لأنه كما رأينا يريد إحياء التراث العربي,بعيداً عن تقوية العربية وربطها بالإسلام كونها لغته ومصدر فهمه. <!--sizeo:4--><!--/sizeo-->4-دور الأنظمة:<!--sizec--><!--/sizec--> لقد عانت اللغة العربية ما عانت من الحكومات والأنظمة السياسية ولا سيما عربيتنا في وقتنا الحاضر,لقد مارست هذه الانظمة حرباً على اللغة نفسها,لكنها حربٌ غير معلنة إذ أنها تظهر الغيرة والحمية لكنها تخفي في يدها خنجر القتل الذي تحاول غرزه في خاصرة اللغة شيئاً فشيئاً حتى كأن اللغة تبدو ـ لمن ينظر إليها ـ معافاة سليمة في ظل هذه الأنظمة لما تصدره من قوانين وتوصيات وتعليمات للحفاظ على سلامتها. وفي مقالٍ بعنوان (انقراض اللغة العربية خلال القرن الحالي) للأستاذ الدكتور علي القاسمي,عرض فيه لثلاث قضايا في غاية الأهمية والخطورة الأولى:ـ فتوى جديدة تقول أن (العربية ليست مقدسة ولم يضمن الله حفظها) وقد وردت هذه الفتوى في بحث مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة موضحاً أن القرآن الكريم لا يضم جميع اللغة العربية من جذورٍ وتراكيب ومعانٍ,إنما يشتمل على نسبةٍ ضئيلةٍ منها(أقل من 30 بالمئة من الجذور العربية مثلاً)وأن هذه النسبة هي التي تستمد قدسيتها من القرآن الكريم،أما غالبية اللغة العربية فليست مقدسة,ولهذا فهي عرضة للتغيير وربما للانقراض. أما القضية الثانية:ـ فهي ما أكدته منظمة اليونسكو في تقريرها الأخير (أن عدداً من لغات العالم مهددة بالانقراض ومن بينها اللغة العربية) وقد أيد اللغوي المصري الدكتور رشدي طعيمة ما ورد في التقرير مستنداً إلى كتابٍ ألفه اللساني البريطاني ديفيد كريستال بعنوان (موت اللغة)الذي صدر عن مطبعة جامعة كمبرج إذ يعدد مؤلفه تسعة شروطٍ لموت اللغة، ويضيف الدكتور رشدي طعيمة قائلاً: (وجميع هذه الشروط تنطبق على اللغة العربية في وضعها الراهن. أمَّا القضية الثالثة:ـ فهي تخص الأنظمة السياسية وما تمارسه من حربٍ معلنةٍ أو غير معلنة,في القضاء على اللغة العربية وهذا ما يطلق عليه (علم اللغة الإرهابي) المتمثل بالسياسات اللغوية للأنظمة العربية إذ تشير الدراسات إلى أن هذه الأنظمة تميل إلى تفضيل اللهجات العامية واللغات الأجنبية في مجالات الحياة المختلفة كالإعلام والتعليم وتشجيع العامية في الإذاعة والتلفزة ولا تحرك ساكناً في منعها أو التقليل منها. <!--sizeo:4--><!--/sizeo-->ملخص:<!--sizec--><!--/sizec--> بدهاءٍ شديد ومكرٍ خبيث اتخذ أعداء الإسلام اللغة العربية بوابة خلفية؛ للنيل من المسلمين وإبعادهم عن عقيدتهم، واستخدموا صنوفاً من المكائد للوصول إلى مآربهم الخسيسة ومراميهم الدنيئة. لكن الله تعالى حفظ اللغة العربية في كتابه الكريم,وقد كرَّم اللغة العربية وفضَّلها على سائر لغات أهل الأرض،فهي لغة أهل الجنّة،وبها أنزل القرآن الكريم آخر الكتب السّماوية معجزاً في بلاغته وفصاحته،بل تحدّى الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله في الفصاحة والبيان والبلاغة. وقد قال حافظ إبراهيم في العربية: <!--/coloro--><!--sizeo:4--><!--/sizeo-->رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي <!--coloro:#0000FF-->رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عداتي ولدت ولما لم أجد لعرائسي رجلا وأكفاء وأدت بناتي وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن آي به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
<table id="table1" width="70%" align="center" border="0"><tbody><tr align="right"><td>حكم الأناشيد المصورة برقص الفتيات الصغيرات</td> </tr> <tr align="right"> <td>
ما حكم أناشيد الأفراح الأسلامية التي يصاحبها موسيقى ورقص البنات فقط مع بعضهم الفتوى : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين . أما بعد : الأناشيد إذا صاحبها موسيقى فهي محرمة . ومن الظلم تسميتها إسلامية بل هي شيطانية . وقولك . (أناشيد إسلامية ورقص البنات فقط) . يحتمل إحتمالان . الأول . أناشيد منتجة فيها فتيات يقم بالرقص . فهذا حرام . لما فيها من الفتنة . وإن كانت الفتيات صغيرات . وإننا نعلم شركات القائمون عليها نصارى ينتجون أناشيد ويقوم فيها الفتيات الصغيرات بالرقص . وقد دربوهن على التمايل والتغنج حتى أنه لا يكاد المشاهد لها يسلم من الفتنة . فلا شك في حرمة أمثال هذه الأناشيد الشيطانية . وإذا اشتملت على الموسيقى فهي قد احتوت على أكثر من محرم . الاحتمال الثاني من سؤالك . أن يشغل الأناشيد ويقوم الفتيات بالرقص . في الأفراح مثلا . فإن كان المنشد رجلا فلا يحل أيضا للفتنة فيه فلقد انتهى إلى علمنا أن هناك من المنشدين من قد فتن النساء بهم وعلقن بهم وأصبحن يحتفظون بصورهم . والله المستعان . واعلم أنه يجوز للنساء الغناء والضرب بالدف في الأفراح . فلقد سئل الشيخ ابن باز السؤال التالي : ما هو الدف وهل يجوز استعماله في غير العرس وتغني النساء في غيره وما هو الطبل وهل يجوز استخدامه في عرس أو غيره؟ فأجاب رحمه الله : الدف فيما ذكر العلماء أنه الطار الذي يكون له وجه واحد والوجه الثاني مفتوح يستعمله النساء في الأعراس هذا يجوز لهن في الأعراس؛ لأنه من باب إعلان النكاح يغنين معه بالغناء المعتاد الذي فيه مدح الزوج وأهله والزوجة وأهلها ونحو ذلك، أما إذا استعمل الطار والغناء فيما حرم الله في مدح الخمور أو مدح الزنا فهذا منكر ولو من النساء إنما الجائز الغناء المعتاد عادة النساء يمدحن أهل المرأة وأنهم كذا وأهل الزوج هذا لا بأس به، وهذا هو الجاري في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس به ولا يجوز أن يكون فيه اختلاط بل يكون بين النساء خاصة ولا مانع من فعل الجواري الصغار للطار في العيد للجواري الصغار كما أذن لهن النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ، أما الطبل فلا يجوز لأن شره أكثر وفتنته أكبر فلا يجوز استعمال الطبل. انتهى فتاوى ابن باز (الجزء رقم : 21، الصفحة رقم: 178) وقال في موطن آخر : وإنما يستحب ضرب الدف في النكاح للنساء خاصة لإعلانه والتمييز بينه وبين السفاح , ولا بأس بأغاني النساء فيما بينهن مع الدف إذا كانت تلك الأغاني ليس فيها تشجيع على منكر ولا تثبيط عن واجب , ويشترط أن يكون ذلك فيما بينهن من غير مخالطة للرجال , ولا إعلان يؤذي الجيران , ويشق عليهم , وما يفعله بعض الناس من إعلان ذلك بواسطة المكبر فهو منكر لما في ذلك من إيذاء المسلمين من الجيران وغيرهم ولا يجوز للنساء في الأعراس ولا غيرها أن يستعملن غير الدف من آلات الطرب كالعود والكمان والرباب وشبه ذلك، بل ذلك منكر وإنما الرخصة لهن في استعمال الدف خاصة . أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها , وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيل والمسابقة بها وغير ذلك من أدوات الحرب كالتدرب على استعمال الرماح والدرق والدبابات والطائرات وغير ذلك كالرمي بالمدافع والرشاش والقنابل وكل ما يعين على الجهاد في سبيل الله . فتاوى ابن باز (الجزء رقم : 21، الصفحة رقم: 168) </td> </tr> <tr align="right"> <td> المصدر شبكة نور الإسلام http://www.islamlight.net/index.php?...=view&id=20263 </td> </tr> </tbody></table>
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
سؤال:
هل يجوز الأناشيد المصورة " فيديو كليب " ؟ أليست تشبة أغاني الكفار ؟ فهل يجوز الفيديو كليب وظهور نساء سافرات يظهرهن الوجه والكفين واستخدام المؤثرات الصوتية وظهور رجال حالقين للحية فهل يجوز ظهورهم ؟ وجزاكم الله خيراً أريد الرد باستفاضة . الجواب: الحمد لله أولاً : تغيُّر النشيد عما كان عليه أولاً : نأسف أن وصلت الحال بالنشيد والمنشدين إلى هذه الحال ، فبعد أن كانت الأناشيد ذات معان إيمانية أو جهادية أو علمية صارت الآن – في كثير منها – مشابهة لأغاني الفسَّاق من حيث ترقيق الصوت ، ووضع صورة المنشد على غلاف الشريط ، وعمل الفيديو كليب معها والذي يحوي مخالفات مثل وجود النساء أو الفسَّاق ، ومن حيث استعمال المعازف والآلات الموسيقية ، وأحسنهم حالاً من يستعمل المؤثرات التي تشبه في صوتها وأثرها الآلات الموسيقية ، ولم يعُد للمعاني أي اعتبار ، بل يُبحث عن اللحن والمؤثرات ، وإلا فقل لي كيف يُخرج منشدٌ نشيداً باللغة الإنجليزية يطرب على لحنه المستمعون ولا يفهمون منه حرفاً ؟! . وقد طغت الأناشيد على غيرها من المواد المسموعة العلمية والنافعة ، وكثرت الفرق الإنشادية في العالم الإسلامي ، ولم تتردد تلك الفرق في نشر صور فريقها في الجرائد والمجلات بلباس موحد ، ووجوه يعلن كثير منها مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بحلقهم لحاهم . وقد لهث خلف هذه الأناشيد بعض أهل القرآن ممن وهبهم الله صوتاً رائعاً ، وقراءة خاشعة ، تحزن القلب ، وتدمع العين ، فلهث بعض هؤلاء إلى النشيد وأخرجوا إصدارات مشينة لا تليق بمقامهم ، فيخرج أحدهم في إصدار مع فسَّاق حليقين ، بل وتظهر صورة امرأة في نشيدة مع فيديو كليب ، ويركَّز في هذه النشيدة المصورة على المنشد وهو في أحسن صورة وأجمل طلعة ، وتقرب الكاميرا من وجهه ، وينظر نظرات المغنين التي تمتلئ إثارة وتهييجاً . ولسنا نبالغ ، ولا نتكلم في غير الواقع ، وهؤلاء المنشدون الذين نشروا صورهم وأرقام جوالاتهم يعلمون فتنة النساء بهم ، ويعلمون ما أحدثته حركاتهم ونظراتهم وصورهم بتلك الفئة الضعيفة من البشر ، وللأسف لم نر منهم إلا ازدياداً في الإنتاج لتلك الأناشيد المصورة . ولذلك فإن بعض المشايخ الأجلاء الذين أباحوا النشيد في أول الأمر ، ساءهم ما وصل إليه حال النشيد والمنشدين – وهذا قبل علمهم بالفيديو كليب – فتوقفوا عن القول بالجواز أو وضعوا شروطاً للقول بالإباحة ، ومن هؤلاء المشايخ الأجلاء : الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله. 1. قال رحمه الله : " أرى الأناشيد الإسلامية تغيرت عن مجراها سابقاً ، كانت بأصواتٍ غير فاتنة ، لكنها صارت الآن بأصواتٍ فاتنة ، وأيضاً فخمت على أنغام الأناشيد الخبيثة الفاسدة ، وقالوا : إنها تصحبها الدف ، وهذا كله يقتضي أن الإنسان ينبغي أن يبتعد عنها ، لكن لو جاءنا إنسان ينشد أناشيد لها هدف ، وليس فيها شيءٌ من سفاسف الأمور ، وبصوته وحده بدون آلات لهو : هذا لا بأس به ، وقد كان حسان بن ثابت ينشد الشعر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ". " دروس وفتاوى الحرم المدني " عام 1416 هـ السؤال رقم 18 . 2. وقال رحمه الله أيضاً - : " الأناشيد الإسلامية كثُرَ الكلام حولها ، وأنا لم أستمع إليها منذ مدة طويلةٍ ، وهي أول ما ظهرت كانت لا بأس بها ، ليس فيها دفوف ، وتُؤدَّى تأديةً ليس فيها فتنة ، وليست على نغمات الأغاني المحرمة ، لكن تطورت ، وصارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفّاً ، ويمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ ، كما تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة ، ثم تطورت أيضاً حتى أصبحت تؤدَّى على صفة الأغاني المحرمة ، لذلك : أصبح في النفس منها شيء وقلق ، ولا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال ، ولا بأنها ممنوعة على كل حال ، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها : فهي جائزة ، أما إذا كانت مصحوبة بدُفٍّ ، أو كانت مختاراً لها ذوو الأصوات الجميلة التي تَفتِن ، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة : فإنّه لا يجوز الاستماع إليها ". " الصحوة الإسلامية " ( ص 185 ) . 3. وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : " أما ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية : فقد أُعطي أكثر مما يستحق من الوقت ، والجهد ، والتنظيم ، حتى أصبح فنّاً من الفنون ، يحتل مكاناً من المناهج الدراسية ، والنشاط المدرسي ، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منه للبيع والتوزيع ، حتى ملأ غالب البيوت ، وأقبل على استماعه كثير من الشباب والشابات ، حتى شغل كثيراً من وقتهم ، وأصبح استماعه يزاحم تسجيلات القرآن الكريم ، والسنَّة النبوية ، والمحاضرات ، والدروس العلميَّة المفيدة ". " البيان لأخطاء بعض الكتاب " ( ص 342 ) . 4. وقال الشيخ الألباني – رحمه الله - : "وإني لأذكر جيِّداً أنني لما كنت في دمشق - قبل هجرتي إلى هنا عمَّان - بسنتين أنّ بعض الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى ، قاصداً بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل قصائد البوصيري وغيرها ، وسجَّل ذلك في شريط ، فلم يلبث إلاّ قليلاً حتى قرن معه الضرب على الدف ! ثم استعملوه في أوّل الأمر في حفلات الأعراس ، على أساس أنّ الدف جائز فيها ، ثم شاع الشريط ، واستنسخت منه نسخ ، وانتشر استعماله في كثير من البيوت ، وأخذوا يستمعون إليه ليلاً نهاراً ، بمناسبة وبغير مناسبة ، وصار ذلك سلواهم وهجيراهم ! وما ذلك إلاّ من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان ، فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن ، وسماعه ، فضلاً عن دراسته ، وصار عندهم مهجوراً كما جاء في الآية الكريمة – أي : قوله تعالى : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) الفرقان/30 – ". " تحريم آلات الطرب " ( ص 181 ، 182 ) . ومن المؤسف أن يصل الحال ببعض المتصدرين للفتوى بأن يفتي لنساء بالغات أن ينشدن أمام الرجال ، بل في الفضائيات أمام الملايين ! مع استعمال هذه المنشدة للآلات الموسيقية التي يحرمها الشرع ، ويبيحها ذلك المفتي . ثانياً : ضوابط وشروط النشيد الجائز : وبتأمل كلام العلماء والمشايخ الثقات يمكننا جمع الضوابط والشروط الشرعية التي يجب تحققها حتى يكون النشيد جائزاً ، ومن ذلك : 1. أن تخلو كلمات النشيد من الكلام المحرم والتافه . 2. أن لا يصاحب النشيد معازف أو آلات موسيقية ، ولم يُبح من المعازف إلا الدف للنساء في أحوال معينة ، وانظر جواب السؤال رقم (20406 (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=20406&ln=ara)) . 3. أن تخلو من المؤثرات الصوتية التي تشبه صوت الآلات الموسيقية ؛ لأن العبرة بالظاهر والأثر ، وتقليد الآلات المحرمة لا يجوز ، وخاصة أن أثرها السيئ هو نفسه الذي تحدثه الآلات الحقيقية . 4. أن لا تكون الأناشيد ديدناً للمستمع ، وتستهلك وقته ، وتؤثر على الواجبات والمستحبات ، كتأثيرها على قراءة القرآن ، والدعوة إلى الله . 5. أن لا يكون المنشد امرأة أمام الرجال ، أو رجلاً فاتنا في هيئته أو صوته ، أمام النساء . 6. أن يتجنب سماع أصحاب الأصوات الرقيقة ، والمتكسرين في أدائهم ، والمتمايلين بأجسادهم ، ففي ذلك كله فتنة ، وتشبه بالفساق . 7. تجنب الصور التي توضع على أغلفة أشرطتهم ، وأولى من ذلك : تجنّب ظهورهم بالفيديو كليب المصاحب لأناشيدهم ، وخاصة ما يكون من بعضهم من حركات مثيرة ، وتشبه بالمغنين الفاسقين . 8. أن يكون القصد من النشيد الكلمات لا الألحان والطرب . وهذه كلمات أهل العلم التي تحتوي الضوابط والشروط السابقة : 1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبَّادهم وزهَّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف ، كما لم يُبح لأحدٍ أن يخرج عن متابعته واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة ، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ، ولا لعامي ولا لخاصي ، ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه ، كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح . وأما الرجال على عهده : فلم يكن أحد منهم يضرب بدف ، ولا يصفق بكف ، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : ( التصفيق للنساء ، والتسبيح للرجال ) و ( لعن المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء ) . ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء : كان السلف يسمُّون من يفعل ذلك من الرجال مخنَّثاً ، ويسمُّون الرجال المغنين مخانيثاً ، وهذا مشهور في كلامهم " انتهى " مجموع الفتاوى " ( 11 / 565 ، 566 ) . 2. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : " الأناشيد الإسلامية تختلف ، فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير ، والتذكير بالخير ، وطاعة الله ورسوله ، والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء ، والاستعداد للأعداء ونحو ذلك : فليس فيها شيء ، أما إذا كانت فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي ، واختلاط النساء بالرجال ، أو تكشف عندهم ، أو أي فساد : فلا يجوز استماعها " انتهى . " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 437 ) . 3. وقال – أيضاً رحمه الله : " الأناشيد الإسلامية مثل الأشعار ؛ إن كانت سليمة : فهي سليمة ، وإن كانت فيها منكر : فهي منكر ... والحاصل أن البَتَّ فيها مطلقاً ليس بسديد ، بل يُنظر فيها ؛ فالأناشيد السليمة : لا بأس بها ، والأناشيد التي فيها منكر ، أو دعوة إلى منكرٍ : منكرةٌ " انتهى " شريط أسئلة وأجوبة الجامع الكبير " ( رقم : 90 / أ ) . 4. وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : " ويجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحكم ، والمواعظ ، والعبر ما يثير الحماس والغيرة على الدين ، ويهز العواطف الإسلامية ، وينفر من الشر ودواعيه ، لتبعث نفس من ينشدها ، ومن يسمعها إلى طاعة الله ، وتنفر من معصيته تعالى وتعدي حدوده إلى الاحتماء بحمى شرعه ، والجهاد في سبيله ، لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمه ، وعادة يستمر عليها ، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة عند وجود مناسبات ودواعٍ تدعو إليه كالأعراس والأسفار للجهاد ونحوه ، وعند فتور الهمم لإثارة النفس والنهوض بها إلى فعل الخير ، وعند نزوع النفس إلى الشر وجموحها لردعها عنه وتنفيرها منه " انتهى . " فتاوى إسلامية " ( 4 / 533 ) ، وقد نقلنا الفتوى كاملة في جوابي السؤالين ( 47996 (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=47996&ln=ara) ) و ( 67925 (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=67925&ln=ara) ) . 5. وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " بل قد يكون في هذا – [ أي : الأناشيد ] - آفةٌ أخرى ، وهي أنّها قد تُلحَّن على ألحان الأغاني الماجنة ، وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية والغربية التي تطرب السامعين وترقصهم ، وتخرجهم عن طورهم ، فيكون المقصد هو اللحن والطرب ، وليس النشيد بالذات ، وهذه مخالفة جديدة ، وهي التشبه بالكفار والمجّان ، وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى ، وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه ، فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من قومه ، كما في قوله تعالى : ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) " انتهى . " تحريم آلات الطرب " ( ص 181 ) . 6. وقال – أيضاً - : " إذا كانت هذه الأناشيد ذات معانٍ إسلامية ، وليس معها شيء من المعازف ، وآلات الطرب كالدفوف والطبول ونحوِها : فهذا أمرٌ لا بأس به ، ولكن لابد من بيان شرطٍ مهم لجوازها ، وهو أن تكون خالية من المخالفات الشرعية ؛ كالغلوّ ، ونَحوِه ، ثم شرط آخر ، وهو عدم اتخاذها دَيدَناً ؛ إذ ذلك يصرِفُ سامعيها عن قراءة القرآن الذي وَرَدَ الحضُّ عليه في السُنَّة النبوية المطهرة ، وكذلك يصرِفُهُم عن طلب العلم النافع ، والدعوة إلى الله سبحانه " انتهى . " مجلة الأصالة " ( العدد الثاني ، تاريخ 15 جمادى الآخرة 1413هـ ) . 7. وسبق في جواب السؤال رقم ( 11563 (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=11563&ln=ara) ) ذكر جملة من الضوابط ، نذكرها هنا للفائدة : " وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر : عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد . عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته ، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله . أن لا يكون بصوت النساء ، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش . وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون . وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتاً مثل أصوات المعازف . وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني ، وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن ". وإننا لنربأ بإخواننا المنشدين والمقرئين أن يكونوا سبب فتنة الشباب والشابات ، وسبباً في إلهائهم عن طاعة الله ، وهم يعلمون كم لأصواتهم وصورهم من أثرٍ سيء على الذكور والإناث ، وجولة في عالم المنتديات ترى عجباً ، ترى من تعشق منشداً ، وترى من لا تستطيع النوم إلا على صوت فلان ، وترى من تسمي نفسها " عاشقة فلان " – من المنشدين - ، وترى تعظيماً وتبجيلاً لأولئك المنشدين من النساء والرجال ، فيُعطون الألقاب والمنازل العالية ، مع أن بعضهم ليس متديناً أصلاً ، وبعضهم سقط في أوحال الغناء الماجن ، وجولة أخرى في عالم المواقع الصوتية ترى عجباً آخر وهو الغلو في سماع وتحميل هذه الأناشيد ، والزهد في سماع القرآن والمحاضرات النافعة . نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب http://www.islamqa.com/index.php?ref=91142&ln=ara (http://www.islamqa.com/index.php?ref=91142&ln=ara
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
محاذير الأناشيد الحديثة وشروط الجائز منها هل يجوز الأناشيد المصورة \" فيديو كليب \" ؟ أليست تشبة أغاني الكفار ؟ فهل يجوز الفيديو كليب وظهور نساء سافرات يظهرهن الوجه والكفين واستخدام المؤثرات الصوتية وظهور رجال حالقين للحية فهل يجوز ظهورهم ؟ وجزاكم الله خيراً أريد الرد باستفاضة .الحمد لله أولاً : تغيُّر النشيد عما كان عليه أولاً : نأسف أن وصلت الحال بالنشيد والمنشدين إلى هذه الحال ، فبعد أن كانت الأناشيد ذات معان إيمانية أو جهادية أو علمية صارت الآن – في كثير منها – مشابهة لأغاني الفسَّاق من حيث ترقيق الصوت ، ووضع صورة المنشد على غلاف الشريط ، وعمل الفيديو كليب معها والذي يحوي مخالفات مثل وجود النساء أو الفسَّاق ، ومن حيث استعمال المعازف والآلات الموسيقية ، وأحسنهم حالاً من يستعمل المؤثرات التي تشبه في صوتها وأثرها الآلات الموسيقية ، ولم يعُد للمعاني أي اعتبار ، بل يُبحث عن اللحن والمؤثرات ، وإلا فقل لي كيف يُخرج منشدٌ نشيداً باللغة الإنجليزية يطرب على لحنه المستمعون ولا يفهمون منه حرفاً ؟! . وقد طغت الأناشيد على غيرها من المواد المسموعة العلمية والنافعة ، وكثرت الفرق الإنشادية في العالم الإسلامي ، ولم تتردد تلك الفرق في نشر صور فريقها في الجرائد والمجلات بلباس موحد ، ووجوه يعلن كثير منها مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بحلقهم لحاهم . وقد لهث خلف هذه الأناشيد بعض أهل القرآن ممن وهبهم الله صوتاً رائعاً ، وقراءة خاشعة ، تحزن القلب ، وتدمع العين ، فلهث بعض هؤلاء إلى النشيد وأخرجوا إصدارات مشينة لا تليق بمقامهم ، فيخرج أحدهم في إصدار مع فسَّاق حليقين ، بل وتظهر صورة امرأة في نشيدة مع فيديو كليب ، ويركَّز في هذه النشيدة المصورة على المنشد وهو في أحسن صورة وأجمل طلعة ، وتقرب الكاميرا من وجهه ، وينظر نظرات المغنين التي تمتلئ إثارة وتهييجاً . ولسنا نبالغ ، ولا نتكلم في غير الواقع ، وهؤلاء المنشدون الذين نشروا صورهم وأرقام جوالاتهم يعلمون فتنة النساء بهم ، ويعلمون ما أحدثته حركاتهم ونظراتهم وصورهم بتلك الفئة الضعيفة من البشر ، وللأسف لم نر منهم إلا ازدياداً في الإنتاج لتلك الأناشيد المصورة . ولذلك فإن بعض المشايخ الأجلاء الذين أباحوا النشيد في أول الأمر ، ساءهم ما وصل إليه حال النشيد والمنشدين – وهذا قبل علمهم بالفيديو كليب – فتوقفوا عن القول بالجواز أو وضعوا شروطاً للقول بالإباحة ، ومن هؤلاء المشايخ الأجلاء : الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله. 1. قال رحمه الله : \" أرى الأناشيد الإسلامية تغيرت عن مجراها سابقاً ، كانت بأصواتٍ غير فاتنة ، لكنها صارت الآن بأصواتٍ فاتنة ، وأيضاً فخمت على أنغام الأناشيد الخبيثة الفاسدة ، وقالوا : إنها تصحبها الدف ، وهذا كله يقتضي أن الإنسان ينبغي أن يبتعد عنها ، لكن لو جاءنا إنسان ينشد أناشيد لها هدف ، وليس فيها شيءٌ من سفاسف الأمور ، وبصوته وحده بدون آلات لهو : هذا لا بأس به ، وقد كان حسان بن ثابت ينشد الشعر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم \". \" دروس وفتاوى الحرم المدني \" عام 1416 هـ السؤال رقم 18 . 2. وقال رحمه الله أيضاً - : \" الأناشيد الإسلامية كثُرَ الكلام حولها ، وأنا لم أستمع إليها منذ مدة طويلةٍ ، وهي أول ما ظهرت كانت لا بأس بها ، ليس فيها دفوف ، وتُؤدَّى تأديةً ليس فيها فتنة ، وليست على نغمات الأغاني المحرمة ، لكن تطورت ، وصارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفّاً ، ويمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ ، كما تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة ، ثم تطورت أيضاً حتى أصبحت تؤدَّى على صفة الأغاني المحرمة ، لذلك : أصبح في النفس منها شيء وقلق ، ولا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال ، ولا بأنها ممنوعة على كل حال ، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها : فهي جائزة ، أما إذا كانت مصحوبة بدُفٍّ ، أو كانت مختاراً لها ذوو الأصوات الجميلة التي تَفتِن ، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة : فإنّه لا يجوز الاستماع إليها \". \" الصحوة الإسلامية \" ( ص 185 ) . 3. وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : \" أما ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية : فقد أُعطي أكثر مما يستحق من الوقت ، والجهد ، والتنظيم ، حتى أصبح فنّاً من الفنون ، يحتل مكاناً من المناهج الدراسية ، والنشاط المدرسي ، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منه للبيع والتوزيع ، حتى ملأ غالب البيوت ، وأقبل على استماعه كثير من الشباب والشابات ، حتى شغل كثيراً من وقتهم ، وأصبح استماعه يزاحم تسجيلات القرآن الكريم ، والسنَّة النبوية ، والمحاضرات ، والدروس العلميَّة المفيدة \". \" البيان لأخطاء بعض الكتاب \" ( ص 342 ) . 4. وقال الشيخ الألباني – رحمه الله - : \"وإني لأذكر جيِّداً أنني لما كنت في دمشق - قبل هجرتي إلى هنا عمَّان - بسنتين أنّ بعض الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى ، قاصداً بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل قصائد البوصيري وغيرها ، وسجَّل ذلك في شريط ، فلم يلبث إلاّ قليلاً حتى قرن معه الضرب على الدف ! ثم استعملوه في أوّل الأمر في حفلات الأعراس ، على أساس أنّ الدف جائز فيها ، ثم شاع الشريط ، واستنسخت منه نسخ ، وانتشر استعماله في كثير من البيوت ، وأخذوا يستمعون إليه ليلاً نهاراً ، بمناسبة وبغير مناسبة ، وصار ذلك سلواهم وهجيراهم ! وما ذلك إلاّ من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان ، فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن ، وسماعه ، فضلاً عن دراسته ، وصار عندهم مهجوراً كما جاء في الآية الكريمة – أي : قوله تعالى : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) الفرقان/30 – \". \" تحريم آلات الطرب \" ( ص 181 ، 182 ) . ومن المؤسف أن يصل الحال ببعض المتصدرين للفتوى بأن يفتي لنساء بالغات أن ينشدن أمام الرجال ، بل في الفضائيات أمام الملايين ! مع استعمال هذه المنشدة للآلات الموسيقية التي يحرمها الشرع ، ويبيحها ذلك المفتي . ثانياً : ضوابط وشروط النشيد الجائز : وبتأمل كلام العلماء والمشايخ الثقات يمكننا جمع الضوابط والشروط الشرعية التي يجب تحققها حتى يكون النشيد جائزاً ، ومن ذلك : 1. أن تخلو كلمات النشيد من الكلام المحرم والتافه . 2. أن لا يصاحب النشيد معازف أو آلات موسيقية ، ولم يُبح من المعازف إلا الدف للنساء في أحوال معينة ، وانظر جواب السؤال رقم (20406) . 3. أن تخلو من المؤثرات الصوتية التي تشبه صوت الآلات الموسيقية ؛ لأن العبرة بالظاهر والأثر ، وتقليد الآلات المحرمة لا يجوز ، وخاصة أن أثرها السيئ هو نفسه الذي تحدثه الآلات الحقيقية . 4. أن لا تكون الأناشيد ديدناً للمستمع ، وتستهلك وقته ، وتؤثر على الواجبات والمستحبات ، كتأثيرها على قراءة القرآن ، والدعوة إلى الله . 5. أن لا يكون المنشد امرأة أمام الرجال ، أو رجلاً فاتنا في هيئته أو صوته ، أمام النساء . 6. أن يتجنب سماع أصحاب الأصوات الرقيقة ، والمتكسرين في أدائهم ، والمتمايلين بأجسادهم ، ففي ذلك كله فتنة ، وتشبه بالفساق . 7. تجنب الصور التي توضع على أغلفة أشرطتهم ، وأولى من ذلك : تجنّب ظهورهم بالفيديو كليب المصاحب لأناشيدهم ، وخاصة ما يكون من بعضهم من حركات مثيرة ، وتشبه بالمغنين الفاسقين . 8. أن يكون القصد من النشيد الكلمات لا الألحان والطرب . وهذه كلمات أهل العلم التي تحتوي الضوابط والشروط السابقة : 1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : \" وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبَّادهم وزهَّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف ، كما لم يُبح لأحدٍ أن يخرج عن متابعته واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة ، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ، ولا لعامي ولا لخاصي ، ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه ، كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح . وأما الرجال على عهده : فلم يكن أحد منهم يضرب بدف ، ولا يصفق بكف ، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : ( التصفيق للنساء ، والتسبيح للرجال ) و ( لعن المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء ) . ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء : كان السلف يسمُّون من يفعل ذلك من الرجال مخنَّثاً ، ويسمُّون الرجال المغنين مخانيثاً ، وهذا مشهور في كلامهم \" انتهى \" مجموع الفتاوى \" ( 11 / 565 ، 566 ) . 2. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : \" الأناشيد الإسلامية تختلف ، فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير ، والتذكير بالخير ، وطاعة الله ورسوله ، والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء ، والاستعداد للأعداء ونحو ذلك : فليس فيها شيء ، أما إذا كانت فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي ، واختلاط النساء بالرجال ، أو تكشف عندهم ، أو أي فساد : فلا يجوز استماعها \" انتهى . \" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز \" ( 3 / 437 ) . 3. وقال – أيضاً رحمه الله : \" الأناشيد الإسلامية مثل الأشعار ؛ إن كانت سليمة : فهي سليمة ، وإن كانت فيها منكر : فهي منكر ... والحاصل أن البَتَّ فيها مطلقاً ليس بسديد ، بل يُنظر فيها ؛ فالأناشيد السليمة : لا بأس بها ، والأناشيد التي فيها منكر ، أو دعوة إلى منكرٍ : منكرةٌ \" انتهى \" شريط أسئلة وأجوبة الجامع الكبير \" ( رقم : 90 / أ ) . 4. وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : \" ويجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحكم ، والمواعظ ، والعبر ما يثير الحماس والغيرة على الدين ، ويهز العواطف الإسلامية ، وينفر من الشر ودواعيه ، لتبعث نفس من ينشدها ، ومن يسمعها إلى طاعة الله ، وتنفر من معصيته تعالى وتعدي حدوده إلى الاحتماء بحمى شرعه ، والجهاد في سبيله ، لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمه ، وعادة يستمر عليها ، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة عند وجود مناسبات ودواعٍ تدعو إليه كالأعراس والأسفار للجهاد ونحوه ، وعند فتور الهمم لإثارة النفس والنهوض بها إلى فعل الخير ، وعند نزوع النفس إلى الشر وجموحها لردعها عنه وتنفيرها منه \" انتهى . \" فتاوى إسلامية \" ( 4 / 533 ) ، وقد نقلنا الفتوى كاملة في جوابي السؤالين ( 47996 ) و ( 67925 ) . 5. وقال الشيخ الألباني رحمه الله : \" بل قد يكون في هذا – [ أي : الأناشيد ] - آفةٌ أخرى ، وهي أنّها قد تُلحَّن على ألحان الأغاني الماجنة ، وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية والغربية التي تطرب السامعين وترقصهم ، وتخرجهم عن طورهم ، فيكون المقصد هو اللحن والطرب ، وليس النشيد بالذات ، وهذه مخالفة جديدة ، وهي التشبه بالكفار والمجّان ، وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى ، وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه ، فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من قومه ، كما في قوله تعالى : ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) \" انتهى . \" تحريم آلات الطرب \" ( ص 181 ) . 6. وقال – أيضاً - : \" إذا كانت هذه الأناشيد ذات معانٍ إسلامية ، وليس معها شيء من المعازف ، وآلات الطرب كالدفوف والطبول ونحوِها : فهذا أمرٌ لا بأس به ، ولكن لابد من بيان شرطٍ مهم لجوازها ، وهو أن تكون خالية من المخالفات الشرعية ؛ كالغلوّ ، ونَحوِه ، ثم شرط آخر ، وهو عدم اتخاذها دَيدَناً ؛ إذ ذلك يصرِفُ سامعيها عن قراءة القرآن الذي وَرَدَ الحضُّ عليه في السُنَّة النبوية المطهرة ، وكذلك يصرِفُهُم عن طلب العلم النافع ، والدعوة إلى الله سبحانه \" انتهى . \" مجلة الأصالة \" ( العدد الثاني ، تاريخ 15 جمادى الآخرة 1413هـ ) . 7. وسبق في جواب السؤال رقم ( 11563 ) ذكر جملة من الضوابط ، نذكرها هنا للفائدة : \" وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر : عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد . عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته ، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله . أن لا يكون بصوت النساء ، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش . وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون . وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتاً مثل أصوات المعازف . وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني ، وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن \". وإننا لنربأ بإخواننا المنشدين والمقرئين أن يكونوا سبب فتنة الشباب والشابات ، وسبباً في إلهائهم عن طاعة الله ، وهم يعلمون كم لأصواتهم وصورهم من أثرٍ سيء على الذكور والإناث ، وجولة في عالم المنتديات ترى عجباً ، ترى من تعشق منشداً ، وترى من لا تستطيع النوم إلا على صوت فلان ، وترى من تسمي نفسها \" عاشقة فلان \" – من المنشدين - ، وترى تعظيماً وتبجيلاً لأولئك المنشدين من النساء والرجال ، فيُعطون الألقاب والمنازل العالية ، مع أن بعضهم ليس متديناً أصلاً ، وبعضهم سقط في أوحال الغناء الماجن ، وجولة أخرى في عالم المواقع الصوتية ترى عجباً آخر وهو الغلو في سماع وتحميل هذه الأناشيد ، والزهد في سماع القرآن والمحاضرات النافعة . نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب
__________________
|
أدوات الموضوع | |
|
|