#1
|
|||
|
|||
لماذا خلق الله الخلق ؟
لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لأمر عظيم وخطب جسيم وعرض على السموات والأرض والجبال فأبين وأشفقن منه إشفاقا ووجلا وقلن ربنا أن أمرتنا فسمعا وطاعة وان خيرتنا فعافيتك نريد لا نبغي بها بدلا وحمله الإنسان على ضعفه وعجزه عن حمله وباء به على ظلمه وجهله فألقى اكثر الناس الحمل عن ظهورهم لشدة مؤنته عليهم وثقله فصحبوا الدنيا صحبة الأنعام السائمة لا ينظرون في معرفة موجدهم وحقه عليهم ولا في المراد من إيجادهم وإخراجهم إلى هذه الدار التي هي طريق ومعبر إلى دار القرار ولا يتفكرون في قلة مقامهم في الدنيا الفانية وسرعة رحيلهم إلى الآخرة الباقية فقد ملكهم باعث الحس وغاب عنهم داعي العقل وشملتهم الغفلة وغرتهم الأماني الباطلة والخدع الكاذبة فخدعهمطول الأمل وران على قلوبهم سوء العمل فهممهم في لذات الدنيا وشهوات النفوس
كيف حصلت حصولها ومن أي وجه لاحت أخذوها إذا بدا لهم حظ من الدنيا بآخرتهم طاروا إليه زرافات ووحدانا وإذا عرض لهم عاجل من الدنيا لم يؤثروا عليه ثوابا من الله ولا رضوانا يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون والعجب وكل العجب من غفلة من لحظاته معدودة عليه وكل نفس من أنفاسه لا قيمة له إذا ذهب لم يرجع إليه فمطايا الليل والنهار تسرع به ولا يتفكر إلى اين يحمل ويسار به اعظم من سير البريد ولا يدري إلى اي الدارين ينقل فإذا نزل به الموت أشتد قلقه لخراب ذاته وذهاب لذاته لا لما سبق من جناياته وسلف من تفريطه حيث لم يقدم لحياته فإذا خطرت له خطرة عارضة لما خلق له دفعها باعتماده على العفو وقال قد أنبئنا أنه هو الغفور الرحيم وكأنه لم ينبأ أن عذابههو العذاب الأليم فصل ولما علم الموفقون ما خلقوا له وما أريد بإيجادهم رفعوا رؤسهم فإذا علم الجنة قد رفع لهم فشمروا إليه وإذا صراطها المستقيم قد وضح لهم فاستقاموا عليه ورأوا من اعظم الغبن بيع ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في أبدلا يزول ولا ينفذ بصبابة عيش إنما هو كأضغاث أحلام أو كطيف زار في المنام مشوب بالنغص ممزوج بالغصص إن أضحك قليلا أبكى كثيرا وإن سر يوما احزن شهورا الآمه تزيد على لذاته وأحزانه أضعاف مسراته وله مخاوف وآخره متآلف فيا عجبا من سفيه في صورة حليم ومعتوه في مسلاخ عاقل آثر الحظ الفاني الخسيس على الحظ الباقي النفيس وباع جنة عرضها السموات والأرض بسجن ضيق بين أرباب العاهات والبليات ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار بأعطان ضيقة آخرها الخراب والبوار وأبكارا أعرابا أترابا كأنهن الياقوت والمرجان بقذرات دنسات سيآت الأخلاق مسالخات أو متخذات أخذان وحورا مقصورات في الخيام بخبيثات مسيبات بين الأنام وأنهارا من خمر لذة للشاربين بشراب نجس مذهب للعقل مفسد للدنيا والدين ولذة النظر إلى وجه العزيز الرحيم بالتمتع برؤية الوجه القبيح الذميم وسماع الخطاب من الرحمن بسماع المعازف والغناء والألحان والجلوس على منابر اللؤلؤوالياقوت والزبرجد يوم المزيد بالجلوس في مجالس الفسوق مع كل شيطان مريد ونداء المنادي يا أهل الجنة إن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا وتحيوا فلا تموتوا وتقيموا فلا تظعنوا وتشبوا فلا تهرموا بغناء المغنين وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي متأخر عنه ولا متقدم أجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمني اللوم وإنما يظهر الغبن الفاحش في هذا البيع يوم القيامة وإنما يتبين سفه بائعه يوم الحسر والندامة إذا حشر المتقون إلى الرحمن وفدا وسيق المجرمون إلى جهنم وردا ونادى المنادي على رؤس الأشهاد ليعلمن أهل الموقف من أولي بالكرم من بين العباد فلو توهم المتخلف عن هذه الرفقة ما اعد الله لهم من الإكرام وادخر لهم من الفضل والإنعام وما أخفى لهم من قرة أعين لم يقع على مثلها بصر ولا سمعته أذن ولا خطر على قلب بشر لعلم أي بضاعة أضاع وانه لا خير له في حياته وهو معدود من سقط المتاع وعلمأن القوم قد توسطوا ملكا كبيرا لا تعترية إلافات ولا يلحقه الزوال وفازوا بالنعيم المقيم في جوار الكبير المتعال فهم في روضات الجنة يتقلبون وعلى أسرتها تحت الحجال يجلسون وعلى الفرش التي بطائنها من إستبرق يتكئون وبالحور العين يتنعمون وبأنواع الثمار يتفكهون يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعلمون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وانتم فيها خالدون تالله لقد نودي عليها في سوق الكساد فما قلب ولا أسنام ! إلا أفراد من العباد فواعجبا لها كيف نام طالبها وكيف لم يسمح بمهرها خاطبها وكيف طاب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها وكيف قر للمشتاق القرار دون معانقة ابكارها وكيف قرت دونها أعين المشتاقين وكيف صبرت عنها أنفس الموقنين وكيف صدفت عنها قلوب أكثر العالمين وبأي شيء تعوضت عنها نفوس المعرضين شعر في وصف الجنة وما ذاك إلا غيرة أن ينالها سوى كفئها والرب بالخلق أعلم وإن حجبت عنا بكل كريهة وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>فلله ما في حشوها من مسرة وأصناف لذات بها يتنعم ولله برد العيش بين خيامها وروضاتها والثغر في الروض يبسم ولله واديها الذي هو موعد المزيد لوفد الحب لو كنت منهم بذيالك الوادي يهيم صبابة محب يري أن الصبابة مغنم ولله أفراح المحبين عندما يخاطبهم من فوقهم ويسلم ولله أبصار ترى الله جهرة فلا الضيم يغشاها ولا هي تسأم فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرة أمن بعدها يسلو المحب المتيم ولله كم من خيرة إن تبسمت أضاء لها نور من الفجر أعظم فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت ويا لذة الأسماع حين تكلم ويا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت ويا خجلة الفجرين حين تبسم فإن كنت ذا قلب عليل بحبها فلم يبق إلا وصلها لك مرهم ولا سيما في لثمها عند ضمها وقد صار منها تحت جيدك معصم تراه إذا أبدت له حسن وجهها يلذ به قبل الوصال وينعم تفكه منها العين عند إجتلائهافواكه شتى طلعها ليس يعدم عناقيد من كرم وتفاح جنة ورمان أغصان به القلب مغرم وللورد ما قد ألبسته خدودها وللخمر ما قد ضمه الريق والفم تقسم منها الحسن في جمع واحد فيا عجبا من واحد يتقسم لها فرق شتى من الحسن أجمعت بجملتها إن السلو محرم تذكر بالرحمن بمن هو ناظر فينطق بالتسبيح لا يتلعثم إذا قابلت جيش الهموم بوجهها تولي على أعقابه الجيش يهزم فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا فهذا زمان المهر فهو المقدم ولما جرى ماء الشاب بغصنها تيقن حقا انه ليس يهرم وكن مبغضا للخائنات لحبها فتحظى بها من دونهن وتنعم وكن أيما ممن سواها فإنها لمثلك في جنات عدن تأيم وصم يومك الأدنى لعلك في غد تفوز بعيد الفطر والناس صوم وأقدم ولا تقنع بعيش منغص فما فاز باللذات من ليس يقدم وأن ضاقت الدنيا عليك بأسرها ولم يك فيها منزل لك يعلنفحي على جنات عدن فأنها منازلها الأولى وفيها المخيم ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم وقد زعموا أن الغريب إذا نأى وشطت به أوطانه فهو مغرم وأي إغتراب فوق غربتنا التي لها أضحت الأعداء فينا تحكم حي على السوق الذي فيه يلتقي المحبون ذاك السوق للقوم تعلم فما شئت خذ منه بلا ثمن له فقد أسلف التجار فيه واسلموا وحي على يوم المزيد الذي به زيارة رب العرش فاليوم موسم وحي على واد هنالك أفيح وتربته من إذفر المسك أعظم منابر من نور هناك وفضة ومن خالص العقيان لا تتقصم وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا لمن دون أصحاب المنابر يعلم فبينا هموا في عيشهم وسرورهم وأرزاقهم تجري عليهم ونقسم ذاهم بنور ساطع أشرقت له بأقطارها الجنات لا يتوهم تجلى لهم رب السموات جهرة فيضحك فوق العرش ثم يكلم سلام عليكم يسمعون جميعهم بآذانهم تسليمه إذ يسلم يقول سلوني ما أشتهيتم فكل ما تريدون عندي أنني أنا أرحم فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا فأنت الذي تولى الجميل وترحم فيعطيهم هذا ويشهد جميعهم عليه تعالى الله فالله أكرم فيا بائعا هذا ببخس معجل كأنك لا تدري بلى سوف تعلم فإن كنت لا تدري فتلك معصية وإن كنت تدري فالمعصيبة أعظم 0 آخر تعديل بواسطة حفيدة الحميراء ، 2009-01-30 الساعة 01:33 AM سبب آخر: تكبير الخط |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك ايها الفاضل طرح يستحق معه التقدير
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: لماذا خلق الله الخلق ؟ | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
خلق المسلمة مع زوجها | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-10-17 04:32 PM |