![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() دعوته صلى الله عليه وسلم كانت دعوته عليه الصلاة والسلام شملت جميع الخلق، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا . وقد ذكر كتاب زاد المعاد حيث قال أن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت على مراتب : المرتبة الأولى: النبوة. الثانية: إنذار عشيرته الأقربين. الثالثة: إنذار قومه. الرابعة: إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة. الخامسة: إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). وهذا أيضا من أخلاقه عليه الصلاة والسلام ، ومن أخلاق أهل العلم جميعا ، أهل العلم والبصيرة أهل العلم والإيمان أهل العلم والتقوى. ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنى. فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد. وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل ، كان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (( ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12] إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أُسيء إليه يدفع بالتي هي أحسن يتمثل ويتخلق بقوله تعالى: ((... ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيم )) [ فصلت 34-35 ] صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
#12
|
||||
|
||||
![]() صبر النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان.. قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29 ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان. فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : [ رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون ] صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
#13
|
||||
|
||||
![]() تعاون النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام : (مَنْ اسْتطاع منكم أَنْ يَنْفَعَ أَخاه فَلْيَنْفَعْه). (عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته) رواه النسائي والحاكم. :: نصيحة لنفسي ولأخوتي :: قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً *ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً ) [سورة النساء:69-70]. وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)[سورة الأحزاب:21]. فأكمل المؤمنين إيماناً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع – معه: المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)). وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من خياركم أحسنكم خلقا)). قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء)). وفي رواية: ((وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)). وقال صلى الله عليه وسلم : ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله)). وفي رواية: ((لنسائهم)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن هذه الأخلاق من الله تعالى؛ فمن أراد الله به خيراً منحه خلقا حسنا)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم : ((إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد)). صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
#14
|
||||
|
||||
![]() هيئة جلسته واتكائه ومشيته صلى الله عليه وسلم · عن قيلة بنت مخرمة (رضي الله عنها) أنها: "رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القرفصاء [قالت]: فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع وقال موسى: المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق". ومعنى القرفصاء: هي جلسة المحتبي بيديه، بأن يجلس على إلييه ويلصق فخذه ببطنه ويضع يده على ساقيه كما يحتبي بالثوب. · وعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) - في سياق طويل من حديث إيلاء النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه - قال: "فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئاً على وسادة من آدم حشوها ليف ". · وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه قال:" ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الشمس تجري في وجهه وما رأيت أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الأرض تطوى له إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث ". تحدثنا آفاق هذه الصور المعبرة عن خلق عظيم ظهرت ملامحه على هيئة النبي صلى الله عليه وسلم وسلوكه ألا وهو التواضع وخفض الجناح الذي أحبه محمد صلى الله عليه وسلم وتمثله في ذاته وارتضاه مع من حوله ورغّب الأمة إليه! و تكبر قيمة هذا الخلق ويعظم أثره عندما يصدر من رجل عظيم له من الشرف والسؤدد ما لا يبلغه أحد من أمته ، إنه شرف لا يحاز بمنصب كبير ولا بشهادات عليا ، كلا ولا بقناطير الذهب والفضة... هو فوق ذلك ولا ريب! إنه شرف الاصطفاء الرباني والنبوة الخاتمة التي اختار صاحبها أن يكون عبداً رسولا على أن يكون ملكاً رسولا!! عبداً... يجلس كما يجلس العبيد جلسة الخشوع ويضطجع ضجيعة التواضع ، فتكسوه هيبة وجلالاً ، وتربو به قدراً وكمالاً ، تؤثر الرمال على جسده الشريف فلا يتّقيها إلا بحصير حقير لا فراش عليه ولا بساط!!! متّكئاً على وسادة زهيدة من جلد محشوة ليفاً!!! يا لخشونة هذا المتاع القليل ويا للين هذا الرسول الكريم الذي يتلقى تلك المرأة المسكينة المرتجفة فزعاً من مهابته وهو قاعد القرفصاء ، فيقول لها الحبيب صلى الله عليه وسلم كلمة أذهبت ما فيها من الروع والفرق ؛ كما في رواية:" يا مسكينة عليك السكينة ". لا يأنف مجالسة الفقراء بل هم أحظى الناس بقربه ، يقعد بينهم حيث انتهى به المجلس. ويمشي صلى الله عليه وسلم متواضعاً لمولاه عز وجل ، فيهتزّ الثرى طرباً لممشاه ، وتتقارب المسافات شوقاً لخطاه ، كأنما الأرض تطوى تحت قدميه ، ويسبق أصحابه في سيره الهين وخطاه الواثقة من غير أن يناله تعب أو نصب ، في حين ظلّ الجهد والإعياء يعلوهم ، لقوته الظاهرة وبنيته السليمة. و لا تخلو حركاته من أمر بات سمة لازمة له ألا وهو ذكر الله تبارك وتعالى ، فكان يذكر ربه على كل أحواله ، ويختم مجالسه بتسبيحه واستغفاره ، وعند نومه بدعائه ومناجاته ، ومسيره بتكبيره وتهليله ، فيخشع القلب وتخضع الجوارح مصداقاً لقوله تعالى: ((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)). صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
#15
|
||||
|
||||
![]() صفة شعره وشيبه وترجله صلى الله عليه وسلم
لم تحظ شخصية تاريخية عظيمة بتدوين تفاصيل مظهرها بدقة، وتأريخها بعناية، وروايتها بأسانيد متصلة من الرجال الثقات الأثبات، كما حظيت به شخصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. و هاهي ذي مدونات السير ومصنفات السنن تتباهى بجملة من أوصافه الجسدية المتكاملة المعبرة تنقشها على لوحة الزمان وتبعثها لخواطر قلب عمره الإيمان ونأى به الزمان ليسعد بوصفه الفؤاد إن حرمت من رؤيته العينان... · عن أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد وكان له شعرٌ فوق الجمّة ودون الوفرة". سنن الترمذي (1755) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه والجمّةُ: ما سقط على المنكبين، والوفرة: ما وصل إلى شحمة الأذن، وهذا يدل على أن شعره صلى الله عليه وسلم كان متوسطا بينهما فهو لمّة في الجملة، وله أحوال أخرى. وهذا التصوير اللطيف والتعبير العفيف من كمال الأدب النبوي الذي تعلمته أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) يبين لنا مقدار طول شعره صلى الله عليه وسلم. · و عن بن عباس (رضي الله عنهما) أن: "رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه". صحيح البخاري ( 3365). ومعنى يسدل شعره: يرسل شعر ناصيته حول الرأس ويرخيه على جبينه من غير أن يقسمه إلى قسمين. موافقةً لأهل الكتاب حين كان عبدة الأوثان كثيرين، وإنما آثر محبة ما فعله أهل الكتاب على فعل المشركين لتمسك أولئك ببقايا شرائع الرسل، وهؤلاء وثنيون لا مستند لهم إلا ما وجدوا عليه آباءهم وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تألف أهل الكتاب ليجعلهم عوناً على قتال من أبى واستكبر من عباد الوثن، كما تألفهم في قبلتهم . قال القرطبي (رحمه الله): حبه صلى الله عليه وسلم كان لموافقة أول الأمر عند دخوله المدينة حتى يصفو إلى ما جاء به، فلما تألفهم ولم يدخلوا في الدين وغلبت عليهم الشقوة، أمر بمخالفتهم في أمور كثيرة، كقوله: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم". · وعن عبد الله بن مغفل قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غباً". والمراد: النهي عن دوام تسريح الشعر وتدهينه، ليفعل يوما ويترك يوما، لأن المواظبة تشعر بشدة الإمعان في الزينة والترفّه، وذلك شأن النساء، ولهذا قال ابن العربي (رحمه الله): موالاته تصنّع، وتركه تدنّس وإغبابه سنّة. · وعن أبي بكر (رضي الله عنه) قال: يا رسول الله قد شبت (أي ظهر فيك أثر الشيب)؟! قال: "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت". وحكمة السؤال: أن مزاجه اعتدلت فيه الطبائع، واعتدالها يستلزم عدم الشيب وهذا لا ينافي حديث أنس أنه لم يبلغ الشيب، لأن الروايات الصحيحة صريحة في أن ظهور البياض في رأسه ولحيته لم يكثر فيحكم عليه بالشيب بسببه. وجوابه البليغ بإسناد السبب إلى السور والمؤثر هو الله تبارك وتعالى، من حسن الأدب مع الرب سبحانه فالخير كله بيديه والشر ليس إليه، ولربط المقادير بالأسباب الحقيقية، وذكر هوداً وأخواتها لاشتمالها على بيان أحوال السعداء والأشقياء، وأحوال يوم القيامة، والأمر بالاستقامة له ولأمته ونحوه مما يوجب استيلاء سلطان الخوف لاسيما على أمته لعظيم رأفته بهم ورحمته، وتتابع الغم فيما يصيبهم، واشتغال قلبه وبدنه وإعمال خاطره فيما فعل بالأمم الماضية، وذلك كله يستلزم ضعف الحرارة الطبيعية، وبضعفها يسرع الشيب ويظهر قبل أوانه. و لما كان عند النبي صلى الله عليه وسلم من انشراح الصدر ونور اليقين ما يسليه ويثبته؛ لم يستول ذلك إلا على قدر يسير من شعره الشريف، ليكون فيه مظهر الجلال والجمال معاً. ووجه تقديم سورة هود هو أمره بالاستقامة، قال تعالى: (فاستقم كما أمرت) والثبات على الاستقامة من أعلى المراتب، ولا يستطيع الترقّي إلى ذروتها إلا من شرّفه ربه بخلع السلامة، واختصّه بسابغ الهداية. صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
#16
|
||||
|
||||
![]() ما جاء في صورة خلقته صلى الله عليه وسلم · عن أنس (رضي الله عنه) قال: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد ولا بالأبيض الأمهق (الشديد البياض الخالي عن الحمرة كالجصّ بل كان بياضه نيّرا مشربا بحمرة) ولا بالآدم (شديد السمرة) وليس بالجعد القطط ولا بالسبط (شعره متوسط بين التجعد والاسترسال) بعثه الله على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشرا وتوفاه الله على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء". قال الألباني :صحيح · و عن علي (رضي الله عنه) قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير شثن الكفين والقدمين (يميلان إلى غلظ وقصر) ضخم الرأس، ضخم الكراديس (عظيم رؤوس العظام وجسيمها) طويل المسربة (ما دق من شعر الصدر) إذا مشى تكفأ تكفؤا (يمشي إلى الأمام) كأنما انحط من صبب (ينزل من منحدر الأرض لقوة مشيه) لم أر قبله ولا بعده مثله ". قال الألباني :صحيح · وعن جابر بن سمرة (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العينين منهوش العقب قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم ؟ قال: واسع الفم،قلت: ما أشكل العين ؟ قال: طويل شق العين. قال قلت: ما منهوش العقب ؟ قال: قليل اللحم."(3) · عن جابر بن سمرة (رضي الله عنه) قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر وعليه حلة حمراء فإذا هو عندي أحسن من القمر" . قال الألباني : صحيح النفوس المحبّة تتوق إلى ملاقاة محبوبها، لتنعم العين برؤيته، ويأنس الفؤاد بقربه ومودته، ويبلغ الشوق غايته والحب ذروته عندما يكون المراد هو قرة عيون المؤمنين خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فما تنفك الخواطر الحرّى تتلمس طرفاً من أخبار نعوته، وبيان صفاته، لتطمئن برؤية خياله كلما أعياها الظفر بوصاله، واكتوت حزنا على بعده وفراقه. طيف تجلّى نوره ساطعاً حتّى رأته مقلة الهائم و هذه الروايات الثابتة عن أصحابه (رضي الله عنهم) تحكي أوصافاً شاملة لجمال صورته وروعة خلقته ممن عرفه عن كثب وخالطه عن قرب، تنبيك دقّة بيانها، واستيعاب تفاصيلها عن غزارة الحبّ العظيم الراسخ في الفؤاد، كأغلى ما يحبه أحدنا من زهرة الحياة الدنيا وزينتها، يتلذذ بمرآه صباح مساء، ولفرط حرصه عليه وشوقه له يحفظ أدقّ تفاصيله وصفات شكله!!! وبعد... فهذا الخلق الفائق في الحسن والتناسق، المبدع في التصوير، المخرج في أحسن تقويم، كالقمر المنير في أديم السماء يتلألأ إشراقا وبهاءً أراده الخلّاق الحكيم سبحانه ليكتمل به إعداد الشخصية النبوية المكلّفة بأعباء الرسالة العالمية، فيكون حسن مظهره سبباً لائتلاف القلوب عليه، وميلها إليه ؛ فإن النفوس فطرت على حب الجميل تنساق له طواعية، وما جمال ظاهره بأحسن من كمال باطنه، وطهارة سيرته، وطيب حياته كلها صلى الله عليه وسلم. صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
#17
|
||||
|
||||
![]() صفة أكله و طعامه صلى الله عليه وسلم · عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير). سنن الترمذي (2360) و سنن ابن ماجه (3347) وقال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح · عن مسروق قال دخلت على عائشة - رضي الله عنها - فدعت لي بطعام وقالت ما أشبع من طعام فأشاء أن أبكي إلا بكيت قال قلت: لم؟ قالت: (أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم). سنن الترمذي (2356) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح عندما نلقي الضوء على مائدة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة و أزكاهم عند ربه تبارك وتعالى فلن تطول القائمة بأصناف الطعام الفاخرة ، وألوان الشراب الشهية ، لا ولا الآنية الثمينة والسفر العامرة!!! لم تكن هذه اللذائذ حاضرة في ذهنه المشغول بالدعوة إلى الله تعالى وتعليم شرعه وبيان فرائض دينه ، ولم تسيطر تلك الشهوة على قلبه المتعلق بالله تبارك وتعالى وابتغاء مرضاته ، ولم تشغل من وقته إلا حيزا يسيرا بقدر ما يشبع رمقه و يدفع جوعه و ربما بات ليالي طاوياً لا يجد ما يطعمه! نعم لقد آثر أن يشبع يوماً ويجوع يوماً ليتقلب بين نعمتي الشكر والصبر ، ذاق طعم الجوع، و لو شاء لسأل الله سبحانه كنوز الأرض و رغدها وطيب عيشها، و لكن ما له وللدنيا!! فكم أنفق مما أفاء الله عليه من خيل و ركاب وأموال على أصحابه ومضى لبيته خليّاً راجيا نعيم الآخرة داعياً ربه: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً). صحيح مسلم إن طلب القوت من الرزق و الإعراض عن المباهج ليس ازدراء لنعمة الله تعالى ، أو تعاظما على فضله ، كلّا وحاشا . و لا يعني أبداً حبس النفس و مضّارتها بصدّها عن تحصيل حاجاتها الضرورية ، فقد أحل الله لنا الطّيبات من الرزق ، كما أنزل سبحانه في كتابه على رسوله صلى الله عليه وسلم : (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقْكُمُ اللهُ حَلاَلاً طَيـِّباً و اتَّقُوْا اللهَ الَّذِيْ أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُوْنَ ) وقال تعالى: (كُلُوْا وَاْشْرَبُوْا وَلاَ تُسْرِفُوْا ) ، و قد طعم رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم و الثريد ، وأعجبه الدّباء و العسل و الشراب الحلو ونحوها من المأكولات المعروفة في عصره ، لكنه لم يداوم على الأصناف الشهية المفضّلة عند عامة الناس ، بل أحب الزهد فيها و طلب القوت من الرزق تأصيلاً لمنهج التقوى و القناعة بما قسم الله تعالى والارتباط القوي بالدار الآخرة و أن لا عيش إلا عيش الآخرة وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين ، و أن النعيم الآجل لا يدرك بالنعيم العاجل . إن اقتصاده في العيش، و تعرّضه للجوع أياماً ، لم يحبطه و يحرمه الشعور بالسعادة، و لم يقعده عن النجاح في تحقيق أهدافه ، فقد نال أشرف المعالي بتبليغ الرسالة و تعليم القرآن و هداية الأمة إلى دين الله تعالى ، وبناء مجتمع صالح و الكثير الكثير من المنجزات الخالدة الفريدة ، بل هو السابق إلى كل خير ، والمؤسس لكل صلاح ديني ! ألا فلنتدبر هديه صلى الله عليه وسلم في تربية النفس على الكفاف في كل ما يتّصل بأمر الدنيا ، و صيانتها عن الترفّه و الإسراف ، و التعفف عن مذلّة السؤال ، والحاجة إلى الناس ، و الرضى بما قدّر الله تعالى من الأرزاق و النعم . و في هذا المعنى قال الشاعر: دع الحرص على الـدنيا وفي العيش فلا تطمع فـإن الرزق مـقـسوم وسوء الـظن لا ينفع فقيـر كـل ذي حرص غنيٌّ كـل مـن يقنع صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم يتبع بإذن الله
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
#18
|
||||
|
||||
![]() تابع صفة أكله وطعامه صلى الله عليه وسلم
· عن أنس - رضي الله عنه - قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث ). رواه مسلم · و عن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا آكل متكئا). رواه البخاري إن المتأمل لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في النمط الغذائي المتمثل في نوعية طعامه و كميته وكيفية تناوله يجد في شمائله الكريمة القوانين الصحيّة القيّمة التي ينادي بها الأطباء للتغذية السليمة ، و حفظ الصحة . و للوقوف على شيء من تلك الهداية النبوية (الصحية) نستعرض حديثا واحداً رواه المقدام بن معد يكرب يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، حسبك يا بن آدم لقيمات يقمن صلبك فإن كان لا بد فثلث طعام وثلث شراب وثلث نفس). صحيح ابن حبان في هذا الحديث يدعونا الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الاقتصار على لقيمات تدفع حرارة الجوع ، و لفظ (اللقيمات) يوحي بصغر حجم اللقمة و قلة عددها و أن هذا المقدار يكفل للجسم الكفاية من العناصر الغذائية التي يحتاجها ليقيم صلبه . و في قلة الأكل و ترك النهم منافع كثيرة ؛ منها أن يكون الرجل أصح جسما وأجود حفظا وأزكى فهما وأقل نوما وأخف نفسا وفي كثرة الشبع كظ المعدة ونتن التخمة ويتولد منه الأمراض المختلفة فيحتاج من العلاج أكثر مما يحتاج إليه المقل في الأكل وقال بعض الحكماء : أكبر الدواء تقدير الغذاء. و ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة فقال :ما سمعت كلاما في قلة الأكل أحكم من هذا. وفي وقتنا المعاصر الثري بالتقنية والعلوم التخصصية الحديثة نلمس قيمة هذه النصيحة النبوية الدقيقة المعجزة في مجال الصحة! و نرى في مجتمعاتنا المسلمة آثار التخلّي عن تطبيقها بتفشّي أمراض البدانة ، وما يترتب عليها من إنشاء المراكز الصحّية للعناية بتقليل الوزن، و إعداد البرامج الغذائية للتخفيف و الحمية و صرف العقاقير الطبية ، ونحوها مما يستنزف الوقت والمال والجهد والصحة! إننا بحاجة ماسة إلى تطبيق آداب الطعام النبوية في حياتنا اليومية ، لنحقق سنة الإتباع لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، و ننال بركة الاسترشاد بهديه القويم في صلاح الخلق و تهذيب النفس إلى جانب حفظ الصحة وسلامة البدن . ومن المعاني النبيلة المقترنة بالأكل؛ التواضع عند أخذ اللقمة وعدم الاتكاء إلا عند المشقة، والتيمن في التناول ولعق الأصابع، وتكريم النعمة بعدم عيب الطعام ولو عافته نفسه ، و استحضار آداب الطعام حمداً للكريم المنان.
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
#19
|
||||
|
||||
![]() لباسه وفراشه صلى الله عليه وسلم
· عن دحية الكلبيّ (رضي الله عنه) قال : (أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة صوف وخفين فلبسهما حتى تخرقا) · و عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال : (كان أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبسها الحبرة) صحيح البخاري · و عن عائشة (رضي الله عنها) قالت : (إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدماً حشوه ليف) صحيح مسلم · وعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال : (تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من آدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مصبوبا وعند رأسه أهب معلقة فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : يا رسول الله ؛ إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله ! فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) صحيح البخاري عادةً ما يكون لباس المرء عنواناً لطبيعته الكامنة ، فإن ما ترسخ جذوره في الباطن لا بدّ أن تبدو ثماره في الظاهر، ولذا كان أجمل لباس و أحسنه هو التقوى النابت من القلب و الممتد على الجوارح ليسبغ على العبد خلائق الستر والحياء والعفاف، كما قال تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ). هذا اللباس المحمود هو أحب لباس تغشاه الحبيب صلى الله عليه وسلم، و أقربه إلى نفسه، اللباس الذي يحمل معالم التقوى و حقيقته بما يمتاز به من ستر العورات، و البعد عن الإسراف والخيلاء والشهرة، وعن مشابهة الكفار مما هو من خصائصهم إلى غيره من النواهي الشرعية . و كان أحبّ الثياب إليه الحِبَرَة، وهي : برد يماني من قطن محبّر يعني مزيّن، والظاهر أنه أحبها للينها و طراوتها وحسن انسجام نسجها، وإحكام صنعتها و موافقتها لجسده الشريف، فإنه صلى الله عليه وسلم كان غاية في النعومة و اللطف. إلا أنه لم يرفّه نفسه بالمواظبة على الثياب المريحة والقمص الراقية بل كان يرتدي ما سنح له مما ملكه أو أهدي له لسماحته، و بساطة عيشه، و كثرة ورعه، فاتزر واتخذ الرداء، واشتمل الكساء، و تحلّى بالبرد، ولبس جبة صوف و خفّين حتى تخرّقا، و ربما ارتدى حلّة جميلة أعجب بها أحد أصحابه فلم تلبث على جسده إلا يسيرا ثم أهداه له ! لا يغريه رونقها و حسنها عن الجود بها، كما لم يسوؤه خشونة جبة الصوف أن تلازمه أمداً حتى تمزقت!!! ما أعظم هذه النفس الأبية التي لا ترضى أن تقع تحت تأثير متاع الدنيا مهما كان رائعا وجذّاباً، أو حقيراً معاباً! طامحة إلى ما أعده المولى سبحانه وتعالى لأوليائه من نعيم دائم، و خير تامّ ، لا ينقطع و لا يمتنع و لم يخطر على قلب بشر . أما فراشه الذي ينام عليه فبساط غليظ من الجلد المحشو من الليف الخشن، بقدر ما يقيه وعورة الأرض و حرارتها و يمنحه حاجته من النوم، غير مسترسل في الراحة و الغفلة عن قيام الليل و ذكر الله تبارك وتعالى . و ربما نام على الحصير فأثّر على جلده الشريف وجنبه ! فأبكى عمر (رضي الله عنه) رحمة و شفقة على حاله المؤثرة صلى الله عليه وسلم، و تمنّى له ما لكسرى وقيصر من الفرش الوثيرة، والأسرة المريحة، والأثاث الفاخر، والدثار الناعم، فجذبه الحبيب صلى الله عليه وسلم بلطفه المعهود إلى المآل المنشود والنعيم الموعود في الآخرة ... و الآخرة خير وأبقى .
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
#20
|
||||
|
||||
![]() سلاحه و خاتمه صلى الله عليه وسلم عن أنس (رضي الله عنه) قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سبق الناس إلى الصوت وهو يقول : (لم تراعوا لم تراعوا) وهو على فرس لأبي طلحة عريّ ما عليه سرج، في عنقه سيف فقال : لقد وجدته بحراً أو إنه لبحر). صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير بن العوام (رضي الله عنه)قال: كان على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فقعد طلحة تحته حتى استوى على الصخرة قال الزبير(رضي الله عنه) فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (أوجب طلحة). المستدرك على الصحيحين وعن أنس (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم : (أراد أن يكتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي فقيل إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم فصاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما حلقة فضة ونقش فيه محمد رسول الله). صحيح مسلم كثيراً ما تكون القوّة النافذة و الآلة الحربية المتطوّرة سبباً لطغيان الأمم و سطوتها على غيرها لتحقق أكبر قدر من الثروات و انتهاك الحرمات! ما دام أن الحكم و القانون مستمد من إله الهوى والمادة. و في رحاب الإسلام تقترن القوة بالعدل في تلازم دائم وتكامل متّزن، منبثق من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي يدعو إلى ابتغاء سبل القوة و اتخاذ العدة المرهبة للعدو إلى جانب العناية بالضوابط الشرعية لها، و وضعها في مواضعها المناسبة، متوخّيا العدل والحق، فحينما حمل السيف و اتخذ الدرع و خاض الغزوات، محرزاً انتصارات عظيمة، و فتوحاً كبيرة، لم تغره نشوة الفرح بالعدوان واستباحة ما حرم الله تعالى مع من حارب الله و رسوله، ممتثلاً قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) هذا الميزان الرباني العظيم الذي أقامه المولى -سبحانه- تجسّد في خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أعدائه في الحرب والسلم،و الغضب والرضا، والمكره والمنشط، مسطراً أروع صور العزة و البسالة،والإقدام والعدالة. و كان - صلى الله عليه وسلم - بحراً... في غزارة قوته، واتساع أفقه، و عمق خبرته، و روعة عزيمته و توكّله! بحراً... في الثبات عند الفتن، و الصبر حين المحن، وتحقيق أدب الحرب، وتأصيل الخبرات العسكرية الفذّة، و إعداد الجيوش المنظّمة. متخذاً بأس السيف و حدّته، و رمي السهم و سرعته، و ما استطاعه من قوّة ومن رباط الخيل ! كأفضل سلاح و مركب عرفه الناس في عصره، مع الإفادة من خطط فارس، و حضارة كسرى وقيصر في الصناعة كاتخاذ الخاتم، وإضافة الطابع الإسلامي الذي يميّز حامله بنقش (محمد رسول الله). و لم يتخلّى عن اتخاذ الأسباب المعينة على النصر، القاهرة للعدو، اتّكالاً على عصمة الله له، وشرفه عند ربه -سبحانه-. إن الأمة الإسلامية اليوم بأمس الحاجة إلى أن تعود لله حقّاً، و تصدق إيمانها به و تحقق التقوى، كما عليها أن تقتبس من هدي نبيها -صلى الله عليه وسلم- القيم الحضارية الحربية، ومنهج الإعداد و التسلّح بكلّ أنواع القوة العلمية والعملية، لتبني مجدها و تبسط عزها، و ترغم أعداءها على احترام كيانها، و سلامة أوطانها. كما أوصى ربنا تبارك وتعالى في كتابه : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
[flash1=http://im9.gulfup.com/2011-09-04/1315133742582.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1] |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
لا حول ولا قوة إلا بالله(فوائد وثمار | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 1 | 2021-05-30 08:25 AM |