جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نُبذَة عن جَمع القرآن و كَيف نُقِل الينا
كتب صفى الدين فى حراس العقيدة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قَال تَعالى {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} نُوضح في هذه الصَفحَة بِشَكل مُختصر للقارئ الكَريم القرآن كَمَصدر أول للتشريع الإسلامي مِن حَيثُ جَمعه و اختلاف القراءات و انتقاله الينا و تفسيره القرآن الكريم قَد كُتِب فَور نُزولِه و وَضِع في بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و الواقِع أن القُرآن وقت وفاة رَسول الله صلى الله عليه و سلم لَم يكُن مَجموعا في مُصحف واحد بَل كان مَكتوبا على أدوات خاصة عند الرسول صلى الله عليه و سلم كما كان مَحفوظا في صدور الرِجال و عِند كُتاب الوحي و سَنَتَناول -كما سبقت الإشارة- عدة جوانب أولا:جَمع القرآن في عهد أبي بَكر و عُثمان: كان للخُلفاء الراشدين عَمل مَجيد و كَريم و هو جَمع القُرآن أولا ثم كِتابتُه في مُصحف واحد و تَوزيع نُسخ منه على الأمصار المُختَلِفة ثانيا و بشهذا العَمل حَفِظ الكِتاب الكريم تصديقا لقَوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ففي عَهد أبي بَكر الصِديق تَجَلَت ضَرورة جَمع القُرآن و أول مَن تَنبه الى ذَلِك عُمر بِن الخطاب رضي الله عنه نَظَرا لإستِشهاد كَثير مِن القُراء و حُفاظ القُرآن في موقِعة اليمامة و لَما خَشي على القُرآن من ضَياع أي شئ منه بِسَبب إستِشهاد هَؤلاء القُراء ,أشار عُمر على أبي بَكر بِذَلِك فتَرَدد أبوبَكر في هذا الامر لأنه لَم يَكُن في حياة النبي صلى الله عليه و سلم فقال عُمر و الله خَير فَهداه الله الى قَبول ذَلِك و عِندئذ أرسل الى زيد بن ثابت و عَرض عليه فِكرة جَمع القرآن و قِيامه به لأنه من كُتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لإتصافُه بالأمانة و الإيمان الراسخ و العَقل الراجح الذي يؤهله لهذا العَمل الجَليل فترَدد في بِداية الأمر ثم هداه الله الى قَبول ذَلِك فقام و تتَبع القرآن يَجمعهُ من العُسب و اللِخاف و صُدور الرِجال و كان جَمَعُه"زيد بن ثابت"للقُرآن على ملأ من المُهاجرين و الأنصار بِهذا فقد جُمِع القُرآن الكَريم و وُضِع عِند أبي بَكر طيلة حياته ثُم بعد وفاتِهِ وُضِع عِند عُمر بن الخطاب ثُم عِند حَفصة بِنت عُمر رضي الله عنهم أجمعين و ظَل الحَال بالنِسبة للقُرآن على هذا الوَضع الى أن جَاء حُذيفة بن اليمان قادما على عُثمان رضي الله عنه و كان يُغازي أهل الشام في فُتح أرمينية و أذربيجان مَع أهل العِراق فَحَدثه حُذيفة عن إختلافهِم في قراءة القُرآن قائلا له هذا المعنى يا أمير المؤمنين أدرِك هذه الامة قَبل أن يَختَلِفوا في الكِتاب إختلاف اليهود و مَن على شَاكلتهم"النصارى" فأرسل عُثمان الى حَفصة أن أرسلي الينا بالصُحُف ننسخُها في المصاحِفِ ثُم نَردُها اليك فأرسلت بها حفصة الى عُثمان فأمر بِذلك زيدا بن ثابت و عبدالله بن الزُبير و سَعيد بن العاص و عبد الرحمن بن الحَارث فنسخوها في المصاحِف المَنسوخة الى الأمصار المُختلفة الكوفة, و البَصرة و الشام و مَكة بعد أن أبقى لَديه في المَدينة مِنها مُصحفا و كان يُدعى المُصحَف الإمام أو مُصحف عُثمان و الحَق أن لأبي بكر و عُمر و عُثمان جُهدا كبيرا في جَمع القرآن و تَثبيته و توحيد رَسمه رضي الله عنهم جميعا يتبع: <!-- / message -->
__________________
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
|
#2
|
|||
|
|||
الفَرق بين جَمع أبي بَكر و عُثمان بِن عَفان:
يُمكِن أن نُمَيز بَين الجَمعين للصَحابيين الجُليلين رضي الله عَنهُما بِهذين الأمرين:- الأمر الأول: أن الجَمع الذي كان في عهد أبي بَكر و الذي تَنبه له عُمر كان جَمعاً لِما في الأدوات المُتَفَرِقة التي كُتب القُرآن عَليها و ذَلِك بأن صارت مَجموعة في مكان و حِفظ لِضياع أي شئ مِنه الأمر الثاني:أن السبب في الجَمع الأول هو مَقتل عدد كَبير في اليمامة من القُراء الذين تَلقوا القُرآن من رسول الله صلى الله عليه و سلم و خيفة من أن يَشتَد القِتال فيهم في مَواقع اُخرى فَيَتَعَذر جَمع القُرآن لإستِشهاد هَؤلاء الحُفاظ ,أما الجَمع الثاني فكان سَببه اختلاف قُراء القُرآن بِسبب اللهجات و خزفا مِن أن يُقرأ على غَير ما سُمِع من رسول الله صلى الله عليه و سلم بَعد قِرأته الأخيرة للقُرآن مع جبريل عليه السلام و لِهذا فَقد جُمِع على لُغة قُريش و ووزعت المَصاحِف منه على الأمصار فاتحدت القِراءة عَليه إختِلاف القراءات: لا شَك أن القُرآن الكُريم اُنزل مِن عند الله جَل جلاله العَالِم بشئون عِباده و عَليه فإن القُرآن اُنزل على سَبعة أحرف و الوَاقِع أن هذا تَخفيفا على الناس و يدل على نُزوله هَكذا ما قاله ابن عباس مِن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال"أقرأني جِبريل على حَرف فراجعته فَلم أزل أستَزيده و يَزيدني حتى انتهى الى سَبعَة أحرف"رواه البُخاري في صَحيحه جزء 6ص184 و الواقِع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يَقرأ القُرآن على جِبريل عليه السلام فقرأه مرات و مرات ففي كُل مرة كما دَل الحَديث كان يَقِف على جَديد من عِند الله في قِراءة القُرآن و في الأحرف السَبعة كلام طويل نَقتَصِر مِنه على بَعض ما ذُكِر و هو أن القُرآن نَزَل أولا بِلسان قُريش و مَن جاورهم من العَرب الفُصحاء ثُم اُبيح للعرب بأن تَقرأ بِلُغاتِهم التي جَرت عادتهم عليها رُخصة لهم لَما كان يَتعَسر على كَثير مِنهم التِلاوة بِلَفظ واحد لِعدم عِلمهم جَميعا بالكِتابة و الضَبط و إتقان الحِفظ و لَما تَيسرت الكِتابة و الحِفظ زال العُذر و التزموا لسان قُريش خوفا من الإختِلاف و لِهذا فإن عُثمان رضي الله عَنه وِجهَة تُبرر قَبوله جَمع الناس على مُصحف واحد كما حَدَث بالفِعل
__________________
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
|
#3
|
|||
|
|||
كَيف نُقِل القرآن الينا:
بَعد أن وقفنا "اختصارا"على كتابة القرآن و جَمعِه نأتي للحديث عن الكيفية التي نُقِل بِها القٌرآن الينا,الاُمة الإسلامية قد نَقَلَت كِتاب الله عن رسوله الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم بالتواتُر جيلاً بَعد جِيل حتى وقتنا هذا بأحد الطريقين: الأول:طَريق المُشافهة و التَلقين الثاني:طريق النَسخ و الكِتابة على الرَسم العُثماني هذا و لا يَزال القُرآن يَنقل أبد الدَهر جيلا بَعد جيل يَتناقله خَلف الامة عَن سَلَفها بالتَواتُر كَما تلاه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لَما كان الحال كَذلك مُنذ بِداية النَقل الى الآن فإن القُرآن الكَريم يُعد أوثق كِتاب في هَذا الوُجود على طول الزَمن و اختلاف العصور- و لُعل هذا مِن أسباب غيرة و حِقد بَعضهم و مِنهم مَن وصلت به الجرأة الى المُطالبة بتَخفيف ما أسماه "جُمود الوحي في الاسلام "و لا حَول و لا قوة الا بالله!!!!!!- و لا شك في هذا فإن الله قَد تَكَفل بحِفظهِ فحظي بِعِناية خاصة من جماهير القُراء و الحُفاظ المُنصَرفين الى ضَبط تِلاوته و تَلقينه و مَعرِفة رَسمه و شَكله و مَخارج حُروفه و هؤلاء إنما يَتلقون ذَلك كُله بالسَنَد المُتَصِل عَن سلفهم الى النبي صلى الله عليه و سلم ثم يَتلقى الخَلف بِسَند مُتَصِل كَذلك تفسير القُرآن: لَقد وَقف الصحابة رضوان الله عليهم على تَفسير ما يَحتاج الى تَفسير ما يَحتاج الى التَفسير من رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان منحاه بعده الا يُفسروا الا بِما علموه من النبي صلى الله عليه و سلم و لم يَقولوا في التَفسير برأي لشُعورهم بأنه التَفسير لابد أن يَكون مَوثوقا بِه لِدَرجة القََطع و لَقد اشتهر بالتَفسير مِن الصحابة كَثير مِن الخُلفاء الأربعة و ابن مَسعود و ابن عَباس و زَيد بِن ثابت و عبد الله بِن الزُبير و اُبي بِن كَعب و أبو موسى الأشعري و الحَق أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يَتفانون في القُدرة على فِهم القُرآن و بيان معانيه المُرادة منه و ذَلك راجع الى إختلافهم في أدوات الفِهم كالعِلم باللُغة و الوقوف على الحَديث نَظرا لمُلازمة البَعض منهم للرسول مُلازمة دائمة و عَدم تَحقق ذلك للبَعض ألآخر منهم فضلا عن إختلافهم في قوة العَقل و الذَاكِرة الذين مَن الله تعالى بِها عَليهم و سلاما على المُرسلين و الحَمد لله رب العالمين<!-- / message -->
__________________
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
|
#4
|
|||
|
|||
وأضاف الأخ أبو حفص الأيوبى :
التواتر عند علماء المسلمين أن يروي الجمع عن الجمع بحيث استحالة تواطئهم على الكذب من أول السند (1) إلى أخره ونحن حينما نقول أن القرآن نُقل إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متواتراً نقصد بذلك أن: الرسول صلى الله عليه وسلم نقله إلى جمعٍ من أصحابة كل واحد من الصحابة نقل القرآن إلى جمعٍ من التابعين كل واحد من التابعين نقل القرآن إلى جمعٍ من تابعي التابعين وهكذا من جيلٍ إلى جيلٍ إلى أن وصل إلينا كما أُنزِل وهذا من فضل الله علينا مثال : الإمام نافع -إمام أهل المدينة- من تابعى التابعين قرأ نافع على سبعين من التابعين منهم: أبو جعفر وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وصالح بن خوات، وشيبة بن نضاح، ويزيد بن رومان. - وقرأ الأعرج على عبد الله بن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عياش المخزومي. - وقرأ مسلم وشيبة وابن رومان على عبد الله بن عياش. - وسمع شيبة القراءة من عمر بن الخطاب. - وقرأ صالح على أبي هريرة. - وقرأ الزهري على سعيد بن المسيب. - وقرأ سعيد على ابن عباس وأبي هريرة. - وقرأ ابن عباس وأبو هريرة على أبي بن كعب. - وقرأ ابن عباس أيضاً على زيد بن ثابت. - وقرأ أبي وزيد وعمر رضي الله عنهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما من نقل القرآن عن نافع فهم خلقٌ لا يحصون ولن تكفى هذه الورقة لإحصائهم وأنظر النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزرى, لمعرفة من نقل القرآن عن نافع إلى ابن الجزرى , وإذا أردت أن تعرف من نقل عن ابن الجزرى إلى الآن فهذا أمرٌ سيرهقك كثيراً لإن هذا يتطلب منك أن تذهب إلى بيوت ما يزيد عن 600 مليون مسلم فى العالم لمعرفة أسانيدهم إلى ابن الجزرى رحمه الله. وإذا عرفت أن المسلمين لم يكن يقبلوا حديث من يبصق فى قارعة الطريق (يتفل فى الشارع), ذلك أن هذا من خوارم المرؤة عرفت ما مدى الدقة التى نقل بها القرآن إلينا, فمن المستحيل أن تجد فى سلسلة الرواة الذين نقلوا إلينا القرآن واحدٌ كذاب أو مُدلِس أو لم يكن حافظاً متقناً للقرآن, لذا القول بأن القرآن قد تغير منه حرف يُعد ضرباً من الجنون. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) السند : فى الحديث هو سلسلة الرواة الذين نقل عنهم هذا الحديث من لدن رسول الله إلى أن انتهى إلى أحد الحفاظ المشهورين كمالك أو البخاري أو مسلم, وفى القرآن هو سلسلة الرواة الذين نقل عنهم القرآن من لدن رسول الله إلى أن انتهى إلى أحد القراء المشهورين كنافع أو عاصم أو بن كثير. <!-- / message -->
__________________
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
|
أدوات الموضوع | |
|
|