جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
( مشكلة البطالة وعلاجها
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( مشكلة البطالة وعلاجها في الإسلام )) من خصائص شريعة الإسلام أنها استوعبت كافة قضايا الحياة، وسائر جوانبها، وهي امتداد شمل قضايا الزمن المتجدد، فليست مقصورة على فترة زمنية أو رقعة مكانية، يحتاجها الناس على اختلاف أنواعهم؛ لأنهم يجدون فيها الدواء النافع، والعلاج الناجع، فلا يوجد داء إلا وله في شريعة الإسلام دواء. ومن هذه المشكلات التي تعترض حياة الناس، وتؤثر عليها سلبًا من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية، والنفسية مشكلة البطالة. فما مفهوم البطالة، وما أنواعها، وما آثارها، وما علاج الإسلام لها؟ أولًا: مفهوم البطالة: كل من هو قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى[1]. ثانيًا: أنواع البطالة: معظم الدراسات التي تناولت قضية البطالة قسمتها باعتبارات عديدة من زوايا مختلفة، من أهم الأنواع: 1 - البطالة الإجبارية. 2 - البطالة المقنّعة. [2] الإسلام, البطالة, مشكلة, وعلاجها ثالثًا: الآثار والنتائج المترتبة على البطالة: تعد مشكلة البطالة من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع لما لها من آثار خلقية ونفسية، واقتصادية، واجتماعية وسياسية على مستوى الفرد والمجتمع. الآثار الاجتماعية: للبطالة آثار اجتماعية منها: ♦ ارتفاع معدل الجريمة: ظاهرة البطالة من أقوى العوامل المهيئة لمناخ الجريمة والانحراف (ويربط علماء الاقتصاد بين الجريمة والدورات الاقتصادية: ففي فترات الكساد تزداد البطالة والفقر وبالتالي تكثر الجرائم، وفي دراسة اتضح أن 25% من أطفال المناطق الفقيرة يجنحون للجريمة، بينما لا تتجاوز هذه النسبة 1% في الدول الغنية. كما بينت دراسة أخرى أن الحاجة إلى المال كانت الدافع وراء 68.9% من جرائم العاطلين)[3]. ♦ التفكك الأسرى: لا شك أن الفراغ يصيب نفس العاطل بضرر نفسي فيتجه نحو العنف تجاه الأبناء والزوجات، بسبب التكاليف المادية الملقاة على عاتقه فتكثر الخلافات مما يؤدي إلى الطلاق، وتفكك الأسرة. ♦ عمالة الأطفال: الأزمات الاقتصادية تتسبب في تسريب عدد كبير من التعليم مما يدفع بالأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة لاسيما إذا كانت الأسرة فقيرة، بدعوى عدم جدوى التعليم. الآثار الخلقية والنفسية: تمثل البطالة عاملًا مساعدًا للانحراف الخلقي، والاضطراب النفسي، للفراغ الذي يشعر به العاطل. ومن هذه الآثار[4]: ♦ انتشار السرقة.. لأن الفقر سبب في عجز الراغبين عن سد احتياجاتهم، وسبب في عجزهم عن الزواج بالوجه المشروع. ♦ تعاطي المخدرات. ♦ انتشار الرشوة. ♦ انتشار النصب والاحتيال. ♦ الغش والتزييف والتزوير. ♦ الإلحاد: وهذا من أخطر الآثار النفسية للبطالة، فالملحد وجد فراغًا زمنيًا وعقليًا، بحيث أصبح مهيَّأً لتلقي الأفكار الإلحادية بسهولة. الآثار الاقتصادية: ♦ تؤدي البطالة إلى حرمان الاقتصاد القومي من مساهمات جانب من موارده المتاح وبالتالي:- انخفاض حجم الناتج القومي المحتمل. ♦ تضخم ظاهرة التكدس الوظيفي وعمل الشباب بأنشطة هامشية. ♦ انتشار ظاهرة الفقر وانخفاض القوة الشرائية للأفراد. ♦ تفاقم ظاهرة الركود التضخمي. الآثار السياسية: ♦ ضعف الانتماء للوطن. ♦ التطرف والعنف. ♦ ضعف المشاركة السياسية. رابعًا: علاج الإسلام للبطالة. واجه الإسلام مشكلة البطالة بعدة وسائل: ♦ الدعوة إلى العمل وبيان فضله: حث الإسلام على العمل ودعا إليه، وقاوم الكسل ولم يرتضيه مسلكًا للمسلم، وصحح مفهوم التوكل على الله وأنه لا يتعارض مع قانون الأخذ بالأسباب. قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ (سورة الملك الآية:15). فالعمل يعد جهادًا في سبيل الله؛ لذا ربط الله بينه وبين من خرج مجاهدًا. فقال تعالى: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ (سورة المزمل. الآية:20). ♦ توجيه الطاقات المعطلة واستثمارها: ينبغي استثمار الثروة البشرية وإيجاد فرص للقادرين، وتأهيل العاطلين، وإعدادهم لسوق العمل. كما وجه النبي – صل الله عليه وسلم - الأنصاري الذي جاء يسأله وهو يقوى على العمل والإنتاج. عن أنس (أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صل الله عليه و سلم فسأله فقال: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى، حِلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء قال: ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صل الله عليه و سلم بيده فقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهم قال رسول الله صل الله عليه و سلم: من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثاً؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما للأنصاري وقال: اشتر بأحدهما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوماً فائتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صل الله عليه وسلم عوداً بيده ثم قال: اذهب فاحتطب وبع فلا أرينك خمسة عشر يوماً ففعل فجاءه وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسالة لا تصلح إلا لثلاث: لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع )[5]. يقول الأستاذ عبدالقادر المطري: ويجمع هذا الحديث عدة فوائد منها: - لم يعالج الرسول صل الله عليه وسلم السائل المحتاج بالمعونة المادية الوقتية فقط. - لم يعالج الرسول صل الله عليه وسلم المشكلة بالوعظ المجرد والتنفير من المسألة. - جعله رسول الله صل الله عليه وسلم بهذه الآلية يعالج مشكلته بنفسه وبشكل ناجح. - تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل السائل وللبشرية بضرورة استغلال الموارد المتاحة وإن صغرت في حجمها أو نوعها. - إرشاد الرسول صل الله عليه وسلم الرجل للعمل الذي يناسب شخصيته وقدرته، ومهارته وظروفه والبيئة التي يعيشفيها. - أعطاه الرسول صل الله عليه وسلم فترة زمنية خمسة عشر يوماً ليعرف مدى ملاءمة هذا العمل للرجل، وهل يحتاج لعمل آخر أم لا. - هيأ الرسول صل الله عليه وسلم له ظروف العمل وآلته عندما أخذ الآلة وشدها بحبل - أوجد رسول الله صل الله عليه وسلم في نفس الرجل روح المبادرة للعلم وتحدي الصعاب. - أصبح هذا الرجل صاحباً لمشروع صغير بلغة العصر الحديث). [6] ♦ المحافظة على المال ودوام استثماره وتنميته. ♦ إحياء ما دعا إليه الفقه الإسلامي من (المضاربة). ♦ إنشاء المشروعات الصغيرة والحرفية. ♦ دور الزكاة في سد احتياجات العاجزين عن الكسب. §§§§§§§§§§§§§§§§ |
أدوات الموضوع | |
|
|