![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() السلفيون بين الغلاة والمميعين الحق الذي لا شية فيه , ولا لبس يعتريه , ولا باطل من بين يديه ولا من خلفه يأتيه , لا يرضى الشركاء المتشاكسين والفرقاء المتخاصمين ؛ لأنه لا يقبل القسمة الضيزى ؛ فهو (عدد أولي محايد) ... إنه التوحيد في أنصع صوره وأبهى أشكاله ... توحيد الرب جل جلاله ـ في ذاته وأفعاله وألوهيته وأسمائه وصفاته ... توحيد الاتباع ؛ فلا متبوع بحق إلا الرسول المصطفى المعصوم صلى الله عليه وسلم ... توحيد الفهم ؛ فلا مصدر للتلقي ولا مرجعية للاستدلال إلا فهم الصحابة الأبرار ومن تبعهم بإحسان من التابعين الأخيار ... توحيد الأمة القيمة المختارة المجتباة التي شبهها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بالجسد الحي ... " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " . فالذي يبعث الحياة الواعية الواعدة في الجسد هو روحه المثقلة بالرحمة المفعمة بالعطف والرأفة التي لو نزعت ؛ لتفرق الجسد أوصالا وتمزق أشلاء ... (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) أعف عنهم لأخطائهم ! فـ " كل بني آدم خطاء " ... واستغفر لهم لتقصيرهم ! فـ " لو لم تذنبوا وتستغفروا لذهب بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم " ... وشاورهم في الأمر ؛ لتطيب قلوبهم وتجمع كلمتهم وتوحد طاقاتهم ؛ فلا يفرح حاسد , و لا يشمت عدو حاقد . والذي يدل على حياة الجسد : احتفاؤه بأعضائه وأجهزته ؛ فإذا وقع خلل في بعضها استنفر كله ؛ لعلاجه وتداعى بطاقاته ؛ لإصلاحه ؛ فلا قيام له إلا بمفرداته .... فـ " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " . إذًا ؛ فقوة هذا الجسد الحي ونشاط هذا الجسم المؤمن وجيوية هذا الكيان المتكامل تكمن بالحرص والرحمة : الحرص على الحق وسبيله ؛ فلا مهادنة وأنصاف حلول ... ولا لقاء في منتصف طريق ... ولا ضياع على مفترق طرق ... ولا تلون يعيق ... والرحمة بالصاحب والرفيق , وحداة السبيل , وهداة المنهج ... فلا تشويش يجلب , و لاتحريش يطلب , ولا تفتيش عن عثرات , ولا تجييش للفتن العاصفات ... ... هؤلاء هم السلفيون ... أعلم الخلق بالحق ... و أرحم الناس بالخلق ... لكن الغلاة الجفاة من بني جلدتهم الذين يتكلون بألسنتهم , والذين لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب عندما يرونهم (وَسَطًا ) وفي (الوَسْط ) يرمونهم بالتلون والتمييع , والتذبذب والتضييع . وخصومهم ممن ليسوا منهم ولا من منهجهم , ولا على طريقتهم عندما يرونهم لا يغيرون ولا يبدلون , يرمونهم بالغلو , والتطرف , والإرهاب . والسلفيون بين الغلاة والمميعين : لا يأبهون لهؤلاء , ولا يلتفتون لأولئك ؛ لأنهم يترقون في مدارج (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) , فلا يصدنهم الخالفون ويثبطهم الخاذلون ... فهم يعلمون أن كثرة (التلفت) تعيق الحركة , ويدركون أن كثرة (التفلت) تمحق البركة . ولذلك أبوا إلا المضي على الجادة : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) . ... إنه الصراط المستقيم الذي ورثه السلفيون كابرا عن كابر , وتناقلوه خلفا عن سلف , وفدوه بالمهج والأرواح ... ... إنهم يعلمون أن الصراط المستقيم : ــ فاضح للسبل , كاشف للعلل , ــ أقصر سبيل للحق , وأيسر الطرق للخلق . ــ مبدؤه معروف , وخيره مألوف . ــ لذلك كله صَدَقَ السلفيون ما عاهدوا الله عليه من الثبات على الحق , والنصح للخلق : فمنهم من قضى نحبه (كأشياخنا الكبار الكبار ) الذين عاشوا مؤتلفين وماتوا متحابين , فكانوا ـ بحق ـ مصابيح هدى في سماء السلفية الرحب الذي لا يعتريه قتر ولا تغيره سُحب . ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ؛ لأنهم علموا أن السلفية أصدق قيلا , وأهدى سبيلا , وأحسن مقيلا ... وإنا لمنتظرون ! الأصالة العدد (39) صفحة (81) . <!-- / message --><!-- sig -->__________________ ![]() موقع الشيخ مشهور: www.mashhoor.net ***البث المباشر لإذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية*** ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|