#1
|
|||
|
|||
صنــاعة الــــروح
بسم الله الرحمن الرحيم هل رأيت عمالا يحفرون منجم ؟ من يشاهد عملية حفر المناجم يندهش من صبر العمال العجيب وعملهم المتفاني المثالي وذلك ممّا لا بد فيه، لأنّ خطأ يسير يعني موتهم ودفنهم أحياء، فتجدهم بعد بدء الحفر والتعمق فيه وضعوا الدعائم لمنع الانهيارات وثبتوا الجدران وألبسوها الشباك وأمدوا خطوط الإنارة واستعدوا لبدء العمل واستخراج الجواهر الثمينة. ويختلف مكان هذه المناجم فمنها ما هو بصحراء مقفرة ومنها ما هو بغابة مثمرة، ولكن القيمة الحقيقة للمنجم الذي ينتج المعدن الأنفس مهما كان مكانه وحالته. هل شاهدت كيف ينقون نتاجهم من الشوائب وهل تأملت هذا النتاج بعد صقله وتلميعه وتغليفه !؟ وهذا حال المؤمن ... قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة العنكبوت: 69]. على كل منّا أن يكون عامل منجم لنفسه فيبدأ في الغور في أعماقها ويصبر ويصابر على تهذيبها وإخضاعها لله الواحد القهار واتباع سنة نبيه المختار، فكلما أتقنت البحث والحفر وصابرت واستعنت بالأدوات اللازمة طهرت روحك .. كلما صقلت نفسك استقامت لك، كلما زاد ايمانك زاد صفائك ، وكلما درست الثقوب في نفسك وسددتها كلما حافظت عليها من الانهيار وما أكثر تلك الثقوب.. التي ان كثرت فقد تكبر وتستفحل وتؤدي لانهيار أنفسنا علينا، ومن هنا يتضح لنا جليا أهمية وعظم الذنب الواحد فالثقب قد يؤدي لانهيار منجم بأكمله فما بالك بأكثر من ثقب!! شـمـر عسى أن يـنـفـع التشـميـرُ ***وانظر بفكرك ما إليه تصير طولـت آمـالاً تـكـنـفـهـا الـهــوى *** ونسيت أن العمر منك قصير يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في (الفوائد): "للقلب ستة مواطن يجول فيها لا سابع لها: ثلاثة سافلة، وثلاثة عالية؛ فالسافلة دنيا تتزين له، ونفس تحدثه، وعدوٌ يوسوس له؛ والثلاثة العالية علم يتبين له، وعقل يرشده، وإله يعبده، ان حسن صناعة الداخل تؤدي ولا بد إلى التأثير على الخارج . لنتعاهد أنفسنا ولا نتركها هملا بل لنحاسبها بأشد ما تكون المحاسبة وإيّاك أن تدعوك نفسك للتسويف، فما وضعته بها من ثوابت ودعائم لتخرج ما بها من فضائل لن يدوم طويلا وستسقط تلك الدعائم وستحتاج لأعادة الحفر والبحث من جديد. يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في (الفوائد): "اشتر نفسك اليوم ؛ فإنّ السوقَ قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يومٌ لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}، {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}".
__________________
أحسب ان هذه الامة لو تعقلت وتوحدت وجمعت طاقاتها لمدة اسبوع واحد سينكسر صليب الغرب و نجمة الصهاينة و تحالف الرافضة لكن قوى الانبطاح و الغلو تعمل لصالح الاعداء غُرباء الأمر الذي يخفيه الأعلام والذي لا يعلمه الكثير.. تنظيم قاعدة الجهاد هو طليعة الأمة في مواجهة التوسع الإيراني
|
#2
|
||||
|
||||
رد: صنــاعة الــــروح
__________________
إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون
|
#3
|
|||
|
|||
رد: صنــاعة الــــروح
جزاك الله خيرا اخي مسلم مهاجر
وكما قلت ان حسن صناعة الداخل تؤدي ولا بد إلى التأثير على الخارج . يقول ابن الجوزي رحمه الله طهر قلبك من الشوائب، فالمحبة لا تلقى إلا في قلبٍ طاهر، أما رأيت الزارع يتخير الأرض الطيبة ويسقيها ويرويها ثم يثيرها ويقلبها، وكلما رأى حجراً ألقاه، وكلما شاهد ما يؤذى نجاه، ثم يلقى فيها البذر ويتعاهدها من طوارق الأذى؟ وكذلك الحق عز وجل إذا أراد عبداً لوداده حصد من قلبه شوك الشرك، وطهره من أوساخ الرياء والشك، ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة، ويثيره بمسحأة الخوف والإخلاص، فيستوي ظاهره وباطنه في التقى، ثم يلقى فيه بذر الهدى، فيثمر حب المحبة، فحينئذ تحمد المعرفة وطناً ظاهراً، وقوتاً طاهراً، فيسكن لب القلب، ويثبت به سلطانها في رستاق البذر، فيسري من بركاتها إلى العين ما يفضها عن سوى المحبوب، وإلى الكف ما يكفها عن المطلوب، وإلى اللسان ما يحبسه عن فضول الكلام، وإلى القدم ما يمنعه من سرعة الإقدام، فما زالت تلك النفس الطاهرة رائضها العلم، ونديمها الحلم، وسجنها الخوف، وميدانها الرجاء، وبستانها الخلوة، وكنزها القناعة وبضاعتها اليقين، ومركبها الزهد، وطعامها الفكر، وحلواها الأنس، وهي مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها، وعين أملها ناظرة إلى سبيلها، فإن صعد حافظاها، فالصحيفة نقية، وإن جاء البلاء فالنفس صابرة تقية، وإن أقبل الموت وجدها من الغش خلية، فيا طوبى لها إذا نوديت يوم القيامة: (يأَيَّتُهَا النَّفسُ المُطمَئِنَّةُ ارجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرضِيَّة) |
#4
|
||||
|
||||
رد: صنــاعة الــــروح
__________________
قـلــت :
|
#5
|
|||
|
|||
رد: صنــاعة الــــروح
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيراً أسعدني مروركم
__________________
أحسب ان هذه الامة لو تعقلت وتوحدت وجمعت طاقاتها لمدة اسبوع واحد سينكسر صليب الغرب و نجمة الصهاينة و تحالف الرافضة لكن قوى الانبطاح و الغلو تعمل لصالح الاعداء غُرباء الأمر الذي يخفيه الأعلام والذي لا يعلمه الكثير.. تنظيم قاعدة الجهاد هو طليعة الأمة في مواجهة التوسع الإيراني
|
أدوات الموضوع | |
|
|