جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
دروس للتاريخ الكاتب: الشيخ ياسر برهامي
دروس للتاريخ الكاتب: الشيخ ياسر برهامي الفتح رغم الحملة الإعلامية شديدة الشراسة على السلفيين من أجل تمسكهم بمرجعية حقيقية للشريعة تمثلت فى إبائهم ورفضهم للمجاملات السياسية على حساب النصوص، لا يزال رصيدهم فى الشارع المصري كبيراً جداً لا يمكن أن يُنال منه إلا بالكذب والتزوير والتشهير بالباطل، وقد أصبح السلفيون بعد مشاركتهم السياسية متمثلة فى حزب النور مقصد السهام من كل اتجاه وهو ما يؤكد أنهم موضع القلب فى المحافظة على هوية الأمة ومرجعيتها لشرع الله فتضاعفت عليهم المسئولية، والتجربة الحالية غنية ثرية بدروس غاية فى الأهمية للعمل الإسلامي لو وعيناها فستُحفر فى تاريخ الأمة، لا تزال راسخة عبر الأجيال، فمنها: 1-أن رصيدنا فى المجتمع إنما هو أمر جعله الله فى القلوب بسبب تمسكنا بديننا ومنهجنا وثوابت عقيدتنا من تقديم النصوص على آراء الرجال وسياسات الساسة والمصالح المتوهمة التى من أجلها ترك الكثيرون التزامهم وصاروا صورة ممسوخة لمبادىء الحضارة الغربية وإن كانت بأسماء إسلامية فمهما ابتغينا زيادة رصيدنا بغير ذلك فقناه كما قال عمر : (إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين فمهما ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله) فكيف يبتغي الربح من فقد رأس المال . 2-إن الذين يكرهون شرع الله ويحرفون كتابه وكلامه عن مواضعه كالذي يريد جرح يد السارق بمشرط وليس بترها وكالذي يجعل الرجوع إلى هيئة إسلامية رسمية كما قررته المحكمة الدستورية العليا كمرجعية لإثبات موافقة القوانين أو مخالفتها للشريعة دولة كهنوتية وغيرهم، قد وضع الله لهم البغضاء في الأرض فما تزيدهم حملتهم الاعلامية إلا كراهية فى نفوس الناس ولا تزيدنا سهامهم إلينا إلا قوة بإذن الله، فلا يمكن إذن أن نسعي للحصول على رضاهم ومجاملتهم على حساب الدين فإنها غاية لا تدرك ومن حاول الوصول إليها نال من البغضاء فى القلوب بقدر ما سعى . 3-إن محاولة تغيير العقل السلفي من الداخل وتغيير الخطاب السياسي السلفي من خلال إيجاد أصوات ناشزة عليه تريد أن تثبت بخطاب متدن موافقة ولو جزئية لليبرالية والعلمانية لا تقبله القاعدة السلفية العريضة التى تربت على تعظيم النصوص هي محاولات مآلها الغش والاضمحلال، لأن الوعي السلفي قد بلغ – بفضل الله- مرحلة فات معها إمكانية نجاح هذه المحاولة . 4-إن من طرق أهل الباطل أن يجمعوا فى الفزاعة التى يستعملونها لتخويف الناس من أهل الحق بين تهمة بحق وتهمة بباطل لكي ينفر بعض الجهال من التهمتين معاً فيقعوا فى أسر قبول جزء من الباطل كما قال فرعون( ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد) التهمة الأولي هى تهمة بحق وهي أن موسى يريد أن يبدل دينهم فعلاً وهي تهمة شريفة عند أهل الحق لا يمكن أن يتنصلوا منهما وإن عدها أهل الباطل جريمة، أما الثانية وهي إظهار الفساد في الأرض فهي باطلة قطعاً والبعض قد يقع فى الفخ، و يقول للناس نحن لا نريد أن نغير الباطل ولا نريد نشر الفساد كما قال بعضهم لن نغير البنوك الربوية، لن نمس سياحة الخمر والعري والفواحش، لن نطبق الشريعة بصرامة كما يقول غيرنا، ولا ادري ما الصرامة فى هذا الموضع، لن نقيم الحدود، لن نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر، لن نلزم الناس بصلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حجاب بزعم أنه لا اكراه فى الدين، لن ولن ولن ...... في طمأنة فاسدة لمن يكرهون الدين ويخافون على دنياهم التى شقوا بها وأشقوا الناس معهم وهذا من أعظم الخطر، فبالتأكيد نحن نريد التغيير ولا يمكن أن تكون رسالة الطمأنة بذلك بل ببيان الجزء الذي يحاولون طمسه من سماحة الإسلام وعدله واستيعابه للآخرين فى تعايش سلمي دون تنازل عن الثوابت والنصوص ومن عدم الإنكار فى مسائل الخلاف السائغ الذى لا يخالف البينات وعدم الإلزام بمذهب فقهي وسع السلف الخلاف فيه، فاحذروا يا شباب الحق من الوقوع فى الفخ. 5-إن الألم الذي شعر به كثير من أبناء حزب النور لفقدهم نصرة من توقعوا نصرته هو فى الحقيقة من أعظم المصالح لهم ليتوكلوا على الله وحده فلا ناصر لهم إلا الله . 6-إن حصول الاتجاه السلفي على أغلبية برلمانية غير مقصود لنا في هذه المرحلة لأننا نريد إبلاغ صوت الحق فى أماكن لم يكن ليصل إليها ونحن استفدنا على كل حال من مخالطة الناس ودعوتهم ورد الشبهات عنهم وسد ثغرات فى شخصية الأخ السلفي فى الإيجابية والمشاركة والاهتمام بمستقبل الأمة وفى الكيان السلفي بتحقيق الالتزام بالعمل الجماعي والجدية ومعرفة الفرق بين الانتماء للكتلة وبين الحركة الواجبة ضمن الكيان الذي بدونه يكون وزن الكتلة صفراً، فلا ننزعج من فقد مقعد أو مقاعد فى البرلمان ما دمنا وجدنا بقوة وسط أمواج الفتن ولم نغرق فيها والله المستعان.
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
أدوات الموضوع | |
|
|