جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
شخصيات عبقرية ابتليت بالإعاقة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( شخصيات عبقرية ابتليت بالإعاقة )) { لتبلوّن في أموالكم وأنفسكم ولتسمعُنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور}[ آل عمران الآية 186] لقد حفل التاريخ بصفحات مضيئة لشخصيات عبقرية ابتليت بالإعاقة ، لكنها أبدعت وتميزت عن غيرها ممن تمتعوا بحواسهم كاملة ؛ نتوقف عند سيرتهم قليلاً لتكون نبراساً يضئ دروب أصحاب الإعاقة في كلّ زمان ومكان.... 1 ـ حبر الأمة وترجمان القرآن وابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم الصحابي الجليل عبد الله بن عباس الذي فقد بصره في الكبر كان يعرف أن الله تعالى عوضه عن بصره خير العوض لذا قال : إن يأخذ الله من عينيّ نورهما ففي لساني وسمعي منهما نور قلب ذكيّ وعقل غير ذي دخل وفي فمي صارم كالسيف مشهور ، وقد أضاءت هذه البصيرة النّافذة صدره حين دعا له الرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قائلا: ( اللهمّ علّمه القرآن والتأويل ) وظلّ ابن عباس (رضي الله عنهُما) ـ ينهل من العلم والمعرفة ، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب يستشيره في كل أمر ولقّبه ( فتى الكهول) وقال عنه عبد الله بن مسعود ـ (رضي الله عنهُ) ما رأيت مجلساً كان أجمع لكلّ خير من مجلس ابن عباس ..الحلال والحرام والعربية والأنساب والشعر . لقد تحدّى إعاقته وأبدع في العلم والفقه والرواية ، وكان الناس يزدحمون على بابه يطلبون العلم حتى توفاه الله . 2 ـ الشهيد الأعمى عبد الله بن أمّ مكتوم (رضي الله عنهُ)ـ الذي أنزل الله في حقّه في أوّل سورة ( عبس )قرآناً يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ كلما رآه يقول: ( مرحباً بمن عاتبني فيه ربّي) . تحمل الكثير من المشقة في سبيل إعلان دينه فهاجر مع منهاجر من مكة إلى المدينة، ورغم إعاقته شارك مشاركة فعلية في الدعوة الإسلامية ، فحفظ القرآن وروى أحاديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلّم ، وكان لجمال صوته يؤذن للصلاة مع بلال بن رباح (رضي الله عنهُ). ولم يبال ابن أم مكتوم بفقد بصره فأسرع ليشارك في معركة القادسية تحت قيادة سعد بن أبي وقّاص ، ويقف مستنداً على ذراع أحـد المسلمين ويعتلي ربوة عالية وهو يصيح : ادفعوا إليّ اللواء فإنّي أعمى لا أستطيع أن أن أفرّ ، وأقيموني بين الصفّين ويحاول المسلمون ثنيه عن عزمه وهو يصيح ويطالب باللواء حتى نال نعمة الشهادة في تلك المعركة. 3 ـ طلحة بن عبيد الله ـ (رضي الله عنهُ) ـ من أوائل الصحابة الذين دخلوا في دين الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنّة ، قاتل في معركة أحُــد ودافع عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ حتّى أصيبت ذراعه بعجز دائم فلم يضعف يوماً ولم يزدد إلاّ إصراراً وثباتاً فكان حكيماً تقيّاً سديد الرأي حسن المشورة واسع العلم وحسبه أن المصطفى ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قال عنه : " من سرّه أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " 4 ـ عمرو بن الجموح (رضي الله عنهُ): من صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ عانى في إحـدى ساقيه عرجـاً شديداً ،ورغم ذلك شهد مع الرسول بيعة العقبة الثانية كما شهد معركتي بدر وأُحُــد قائلاً : " فو الله إني لأرجـو أن أطأ بعرجتي هـذه الجنة" وتوجّه نحو القبلة داعياً ربّه :" اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك ولا تردني إلى أهلي خائباً" واستشهد معه ولده في معركة أحُــد.فمرّ به الرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فقال؛ " إنّي أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنّة ". وبجانب هؤلاء العظماء الكثير من ذوي الإعاقات الذين أثروا تاريخنا ؛ أمثال ؛ عبد الرحمن بن عوف ، وعثمان بن مظعون، ومعاذ بن جبل والمجاهد الصابر عمار بن ياسر ، وشاعر الدعوة حسان بن ثابت ـ (رضي الله عنهُم) ـ والعالم الفقيه عطاء بن أبي رباح ، والقائد موسى بن نصير، والنحوي ابن سيدة ، والإمام الترمذي ، وفيلسوف الشعراء أبو العلاء المعريّ ، الذين صبروا على المحنة فنالوا المنحة فأبدعوا في الدنيا ولهم الأجر في الآخرة بإذن الله . والحمد لله رب العالمين. منقول. ************ |
أدوات الموضوع | |
|
|