جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إنهيار أنظمة سايكس بيكو الشمولية التي قادت عصر الإنحطاط العربي الحديث
إنهيار أنظمة سايكس بيكو الشمولية التي قادت عصر الإنحطاط العربي الحديث
د. عبد الحي زلوم قال نتنياهو، في مستهل لقاء له مع وزير خارجية جمهورية التشيك، لوبومير زاورالك يوم الاثنين(8 حزيران/يونيو) في القدس كما نقلته وكالة (أكي) الايطالية للانباء “…الشرق الأوسط يشهد انهيار دول أمام أعيننا، سورية لم تعد موجودة. العراق لم يعد موجودا. ليبيا لم تعد موجودة. اليمن لم يعد موجودا”. أنظمة سايكس بيكو و أنظمة ما بعد الإستعمار التي نصبها الاستعمار لتحكم عنه بالوكالة كانت في مجملها أسوأ من الاستعمار نفسه. كانت أنظمة شمولية إعتبر أكثرها البلاد مزارع أو اقطاعيات لهم . قادوا البلاد إلى كوارث عسكرية و إقتصادية وسياسية و إجتماعية. جيوشهم لم تربح حرباً واحدة الا ضد شعوبهم . اقتصادهم أصبح حطاما . اوصلوا بلدانهم من هزيمة إلى هزيمة ثم تركوها خارج التاريخ . فبالرغم من الانهيار السياسي الذي نراه والاقتتال بين مكونات المجتمع الواحد وبث ثقافة التغريب والانحلال فلقد قادت شعوبها الى هاوية اقتصادية بالرغم مما حباها الله من ثروات لو أُحْسِنَ استعمالها لقادت الى ثورة اقتصادية واجتماعية وقوة سياسية. فطوابير العاطلين عن العمل تجدهم في كل مكان وكتائب الفقراء قد أصبحت ألوية وجيوشاً. في 3 فبراير 2013 أصدرت منظمة العمل الدولية* (ILO)تقريراً يفيد ان البطالة في العالم العربي ، مشرقه ومغربه، غنية وفقيرة هي الاعلى في العالم نتيجة سوء الادارة والفساد والتشوهات في التخطيط والظلم الاجتماعي . يقول التقرير أنه خلال العشرين السنة الماضية نتج عن سوء الادارة :” ان بطالة الشباب في المنطقة العربية هي الاعلى عالمياً وتصل الى 23.2% مقارنة مع معدل عالمي يبلغ 13.9 % .” أما تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) كما بثه تلفزيون CNBC الاقتصادي بتاريخ 15/10/2014 فيقول ان معدل البطالة في العالم العربي يصل الى 27.2 بالمئة لمن هم في سن 25 فما دون ، وأن 29 بالمئة من شبان بلدان شمال افريقيا عاطلون عن العمل . يضيف التقرير ” ان الحلول التي وضعت لهذه المشكلة أظهرت تقدماً لا يذكر لمواجهة هذا التحدي بطريقة منظمة حتى بالرغم من وجود الامكانات المادية.” أما تقرير دول العشرين الكبار G20 فيقول أن معدلات البطالة في بلدان مجلس التعاون الخليجي عالية بإستمرار وتصل في بعض هذه البلدان الى 30%. ويقول التقرير ان النفط والغاز مثّل 80% من دخولات هذه البلدان وإن النمو في العقود الماضية لم يكن كافياً لحل مشاكل البطالة في المنطقة* فأكثر المشاريع التي نفذت كانت قليلة المردود على الإقتصاد المحلي وأكثر عمالتها من الاجانب عموماً والاسيويين خاصة . في مقابلة مصورة للرئيس اوباما مع توماس فريدمان من النيويورك تايمز بتاريخ 5/4/2015قال اوباما أن الخطر على دول الخيلج لا يأتي من ايران أو الخارج بل من الداخل من طوابير العاطلين عن العمل من الشباب وبعض ثوابت الحكم الواجب مراجعتها. في عدد مجلة التايم Time الامريكية بتاريخ 23/5/2013 بعنوان “بلد غني وشعب فقير : العربية السعودية ” تقول المجلة في ملخص مقالها “ما يُقَدَر بــ20 بالمئة من الشعب، إن لم يكن أكثر يعيشون في فقر مدقع في بلد يمتلك ثروة نفطية هائلة ويحتوي على أكبر تَرَكُز من الاغنياء جداً في العالم”. أما الواشنطن بوست فتقول في تقريرها بتاريخ 1/1/2013 :”انفقت السعودية في عهد الملك عبد الله المليارات لمساعدة العدد المتزايد من الفقراء والذي يقدر بربع عدد المواطنيين السعوديين لكن برامج المساعدة هذه كما يقول منتقدوها فهي غير مناسبة وأن الاهتمام بصورة المملكة يفوق الاهتمام بفاعلية برامج المساعدة للمحتاجين.” السادة دول النفط العربي بعد أن اطمأنوا ان بلادهم أصبحت واحة للديمقراطية والرفاه لمواطنيها ارادوا مساعدة اخوانهم السوريين والليبيين واليمنيين لتأسيس نظام ديمقراطي وبمساعدتهم فكانوا في غاية السخاء بمساعدة ثوراتهم على أنظمتهم . فماذا كانت نتيجة تلك المساعدات في سوريا على سبيل المثال . بناء على تقرير من الامم المتحدة UN Development Fund نقلته وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 26/10/2013 : ” دمرت الحرب في سوريا حياة الشعب وانهار الاقتصاد تاركاً اكثر من نصف الشعب السوري تحت خط الفقر . يضيف التقرير أن مئات الالاف من السوريين قد قتلوا وأن الملايين قد هُجروا منذ بداية الحرب الاهلية . ويضيف التقرير :” أكثر من 7.9 مليون أصبحوا تحت خط الفقر منهم 4.7 مليون يعيشون في فقر مدقع. اما البطالة فوصلت الى 48.6 بالمئة وأصبح 49 بالمئة من الاطفال بلا مدارس ، وانهار القطاع الصحي بكامله … اما الاقتصاد فهو في حالة انهيار مستمر حيث خسر الناتج المحلي الكلي 34.3 بالمئة في الربع الاول لسنة 2013 فقط كما خسر 39.6 بالمئة في الربع الثاني. ولقد تَحَطّم القطاع الصناعي بكامله نتيجة الافلاس وهروب رؤوس الاموال والسرقة والدمار . وحتى الربع الاول لسنة 2013 كانت الخسائر الاقتصادية 103 مليار دولار ؟” هذه هي سوريا التي حاربت في حفر الباطن مع أمريكا واستقبلت معتقلي الأمريكان في سجونها لتعذيبهم نيابةً عنها لكنها كانت سورية المكتفية ذاتياً في الصناعة والزراعة والتجارة ولم يدخلها صندوق النقد الدولي واخوانه. حسبنا الله ونعم الوكيل ! تم احتلال العراق سنة 2003 وجاء بعض اهله على دبابات المحتلين. فماذا كانت النتيجة ؟ أصبح هذا البلد يحتل المرتبة الاولى في الفساد في العالم وأصبح هذا البلد الغني بأهله وأراضيه ومياهه وزراعته ونفطه وأنهاره بلداً محطماً مقسماً يعيش 25% من شعبه تحت خط الفقر حسب ما جاء في تقرير حكومي نشرته الحكومة في 21/5/2009 الا ان احصائيات اخرى تقول أن الرقم أعلى بكثير . في تونس أعلن معهد الاحصاءات التونسي الوطني بأن عدد العاطلين عن العمل سنة 2014 كان 42% من الشباب ، في اليمن قبل تدميره مؤخراً كانت نسبة البطالة 54 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة . أما في الاردن فحسب ما جاء في جريدة الجوردان تاميز بتاريخ 2/7/2014 فإنه حسب دراسة حديثة للبنك الدولي “فإن ثلث السكان يعيشون تحت خطر الفقر على الاقل خلال ربع سنة .” وهذا الرقم مجموع المصنفين كفقراء ونسبتهم الرسمية 14.4% – أما الباقي منهم فقراء عابرون يهبطوا من الطبقة المتوسطة السفلى الى مرتبة الفقر حوالي 3 شهور في السنة على الاقل وهؤلاء هم من الطبقة الوسطى السفلى والتي من المرجح أن تنظم الى طبقة فقراء الدائمين نتيجة سياسات التقشف الحكومية وتوصيات صندوق النقد الدولي . في اليمن تصل نسبة البطالة الى 80 % بين الشباب. أما عن البطالة و الفقر في مصر فحدث ولا حرج ! أما عن العراق دعني اترجم ما كتبت امرأة عراقية تساوي ألف رجل في موقعها بالانجليزية موجهة كلامها للمحتلين وشعوبهم تقول : “كنت لتوي استمع الى BBC تقرير من OXFAM لذلك ستصدقوه – ان أكثر من 70 بالمئة منا نحن العراقيون لم يعد لدينا مصدر لماء الشرب النظيف . أقول لم يعد لدينا لاني أتذكر قبل مدة غير بعيدة ما كان علينا سوى فتح حنفية الماء لنشرب، هكذا وبكل سهولة . يضيف التقرير أن اكثر من نصف العراقيين يعانون من سوء التغذية وأن 1 من كل 3 يتضور جوعاً، و50 بالمئة في فقر مدقع . نعم 50 بالمئة . ثانياً، اتذكر أنه حتى ايام الحصار الذي فُرِضَ علينا كان هناك ما يكفي الجميع ليأكلوا . طورت الدولة نظاماً للبطاقات ما زال خبراء الامم المتحدة ليومنا هذا مصدومين من فعاليته … ايها الغربيون :… قبل تحريركم لم يكن هناك في العراق فقراً. أطفالنا يتلعثمون من الخوف . كانوا يكبرون ويحصلون على درجات علمية وخبرات قبل تحريركم. اليوم 92% من اطفال العراق يعانون من المشاكل .” حبكت أمريكا مسرحية إحتلال الكويت بكافة فصولها. ما كان ممكناً أن تنجح المسرحية لو لم يكن صاحب القرار وحيداً أوحداً ! وجاء مع جنود الاحتلال عراقيون زرأفات ووحداناً ، أفراداً ومليشيات وكانت طائرات أمريكا تهدم البنى التحتية والاخصر واليابس من قواعد عسكرية على اراضٍ عربية. كما ولم يهبط جنود الاحتلال من السماء وإنما قدموا من بلاد عربية قامت أيضاً بدفع فواتير الاحتلال كما تدفع فواتير خراب امتها اليوم في البلدان التي اختفت عن الخارطة حسب نتنياهو وتلك التي في الطريق. ما الذي أوصلنا الى هذا كله ؟ ثار الناس أو انتفضوا على هذه الاوضاع. لم تكن انتفاضاتهم لها أهداف واضحة ولم تكن لهم قيادةً رشيدة . كل ما كانوا يعرفونه أنهم في وضع لا يطاق . وعملت الغرف السوداء هنا وهناك ، فتم ارجاع الامور الى اسوء مما كانت عليه* وكأن شيئاً لم يكن . الا أن الشمولية ازدادت شمولية ، والاقتصاد ازداد سوءاً والقمع ازداد قمعاً والفساد ازداد فساداً فتحسر الناس على الايام الغابرة ! في العالم المتحضر اذا فشلت حكومة في تحقيق اهدافها تستقيل أو تُقال . في عالمنا العربي يوضع لها ” خرزة زرقاء خوفاً من الحساد” ويتم حمل من اوصلو هذه الامة الى هذا الانحطاط على الاكتاف لانتخابات يحصلون دوماً خلالها على 99.9 بالمئة من الاصوات ! هؤلاء الملهمين هم من قادونا الى ما نحن فيه . ولكن… إن تحت الركام والرماد ناراً فاتقوا لهيبها يا أولي الألباب لو كنتم تفقهون. المصدر: راي اليوم http://www.raialyoum.com/?p=275372 ... |
أدوات الموضوع | |
|
|