![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
سنة التمييز
من ثورة الأخلاط إلى ثورة المفسدين إلى الثورة الإسلامية أبو عبد الله المدني , محمد الأنور بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد لقد كنت أكتب في ثورة 25 يناير بضرورة خلع الحاكم الظالم إذا كانت فتنة بقائه أكبر من فتنة خلعه , وأن ذلك من تغيير المنكر , ولكني وجدت في هذه الثورة أشياء قد أحزنتني وآلمتني . منها أنها كانت ثورة مكونة من أخلاط الناس , فمن الثوار من يريد الحكم بما أنزل الله , ومنهم أيضاً العلماني والمتحرر ( الليبرالي ) والشيوعي ـ الذي لا يعرف أن للكون إله ـ واليساري والرأسمالي والمخنثين والداعرين والداعرات إلى غير ذلك من المفسدين في الأرض الذين لا يريدون الحكم بكتاب الله تعالى . ثم كانت ثورة 30 يونيو , وهي ثورة المفسدين في الأرض , أو ثورة الخوارج , من خونة الشرطة والجيش والفلول وجبهة الخراب وتمرد والبلاك بلوك والداعرين والداعرات . ولا يقل أحد أنها ليست ثورة , لا , بل ثورة , فإذا ثار الإنسان على شيء يسمى فعله هذا ثور وثورة وثوران وتثور وثائرة , ولا يشترط فيها عدد أو حق أو باطل . ثم كانت ثورة الحق , وهي ثورة العلماء , ثورة العقلاء , ثورة الأتقياء , ثورة الأنقياء , ثورة الأصفياء , ثورة الرجال الذين لا يقبلون الظلم , ثورة الأعزة الذين لا يقبلون بالذل , ثورة الأطهار , ثورة المصلين , ثورة القائمين , ثورة الصائمين , ثورة من يريد الحكم بكتاب الله تعالى . وهي في ميادين كثيرة أشهرها رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهوري . تأمل فلقد ميز الله تعالى الثوار , وصار الأمر إلى فسطاطين قال تعالى : " مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ " [آل عمران : 179] قال تعالى : " لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " [الأنفال : 37] قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فتنة الأحلاس هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل : انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتطروا الدجال من يومه أو غده " . (حم د ك) عن ابن عمر. (صحيح) صحيح الجامع. لا أقول بأننا في زمن وقوع هذه الأحداث , ولكني أوردت الحديث من أجل أمر التمييز . فاحذر أن تركن إلى فسطاط النفاق : قال تعالى : " وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ " [هود : 113] واحذر أن تعين فسطاط النفاق في أي شيء : قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [المائدة : 2] قال ابن تيمية : وقد قال غير واحد من السلف : أعوان الظلمة من أعانهم ولو أنه ملأ لهم دواة أو برى لهم قلما ومنهم من كان يقول بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم . واحذر أن تقف في فسطاط النفاق فتنزل عليك العقوبة وإن لم تكن منافقاً : قال تعالى : " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [الأنفال : 25] وأخيراً : اختر لنفسك فسطاطاً من الفسطاطين , تحب أن تحيا معه وتموت معه وتحشر معه يوم القيامة . اللهم اجعلنا من الداعين إلى الحق اللهم تقبلنا من الشهداء اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين اللهم عليك بالخوارج والرعاع والمفسدين |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|