#1
|
|||
|
|||
علمني زكريا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- ((علمني زكريا ....)) 1] تجليات النداء الخفي اهتف بصوت خافت، واشرح تفاصيل حكايتك، وضع هناك أمنياتك، واسرد قصة أحلامك﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا﴾{مريم/3}. نداؤك الخفي يتغلغل في ثنايا الكتل المتصلبة من مشكلاتك، ويفتت تلك العقبات، ابعث بذاك النداء فهناك الأبواب المحكمة تتفتح، ومنه تُصنع مفاتيح الأقفال. ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا﴾{مريم/3}. أرسل نداءك في جوف الظلمات المعتمة من الليل فإنه يبصر طريقه واضحا ويعرف أين الاتجاه، ضعه في عمق السجدات، ستكتشف نتائج ندائك الخفي قريبا، وتلمس أثره، وأعد اكتشاف الحياة.﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا﴾{مريم/3}. اشرح مشكلاتك، بيّن طبيعتها، قدمها مشفوعة بالحال، وضح طبيعة تلك الأقفال، قص حكاية الانكسار، واروِ أحاديث العجز والافتقار﴿ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾{مريم/4}. قدم كشفا مرفقا بالثقة المطلقة واليقين بقطعية الرد وقل:﴿ وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾{مريم/4} فكيف يشقى من كان بصحبتك.. يا عطاء السائلين أجزل لي العطاء. تحدث بأريحية عن مخاوفك، وبح له بهواجس نفسك، وعبر عن قلقك، وقص له القصص وبث التفاصيل ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا ﴾ {مريم/5}. حدد طبيعة الحلول، واشرح آثاراها على الواقع ﴿ فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ {مريم5/6}. ضع أمنياتك وارسم شخصية أحلامك وحدد مواصفات الترشيح﴿ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾{مريم/6} . زكريا, علمني [2] بشريات النتائج جاءت الموافقة وانهالت البشريات. ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا﴾ {مريم/7}. (يحيى) اسم مبتكر لم يسبق إليه الآباء، والأسماء المبتكرة تتميز بقوة تعريف المسمى وسرعة الدلالة عليه ومن هنا ابتدأت البشرية ترفد منه وتقتبس ﴿ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا﴾ {مريم/7}. سرد زكريا مبررات تمنع الانجاب، وراح يشرح الأسباب﴿ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾ {مريم/8}. فجاء الجواب ﴿ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾[مريم: ٩].يعلِّمه في ثلاث كلمات "فن الركون ومهارات الثقة المطلقة". لا تطل التفكير كثيرا في الأبواب المغلقة التي لم نعثر على مفاتيحها إلى الآن ولا تقلقك الجدران الصلدة المصنوعة بإحكام لا تقبل التصدع فكل ذلك هين حين ترسل يقينك في قوة الرب الذي تأوي إليه وتعتمد ﴿قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾[مريم: ٩]. عندما انتصب جدار المستحيل صلدا صفصفا كانت كل المبررات والأرقام تستبعد ذلك وتستحيل. فقال زكريا: ﴿أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا﴾[مريم: ٨] وقالت مريم: ﴿أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا﴾[مريم: ٢٠] جاء الجواب الإلهي: ﴿هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾[مريم: ٩] فأضحى المستحيل ممكنا ﴿وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا﴾[مريم: ٢١] . سيبقى التسبيح تراتيل العابدين صباح مساء، وإن انتهت كلمات الدعاة وتعابيرهم فسيبقى التسبيح مادة صمتهم، ومحتوى خطاباتهم ومواعظهم ﴿فَخَرَجَ عَلى قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحى إِلَيهِم أَن سَبِّحوا بُكرَةً وَعَشِيًّا﴾ [مريم: ١١] . ﴿يا يَحيى﴾ إنه الطريق الوحيد لتغيير حياة البشرية (خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) لا تنمية بدو تعليم، هنا الكتاب، هنا المعرفة تترى، هنا العلم يرسل شعاعه على سفوح العقول المعتمة. (خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) ورمم تلك السطوح العقلية المقاومة للمعرفة وجدد إشراقاتها.. (خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) واغسل به شوارع العقول المتسخة ونظف ساحاتها, يا يحيى المهمة عظمى والوقت لا يسمح ﴿وَآتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا﴾ [مريم: ١٢]. حنان القائد وروحانيته وتقواه ثلاثية حساسة لوصف شخصيته ﴿وَحَنانًا مِن لَدُنّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ١٣] . ثم انكسار شامخ بين يدي الآباء ﴿وَبَرًّا بِوالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبّارًا عَصِيًّا﴾ [مريم: ١٤] فعلى يحيى السلام في كل محطات حياته، سلام عند الابتداء، وسلام عند الانتهاء، وسلام يوم الالتقاء.﴿وَسَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَيَومَ يَموتُ وَيَومَ يُبعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: ١٥] . سلام يتغلغل في ثنايا قيادته يدك به عجرفات الغرور، ونتواءات الكبر، وطنين الغطرسة تهدم صروح الإنسانية. §§§§§§§§§§§§§§§§§[/COLOR][/SIZE] |
أدوات الموضوع | |
|
|