![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ثم اما بعد لقد تحدثنا في الماضي عن حقوق الزوج من الزوجة وفي هذه العجالة نتحدث عن حقوق الزوجة قال - تعالى -: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. ولكي نحصل علي هذه المؤدة والرحمة وجب علينا ان نلتزم بهذه الحقوق من الجانبين وعند التجاهل لهذه الحقوق تحصل المشاكل وعدم التفاهم بين الزوجين والتي في نهايتها تنتهي بالطلاق ومهنا نبدا بقوله تعالي { وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }.النساء19 والعِشْرَةُ: الـمخالطة؛ وَعَاشِرُوهُنَّ : خالطهون بمعروف : والمعروف خلاف المنكر وكل امرا طيب هو معروف : والمعروف هو الاحسان والاكرام أول حق للزوجة، هو تلك المعاشرة الحسنة من قبل الزوج، ويتضح هذا من خلال قول الله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) ، "النساء: 19 " فالمعاشرة الحسنة هي أساس اطمئنان النفس، وركن من أركان الحب الذي يظهره الزوج لزوجته، فمهما قدم لها من حقوق، وكان فظاً معها في معاملته فسيبقى الاطمئنان والارتياح النفسي مفقوداً بينهما. فأمر الله سبحانه بحسن صحبة النساء إذا عقدوا عليهنّ لتكون أْدْمَةُ ما بينهم وصحبتهم على الكمال، فإنه أهْدأُ للنفس وأَهْنَأ للعيش. وهذا واجب على الزوج ولا يلزمه في القَضَاء. وقال بعضهم: هو أن يتصَنّع لها كما تتصنَع له. قال يحيى بن عبدالرحمن الحنظلي: أتيت محمد بن الحنفية فخرج إلي في مِلْحَفَة حمراءَ ولِحيتُه تقطُر من الغَالِية، فقلت: ما هذا ؟ قال: إن هذه المِلحفة ألقتها علي امرأتي ودهنْتني بالطَّيب، وإنهن يشتهين منا ما نشتهيه منهن، وقال ابن عباس رضي الله عنه: إني أحِب أن أتزينّ لامرأتي كما أحِب أن تتزينّ (المرأة) لي. وهذا ما يجب على الزوج لزوجته: من إكرامها وحسن معاشرتها وأن يعاملها بالمعروف واللطف والتودد اليها وعدم وهذا الطف الي فلبها . وهذا ما ينطبق عليه قول الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف) المعاشرة بالمعروف هي التي يتجلى فيها حسن الخلق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله" وقال "خيركم وأنا خيركم لأهلي" كان عليه الصلاة والسلام أفضل الناس عشرة مع نسائه ، كان يطيب خواطرهن ، كان يستمع إلى حكاياتهن وكان يمازحهن ، حتى أنه في مرة من المرات خرج هو وعائشة كل منهما يريد أن يخرج قبل الآخر فتزاحما عند الباب ، من باب الممازحة والمفاكهة ، وتسابقا مرتين ، مرة سبقته في أول حياتها وكانت خفيفة صغيرة السن ، ومرة سبقها رغم كبر سنه عليه الصلاة والسلام ، وقال لا ممازحاً "هذه بتلك" يعني تعادل ، هذا النبي صلى الله عليه وسلم ، سيد الخلق. ومعلوم أن الرسول كان يكرم زوجاته ويتحبب إليهن وإذا سئل عن أحب الناس إليه قال "عائشة" وأنه كان يقف لها حتى تشاهد لعب الحبشة بجوار المسجد وكان يضع ركبته لتصعد عليها صفيه إلى ناقتها ويقوم عندما تأتيه ابنته فاطمة ويأخذ بيدها ويقبلها ويجلسها وأنه كان يكرم من يزوره من كرام السيدات خاصة من كن يزرنه أيام خديجة ويفرش لهن رداءه. ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ... وللرجال عليهن درجة" وهو من أمور المستحبة والتي تسعد الزوجة ، وتريحها من عنا البيت ، فعن عائشة رضى الله عنها قالت : "كان رسول الله ; إذا دخل البيت كأحدكم يخيط ثوبه و يعمل كأحدكم ) رواه البخاري ، وفى رواية : ( كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ" . فعلى الزوج أن يقوم بشكر زوجته على ما تقوم به من خدمة وتربية لأولاده ، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس) رواه أبو داود وابن حبان وأحمد وصححه الألباني في صحيح ال وأن يعلمها أمور دينها، ويحثها على الطاعة عن سهل بن سعد )كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا فجاءته امرأة تعرض نفسها عليه فخفض فيها النظر ورفعه فلم يردها فقال رجل من أصحابه زوجنيها يا رسول الله قال أعندك من شيء قال ما عندي من شيء قال ولا خاتم من حديد قال ولا خاتم من حديد ولكن أشق بردتي هذه فأعطيها النصف وآخذ النصف قال لا هل معك من القرآن شيء قال نعم قال اذهب فقد زوجتكها بما معك من القرآن ) البخاري و في رواية بمعني حفظها ما معك من القران كما أن للزوجة حقَّ حسنِ العِشرة والمعاملة، التي تتطلَّب تلطف الزوج مع زوجته، لكن هناك أمور لا يجب أن يتوانى فيها، ولا يفتر عن تعليمها، وحثها على طاعة الله - تعالى، تطبيقًا لقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. ويكون ذلك بالنصح والتأديب، وروي أن عمر قال حين نزلت: يا رسول الله، نَقِي أنفسنا، فكيف لنا بأهلينا؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((تَنْهَوهن عما نهاكم الله عنه، وتأمروهن بما أمركم الله به، فيكون ذلك وقاية بينهن وبين النار)) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رَحِم الله رجلًا قام من الليل فصلَّى، وأيقظ امرأته فصلَّت...))؛ الحديث ومن حسن الخلق التسامح وغض الطرف عن الاخطاء البسيطه التي ليس فيها مخالفة لشرع ولا غضب الرب وان يتذكر الحسنات التي فيها قبل السئات ولنا في قصة عمر ابن الخطاب عبره قال النبي - صلى الله عليه وسلم (لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا، رضي منها خلقًا آخر). واذا غضب منها فاليستغفر واليتوضاء لان الوضوء يطفي نار الغضب وان لا يلجاء الي الضرب وان فعل فيكن ضرب غير مؤذي وان لا يضرب في الوجه وان لا يشتم بألفاظ جارحه فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم ولا تضرب الوجه، ولا تقبح.. )) وقال: ((لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم)) إن ضرب الزوجة مشروع إذا نَشَزت الزوجة، وتركت طاعة زوجها على النحو الذي في قوله - تعالى -: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34]. و أن يأذن لها إذا استأذنته في الخروج: من الحقوق الواجبة على الزوج لزوجته: أن يأذن لها في الخروج إن استأذنته في ذلك، وألا يمنعها من الخروج إلا إذا لم يأمن من ذلك الخروج؛ كتعرضها للفتنة، وكذلك ألا يمنعها من الخروج لشهود الجماعة، أو زيارة الأقارب. يجب أن تنال الزوجة من زوجها اللذة كما ينال منها، فيلبي الزوج رغبة الزوجة الفطرية؛ من أجل أن يغض طرفها عن الحرام، ويحصِّنها من الوقوع في الزنا، ويصونها ويحفظها من كل ما يخدش شرفها، ويثلم عرضها، ويمتهن كرامتها؛ ولذا أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن مظعون إلى ما لأهله عليه من الحق، لما انقطع عنهم إلى العبادة، فقال - عليه السلام -: ((وإن لأهلك عليك حقًّا)). ووطءُ المرأة واجبٌ في أظهر أقوال العلماء، وهذا ما ذهب إليه أبو حنيفة وأحمد، واختاره شيخ الإسلام، ويكون حد الوجوب بما يشبع حاجتها وكفايتها، وبقدرة الزوج بحيث لا ينهك بدنه، ويشتغل بذلك عن معيشته، ولا عبرة مما قال به الفقهاء من أن الوطء الواجب هو مرة كل أربعة أشهر، بل حده قدرة الزوج وكفاية المرأة. على الزوج أن يحفظ أسرار زوجته، وألا يُطلِع على أسرارها أحدًا، كما أن هذا الحق يجب على الزوجة كذلك، ويجب عليه أيضًا ألا يذكر عيوبها؛ لأن ذلك يؤدِّي إلى سوء العلاقة بين الزوجين. وفي الختام نلخص القول في حديث جابر جز من حديث حجة الوداع قال صلى الله عليه وسلم -: ((اتقوا الله في النساء؛ فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)) والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|