جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نحن لا نعرف اليأس .. عبيد لله في كل حال بقلم مدحت القصراوى
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولو شاء ربك ما فعلوه ... فذرهم وما يفترون) نحن لا نعرف اليأس .. عبيد لله في كل حال ثمة شعب صامد ، ونخبة مؤمنة ، وجماهير مؤمنة وواعية .. لكن ارتقى من شاء الله تعالى منهم شهداء عند ربهم وآخرون اعتقلوا والباقي ماض في الكفاح يواجه التزوير والانقلاب والعنف وانحدار الأخلاق وانصراف الخلق ولومهم وعتابهم حتى على التضحية والشهادة .. لماذا نياس أو نحبط ؟ (1) لقد شاء الله تعالى أن يصبح المسلمون عمالقة أكبر من الإعلام الكاذب وأكبر من انصراف من انصرف مهما كان عدده وكمه وأكبر من الرصاص مهما كانت قوته وكمه حتى يكسروا الكذب والتفاهة والغشم والجبروت ، وحتى يبطل مفعول السلاح أمام عقائد متحركة ومتجسدة في أطهر وأشرف وأنقى البشر .. ثمة أمل لاح ثم أفل .. لماذا لا تقول أُجل قليلا .. ثمة صناعة أفضل للمسلمين وتهيئة ليكونوا أمناء على هذا الدين عندما تكون الدنيا بين أيديهم؟ يفقد الكثير من المسلمين بل ورموزهم أبناءهم لتكون تضحياتهم كغيرهم ويتقدمون الصفوف بصدق وتبقى مرارة فقدان الولد مانعة من التلذذ بالدنيا فيبقى عطاؤهم لله ، ولله فقط.. فهل هذا في صالح هذا الدين أم يضره؟ جاء نوع من التمكين ولو جزئيا ، لكنه جاء بأوراق توضع في صناديق الانتخابات ، لكن ثمة سنة لله تعالى جارية بأن الأمور العظام لها تضحيات عظام وتجرد لله تعالى ، ويكرم ربنا من شاء بأن يصطفيه ليجاوره في جنة عدن ويبيت وقد دخل الجنة بعد أن كان صباحا يعايش دنيانا المؤلمة ، ويأتيه من رزق الجنة معجلا له ما لا يأت غيره من عموم المؤمنين في البرزخ. ثمة أمة تريد الاضطلاع بمهمة وراثة الرسل والقيام بالحق وحمل الخير للبشرية .. مهمة الخروج من التبعية للغرب الذي استغرق جهد أكثر من قرنين من الزمان والأموال والجنود والتآمر والغزو على الأمة . وتريد هذه الأمة أن تنهض فيتأثر بها بقية الأمة فيتحلل العدو الصهيوني ويبرز الاسلام الحضاري كنظام ومنهج حياة وهوية وولاء ومنافس حضاري للغرب يتقدم للبشرية بديلا حضاريا. أنفقت الصهيونية الكثير من الزمن والأفراد والأموال والآمال ، وعندما تقوم مصر هنا تتحلل اسرائيل من غير طلقة رصاص.. ثمة آمال كبرى ، وأوان استجابة آلاف بل ملايين الدعوات لرفع الظلم وعودة الخير إن شاء الله .. إنها مهام ضخمة ستغير مجرى التاريخ ومجرى العالم كله .. نحن نعلم هذا والعدو يعلم هذا ـ كما قال ماكين وغيره ـ والأمر عظيم.. إن من يريد أن يحوز شرف نجومية تافهة في غناء أو غيره يبذل الكثير ويجهد الكثير ويُصرف عن الأبواب فيحاول ولا ييأس.. فما بالك بشرف الدارين وتصحيح خط التاريخ ليبرز من حاربوا كثيرا لئلا يظهر ، وليعلو من حاولوا كثيرا أن يئدوه ، ولينبعث من جديد من فركوا أيديهم فرحا بأن دفنوه الى نهاية التاريخ فقام يعيد تسطيره..! نعم نحزن لمهاجمة المساجد .. نعم نحزن لكن في المقابل يتعرى العدو وتسقط الرايات الزائفة واللافتات الكاذبة. ترى سقوط الشيوخ والعلماء الفاسدين والرموز المزيفة والألقاب الفارغة؟ هل هذا خير أم شر؟ ترى الى أي حد ومدى وصل الفساد والى أي عمق قد نخر؟ كما نرى الظهور الحقيقي والتعري الواضح وبيان حقية الصراع وهو خطوة نحو النصر . ثقوا تماما طالما وجدت أمة ونخبة ومفهوم واضح وإيمان بالله تعالى وثقة فيه وتضحية من أجله فما يحدث هو في صالح قضية إقامة هذا الدين واستقرار هذا التمكين وما يحدث هو صنع الله تعالى وتدبيره .. ونحن نتقلب بين عبوديات مختلفة ؛ ففي كل آن نقوم بما يجب في ذلك الآن بحسب ما أُمرنا ثم نستحضر ( ولله غيب السماوات والأرض ، واليه يُرجع الأمر كله ، فاعبده ، وتوكل عليه ، وما ربك بغافل عما تعملون) (2) ذكر الله في كل حال بحسب ذلك الحال عندما تقرأ قول الله تعالى (الا بذكر الله تطمئن القلوب) فاعلم أن ذِكر الله تعالى يكون في حال بما يجب في ذلك الحال .. فذكره تعالى عقب الصلوات بالتسبيح هو ذِكر ذلك الحال. وذِكره تعالى في مناحي الحياة بذكر حكمه تعالى الواجب في ذلك الحال لطاعته تعالى هو ذكر ذلك الحال ، وعلى هذا فسر الامام الطبري وغيره قوله تعالى (فاذكروني أذكركم) يعني فاذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب ، ثم ذكر أن ذِكره تعالى بالتسبيح عموما هو القول الثاني للآية .. وذكره تعالى وقت الضيق والكرب ووقت الشدة وتكالب العدو وتخاذل الصديق وشدة الأمر .. فذِكره تعالى في ذلك الوقت هو بذكر حكمته وقدرته وأنه (قد جعل لكل شئ قدْرا) ، وأنه حكيم وأنه حميد؛ محمود على ما يفعل ، وأنه قد جعل بعد العسر يسرا ، وأنه رفع عن الأمة الإصر والأغلال وما لا طاقة لها به شرعا وقدرا ما قامت بأمره تعالى ، وقربه ومعيته لأوليائه ودفعه عن المؤمنين ، وأنه يثأر لأوليائه كما يثأر الليث الحرِب (يعني الغاضب)، وأن أمره (كن فيكون) وأنه يختبر عباده ويمحصهم ليصلحهم لا ليعنتهم ، وأنه يضحك الى عباده وهم أزلين قنطين وقد قرب فرَجهم.. فما أدرانا؟ .. إن للسماء خطوها غير الأرض ، وإن المقادير ليست بيد العبيد.. إقرأ ثانية (ألا بذِكر الله تطمئن القلوب) وانظر الى صفات ربك وأفعاله وحكمته ورحمته وقدرته وامتلاكه أمر الدارين .. ستجد الكثير فيطئن قلبك .. فذِكره تعالى في كل حال هو بحسب ذلك الحال ، فاللهم اجعلنا ذاكرين لك ومذكورين عندك ، واللهم (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تُحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) |
أدوات الموضوع | |
|
|