#1
|
||||
|
||||
دروس مختصرة في العقيدة وبعض العبادات
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد في زمن كثرت فيه الملهيات والمغريات وأثير كثير من الشهوات والشبهات وغفل المسلمون والمسلمات عن طلب العلم الشرعي فإن من الواجب علينا أن نبين أهمية تعلم ما يجب تعلمه من أمور الدين والعبادات والمعاملات على ضوء ما جاء به الشارع الحكيم وبيّنها خير المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. ونريد في هذه الدروس المختصرة أن نبين فيه بعض أحكام العبادات مثل الطهارة والمسح على الخفين وبعض أذكار الصلاة وسننها وواجباتها والجمع والقصر وبعض الدروس في العقيدة .. وهو جهد مقل من أخوكم في الله أرجو من الله قبوله . وقد اعتمدت في هذه الدروس على كُتب لمشائخ نثق بهم وبعلمهم وعلى رأسهم شيخنا ابن باز رحمه الله و الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ومن هذه الكتب : · كتاب الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى · فتاوى الجنة الدائمة وفتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى والشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى · صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى · مذكرة ( القول الراجح ) للشيخ خالد الصقعبي حفظه الله · مذكرة ( العقيدة والمذاهب المعاصرة ) للشيخ فهد الفايز حفظه الله · بعض المطويات المنشورة من ( دار القاسم للنشر ) لبعض أهل العلم وبما أن هذه الدروس لاقت ولله الحمد والمنة والفضل قبول من البعض في داخل البلاد وخارجها فقد رأى البعض جمعها ونشرها لعل الله أن ينفع بها . فنرجو من الله أولاً قبولها ومنكم ثانياً الاهتمام بها لعلنا ندخل في قوله تعالى ( فَبَشِّرْ عِبَادِي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ).. وكُل ما نرجوه من هذه الدروس العلم النافع والعمل الصالح وأن يُقال لنا ( قوموا مغفوراً لكم ) ولا تحتاجون أبداً للتذكير بثواب وأجر ( الذكر ) .. وقد عرضت هذه الدروس على بعض أهل العلم وقد استحسنوها وأشاروا علي بنشرها بعد أخذ الملاحظات منهم والتوجيهات .. ونرجو من الله أن يكون هذا العمل وجمع المعلومات والتعليم وطلب العلم خالصاً لوجهه الكريم .. وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجعل عملنا حجة لنا لا علينا..وأن يجزي من ساعدني على تخريجها وطباعتها خير الجزاء .. وأن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين اللهم آمين .. هذا والله تعالى أعلم وأجل والله ولي التوفيق ولله الحمد من قبل ومن بعد فهرس الدروس التي سوف تضاف بأذن الله الدرس الأول : طلب العلم الشرعي الدرس الثاني : الإخلاص الدرس الثالث : الرياء الدرس الرابع : شروط لا إله إلا الله وفضل ذكرها وبعض السنن المهجورة الدرس الخامس : الولاء والبراء الدرس السادس : التوحيد الدرس السابع : نواقض الإسلام الدرس الثامن : الشرك الدرس التاسع : العبادة الدرس العاشر : الطهارة الدرس الحادي عشر : المسح على الخفين الدرس الثاني عشر : الأذان والإقامة الدرس الثالث عشر : صفة تكبيرة الإحرام والاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام الدرس الرابع عشر : صفة الركوع وما يُقال فيه الدرس الخامس عشر : صفة الرفع من الركوع وما يُقال فيه الدرس السادس عشر : صفة السجود وما يقوله العبد في سجوده الدرس السابع عشر : صفة الجلسة بين السجدتين وما يُقال فيها من ذكر الدرس الثامن عشر : التشهد ( صفته وما يقال فيه ) الدرس التاسع عشر : شروط الصلاة وأركانها وواجباتها الدرس العشرون : مسنونات الصلاة ومكروهات الصلاة الدرس الواحد والعشرون : سجود السهو الدرس الثاني والعشرون : الجمع والقصر الدرس الثالث والعشرون : الدعاء ( فضله وآدابه وشروطه ) الدرس الرابع والعشرون : فضل تلاوة القرآن وكيفية فهم معانيه وتثبيت الحفظ الدرس الخامس والعشرون : الزكاة الدرس السادس والعشرون : زكاة الفطر وبعض أحكام العيد وسننه الدرس السابع والعشرون : زكاة الأسهم والجمعيات بين الناس الدرس الثامن والعشرون : الصيام الدرس التاسع والعشرون : الحلف والأيمان الدرس الثلاثون : مخالفات في بعض الأقوال والأعمال
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
الدرس الأول : طلب العلم الشرعي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب ) والصلاة والسلام على خير الأنام القائل ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) رواه ابن ماجه وصححه السيوطي والقائل ( إن فضل العلم خير من فضل العبادة , وخير دينكم الورع ) الحاكم والطبراني.. والقائل ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) متفق على صحته درس مختصر في طلب العلم الشرعي ( تعريفه .. فضله .. حكمه .. طرقه .. معوقاته ) تعريف العلم الشرعي ( علم ما أنزل الله على رسوله من البينات والهدى ) ابن عثيمين رحمه الله تعالى فضل طلب العلم قال تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وقال تعالى ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مـِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله rيقول : " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له طريقاً إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " أبو داود أقسام العلم الشرعي من حيث الحكم ثلاثة 1- فرض عين : وهو تعلم ما يتأدى به الواجب العيني مثل ( أركان الصلاة وواجباتها وأحكام الصيام ) 2- فرض كفاية : وهو تحصيل ما لا بد للناس منه في أمور دينهم ودنياهم. 3- مستحـــــب : وهو التبحر في أصول الأدلة، والإمعان فيما وراء القدر الذي يحصل به فرض الكفاية والواجب لتصحيح العبادة : معرفة ما تتم به طهارة العبد وصلاته وصيامه. ويجب عليه أن يتعلم الحلال والحرام في أحكام المهنة التي يمتهنها كأحكام البيع لمن يعمل به ونحو ذلك. وتصير باقي العلوم في حقه مستحبة، إلا إذا تعين عليه بعض الواجبات، فيجب عليه تعلم ما يؤديها به بحسب قدرته، فإن وجب عليه الحج وجب عليه تعلم أحكامه، وإن وجبت عليه الزكاة وجب عليه تعلم أحكامها، وإن اشتغل بالتجارة وجب عليه تعلم أحكام البيوع، وإن أراد الزواج أو الطلاق وجب عليه تعلم أحكامهما . ( فالعلم ضرورة شرعيةلأنما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) يقول ابن عثيمين رحمه الله : طلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة، وقد يكون طلب العلم واجباً على الإنسان عيناً أي فرض عين، وضابطه أن يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها أو معاملة يريد القيام بها، فإنه يجب عليه في هذه الحال أن يعرف كيف يتعبد لله بهذه العبادة وكيف يقوم بهذه المعاملة . أما الطريق إلى نيل العلم فهي 1 - تقوى الله ومراقبته في السرّ والعلن 2 – إخلاص النية 3 - الصبر وتحمل المشاق وسعة الصدر، فإن العلم جهاد لا شهوة 4 - الأخذ عن العلماء الموثوقين في علمهم ودينهم وتوقير العلماء وإكرامهم والتأدب معهم، وحفظ مكانتهم،وتوقير مجالسهم،وحسن السؤال والإصغاء 5 - التفرغ للعلم والإقبال عليه، بشرط التوازن وعدم الإخلالبالواجباتالأخرى 6 - المحافظة على الأوقات، وحسن ترتيبها، والحرص على استغلالها 7 - كثرة الاستغفار والتوبة والدعاء، والانطراح بين يدي الله وسؤاله العلم النافع والعلم الصالح 8 - ذكر الموت والآخرة، ليعين على شغل الوقت بالنافع 9 - ترك الفضول من الكلام والسماع والنظر والخلطة والمنام 10 - مخالطة من هم أكثر علماً وفهماً؛ لئلا يقنع الطالب بما حصّل من علم، فيحرص على الاستزادة، وليتجنب العُجْب والغرور. معوقات طلب العلم من كتاب طريق طلب العلم للشيخ : عبدالعزيز السدحان 1 – فساد النية:حب التصدر والشهرة ويجب مجاهدة النفس ( والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وإن الله لمع الحسنين ) 2 – التفريط في حلقات العلم : لو لم يكن فيها إلا السكينة التي تتنزل على حاضريها لكفى . 3 – التذرع بكثرة الأشغال : وهذا مدخل رئيسي للشيطان فيجب ترتيب الأوقات . 4 – التفريط في طلب العلم في الصغر : إن الإنسان ليغبط أُناساً أصغر منه سناً وأكبر همةً . 5 – تزكية النفس : أن يحب الشخص مدح نفسه ويفرح بسماع ثناء الناس عليه ( ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ) وتزكية النفس مذمومة ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى ) فحب التزكية وحب الثناء من مداخل الشيطان . 6 – عدم العمل بالعلم : سبب من أسباب محق بركة العلم ومن أسباب قيام الحجة على صاحب العلم ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تعملون ) وزكاة العلم العمل به وتعليمة الغير 7 – التسويف : وهو كما يقول أحد السلف ( من جنود أبليس ) فائدة اعلم بارك الله فيك أن من الأسباب التي تبقي ( المسألة ) أو المعلومة وترسخها وتجعلك لا تنساها هي ( البحث في الكتب ) فوائد العــلــــــم 1- به يعرف الله ويعبد ويوحد. 2- هو أساس صحة الاعتقاد والعبادات . 3- طلب العلم عبادة. 4- طريق الوصول إلى الجنة.5- يكسب صاحبه خشية الله والتواضع للخلق.6- يبقى أجره بعد أنقطاع أجله.7 – يرفع الوضيع ويعز الذليل ويجبر الكسير فائدة : طلب العلم أفضل من قيام الليل؛ لأن طلب العلم كما قال الإمام أحمد لا يعدله شيء لمن صحت نيته، بأن ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، فإذا كان الإنسان يسهر في أول الليل لطلب العلم ابتغاء وجه الله سواءً كان يدرسه أو كان يدرسه ويعلمه الناس فإنه خير من قيام الليل، وإن أمكنه أن يجمع بين الأمرين فهو أولى( ابن عثيمين رحمه الله تعالى ) من آثار الجهل : على مستوى الفرد أو المجتمع : انتشار البدع والضلالات في العقائد والعبادات والمعاملات، وضعف الإيمان، وقلة التقوى، وازدياد المعاصي، وضعف الهيبة تحذير ..قال " من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها " أخرجه أبو داود واحذر أخي المتعلم : الكبر والغرور بالعلم والمراءاة والمخاصمة والجدل وكتم العلم فهذا يؤدي إلى نسيانه واحذر من إطلاق الفتاوى بغير علم قال ( اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع , ومن قلب لا يخشع , ومن نفس لا تشبع , ومن دعوة لا يستجاب لها )رواه مسلم اللهم ارزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً ويسر لنا طلب العلم على الوجه الذي يرضيك وارزقنا خشيتك في السر والعلانية اللهم آمين المراجع : فضل العلم والعلماء ( ابن القيم ) .. موسوعة نضرة النعيم .. مقال للأخ : عبدالحكيم بلال من موقع بوابة الإسلام .. كتاب طريق طلب العلم للشيخ السدحان .. فتاوى اللجنة الدائمة والشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وللاستزادة عليك بكتاب ( حلية طاب العلم ) للشيخ بكر أبو زيد وكتاب العلم للشيخ ( محمد ابن عثيمين ) رحمه الله تعالى
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
الدرس الثاني : الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ ) والقائل ( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) والقائل ( قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي ) والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير القائل ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )متفق علية والقائل ( إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى يعرفه نعمته فعرفها، قال فما عملت فيها: قال قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم! وقرأت القرآن ليقال: قارئ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك . قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: جواد! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ) رواه مسلم والقائل ( ما قال عبد لا اله الا الله مخلصا قط إلا فتحت له أبواب السماء، حتى تفضي إلى العرش، ما اجتنب الكبائر )الترمذي وهو حسن درس مختصر في الإخلاص تعريف الإخلاص لغة : مصدر أخلص يخلص وهو مأخوذ من مادة ( خ ل ص ) التي تدل على تنقية الشيء وتهذيبه اصطلاحاً : يقول أبن القيم رحمه الله تعالى ( الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهداً غير الله ، ولا مجازياً سواه ) يقول الشيخ خالد الراشد أن العلماء عرفوا الإخلاص : هو أن يكون قصد الإنسان في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة خالصة لوجه الله تعالى لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس. ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى ) لا يجتمع الإخلاص ومحبة المدح والثناء في قلب مؤمن ) شروط قبول العمل 1 - الإخلاص لله تعالى 2 - المتابعة لرسول الله فإنأخلّ بالأول كان مشركاً، وإن أخلّ بالثاني كان مبتدعاً. قال تعالى { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } فإسلام الوجه له هو: الإخلاص، والإحسان: هو المتابعة.( اللجنة الدائمة ) قال الفضيل بن عياض رحمه الله في تفسير قوله تعالى ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) هو أخلصه وأصوبه , قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه .؟ فقال : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل , وإذا كان صواباً ولم يكُن خالصاً لم يُقبل , حتى يكون خالصاً صواباً , الخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنه . ( من موسوعة نضرة النعيم ) يقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى : فالشرك أمره صعب جداً ليس بالهين، ولكن ييسر الله الإخلاص على العبد، وذلك بأن يجعله الله نصب عينيه، فيقصد بعمله وجه الله لا يقصد مدح الناس أو ذمهم أو ثناءهم عليه؛ فالناس لا ينفعونه أبداً، حتى لو خرجوا معه لتشييع جنازته لم ينفعه إلا عمله، قال ( يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله )متفق عليه وكذلك أيضاً من المهم أن الإنسان لا يفرحه أن يقبل الناس قوله لأنه قوله، لكن يفرحه أن يقبل الناس قوله إذا رأى أنه الحق لأنه الحق، لا أنه قوله، وكذا لا يحزنه أن يرفض الناس قوله لأنه قوله؛ لأنه حينئذ يكون قد دعا لنفسه، لكن يحزنه أن يرفضوه لأنه الحق، وبهذا يتحقق الإخلاص. فالإخلاص صعب جداً، إلا أن الإنسان إذا كان متجهاً إلى الله اتجاهاً صادقاً سليماً على صراط مستقيم؛ فإن الله يعينه عليه، وييسره له. ويقول شيخنا أيضاً في كتاب ( طريق أهل السنة والجماعة في عبادة الله ) طريقتهم أنهم يعبدون الله ، لله .. فمعنى ذلك الإخلاص يخلصون لله عز وجل لا يريدون بعبادتهم إلا ربهم لا يتقربون إلى أحد سواه ، إنما يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ، ما يعبدون الله لأن فلاناً يراهم ، وما يعبدون الله لأنهم يعظمون بين الناس ، ولا يعبدون الله لأنهم يلقبون بلقب العابد لكن يعبدون الله لله . أقسام الإخلاص : 1- إخلاص في الأقوال 2- إخلاص في الأفعال 3- إخلاص في الأعمال ( أي العبادات ) 4- إخلاص في الأحوال أي إلهامات القلب وواردات الغيب. والدين شامل لكل هذا وباعتبار أن الإخلاص التزام حيوي أكثر مما هو تصور نظري فإنه يستلزم: 1 - الاستمرارية . 2 – التكامل . 3 – العلم . 4 – التدرج . 5 – الأمانة . من صور الإخلاص ( من كتاب نظرة النعيم ) 1 - الإخلاص في التوحيد . 2 - الإخلاص في النية والقصد . 3 - الإخلاص في العبادات : الصلاة الصيام , قيام رمضان , الذكر. 4 - الإخلاص في الأقوال كلها . 5 - الإخلاص في الالتزام بمكارم الأخلاق (كالصدق والصبر والزهد ) 6 - الإخلاص في التوكل على الله . 7 - الإخلاص في كافة الأعمال . من فوائد الإخلاص ( من كتاب نضرة النعيم ) 1 – الإخلاص هو أساس في قبول الأعمال والأقوال والدعاء . 2 – الإخلاص يرفع منزلة الإنسان في الدنيا والآخرة . 3 – يبعد عن الإنسان الوساوس والأوهام . 4 – يحرر العبد من عبودية غير الله . 5 – يحقق الطمأنينة لقلب الإنسان ويجعله يشعر بالسعادة . 6 – يقوي أيمان الإنسان وعزيمته وإرادته ويكره إليه الفسق والعصيان . 7 – حصول كمال الأمن والاهتداء في الدنيا والآخرة . ما ينافي الإخلاص : وهي عدة أمور منها حبِّ الدنيا ، والشهرة ، والرياء ،والسمعة ، والعُجب الإخلاص سرٌّ بين العبد وبين ربّه لا يعلمه مَلَكٌ فيكتبه ، ولا شيطانٌ فيفسده صور للإخلاص : هذا داود ابن أبي هند يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله .. كان له دكَّان يأخذ طعامه في الصباح فيتصدق به ، فإذا جاء الغداء أخذ غداءه فتصدق به ، فإذا جاء العشاء تعشى مع أهله أربعين سنة وهم لا يدرون بصيامه . وكان رحمه الله يقوم الليل أكثر من عشرين سنة ولم تعلم به زوجته. كان محمد بن سيرين رحمه الله يضحك في النهار حتى تدمع عينه ، فإذا جاء الليل قطعه بالبكاء والصلاة .. ومن خير الناس ( بسَّام بالنهار بكَّاءٌ في الليل ) . وهذا أيوب السختياني كان يقوم الليل كله فإذا جاء الصباح رفع صوته كأنه قد استيقظ من حينه ( من خطبة للشيخ خالد الراشد ) حفظه الله . أي إخفاء للعمل كهذا ! ، وأي إخلاص كهذا !، وأي أسرار كانت بينهم وبين الله . هذا لا ينافي الأعمال في العلانية لكن المطلوب مجاهدة النفس وتطهيرها أخواني لا يكاد يتكلم شيخنا الوالد ( عبدالعزيز بن باز ) رحمه الله تعالى في أي مناسبة أو اجتماع إلا ويؤكد على أهمية الإخلاص لله عز وجل اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل وأصلح لنا النية والذرية ووفقنا لما تحب وترضى وارزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً خالصاً .. اللهم آمين وللاستزادة راجع كتاب ( موسوعة نضرة النعيم ) وكتاب ( طريق أهل السنة والجماعة في عبادة الله ) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
الدرس الثالث : الرياء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصلاة قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ) والقائل (لِلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير القائل ( من سمع سمع الله به , ومن يُرائي يُرائي الله به ) رواه البخاري والقائل ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال الرياء يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء ) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح ورواه الطبراني درس مختصر في ( الرياء ) أعاذنا الله وإياكم منه تعريفه..لغة : يقول ابن فارس : هو أن يفعل شيئاً ليراه الناس..وشرعاً : قال ابن حجر العسقلاني : الرياء إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها الفرق بين الرياء والسمعة : الرياء في الفعل , والسمعة في القول .. وقال ابن عبدالسلام : الرياء أن يعمل لغير الله , والسمعة أن يخفي عمله ثم يحدث به الناس الفرق بين النفاق والرياء : فيتمثل أن الأصل في الرياء الإظهار ( في طلب ما عند الناس ) والأصل في النفاق الإخفاء ( يخفي ما بداخله ويظهر خلافه ) حكم الرياء : ذكر الذهبي الرياء ضمن كبائر الذنوب .. وعده ابن حجر الكبيرة الثانية بعد الشرك بالله .. وأقبح أنواع الرياء ما تعلق بأصل الأيمان وهو شأن المنافقين .. يلي ذلك المراءاة بأصول العبادات الواجبة .. يلي ذلك المراءاة بالنوافل .. ويلي ذلك المراءاة بأوصاف العبادات . أقسام الرياء ( من كتاب نضرة النعيم ) 1 – الرياء في الدين بالبدن ( وذلك أظهار النحول والصفار ليوهم بشدة الاجتهاد , وعظم الحزن على أمر الدين وغلبة خوف الآخرة ) 2 – الرياء بالهيئة والزي ( وذلك بتشعيث شعر الرأس وإبقاء أثر السجود على الوجه وغلظ الثياب وتقصير الأكمام ) 3 – الرياء بالقول ( ويكون بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة ) 4 – الرياء بالعمل(وذلك كمراءاة المصلي وتحسين الصلاة ) 5 – المراءاة بالأصحاب والزائرين , كأن يطلب المرائي من عالم أن يزوره ليقال : إن فلان زار فلان ومن ذلك كثرة ذكر الشيوخ . درجات الرياء ( من كتاب نضرة النعيم ) 1 – وهي أغلظها ألا يكون مراده الثواب أصلاً ,كالذي يصلي أمام الناس,ولو انفرد فإنه لا يصلي,وربما دفعه الرياء إلى الصلاة بدون طهارة 2 – أن قصده للثواب أقل من قصده لإظهار عمله وهو قريب من الأول بالإثم 3 – أن يتساوى قصد الثواب وقصد الرياء , وهذا قد أفسد بمقدار ما أصلح , وظواهر الأخبار أنه لا يسلم ( من العقاب ) 4 – أن يكون اطلاع الناس مرجحاً ومقوياً لنشاطه , ولو لم يكن ذلك ما ترك العبادة , وهذا النوع لا يحبط أصل الثواب ولكنه ينقص منه أو يعاقب صاحبه على مقدار قصد الرياء , ويثاب على مقدار قصد الثواب . علاج الرياء 1 - مجاهدة النفس في الخلاص من الرياء وقراءة كتب عن الإخلاص 2 - تذكر عظمة الله وجلاله واستحقاقهإخلاص العبادة له وحده 3 - تذكر أنه يحبط العمل الذي قارنه ويأثمصاحبه. 4 - تذكر الموت وسكراته، والقبر وظلمته، واليوم الآخروأهواله5 - دعاء الله والالتجاء إليه علاجه من الناحية العملية يستلزم من المرء أن يعود نفسه إخفاء العبادات( كالصيام والصدقة) وإغلاق الأبواب دونها,كما تغلق الأبواب دون الفواحش,حتى يقنع قلبه بعلم الله ولا تنازعه نفسه بطلب علم غير الله به,وهذا وإن كان يشق في البداية إلا أنه يهون بالصبر عليه أمثلة على إرادة الإنسان بعمله الدنيا : 1 - من يتعلم العلم الشرعي لأجل الحصول على وظيفة. 2 - من يحج البيت الحرام نيابة عن غيره وليس قصده زيارة المشاعر والعبادات الأخرى وإنما قصده المال. 3 - من يتصدق على الفقراء لأجل سلامة ماله. 4 - من يجاهد لأجل الغنيمة. فائدة في إظهار الطاعات : اعلم أن في إسرار الأعمال فائدة الإخلاص والنجاة من الرياء ، وفي الإظهار فائدة الاقتداء ، وترغيب الناس في الخير .ومن الأعمال ما لا يمكن الإسرار به كالحج والجهاد .والمظهر للعمل ينبغي أن يراقب قلبه ، حتى لا يكون فيه حب الرياء الخفي ، بل ينوي الاقتداء به ، ولا ينبغي للضعيف أن يخدع نفسه بذلك .. ومن بات مع المتهجدين وكان من عادته قيام ساعة من الليل وهم يصلون أكثر الليل فيوافقهم ، أو يصومون فيصوم ، ولولاهم ما انبعث هذا النشاط .فربما ظن ظان أن هذا رياء ، وليس كذلك على الإطلاق. ففي مثل هذه الأحوال ينتدب الشيطان للصد عن الطاعة . فصل في ترك الطاعات خوفاً من الرياء : فأما ترك الطاعات خوفاً من الرياء ، فإن كان الباعث له على الطاعة غير الدين ، فهذا ينبغي أن يترك ، لأنه معصية لا طاعة فيه .وإن كان الباعث على ذلك الدين ، وكان ذلك لأجل الله تعالى خالصاً ، فلا ينبغي أن يترك العمل ، لأن الباعث الدين .وكذلك إذا ترك العمل خوفاً من أن يقال : إنه مراءٍ ، فلا ينبغي ذلك ، لأنه من مكائد الشيطان قال إبراهيم النخعي : إذا أتاك الشيطان وأنت في الصلاة فقال : إنك مراءٍ ، فزدها طولاً ! تحذير : قال الفضيل : ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك و الإخلاص: أن يعافيك الله منهما تنبيه : ليس من الرياء أن يعمل المسلم عملاً خالصاً لوجه الله، ثم يلقى له في قلوب المؤمنين محبته والثناء عليه، فيفرح بفضل الله ويستبشر بذلك فقد سئل الرسول : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ وفي رواية: ويحبه الناس عليه؟ فقال (تلك عاجل بشرى المؤمن)مسلم مضار الرياء 1 – الرياء محبط للأعمال مضيع لثوابها . 2 – الرياء سبب للمقت عند الله , والمرائي ملعون ومطرود من رحمة الله وهو من كبائر المهلكات 3 – الرياء يجلب الفقر ويعرض صاحبه للفتن ويفضح أصحابه على رؤوس الأشهاد يوم القيامة . 4 – يضاعف الله عذاب المرائين من القراء . 5 – الرياء يحول العمل الصالح إلى نقيضه . 6 – لا يسلم المرائي من أن يفتضح أمره في الدنيا فيسقط من أعين الناس وتذهب هيبته ناهيك عن حسرته يوم القيامة . 7 – يظهر الله عيوب المرائي ويسمعه المكروه جزاء ما قدمت يداه . يقول الشيخ سفر الحوالي حفظه الله : فالخوف من الرياء من سمات المتقين الصالحين، ولا ينبغي للعبد المؤمن أن يمنعه شبهة الخوف من الرياء أو أن الناس ينظرون إليه عن عمل من أعمال الخير أو الصلاح. إن كنت تقرأ القرآن، أو تصوم، أو تصلي، أو تتصدق, أو تعمل أي عمل من أعمال الخير، تفعله أنت عن إيمان وعن محبة لهذه الطاعة، وتقرب إلى الله تبارك وتعالى, فلا يمنعنك من ذلك خشية كلام الناس، فتخشى أن تقع في الرياء، فتقول: لا أعمل الطاعة، فهذا باب من أبواب الشيطان التي قد يدخل بها على الإنسان . إذاًَ: الإنسان لا يترك الطاعة، إنما يعمل الطاعة من جهة ويقاوم الرياء من جهة أخرى, ويستغفر الله إن كان قد وقع له منه شيء. انتهى تنبيه وتحذير : احذر أخي الكريم اتهام الناس بالرياء فهذه من أعمال القلوب التي لا يعلمها إلا الله ويجب إحسان الظن بالمسلمين ( إن بعض الظن إثم ) اللهم طهر قلوبنا من الكبر والغل والحسد وطهر أعمالنا من الرياء وطهر أعيننا من الخيانة إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. اللهم آمين
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
الدرس الرابع : شروط لا إله إلا الله وفضل ذكرها وبعض السنن المهجورة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) والصلاة والسلام على البشير النذير القائل " مَنْ مات وَهُوَ يعلمُ أن لا إله إِلاَّ الله دخل الجنة " رواه مسلم درس مختصر في شروط لا إله إلا الله وفضل ذكرها وبعض السنن المهجورة معنى لا إله إلا الله : فإن معناها لا معبود حق إلا الله، فهي تنفي العبادة بجميع أنواعها عن غير الله، وتثبتها لله وحده سبحانه وتعالى(ابن باز رحمه الله) ويقول ابن عثيمين رحمه الله تعالى معناها: لا معبود بحق إلا الله ؛ "لا إله" نافياً جميع ما يعبد من دون الله " إلا الله" مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه سُئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى : أيهما أفضل الذكر أم قراءة القرآن ..؟ القرآن من حيث الإطلاق أفضل من الذكر لكن الذكر عند وجود أسبابه أفضل من القراءة، مثال ذلك الذكر الوارد أدبار الصلوات أفضل في محله من قراءة القرآن، وكذلك إجابة المؤذن في محلها أفضل من قراءة القرآن وهكذا. وأما إذا لم يكن للذكر سبب يقتضيه فإن قراءة القرآن أفضل شروط لا إله إلا الله ( دار القاسم ) العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.. بحيث يعلم القلب ما ينطق به اللسان ، قال تعالى: ( فاعلم أَنَّهُ لا إله إِلاَّ الله ) وقالr: "مَنْ مات وَهُوَ يعلمُ أن لا إله إِلاَّ الله دخل الجنة" مسلم .. ومعناها: لا معبودَ بحقٍّ إِلاَّ الله ، والعبادة: هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة اليقين وَهُوَ كمال العلم بِهَا المنافي للشك والريب ، قال تعالى: ( إنَّما المؤمِنونَ الَّذِينَ آمَنوا بالله ورسولِهِ ثُمَّ لم يرْتابوا وجاهَدوا بأموالِهِمْ وأنفسِهِمْ في سبيلِ الله أولئكَ هم الصادِقون ) ، وقال r: "أشهد أن لا إله إِلاَّ الله وأنِّي رسول الله ، لا يلقى الله بِهِما عبدٌ غيرُ شاكٍّ فيهِما إِلاَّ دخل الجنة" رواه مسلم . الإخلاص المنافي للشرك.. قال تعالى: ( ألا للهِ الدينُ الخالص ) وقوله تعالى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ ليعبُدوا الله مخلِصينَ لَهُ الدينَ حنفاءَ ) وقال r: " أسعدُ الناسِ بشَفاعَتي يوم القيامة مَنْ قالَ لا إلهَ إِلاَّ الله خالِصاً مخلصاً من قلبه " رواه البخاري . المحبة المحبة لهذه الكلمة ولِما دلَّتْ عليه ، والسرور بذلك قال تعالى ( ومِنَ الناسِ من يتَّخِذُ من دونِ اللهِ أنداداً يحبُّونَهُمْ كحبِّ الله والَّذِينَ آمَنوا أشدُّ حُبّاً لله ) وقال r "ثلاثٌ منْ كُنَّ فيه وجدَ حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسوله أحبّ إليه مِمَّا سواهُما ، وأن يحبَّ المرءَ لا يحبُّهُ إِلاَّ لله ، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفر بعد إذ أنقذَهُ الله منه كما يكره أن يُلْقَى في النار" متفَقٌ عليه الصدق المنافي للكذب المانع من النفاق ، قال تعالى ( فلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صدَقوا ولَيَعْلَمَنَّ الكاذِبين ) وقال تعالى ( والذي جاءَ بالصدْقِ وصدَّقَ به أولئكَ همُ المتَّقون ) وقال r: "مَنْ ماتَ وَهُوَ يشهد أن لا إله إِلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله صادِقاً من قلبه دخلَ الجنة" رواه أحمد الانقياد لحقوقِها وهي الأعمال الواجبة إخلاصاً لله وطلباً لمرضاتِهِ ، قال تعالى ( وأَنِيبوا إلى ربِّكُمْ وأسلِموا له ) وقال تعالى ( ومَنْ يسلِمْ وجهَهُ إلى الله وَهُوَ محسنٌ فقدِ استمسَكَ بالعروَةِ الوثْقَى ) القبول المنافي للرد فقد يقولها من يعرفها لكن لا يقبلها ممَّن دعاهُ إليها تعصُّباً أو تكبُّراً ،قال تعالى (إنَّهُمْ كانوا إذا قيلَ لهم لا إله إِلاَّ الله يستكبِرون) دعاء الكرب عن ابن عباس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب "لا إله إلا الله العظيم الحليم. لا إله إلا الله رب العرش العظيم. لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم" رواه البخاري فضل قول لا إله إلا الله وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب الله له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله ) متفق علية . عن جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( أفضل الذكر، لاإله إلا الله. وأفضل الدعاء، الحمد لله )) الترمذي الحث على التمسك بالسنة فلقد توافرت الأدلة والنصوص من الكتاب والسنة وأقوال السلف على الترغيب فيها والحث على التمسك بها . فمن الكتاب قوله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( .......فعليكم بسنتي ) ومن الآثار عن السلف ما قاله الزهري : ( كان من مضى من علمائنا يقولون : الاعتصام بالسنة نجاة ) وقال الفضيل بن عياض : ( إن لله عباداً يحيي بهم البلاد وهم أصحاب السنة ) ومن فوائد العمل بالسنة : 1- محبة الله لعبده المؤمن كما في الحديث القدسي الذي رواه البخاري وفيه (...و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به..الخ )البخاري 2- أن المحافظة على النوافل تجبر كسر الفرائض 3- إن للعامل بالسنة مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً وفي ذلك الحديث في مسلم وفيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء..)مسلم وإليكم بعض السنن المهجورة تعويذ الأولاد كان رسول الله يَعُوذُ الحسن والحسين(أُعيذُكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عين لامّة) البخاري بعد السلام من الوتر قول ( سبحان الملك القدوس ) ثلاث مرات،والثالثة يجهر بها ويمد بها صوته رواه النسائي عند هبوب الريح قول { اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر مافيها، وشر ما أرسلت به } رواه البخاري ومسلم وعند سماع صوت الديك - عند سماع صوت الديك قول: اللهم إني أسألك من فضلك: قال رسول الله : { إذا سمعتم الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً... } رواه البخاري ومسلم عند نزول المطر قول { اللهم صيباً نافعاً } رواه البخاري { مطرنا بفضل الله ورحمته } رواه البخاري ومسلم عند سماع صوت الرعد قول { سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته } كان عبدالله بن الزبير إذا سمع الرعد ترك الحديث وقالها، موطأ الإمام مالك، قال الألباني: صحيح الإسناد موقوفا محاولة رد التثاؤب عن أبي هريرة عن النبي قال: { التثاوب من الشيطان، فإذا تثاوب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان } رواه البخاري ومسلم سنن الاستيقاظمن النوم مسح أثر النوم عن الوجه باليد : وقد نص على الاستحباب النووي وابن حجر لحديث ( فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ) رواه مسلم وكذلك الدعاء وهو " الحمد لله الذي أحيانا بعدما آماتنا واليه النشور" رواه البخاري السواك : ( كان صلى الله عليه وسلم إذا أستيقظ من الليل يشوص فاه بالسواك ) متفق عليه الصلاة في النعال قال الشيخ الألباني ـرحمه الله في صفة الصلاة أن رسول الله ( كان يقف حافياً أحياناً ومنتعلاً أحياناً ) يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله ( فسنة النبي عليه الصلاة والسلام هي سبيلالنجاة لمن أراد الله نجاته من الخلاف والبدع ) اللهم اجعلنا متبعين غير مبتدعين واغفر لنا وارحمنا أجمعين .. اللهم آمين .. وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
[align=center]الدرس الخامس : الولاء والبراء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } والقائل { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } والقائل { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } والصلاة والسلام على القائل ( أوثق عرى الأيمان , الموالاة في الله والمعاداة في الله , والحب في الله والبغض في الله ) الطبراني وحسنه الألباني وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله ( أحب في الله وأبغض في الله , ووال في الله وعاد في الله فإنك لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك ) حلية الأولياء درس مختصر في الولاء والبراء قال الشيخ ابن باز رحمه الله : الولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم والبراءة منهم ومن دينهم معنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم ومعنى البراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته علىاللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح ( من أحب للهوأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) أخرجه أبو داود الناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام 1 - من يُحب محبة خالصة لا معادة فيها : وهم المؤمنون الخلّص من الأنبياء والصالحين والتابعين وعدم بغض أحد منهم . 2 - من يبغض ويعادى بغضاً ومعاداة خالصين لا محبة ولا موالاة معهما : وهم الكفار والمشركون والمنافقون والمرتدون والملحدون على اختلاف أجناسهم . ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) 3 - من يحب من وجه ويبغض من وجه فيجتمع فيه المحبة والعداوة : وهم عصاة المؤمنين يحبون لما فيهم من أيمان ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم حتى يتوبوا ومن صور موالاة الكفار 1- التشبه بهم في اللباس والكلام . 2- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين . 3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس . 4- محبتهم واتخاذهم بطانة ومستشارين . 5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي . 6- التسمي بأسمائهم . 7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها . 8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد . 9- الاستغفار لهم والترحم عليهم . 10- الرضا بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم أو الشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهب من مذاهبهم حقوق الموالاة الحب : يدل لهذا قوله ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) الشيخان المجاملة : وهي تضم حقوقاً خمسة واجبة جمعها النبي في حديث واحد كما قال صلى الله عليه وسلم ( حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وتشميت العاطس، واتباع الجنازة، وعيادة المريض، وإجابة الدعوة ) متفق عليه .. النصرة(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) الشيخان نواقض الموالاة 1-إخراج المسلم من الإسلام عن معرفة وبصيرة(أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) متفق عليه 2- من استحل دم المسلم أو عرضه أو ماله ( إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) متفق عليه 3- موالاة الكافر وإعانته على المسلم قال تعالى{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منه تقاة ويحذركم الله نفسه } 4 - قوادح الموالاة : الظلم .. السب والشتم والغيبة والنميمة .. البيع على البيع والخطبة على الخطبة والنجش والغش .. الهجران 5 - المخالفون لأصل الموالاة .. المنافقون .. الخوارج المارقون كيف تحقق البراءة من أعداء الله أولاً: وجوب الالتزام بالإسلام كله ثانياً : وجوب إعلان البراءة من الكافرين ثالثاً: تحريم إعانة الكافر على المسلم : ولم يسمح الله في هذا الصدد بأي صورة رابعاً: تحريم اتخاذهم بطانة وحاشية استثناءات لا تنقض أصل البراءة أولاً: اللين عند عرض الدعوة { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } ثانياً: حل الزواج بالكتابية وأكل ذبيحة الكتابي ثالثا: المجاملة والإحسان والدعاء له بالهدايه ومن ذلك .. الإهداء لهم وقبول هداياهم .. وعيادة مرضاهم .. والتصدق عليهم والإحسان لهم والخلاصة من كل هذا أن الصدقة والإحسان على الكفار جائزة بل مستحبةكما قال النبي ( في كل كبد رطبة أجر ) البخاري ومسلم يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ( وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية، فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا، فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه، وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض. وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر، وهذا من العجب وهو قلب للحقائق، فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا ) ويقول أيضاً ( فمن أنكر كفر اليهود والنصارى الذين لم يؤمنوا بمحمد ، وكذبوه، فقد كذب الله - عز وجل - وتكذيب الله كفر، ومن شك في كفرهم فلا شك في كفره هو ) ويقول رحمه الله في حكم السلام على غير المسلمين ( البدء بالسلام على غير المسلمين محرم ولا يجوز لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) رواه مسلم .. ولكنهم إذا سلموا وجب علينا أن نرد عليهم ونقول "وعليكم" وإذا تيقنا بقولهم السلام عليكم وجب الرد وعليكم السلام ) ويقول أيضاً : فكل كلمات التلطف التي يُقصد بها الموادة لا يجوز للمؤمن أن يخاطب بها أحداً من الكفار.انتهى كلامه رحمه الله ( ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ) وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين ، وإنما معناه أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقبلك ولا يكونوا أصحابا لك ، لكن لا تؤذيهم ولا تضرهم ولا تظلمهم من فوائد الولاء والبراء : 1 – محبة الله لأوليائه المؤمنين . 2 – إن الله مع أوليائه المؤمنين وناصرهم ومؤيدهم ومسددهم ومجيب دعواتهم 3 – إخلاص العبادة لله وحده دون غيره . 4 - الولاء والبراء يقتضي عدم الاحتكام إلى أي طاغوت في أي حكم من الأحكام الدينية أو الدنيوية فائدة : حكم السلام على المسلم بهذه الصيغة "السلام على من اتبع الهدى" لا يجوز لأن الرسول r كتبها لغير المسلمين ( ابن عثيمين رحمه الله) اللهم اجعلنا من الموالين للمؤمنين والمتبرئين من المشركين وحقق في قلوبنا هذه العقيدة وتقبل سعينا واغفر زللنا وارحمنا برحمتك الواسعة .. اللهم آمين المراجع : فتاوى ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى .. موسوعة نضرة النعيم .. موقع نداء الأيمان .. مطوية لعبدالملك القاسم .. مذكر للشيخ فهد الفايز [/align]
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
[align=center]الدرس السادس : التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل ( وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) والقائل ( اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) والصلاة والسلام على خير الموحدين القائل ( من وحد الله تعالى وكفر بما يعبد من دونه حرُم مالُهُ ودمُهُ وحِسابُهُ على الله عز وجل ) رواه مسلم درس مختصر في ( أقسام التوحيد مع تعريف كل قسم ) تعريف التوحيد : قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ( هو إفراد الله سبحانه بالعبادة وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله به إلى العباد ) أقسام التوحيد 1-توحيد الربوبية تعريفه : إفراد الله عز وجل بالخلق والملك والتدبر فإفراده بالملك : اعتقاد أن لا يملك الخلق إلا خالقهم وإفراده بالخلق : اعتقاد أنه لا خالق إلا الله وإفراده بالتدبير : اعتقادك أنه لا مدبر إلا الله وحده الدليل : ( ألا له الخلق والأمر ) ( لله ملك السموات والأرض ) 2-توحيد الأسماء والصفات تعريفه : إفراد الله في أسمائه وصفاته ويتضمن أمرين : 1- إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم 2- نفي المماثلة فلا نجعل لله مثيل في أسمائه وصفاته الدليل :( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ( ولله المثل الأعلى ) ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) 3-توحيد الألوهية تعريفه : إفراد الله بأفعاله عباده . أو صرف جميع أنواع العبادة لله وعدم صرفها لغيره كائنا من كان الدليل :( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) يقول الشيخ فهد الفايز حفظه الله في العلاقة بين أنواع التوحيد : توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية . وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات يطابق توحيد الربوبية و الألوهية ومعنى هذا : 1 – توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية فالربوبية داخل ضمن توحيد الألوهية ولا يمكن لإنسان أن يوحد بالألوهية حتلا يوحد بالربوبية والتضمن معناه ( دلالة الشيء على داخل معناه ) فالربوبية جزء من الألوهية . 2 – توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية : بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الاقرار بتوحيد بالألوهية فمن عرف أن الله ربه وخالقه ومدبره وجب عليه أن يعبده . ولا يكفي توحيد الربوبية توحيداً يدخل الجنة بل لابد من الألوهية .. معنى الإلزام ( دلالة الشيء خارج معناه ). 3 - توحيد الأسماء والصفات مطابق لتوحيد الربوبية والألوهية معاً وذلك أن معنى المطابقة هي ( دلالة الشيء على معناه )فيعبد الإنسان ربه بأسمائه وصفاته وبمقتضياتها فيعترف بربوبيته في مثل قوله ( ألا له الخلق والأمر ) وألوهيتة في مثل قوله ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله : الناس في التوحيد درجات، كذلك في الأمن والاهتداء هم أيضا درجات، فكلما كمَّل العبد توحيدَه، وكمَّل العبد خلوصه وبراءته من الشرك علما وعملا في التوحيد، وعلما وعملا في براءته في خلوصه من الشرك، كلّما كمّل الله له الأمن في الدنيا وفي الآخرة وكمل الله له الاهتداء في الدنيا والاهتداء في الآخرة. من فضائل التوحيد: من فضل التوحيد على أهله أنّ التوحيد أعظم الأسباب لنيل شفاعة محمد بن عبد الله النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام .. وأيضاً .. السبب الأعظم لتفريج الكُرُبات في الدنيا وفي الآخرة ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ .. وأيضاً .. أنّ صاحب التوحيد الذي وحّد الله وتخلص من الشرك قولا وعملا واعتقادا، له الأمن والهدى في الدنيا والآخرة .. وأيضاً .. أنّ التوحيد إذا قوي وإذا أحبّ العبد توحيد ربه وعلِمه وتعلمه، فإنه يوفق لكل قول وعمل صالح، سواءٌ أكان هذا القول والعمل ظاهرا أم باطنا، في نفسه أو في غيره، وهذه من أعظم المهمات .. ومن فضائله .. أنّ التوحيد يحرّر العبد من الرِّق للخلق والمبالغة في مراعاتهم، إلى عزّة الرّق والعبودية للواحد الأحد السميع البصير جل جلاله وتقدست أسماؤه . أصناف الناس في التوحيد .. يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :.. أولهم .. من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، وتحقيق التوحيد معناه تكميله؛ من أن يكون إخلاصه لربه، وخوفه منه، ورجاؤه فيه، أن يكون في نقص بوجه من الوجوه . ومعنى تحقيق التوحيد: أن يكون متخلصا وخالصا من الشرك الأكبر والأصغر، ووسائل الشرك الأكبر والأصغر، ومن البدع صغيرها وكبيرها، ومنَ المعاصي والذنوب الكبائر والصغائر، إلا من تاب، والعمل بالصالحات كما أمر الله جل وعلا . فهذا التوحيد فضله عليه أنّه يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب، وهؤلاء الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب عِدَّتهم سبعون ألفا بنص الحديث ومن الناس قسم .. الذين عملوا بالتوحيد؛ شهدوا شهادة التوحيد وآمنوا واعتقدوا الاعتقاد الحق في الله جل وعلا في توحيده؛ في إلهيته، وربوبيته، وفي أسمائه وصفاته، عبدوه وحده لا شريك له، وتخلصوا من الشرك امتثالا لقوله ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ولكنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فهؤلاء التوحيد فضله عليهم: 1. أنهم إنْ تابوا تاب الله عليهم. 2. وإن لقوا الله جل وعلا بكبائر بغير توبة فإنه يغفر سبحانه وتعالى ذلك لمن يشاء؛ يعني بدون محاسبة لهم يغفر لمن يشاء. 3. ومنهم من يكون عمله السيئ بالموازنة ويرجح التوحيد بأعماله السيئة فضلا من الله جل وعلا وتكرم. وأما الصنف الثالث: فهؤلاء الذين أتوا بالتوحيد، وقوي إخلاصهم، وقوي توحيدهم وقويت حميتهم لتوحيد الله، وبراءتهم من الشرك، وبغضهم للشرك والكفر ولأهل الشرك والكفران، وكفرهم بالطاغوت وهو كراهتهم لعبادة غير الله، وبغضهم للشرك بالله جل وعلا وللكفر بأنواعه، عَظُم ذلك عندهم، ولكن كثرت سيئاتهم وذنوبهم، فهؤلاء مَثَلُهم مَثَل الرجل الذي يؤتى به يوم القيامة كما ثبت بذلك في حديث البطاقة . لكن ( سؤال ) هل هذا الفضل لكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله .. ؟ ( جواب ) لو كان الأمر كذلك لما دخل النار أحد من أهل التوحيد، والله جل وعلا قد توعد أهل التوحيد من أهل الكبائر وأهل الذنوب بأنهم يدخلون النار ويُنَقَّون فيها، ثم مصيرهم إلى الجنة، لكن هذه حالة خاصة لمن كان التوحيد في قلبه عظيما، وحُبُّه لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وإخلاصه لله؛ بأنه مؤمن بتوحيد الله بربوبيته وبماهيته وبأسمائه وصفاته اللهم اجعلنا ممن تحقق التوحيد في قلبه .. وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الصالح الذي يقربنا إلى حبك .. اللهم آمين المراجع : العقيدة والمذاهب المعاصرة للشيخ فهد الفايز .. فضائل التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ .. موسوعة نضرة النعيم [/align]
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
الدرس السابع : نواقض الإسلام بسم الله الرحمن الرحيم درس مختصر في نواقض الإسلام لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فاعلم أيها المسلم أن الله سبحانه أوجب على جميع العباد الدخول في الإسـلام والتمسك به والحـذر مما يخالفه، وبعث نبيه محمداً للدعوة إلى ذلك، وأخبر -عزّ وجلّ- أن من اتبعه فقد اهتدى، ومن أعرض عنه فقد ضل، وحذر في آيات كثيرات من أسباب الردة، وسائر أنواع الشرك والكفر، وذكر العلماء رحمهم الله في باب حكم المرتد، أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله، ويكن بها خارجاً عن الإسلام، ومن أخطرها وأكثرها وقوعاً عشرة نواقض ذكرها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وغيره من أهل العلم رحمهم الله جميعاً ونذكرها لك فيما يلي على سبيل الإيجاز، لتَحْذَرَها وتُحَذِّر منها غيرك، رجاء السلامة والعافية منها، مع توضيحات قليلة نذكرها بعدها: الأول: الشرك في عبادة الله تعالى، قال الله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يٌشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وقد أفردنا درس خاص بالشرك الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط؛ يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم، فقد كفر إجماعاً. الثالث: من لم يُكَفِّر المشركين، أو شَكَّ في كفرهم، أو صحّح مذهبهم كفر الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي r أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر. الخامس: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول ولو عمل به فقد كفر، لقوله تعالى ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثوابه، أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) السابع: السحر، ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) الثامن: مظاهـرة المشـركين ومعاونتهـم على المسـلمين، والدليـل قولـه تعالى( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر؛ لقوله تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) العاشر: الإعراض عن دين الله، لا يتعلمـه ولا يعمـل به؛ والدليل قوله تعالى ( ومن أظلم ممن ذٌكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ) انتهى كلام الشيخ ابن باز رحمه الله ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطراً، وأكثر ما يكون وقوعاً. ويدخل في القسم الرابع: من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس، أفضل من شريعة الإسلام، أو أنها مساوية لها، أو أنه يجوز التحاكم إليها، ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين، أو أنه كان سبباً في تخلف المسلمين، أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه دون أن يتدخل في شؤون الحياة الأخرى. ويدخل في القسم الرابع: أيضاً من يرى أن إنفاذ حكم الله في قطع يد السارق، أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر. ويدخل في ذلك أيضاً : كل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات، أو الحدود، أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة، لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرم الله إجماعاً وكل من استباح ما حرّم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة، كالزنى، والخمر، والربا، والحكم بغير شريعة الله فهو كافر بإجماع المسلمين. الكفر ..اللغة : ستر الشيء وتغطيته اصطلاحا " عدم الإيمان بالله ورسله ، سواءً كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب ، بل شك وريب ، أو إعراض عن الإيمان حسدا ًأو كبراً أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة فالكفر صفةٌ لكل من جحد شيئاٌ مما افترض الله تعالى الإيمان به ، بعد أن بلغه ذلك سواء جحد بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه ، أوبهما معاٌ ، أو عمل عملاٌ جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان "وينقسم إلى كفر أكبر يخرج من الملة ويوجب الخلود في النار و ينقسم إلى قسمين القسم الأول اعتقادي: كفر التكذيب والجحود :1 - وهو أن يعتقد الإنسان كذب الرسل ويجحد ما جاؤا به من الله وهو قسمين أ- جحد جميع ما أنزل الله في كتبة وأرسل به رسله . ب- جحد فرض من فروض الإسلام أو تحليل ما حرم الله ، أو جحد صفة من صفاته متعمداً لا جاهلاً ولا متأولاً . 2- كفر الإباء ولاستكبار مع التصديق : وذلك أن يتلقى أمر الله أو أمر رسوله فيستكبر عن الخضوع لها والعمل 3 - كفر الإعراض : وهو أن يعرض بسمعة وقلبه عما جاء به الرسول فلا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه 4 - كفر الشك والظن : وهو أن لا يجزم بصدق الرسول بل يقف موقف الشاك منه 5 - كفر النفاق :- وهو أن يظهر بلسانه الإيمان وينطوي قلبه على الكفر والتكذيب القسم الثاني : الكفر العملي :- وينقسم إلى قسمين 1- قسم يضاد التوحيد بالكلية فيكون مخرجاً من الملة كقتل النبي ، أو الاستهزاء بالقرآن ، أو بشيء من دين الرسول أو سجد لصنم ، أو سب الرب أو أحد من رسله أو داس المصحف بقدمه أو سب الصحابة جميعاً . وغيرها . 2- قسم لا ينافي التوحيد بل ينافي كماله الواجب فيكون كفراً "أصغر" وهو :- ما ورد من الذنوب والمعاصي تسمية كفراً ولم يصل حد الكفر الأكبر ، كقوله ( لا ترجعوا بعدي كفار يضرب بعضكم رقاب بعض ) رواه البخاري عن ابن عمر . ورمي المسلم أخاه بالكفر لقولة ( إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة . كفر أصغر يوجب استحقاق الوعيد ولا يخرج من الملة ولا يخلد صاحبة في النار النفاق : هو إظهار الإسلام وإبطان الكفر قال تعالى ( وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) وقال ( آيات المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا واعد أخلف وإذا ائتمن خان ) متفق عليه وينقسم إلى قسمين
أكبر هو أن يظهر للمسلمين الإسلام ويبطن الكفر .ويكون في القلب وصاحبه في الدرك الأسفل من النار مثل ( تكذيب الرسول أو بعض ما جاء به وبغضه والمسرة بانخفاض الدين وكراهية انتصاره والاعتقاد بعدم وجوب اتباع الرسول ) أصغر نفاق الأعمال وهو ما ورد من الأعمال تسميته نفاقا ولم يصل حد الأكبر مثل : إذا حدث كذب , و إذا وعد اخلف , وإذا أؤتمن خان , وإذا خاصم فجر, وإذا عاهد غدر , والإعراض عن الجهاد ، و الكسل عند القيام للصلاة ، ومراءاة الناس و عدم ذكر الله إلا قليلا ، وتأخيرالصلاة عن وقتها ، ونقرها كنقر الغراب وشواهد في ذلك في الصحاح والمسانيد والسنن. اللهم طهر قلوبنا من النفاق وعلمنا من الرياء ونعوذ بك من الكفر والشرك ومحبطات الأعمال والأقوال .. اللهم آمين المراجع : نواقض الإسلام للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى .. العقيدة للشيخ فهد الفايز حفظه الله تعالى
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
الدرس الثامن : الشرك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) والقائل ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) والقائل ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) والقائل ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ) والقائل ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) والقائل ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) والظلم فسره صلى الله عليه وسلم بالشرك ..والقائل ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين ) والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير القائل « أيها الناس! اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل! فقيل له: وكيف نتقيه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه » أخرجه أحمد والقائل « لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان » أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة درس مختصر في الشرك ( تعريفه وأقسامه ) تعريف الشرك : صرف شيء مما يختص به الله لمخلوق ، وهو قسمان : أقسام الشرك 1-شرك أكبر تعريفه وهو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله الفرق بينهما لا يغفره الله ويحبط جميع الأعمال ويخلد صاحبه في النار ويخرج من الملة 2-شرك أصغر تعريفه وهو ما ورد من الذنوب والمعاصي تسميته شركاً ولم يصل حد الشرك الأكبر الفرق بينهما تحت مشيئة الله, يحبط العمل الذي يصاحبه , لا يخلد صاحبه في النار لا يخرج من الملة وينقسم الشرك بالنسبة لأنواع التوحيد إلى ثلاثة أقسام: أولاً : الشرك في الربوبية وهو نوعان 1 – شرك تعطيل كشرك فرعون ( وما رب العالمين ) وكشرك من عطل أسماء الرب وصفاته من غلاة الجهمية والقرامطة. 2 – شرك جعل مع الله إلها آخر ولم يعطل أسماء الرب ولا صفاته كشرك النصارى( ثالث ثلاثة ) وكشرك عباد القبور ومن يقول أمطرنا بنوء كذا ثانياً :الشرك في الأسماء والصفات وهو نوعان:1- أشتقاق أسماء الآلهة الباطلة من أسماء الله كاللات من الله والعزى من العزيز ومناة من المنان 2 – تشبيه الخالق بالمخلوق كشرك المشبهة حين يقولون:لله يد كيدي وسمع كسمعي.وكذلك في الأسماء مسيلمة الكذاب سمى نفسه رحمان اليمامة ثالثاً : الشرك في توحيد الألوهية : وهو اعتقاد شريك مع الله في ألوهيتة كمشركي قريش أو صرف نوع من العبادة لغير الله وهو قسمان أكبر وأصغر أمثلة الشرك الأكبر أن يصرف شيئاً من أنواع العبادة لله – عز وجل – لغير الله ، كأن يصلي لغير الله ، أو يصوم لغير الله ، أو يذبح لغير الله ، وكذلك من الشرك الأكبر أن يدعو غير الله – عز وجل – مثل أن يدعو صاحب قبر ، أو يدعو غائباً ليغيثه من أمر لا يقدر عليه إلا الله – عز وجل – والاعتقاد بالسيد أو الولي أو الإمام أو الشيخ وغيرهم: بأنهم يضرون أو ينفعون أو يتصرفون في الكون وفي حياة الناس أو أنهم يعلمون الغيب أو يطلعون على اللوح المحفوظ، أو أنهم حاضرون وناظرون في كل مكان أو أنهم وسائط بينهم وبين الله أو يطلبون منهم المدد والغوث أو يخافونهم ويرجونهم ويتوكلون عليهم أو يشرعون لهم مالم يأذن به الله من الحلال والحرام أو يقدمون أوامرهم على أمر الله كما قال تعالى { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } و الدعاء أو السجود أو النذر أو الاستغاثة أو الذبح لغير الله كائن من كان بقصد التقرب إليه أو رجاء نفعه أو دفع ضره. وشرك المحبة أن يتخذ من دون الله ندا يحبه كحب الله محبه معها خضوع وذل للمحبوب .. شرك الخوف : أن يخاف من غير الله أن يصيبه بمكروه بمشيئته وقدرته أما الخوف الطبيعي من السبع أو عدو أو سلطان ظالم فلا حرج والله أعلم . الشرك في الرجاء والدعاء : وهو أن يرجو أو يدعو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله . الشرك في النذر والذبح والسجود والركوع لغير الله .. وللشرك أصناف كثيرة فقد يزيد على ما ذكرنا الضعف والله أعلم . أمثلة الشرك الأصغر وهو أنواع ( في الألفاظ , والأعمال , والاعتقاد ) أولاً .. في الألفاظ : مثل قول : خير يا طير ( لكونه يستعمل للتطير) قال صلى الله عليه وسلم ( الطيرة شرك الطيرة شرك ثلاثاً ) رواه أبوداود .. الحلف بغير الله مثل: والنبي , والكعبة , وحياتك , وحياتي , والله وحياتك , بالأمانة ,بالذمة , وشرفي , بصلاتك , وجاه النبي , بحق فلان , بروح والديه , برأس الأم أو الأب أو الأولاد, الحلف بالأموات مثل: الجيلاني والبدوي , التسمية الشركية: مثل: عبدالرسول لقوله صلى الله عليه وسلم ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) رواه الترمذي، وكفارته أن يقول ( لا إله إلا الله ) متفق عليه. وهذه كلها من الشرك الأصغر إذا لم يقصد تعظيم المحلوف به كتعظيم الله ، أما مع القصد فهو شرك أكبر. تسوية مخلوق بالله في الألفاظ من دون تسويته بالتعظيم كالحلف. .. تسوية مخلوق بالله في الألفاظ لا في التعظيم: مثل (1) ما شاء الله وشئت (2) لولا الله وأنت (3) داخل على الله وعليك (4) الله لي في السماء وأنت لي في الأرض (5) مالي إلا الله وأنت (6) هذا من بركات الله وبركاتك (7) متوكل على الله وعليك (8) أعوذ بالله وبك (9) لولا فلان لكان كذا (10) وهذا من الله وفلان (11) متوكل على فلان. و مطرنا بنوء (النجم) وجه الله عليك أن تأكل أو تفضل عندنا لأنه لا يستشفع بالله على المخلوق. ثانياً..في الأعمال مثل الرياء والسمعة:وهو عدم إخلاص عمل ما لله تعالى كمن يتصدق لغيرالله.وكمن يعمل من الطاعات لحض نفسه وطلب الدنيا ومدح الناس ثالثاً في الاعتقاد : مثل .. التوكل على غير الله .. ولبس الحلقة أو الخيط أو ما شابههما لدفع البلاء .. تعليق التمائم والأوتار .. التعلق بالأسباب من دون الله. الشركيات المخرجة من الإسلام .. الشركيات المخرجة من الاسلام التي تفعل للأموات أو عند قبور الأنبياء والصالحين وغيرهم 1- دعاء الميت أو الاستغاثة به ومناداته وسؤاله وطلب المدد منه كأن يقول: ياسيدي فلان انصرني أو أغثني أو اشفني أو المدد. 2- الذبح للميت بأن يذبح له تقربا له وتعظيماً.3- النذر للميت: بأن يقول: يا سيدي فلان إن شفيتني من المرض أو قضيت حاجتي فلك علي أن أفعل كذا وكذا كما يفعل عند قبر البدوي والجيلاني وابن عربي وغيرهم. 4- اعتقاد أن الميت يتصرف في الكون والحياة وأنه ينفع أو يضر. 5- التقرب إلى الميت بوضع الطعام والأموال والحيوانات والهدايا عند قبره أو إكرام السدنة الذين يقومون على ضريحه بها. 6- دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وسؤاله الحاجات من دون الله تعالى كمن يقول: المدد يا رسول الله أو المغفرة. 7- السجود أو الركوع أو الطواف أو الحج للقبر أو للميت تقرباً إليه. 8- الخوف من الموتى أن يضروه، أو يؤذوه، أو يصيبوه بالمرض. 9- أن يطلب من الموتى الدعاء أو الشفاعة له عند الله. وأخيراً تأمل قول المصطفى عليه الصلاة والسلام « أيها الناس! اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل! فقيل له: وكيف نتقيه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه » أخرجه أحمد اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيء نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه .. اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل .. اللهم آمين المراجع .. مطوية ( يشركون وهم لا يعلمون ) للإمامين ابن باز والألباني رحمهما الله تعالى .. ومطوية للأخ صالح الصياح .. ومذكرة العقيدة للشيخ فهد الفايز حفظه الله
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
الدرس التاسع : العبادة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل ( إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) والقائل ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) والقائل ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) والقائل (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير الذي جاء عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة . قال ( تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا أبداً ولا أنقص منه . فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ) متفق عليه درس مختصر في العبادة ( للشيخ فهد الفايز حفظه الله ) تعريف العبادة : لغة : التذلل والخضوع اصطلاحاً : قال شيخ الإسلام : أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة معاني كلمة العبادة في القرآن 1 – بمعنى التوحيد ( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ) 2 – بمعنى الطاعة ( أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ) وقال تعالى ( أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ) أنواع العبادة 1 ـ العامة : هي عبودية جميع الخلق لله تعالى ، وهي خضوعهم لقهره وقدره ومشيئته فإن الخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم معبدون لله مقهورون مربوبون لله تعالى لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضراً دون مشيئة الله تعالى ومن الأدلة على هذا الاستعمال قوله سبحانه ( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ) وقوله ( وهو القاهر فوق عباده ) 2ـ الخاصة : وهي عبودية المؤمنين لربهم وطاعتهم له وانقيادهم لأمره ونهيه وقيامهم بتوحيده والغاية في إطلاق لفظ العبادة في القرآن يراد به العبودية الخاصة ، ولهذا يروي البغوي ( رحمه الله ) عن ابن عباس قوله : ( إنا كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد ) وهذه العبادة الخاصة هي الغاية المحبوبة المرضية لله التي خلق الخلق لأجلها وأمر بها قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) أركان العبادة 1ـ الحب : ( والذين آمنوا أشد حبا لله ) ومن السنة قوله r ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) رواه الشيخان 2ـ التعظيم : قوله تعالى ( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ) وقوله( فلا تخشوهم و اخشون ) 3ـ الخوف والرجاء : قال تعالى ( أمًٌن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه ) ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ) شروط العبادة وآية الكهف جمعت الشرطين ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) الشرط الأول : هو الإخلاص لله وحده كما قال تعالى( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) , ( قل الله أعبد مخلصا له ديني ) ... وقد حذر الله تعالى أن يقصد غيره بالعبادة فقال ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) .. وقال r في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك..من عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه ). والدليل على الإخلاص من السنة حديث عمر رضي الله عنه:( إنما الأعمال بالنيات ...) الحديث الشرط الثاني : أن تكون صوابا على ما جاء به رسول الله r عن ربه وهي المتابعة... والدليل على ذلك قوله تعالى ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى..) الآية أصول العبادة أولاً: أنها توقيفية ـ بمعنى أنه لا مجال للرأي فيها بل لابد أن يكون المشرع لها هو الله سبحانه وتعالى- أو رسول الله ( ثُمّ جَعَلنَاكَ عَلَى شَريعَةٍ مِنَ الأمرِ فاتّبِعها ولا تَتّبعِ أهَواءَ الذينَ لا يَعلمُون ) ثانياً: لا بد أن تكون العبادة خالصة لله ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) ثالثاً: لا بد أن يكون القدوة في العبادة والمبين لها رسول الله "ومَاءَ أتاكم الرّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُم عَنهُ فانَتّهُوا" . وقال النبي : { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} رابعاً: أن العبادة محدودة بمواقيت ومقادير لا يجوز تعديها وتجاوزها كالصلاة مثلاً، قال – تعالى -: "إن الصّلاةَ كانَتَ على المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً" وكالحج، قال – تعالى "الحَجُ أشهُرٌ مَعلومَاتٌ" وكالصوم، قال – تعالى -: "شََهرُ رمَضَانَ الّذي أنزلَ فيهِ القُرءَانُ هُدًى للنّاسِ وبَيناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقان فَمنَ شَهدَ مِنكُمُ الشَهرَ فليَصُمهُ" فلا تصح هذه العبادات في غير مواقيتها. خامساً: لابد أن تكون العبادة قائمة على محبة الله – تعالى -، والذل له، وخوفه ورجائه ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سادساً: أن العبادة لا تسقط عن المكلف من بلوغه عاقلاً إلى وفاته قال تعالى " وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " وقال " واعَبدَ ربَكَ حتَى يأتِيك الَيقِين " فائدة قال أئمة الإسلام كسفيان الثوري وغيره إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصيةلان البدعة لا يتاب منها والمعصية يتاب منها ومعنى قولهم أن البدعة لا يتاب منها أنالمبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنا فهولا يتوب ما دام يراه حسنا لان أول التوبة العلم بأن فعله سيء ليتوب منه أو بأنه تركحسنا مأمورا به أمر إيجاب أو استحباب ليتوب ويفعله فما دام يرى فعله حسنا وهو سيءفي نفس الأمر فانه لا يتوب ( من كتاب التحفة العراقية في الأعمال القلبية .. ابن تيمية ) اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الصالح الذي يقربنا إلى حبك .. اللهم آمين
__________________
|
أدوات الموضوع | |
|
|