جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
رد على مقال آلمني وأذهلني جهل صاحبه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد له رب العالمين والصلاة والسلام على المبلغ رسالة رب العالمين حتى آتاه اليقين أما بعد: فقد آلمني وأذهلني هذا الرد الذي وكأن صاحبه كان في سكرة يعمهون وما أعيا العقلاء ما أعياهم الجهل والحماقة والتعالم وحق لإمام من أئمة المسلمين أن يقول: ما جادلت عالما إلا غلبته وما جادلني جاهل إلا غلبني () لان أهل الجهل إنما يجادلون في الواضحات البينات وقد قال أهل الحكمة: من المستحيل توضيح الواضح . صاحب الرد لم يأت بشيء جديد لكن علم الله تعالى أن اختلاط مسائله كحاطب ليل لا يدري ماذا يريد جعله يتخبط ويتكلم بكلام قد يتفاجأ من عرضنا له عليه . فقد آثرت أن أتناول رده بجمع كلامه ووضع كل بمسألة عسى أن يخرج من درجة الجدال إلى درجة الاتعاظ أولا: قوله: يرى صاحب هذا المعتقد أن اجتناب الطاغوت اجتناب لذاته وجسده وكل علاقة به، وأي تعامل معه كفر ينقض الاجتناب الوارد في قول الله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل: 36). أ.هـ أقول: 1- عندما يطغى الهوى وحب المخالفة فانه يحصل كما قال تعالى : وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا الآية، فإن النص واضح جدا وهو من أحكم النصوص لأنه أصل الدين وهو ما بعث به الله تعالى كل الأنبياء إلى البشر بنص صريح واضح مبين: واجتنبوا الطاغوت() ، فالاجتناب إنما هو للطاغوت ، وهذا الطاغوت ليس شخص بذاته وإنما هو في لسان العرب اسم جنس يراد حقيقته وماهيته متى وجدت ولكن ما لم يفهمه صاحب الرد أن اسم الجنس قد يلازم مخلوقا ما في كل الأحوال فلا ينفك عنه وقد يلازمه في حال دون حال فالله تعالى يأمر بلفظ صريح باجتنابه ليس باجتناب فعل وإنما باجتناب ذات لان وجود الطاغوتية فيه تعني انه في حال عبادة فيبكون التعامل معه في حاله تلك عبادة ، وجاء اللفظ باجتناب الطاغوت وليس الأفعال لان هذا اللفظ يتحقق منه المطلوب دون تعقيد وتفصيل ولإثبات الأحكام فيه وعدم قبوله للتشابه من تأويل أو تقييد أو تخصيص . 2- اجتنبوا الطاغوت تعني اجتنبوا الآلهة من دون الله تعالى وهذا الفهم هو ما فهمه الأقوام التي جاءتها الرسل بهذه الدعوة فكان الرد منهم عندما قيل لهم اجتنبوا الطاغوت كما يلي: 3- قوم نوح عليه السلام : وقالوا لا تذرن آلهتكم الآية 4- قوم هو عليه السلام : وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك الآية 5- قوم صالح عليه السلام: أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا الآية ، أي آلهتنا ، معبوداتنا. 6- قوم شعيب عليه السلام: أصلوتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا الآية فالترك للمعبودات نفسها. 7- قوم قريش : إنهم إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا الآية(). فإجماع البشر مؤمنهم وكافرهم فهموا من دعوة الرسل ( واجتنبوا الطاغوت) ترك الآلهة نفسها، فجاء صاحب الرد ليحرف كلام الله تعالى بكل تعسف ومجادلة بغير علم ليقول ما نصه: ما فهمه أقوام الأنبياء من معنى الترك هو ترك العبادة فقالوا: (أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا) (هود: 87)، وهو نفسه قولهم: (أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا) (هود: 62)، وكما فهمها هؤلاء من العرب والعجم فهمناها نحن أ.هـ فقول الله تعالى صريح : لا تذرن آلهتكم ، بتاركي آلهتنا ، ما يعبد آباؤنا، لتاركوا آلهتنا ، فهذه الألفاظ الصريحة عميت عنها الأبصار والبصائر ؟!!! فسبحان من يهدي من يشاء ويضل من يشاء . يا صاحب الرد ألا تميز بين ترك الآلهة وبين ترك عبادة الآلهة ؟ فإذا كان النص القرآني صريح وواضح ومع ذلك تتلاعب به وتحرفه ألا يصدق عليك قوله تعالى: إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان آتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه الآية ، فالله تعالى يقول اتركوا الآلهة من دون الله تعلى وانتم تقولون نترك عبادتها ولا نتركها ، فما الفرق بينكم وبين المشركين الذي ردوا على أقوامهم: أئنا لتاركوا آلهتنا ، وما نحن بتاركي آلهتنا ؟!! انتم تقولون لن نترك الآلهة من دون الله تعالى هذا ما تقولونه وتصرحون به وتجادلون به من يأمركم بترك الآلهة من دون الله تعالى كما أمرت الرسل أقوامها. ثم يأتي ليقول ما نصه: لا خلاف بيننا في أن ما نهينا عنه يجب تركه في كل حال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه) (رواه مسلم)، ولا يدعو أي منا لعبادة الطاغوت في حال من الأحوال، ولكن اختلافنا في معاملة ما: إن كانت عبادة للطاغوت نُهينا عنها أم لا؟أ.هـ قلت: أليس المطلوب ترك الآلهة من دون الله في كل حال وهذا لأمر الله تعالى كما ثبت معنا من فهم الأقوام المشركة فعجبا لقوم يدعون التوحيد مشركوا الأقوام السابقة اعلم منهم بدعوة الرسل وحقيقتها. فأنت يا صاحب الرد تقرر انه لا خلاف بيننا في ترك المنهي عنه في كل حال والله تعالى نهانا عن الآلهة من دون الله تعالى وبين انه لا يحصل الاستجابة لدعوة التوحيد إلا بترك الآلهة تركا مطلقا ، وقولك معناه أن نترك الآلهة من دون الله تعالى في حال دون حال فهل فهم الأقوام المشركين هذا ؟ أما كونك لم تفهم أن كل حالات التعامل مع الطاغوت عبادة فهذه مشكلتك أنت فيجب عليك أن تجلس جلوس طالب الحق لتتعلم ذلك لا أن تهرف بما لا تعرف. ثم يناقض نفسه ويشهد عليها بالجهل بقوله: ولا يدعوا أي منا لعبادة الطاغوت في حال من الأحوال ثم ينقض قوله بقوله ما نصه: ولكن اختلافنا في معاملة ما: إن كانت عبادة للطاغوت نُهينا عنها أم لا؟أ.هـ فهنا يثبت أن هناك عبادة نهينا عنها وان هناك عبادة لم ننهى عنها وهو بالتالي يشهد على نفسه أن كل تعامل مع الطاغوت عبادة.هذا قوله بحذافيره. فهل بعد الحق إلا الضلال. ثانيا: فلم يكفه أن اثبت على نفسه انه يحرف كلام الله عن مواضعه ولم يكفه بان يشهد على نفسه انه بعقلية المشركين الذين ردوا على رسلهم كما هو رد حتى جاء بافتراء على الله تعالى ليقول ما نصه: وهبْ أن هذه الآية يُفهم منها ما يقول أليس الفقه والعلم يفرض علينا أن نجمع بين النصوص إذا اشتبه علينا بعضها؟ ألا يجب أن نفهمها على ضوء الآيات الأخريات ولا نضرب كتاب الله بعضه ببعض؟ وحتى ولو لم يأت في سياق الآية ما يشير إلى العبادة فهل هذا التعبير (اجتنبوا) هو الذي ذكره الأنبياء لأقوامهم حرفيا؟قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (هود: 26) وهذا ما فهموه من اجتناب الطاغوت. ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيّن للمشركين التوحيد بغير لفظ (الاجتناب)، كما أن لفظ (الطاغوت) نادرا ما يذكر في كتب السيرة بخلاف ما نسمع الآن، فمن أين لهم أن يعلموا أن الترك لا تعامل ولا انتفاع ولا اقتراب فيه؟ ولكنهم فهموا أن الترك والاجتناب متعلق بالعبادة لا بأشياء أخرى.أ.هـ قلت سبحان الله العظيم هذا ما يفعل الهوى بصاحبه وما يفعله الجهل بأهله فهو: 1- يدعي أن قوله تعالى : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية ، ما يتشابه على العقول فهمه فجعل أصل الدين من المتشابهات فلا ادري أين يقع قوله تعالى: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات الآية . ولا أدري أين يقع قوله تعالى: الر كتب أحكت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير () ألا تعبدوا إلا الله الآية . فإذا كانت النصوص المتعلقة بأصل الدين ما يتشابه على الناس فلا ادري هل الله تعالى يفتري على خلقه حين بين أن الآيات المتعلقة بأصل الدين وهو عبادة الله وحده محكمة غير متشابهة. وانظر إلى قوله الذي يؤكد هذا بأنه لا يوجد نص واحد نستطيع أن نتبين منه حقيقة التوحيد وإنما يلزم وجود نصوص أخرى مبينة له وذلك قوله ما نصه: وقبل ذلك كله ليست هناك آية واحدة تبين معنى التوحيد حتى يفرض الكلام في إطارها دون غيرها، بل هناك ما يفسرها من مثيلاتها، فإن لم نفهم آية ننظر في غيرها، والحكم يؤخذ من مجموع النصوص، فمن سلّم له بأن هذه الآية التي يريد أن ينفذ منها ـ رغم أن الحظ لم يسعفه ـ هي الآية الوحيدة؟ ولماذا لا يبني على غيرها؟أ.هـ ألا يعلم هذا الدعي المفتري على الله ورسله أن النص الذي لا يفهم إلا بنصوص أخرى هو من المتشابه وليس من المحكم ؟؟؟؟ لا ادري هل الله تعالى يرسل رسلا إلى البشر جميعا بنصوص متشابهة ؟؟؟ فهذا ما يعتقده صاحب الرد بقوله الصريح وما افترينا عليه . كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا. 2- يدعي هذا الجاهل _ ويحق لي أن أقول له ذلك _ أن الرسول عليه السلام لم يكن يبين التوحيد بلفظ الاجتناب وإنما يبينه بغيره فنقوله له: إذن فالرسول عليه السلام لم يبلغ ما انزله الله إليه حين اخبره انه أرسل الرسل كلهم بدعوة قومهم إلى اجتناب الطاغوت، فهو يؤكد قوله بان الأنبياء لم تدع أقوامها بلفظ اجتنبوا حرفيا ، ثم يؤكد هذا بقوله ما نصه: وينظر إلى الاجتناب محذوفا من سياقه، كأن الآية جاءت بالقول (اجتنبوا) فقط، بينما الأنبياء الذين بعثهم الله قد وجدوا الناس يعبدون الله ويعبدون الطاغوت، فقالوا لهم: اعبدوا الله ولا تعبدوا الطاغوت أو اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، وهذا يفهمه الصغير قبل الكبير.أ.هـ فأين قالت الرسل اعبدوا الله ولا تعبدوا الطاغوت؟ أليس هم متبعون لربهم مبلغون لقوله دون زيادة ونقصان فهل سيزيدوا أو ينقصوا مما أمرهم به أن يبلغوا ا قومهم: اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية . 3- ثم يأتي بطامة كبرى ليقول أن السيرة لم تذكر لفظ الطاغوت فنقول له وآيات الله البينات في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه الذي ذكر هذه الألفاظ ماذا نفعل به هل نضعه وراء ظهورنا لقوله ؟ أم يريد أن يقول أن ورود لفظ الطاغوت في عدة آيات لا يعني أن يكون من أصل الدين كما قالها شيخ من غلاة المرجئة ؟ فخلاصة قوله هو إلغاء قول الله تعالى: ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية، وانه لا مدلول له وانه ليس أصل الدين ولا يؤخذ منه أصل الدين ولا نستطيع أن نبين التوحيد من خلاله. فهذه شريحة ممن يدعون التوحيد فلا أدري أي توحيد يدعون إليه ؟ |
#2
|
||||
|
||||
أخى جزاكم الله خيرا. برجاء الإفصاح عن من تقصده لمزيد من الاستفادة.
__________________
قـلــت :
|
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء
|
#4
|
|||
|
|||
وفيكم بارك الله وأحسن إليكم ووفقكم وسددكم دائما وأبدا
|
أدوات الموضوع | |
|
|