#1
|
|||
|
|||
عباس العقاد
ولد عباس العقاد( 1889م ـ 1964م ) في إحدى القرى بأقصى جنوب مصر ( مدينة أسوان ) حيث كان يعمل أبوه[2] ، ورحل العقَّاد إلى القاهرة وعددٍ من مدنِ شمالِ مصر طلباً للرزق، وضاقت به أسباب الرزقِ مراراً ، واضطرته أحياناً لبيع كتبه ، أو العودةِ لأهله في أقصى الصعيد . <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> <o:p></o:p> كان عباس العقَّاد صاحب إمكانات شخصية كثيرة ، يبرز منها حدِّةُ الطبع ، ومضاءُ العزيمة . وكان معتزاً بنفسه ، يعلم منها القدرة على ما لا يستطيعه كثيرٌ من أقرانه ، وكان لا يطيق أن يقفَ أحد على رأسه ، أو أن ينتقص أحد من قدره ، توَّاقاً للريادة ، ولذا كثرت خصوماته ، ومشاكساته للرواد في عصره . فصار مضطرباً قلقاً ، مرةً ذات اليمين ومرةً ذات الشمال .. مرةً مع هؤلاء ومرة مع أعدائهم !!، والثابت عنده ـ كما يبدو لي بوضوح ـ أنْ يبقى منفرداً في رأيه ، أو أن يبقى وحيداً مرتفعاً في مكانه ، رائداً لإخوانه ، هذا هو مفتاح شخصيته الذي يفسر لنا أعماله ومواقفه !<o:p></o:p> <o:p></o:p> التقى أميرَ الشعراءِ أحمد شوقي وكان صبياً صغيراً بالكاد تجاوز العشرين من عمره ، فنشب الخلاف بينهما على صورةٍ معلقةٍ بالجدار ، ومِن يومها راح يطاولُ ويناطحُ أميرَ الشعراء أحمد شوقي !! ، فجمَّع حوله فتيين صغيرين .. عبد الرحمن شكري ( 1886م ـ 1958م) وإبراهيم المازني ( 1890م ـ 1957م) وحملوا بضاعة الغرب في النقد ( الرومانسية الثائرة على الكلاسيكية ) وجلسوا بها في طريق أحمد شوقي ومَن على دربه ، يقولون مدرسة جديدة في النقد [3]!!<o:p></o:p> <o:p></o:p> وأجمع العارفون بالشعر على إمارة أحمد شوقي واجتمعوا حوله وتوجوه بالإمارة على الشعراء ، إلا العقّاد ، خالف إجماعهم ـ وهو بعد شابٌ صغيرٌ ـ ووقف قريباً من جمعهم يرمي صغيرهم وكبيرهم .<o:p></o:p> <o:p></o:p> وحضر مصطفى صادق الرافعي وهو يتكلم عن الإعجاز البياني للقرآن الكريم ، فتطاول عليه حتى استعداه ، ولكن الرافعي عدا على العقاد فتركه ( مُسفَّداً )[4] !.<o:p></o:p> ولم يسلم منه زكي مبارك ، ولا مصطفى فهمي ، ولا طه حسين . ولا ذي شأنٍ برز بجواره وهو حي . ولذات السبب طالت صحبته بالمازني ، وأثنى عليه مراراً ، ذلك أن المازني كان يسارع إلى انتقاص نفسه قبل أن ينتقصه الآخرون ، ولم يكن يطاول العقَّاد ولا يطاعنه بقلمه ، بل كان يسير بجواره كالصفر كما يقول هو[5] .<o:p></o:p> وأنكرت الأمةُ كلُّها ما كتبه طه حسين في كتابه ( في الشعر الجاهلي )حين صدر عام 1928م ، وكذا ما صدر يحمل اسم على عبد الرازق عام 1925م ،إلا العقاد ، وقف بجوارهما ينصرهما !! . يقول حرٌّ وحرية ..!!<o:p></o:p> <o:p></o:p> نشأةُ عباسِ العقادِ سياسيةٌ محضةٌ لا علاقة لها بالناحية الدينية ، فكانت بدايته مع اللغة صحيفة ( الأستاذ ) التي أنشأها عبد الله النديم ، وتعلم الإنجليزية مبكراً متأثراً بالجالية الإنجليزية التي كانت في أسوان ـ حيث ولد عباس العقاد ـ ، وبدأ بقراءة ما كتب مشاهير الإنجليز[6] ، وكان يوقع مقالاته كما يفعل الإنجليز ( ع . م . العقاد ) اختصار للاسمين الأولين ثم اللقب[7] . وكان ينكر الإعجاز البياني للقرآن الكريم . ذكر فتحي رضوان أنه تلى على العقاد سورة الناس فقال : لو نسبوا إلي هذه السورة لتبرأت منها !![8]!!<o:p></o:p> وحيناً سالم التيارات الإسلامية ( الإخوان يومها ) وحيناً وثب عليهم يريد النيل منهم ، وحيناً بين الكادحين يدافع عنهم ويتكلم بلسانهم ، وحيناً صديقاً للجبابرة المجرمين من أمثال النقراشي ( باشا )، وحيناً مع حزب الوفد يترأس جبهتهم الإعلامية ، وحيناً ينقلب عليهم ويحمل بكل قواه عليهم[9] .<o:p></o:p> <o:p></o:p> لا أجد مثالاً للعقَّاد في التاريخ إلا أبا الطيب المتنبي ، ثائرا معتزاً بنفسه يريد المجد ، وكذا عباس العقَّاد <o:p></o:p> كان ثائراً متمرداً مضطرباً قلقاً لا يكاد يثبت على حال ، دافع عن الفردية وتبنى ( العبقرية ) ، وهاجم ( الجماعية) الإسلامية ـ في ( العبقريات ) ـ وهاجم الجماعية المعاصرة له .. الفاشية في ( هتلر في الميزان ) .. والشيوعية في كتابه ( الشيوعية والإنسانية ) و ( أفيون الشعوب ) . لأنه كان يظن في نفسه تلك العبقرية ، وفي ثنايا الكلام وهو يصف العباقرة يشير بأوصاف يعلمها الجميع فيه . <o:p></o:p> <o:p></o:p> كثرت خصوماته حتى توفى ـ غفر الله لنا وله ـ وليس حوله أحد ولا في جيبه ما يكفي لشراء علاجه ، لوا أن من الله عليه ببعض المحسنين .<o:p></o:p> ولم يكن العقاد يحترم خصومه فقد كان يسمع منه في حقهم بعض الأوصاف الرديئة مثل ( حمار ) ( قرد ) ( عبيط ) وما هو أشد من ذلك على رواية تلميذه أنيس منصور في كتابه ( في صالون العقَّاد ) .<o:p></o:p> <o:p></o:p> بماذا ارتفع العقاد ؟<o:p></o:p> <o:p></o:p> في حس كثيرٍ من مثقفي اليوم يجلس العقاد عالياً ، وحين تسأل عن السبب لا تجد ، اللهم أن يسمي لك أحدهم ( العبقريات ) ويرشدك إلى قراءتها مشدداً على أن تقرأ متأنياً . ولا تعجل !!<o:p></o:p> وكثيرون كالعقاد ، تربعوا عالياً واستكانوا في حسِّ عامة المثقفين ، وما درى أحدٌ ما السبب ؟!!<o:p></o:p> <o:p></o:p> ومَردُّ كِبرِ العقاد وأمثاله في حِسِّ كثير من الناس إلى آلة الإعلام الضخمة التي تنتشر في كل مكان وتخاطب الكل بكل الوسائل المتاحة ، وبكل المستويات ، تُحسِّن من تشاء ممن يوافق هواها !! <o:p></o:p> فعلى سبيل المثال نجد أن هذه الآلة الإعلامية الضخمة قدمت عباسَ العقَّاد ضمن مجموعة ( الرواد ) أو ( جيل العمالقة والقمم الشوامخ ) ؛ والتسميةُ ترسمُ صورةً قويةً ( الرواد ) وبهيةً ( عمالقة .. شوامخ ) ، هذا المنظر القوي الضخم البهيُّ ( يخض ) القارئ البسيط ويجعله يقرأ مستسلماً .!<o:p></o:p> وقد خلعوا على آحادهم ألقاباً خاصةً باهيةً مبهرةً ، فطه حسين ( عميد الأدب العربي )[10] و عباس العقاد ( عملاق الأدب العربي ) ولطفي السيد ( أستاذ الجيل ) و طلعت حرب ( اقتصادي مصر الأول ) ، وهكذا ..<o:p></o:p> وهؤلاء ( العمالقة ) ( الرواد ) لم يقدموا للأمة سوى ( عصارات من الفكر الغربي انتزعت من هنا أو هناك ، وخلاصات ومترجمات لمضامين ذلك الفكر الذي سيطر على الغرب تحت اسم الفلسفة المادية ومدرسة العلوم الاجتماعية والتحليل النفسي، وهو خلاصة ما كتب داروين ودوركايم وفرويد وسارتر وماركس وانجلز ومترجمات للقصص الجنسي والإباحي من الأدب الفرنسي ) كما يقول الأستاذ أنور الجندي[11] .وغاب عن الساحة ( الرسمية ) أو انحسر كثير من الأعلام من أمثال محمد محمد حسين ، وسيد قطب ، ومحمد قطب ، وعبد العزيز جاويش ، وعبد الله دراز ، ومصطفى صادق الرافعي. ولا زالوا إلى يومهم هذا ينفخون في العقاد وأمثاله ؛ تُعقد الندوات ويتم تغطيتها إعلامياً للتعريف بالعقاد بدعوى الاحتفال بذكر وفاته أو بذكرى ميلاده ، وكتبه لا زالت تطبع وتوزع . وكان عباس العقاد يلقى دعماً في حياته جعل كتاباته تفرض على الناس ، أو جعل صوته يصل للناس ، من ذلك قربه من سعد زغلول ، ومن ذلك دعم حزب السعديين المادي والمعنوي للعقاد ، فقد قرر عدداً من كتبه على تلاميذ المدارس ، وعينه الملك فاروق عضواً في مجلس الشيوخ . <o:p></o:p> بل وتلقى دعماً من الإنجليز حين طبعوا كتابه ( هتلر في الميزان ) بآلاف النسخ ووزعوها على مختلف البلاد العربية . ثم بعد ذلك حين ترجموا كتبه ( وخاصة العبقريات ) إلى لغات أخرى شرقية وغربية .<o:p></o:p> <o:p></o:p> ومَردُّ كِبر العقاد في حِسِّ كثيرٍ من الناس وشهرته الواسعة إلى أنه كان مشاكساً شرساً دائماً في الاتجاه المعاكس ، ثائراً على السائرين حوله ، شديدَ الجلبة والصياح كما مرَّ بنا! <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومَردُّ كِبر العقاد في حِسِّ كثيرٍ من الناس إلى أن العقاد بدى لعامة القراء كأنه من المدافعين عن الإسلام ، أو الصامدين في وجه المعتدين على حرمات الدين ، من المستشرقين!!<o:p></o:p> وهذا الكلام من الكذب والخداع ، من ناحيتين : <o:p></o:p> الأولى : أن العقاد لم يكن في وجه المستشرقين كمدافع عن الإسلام ، بل كان العقاد يتبنى فكراً ويدافع عنه ، وكان بين المستشرقين كأحدِهم يَقْبَلُ منهم ويرفض ، وقبوله ورفضه بعقله لا بشرع ربه ، فقد كان يعرض أفكارهم على عقله فما استقام له أخذه وما لم يستقم له تركه ورد عليه . وقد مضى أنه حمل بضاعة الإنجليز في النقد الأدبي ( الرومانسية الثائرة على الكلاسيكية ) ، ونظَّّر لها في بلادنا . وسيأتي أمثلة أخرى فكرية وعقدية ليس أكبرها أنه دافع عن ( عصمة ) الكتاب ( المقدس ) ، ووقف ـ بقصد أو بدون قصد ـ بجوار المنصرين يرد حجج المسلمين على بطلان دين الصليب !!<o:p></o:p> وحتى تعرف صوابَ قولي أعرض عليك ما قاله ناشر كتب عباس العقاد[12] ، يقول :( كان العقاد محايداً يحتكم للمنطق ، ومعطيات علم المناهج وعلم النفس ، والمحاكمة العقلية ، والنهج العقلاني . فلم يكن فيما أراد إثباته أو نفيه ذلك المؤمن الذي يكتفي بإيمانه ويقتصر على أدلة ذلك الإيمان ، ويدعو الخصم إلى منازلته في ساحته هو ؛ بل انتقل إلى ساحة الخصم واستعمل سلاحه ، حتى لا يكون للخصم إذ يُغلب أي تعلة في انهزاميه وحبوط رأيه وحكمه ) <o:p></o:p> قلتُ : هذا قوله ؛ أما العقاد فما كان يستحضر الدليلَ الشرعي أصلاً ، كأنه لا يعرفه ، وفي مواطن لا يصلح فيها إلا هو ( الدليل الشرعي ) ، بل كان يعاكسه كثيراً . فحقيقة أمره أنه كان مع عقله . إن وقف بين المستشرقين أو بين الموحدين ، أو إن وقف في وجه المستشرقين أو وقف في وجه الموحدين والساسة والمصلحين .! <o:p></o:p> والعقاد كان يفخر بأن كتاباته تعجب المسلمين وتعجب الكافرين [13]، والعقاد دافع عن الأديان ككل أمام المنكرين لها .ويدافع عن الخرافة عند الأديان ، والخرافة هي الاساطير ، وهي عند الوثنينين هنود ويونانيين ولا يعرفها الدين الصحيح [14]<o:p></o:p> فلم تكن حالة من الدفاع عن الدين ، ولا حالة من التصدي للمستشرقين جملة ، بل أحياناً .<o:p></o:p> والعقاد متردد متحير ، لم أجده مضطرداً في فكرةٍ واحدة ، ولم أجد عنده ثابتاً سوى المخالفة والمغايرة والتفرد في مواقفه وآرائه .!!<o:p></o:p> <o:p></o:p> الثانية : أنه من المُحْكَم في عقيدتنا ـ وهو محكم في العقول السليمة ـ أن الباطن مرتبط بالظاهر . فما يظهر على الجوارح ترجمة صادقة لما تكنه الصدور . لا يجادل في هذا عاقل فضلا عن عالم بالكتاب والسنة ، والعقاد نفسه يعرف هذا ويتكلم به ! فهو يقول : ( العبادة فرع من العقيدة يشاهد عياناً في حيز التنفيذ أو التطبيق )[15] ولم يكن العقاد ـ ولا أياً من ( الرواد ) ـ يمارس الإسلام في حياته العامة ، فعلى سبيل المثال كان صالون العقاد الأدبي يعقد صباح الجمعة وينتهي بعد الصلاة بساعة .. أي في الثانية ظهراً(13)[16] !! <o:p></o:p> ولم يكن الصالون يناقش قضايا مهمة أو محددة وإنما ( كلام من وحي الساعة .. والأحداث .. أو تساؤلات الزوار ) . كان مجلساً للغيبة والنميمة[17] ، يحضره اليهود والنصارى والملحدون والبهائيون ، وكانت النساء يجلسن بجوار العقَّاد وربما يداعبنه ويلمسن يديه أو يمسكن بمنكبيه ، أو يغزلن بأيديهن ويهدينه ما يغزلنه ، وقد تجلس إحداهن بجوار سريرة عارية الذراعين ببنطال ( محزق ) كأن ثوبها بشرة أخرى على بشرتها وتدخن السجائر ، ويدقق النظر في يديها وخصرها، وتقول ويسمع لقولها [18]، هذا بخلاف ما كان بينه وبين مي زيادة ( ماري إلياس زيادة )[19] من رسائل ، نشر أنيس منصور بعضها وأحجم عن البعض الآخر لما فيه من ( أمور شخصية جداً )[20] . وقصة الحب الطويلة لإحدى الفنانات التي ( لم تقتنع بمجد العقاد وشهرته وكانت تريد أن تنطلق إلى عالم الفن وتعيش في قلب الحياة الصاخبة ) وغير ذلك من قصص الحب [21]<o:p></o:p> وكان العقاد يتعالى على المرأة ويحتقرها ، وكانت له واحدة منهن ، أنجب منها طفلة ( دُرِّية ) ظهرت هي وطفلتها يوم وفاته[22] ، ويبدوا من الوصف أنها كانت سيدة من عامة الناس ربما لا تقرأ ولا تكتب ، ورجاء النقاش يصرح بأنها هي التي كانت تخدمه في بيته [23]، وتفسيري أن العقاد كمفكر اتخذ موقفاً من المرأة وعاند واستكبر ولم يتراجع عن موقفه كما هي عادته ، وكواحد من بني آدام كانت نفسه تختانه .. تهوي به إلى جسدِ أنثى يسكن إليه ، فعمد إلى إمرأة لا تعرف شيئاً عن الأدب والفكر ولا يعرفها أهل الأدب والفكر كان يسكن إليها بجسده ، يقضي منها حاجته ، ومعروف أن الرجلَ خاض عددا من قصص الحب أشهرها قصة مَي زيادة ، وتلك التي كتب عنها رواية ( سارة ) أو كالتي كانت ترسل له ( البجامات ) يرتديها قبل أن يختلي بها ساعات طوال كما يذكر أنيس منصور . !!<o:p></o:p> <o:p></o:p> وكان أنيس العقاد في بيته كلبٌ يسميه ( بيجو ) ويحبه حباً كثيراً ويصطحبه معه في مقامه وترحاله ، وكتب عنه مقالاً في مجلة الرسالة ، ونشر في مقاله مودته وشدة تعلقه بهذا الكلب ( بيجو ) ثم رثاه حين مات بقصيدة ، ولك أن تسأل عن من يحب الكلب ويجالسه أكان يصلي ؟<o:p></o:p> يجيبك العقاد نفسه وهو يحكي قصة ( الشيخ ) حمزة مع كلبه بيجو[24] .<o:p></o:p> <o:p></o:p> ومَردُّ كِبر العقاد في حِسِّ كثيرٍ من الناس إلى أن العقاد كان في الحدث دائماً وأضف إلى ذلك أنه كان في الحدث مشاغباً. وقف في صف فلول الثورة العرابية ، يخلع على زعيمها أحمد عرابي أعز الألقاب عنده ـ العبقري ـ ، ثم وقف مع ثورة يوليو ، وكانت عظيمة في حس الناس يومها ، وكان دنياً من سعد زغلول ( الزعيم ) ، ثم كان صديقاً حميماً للمنشقين على الوفد ( السعديين ) .. يجرد تلك الزعامات الموهومة بل المصنوعة من الخطأ ويلبسها ثوب العبقرية[25] .!<o:p></o:p> <o:p>يتبع يتبع يتبع </o:p> <HR align=left width="33%" SIZE=1> [1](2) وقد بدأتُ في كتابة السيرة النبوية بخلفية عقدية وانتهيت من الجزء الأول منها تحت عنوان ( الكفر والإيمان إذْ يعتركان ـ قراءة عقدية للفترة المكية في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ) وقريباً ينشر إن شاء الله . [2] العقاد لقب لمن يعملون بالحرير ، وربما كانت مهنة في أجداده . <o:p></o:p> [3] عرفت هذه المدرسة باسم ( مدرسة الديوان ) وسميت بذلك نسبة للكتاب الذي ألفه العقَّاد والمازني يشرحا فيها أهداف هذه المدرسة وأُسسها واسم الكتاب ( الديوان في النقد ) ، وهي نقل عن الغرب ، تحديداً الإنجليز ، تحديداً هازلت ، وأصحابها وأنصارها إلى اليوم لا ينكرون هذا الأمر بل يفاخرون به .!! <o:p></o:p> [4] كتب الرافعي في الرد على العقاد كتاب ( على السَّفُّود ) ، والسَّفُّود هو سيخ الحديد تُشوى عليه اللحوم في المطاعم ، ومُسَّفَّد تعني شُوي على ( السيخ ) ، هكذا قال الرافعي في بداية كتابه ( على السَّفود ) وقد روى طابع الكتاب ، وكاتبه قصة الخلاف بين العقَّاد والرافعي كما أشرتُ إليها . وأحسب أن الرافعي انتصب للعقاد يرد عليه غضبة لله حين تطاول العقَّاد على كتاب الله ، وليس لأمر شخصي .<o:p></o:p> [5]كان إبراهيم المازني (1890م ـ 1947م ) قصير القامة جداً بعكس العقَّاد ، وكان يصف نفسه حين يسير مع العقاد بالرقم ( 10 ) ، أعرج ، صاحب نكته ، يعيش في المقابر فقيراً معدماً ، متشائماً يائساً ، لا يخلو من ( غزوة نسائية ) ، ولا يذكر بفضيلة أخلاقية ، صحب العقاد في أول حياته وأسس الديوان سوياً بصحبة إبراهيم شكري . وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية تسجيل صوتي للعقاد يثني فيه على المازني .<o:p></o:p> [6] أشار إلى شيء من ذلك في نهاية كتابه عن غاندي <o:p></o:p> [7] الفكر الإسلامي المعاصر / 128<o:p></o:p> [8] انظر ( عصر ورجال ) ص 229<o:p></o:p> [9] لمزيد من التفاصيل انظر ( الفكر الإسلامي المعاصر دراسة وتقويم ) / 127 وما بعدها . [10] أطلقته عليه إحدى الصحف الفرنسية اليهودية ، ولم يأخذه بشهادة مختصين .<o:p></o:p> [11] جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام / المقدمة ، وفي هذا البحث ردَّ الأستاذُ أنور الجندي ما كتبته يدُ هؤلاء ( العمالقة ) إلى أصولها الغربية ، مبيناً أنهم لم يأتوا بجديد ، وإنما كانوا ( كباري ) بين الشرق والغرب على حد تعبيره . وأيد هذا الأمر أنيس منصور في كتاب ( في صالون العقاد ) ص /606<o:p></o:p> [12] دار الكتاب ـ لبنان ، في كلمة الناشر في مقدمة المجلد الخامس ص /13 <o:p></o:p> [13] انظر مقدمة عبقرية عثمان على سبيل المثال . [14] انظر على سبيل المثال كتاب حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ـ المقدمة .<o:p></o:p> [15] حقائق الإسلام وأباطيل خصومه /116 [16] في صالون العقاد ص 9 ، 31 ، 301 ط . دار الشروق .<o:p></o:p> [17] ذكر أنيس منصور تطاول العقاد على قرنائه بأسلوب ساخر في ص 31 وما بعدها .وفي 520 وما بعدها ، وتناثر مثل هذا كثير وهو مشهور معروف عنه .<o:p></o:p> [18] ذكر ذلك وغيره أنيس منصور في ( في صالون العقاد ) في ص 9 ، وما بعدها .، وص 287 .<o:p></o:p> [19] ماري إلياس زيادة ( 1886 ـ 1941م ) ، نصرانية من الناصرة بفلسطين هاجرت للبنان ثم مصر ، درست في مدارس الراهبات في لبنان وأتقنت عدداً من اللغات كان آخرها العربية ، واشتغلت في صحيفة ( المحروسة ) التي أسسها أبوها بمصر ، وكان لها صالون ( اجتماع في بيتها ) كل يوم ثلاثاء يأوي إليه كل ( من هب ودب ) كما يصف أنيس منصور ، وكانت نصرانية متدينة تهتم بما عرف وقتها بقضايا المرأة وتحاول زحزحة العقاد عن موقفه من المرأة وعن تراجعه عن نصرة النسويين ، أحاط بها عدداً من مفكري مصر منهم العقاد ولطفي السيد وطه حسين ، وراودها بعضهم عن نفسها وبعضهم اكتفى بالتغزل فيها والكتابة إليها ، وكانت تقف قريباً من الجميع ، وكانت تحب خليل جبران وتراسله سراً ثم ماتت كمدا وحسرة بعد رحلة مع الجنون . احتلت مي زيادة مكانة بين الأدباء والشعراء ، وصارت حدثاً في التاريخ الفكري في مصر والشام مع أن كلهم على أنها لم تكن هذه الأديبة ، والسبب من وجهة نظري أنها وقعت بين ذئاب محرومة من الأنوثة ، فلم يكن العري قد انتشر يومها ، وأنها كانت لا تقطع أملَ مريدٍ في وصالها ، ونفسي لا تطاوعني في براءة هذه النصرانية ، ولا في أنها كانت تتصرف من نفسها ، وان وجدت وقتاً فتشتُ في حالها !!<o:p></o:p> [20] مقال أنيس منصور بالشرق الأوسط 19/12/2007<o:p></o:p> [21] رجاء النقاش . عباقرة ومجانين /238 [22] جعل أنيس منصور في كتاب ( في صالون العقاد ) الفصل الخاص بوفاة العقاد تحت عنوان ( وماتت ابنةُ العقاد ) .<o:p></o:p> [23] رجاء النقاش . عباقرة ومجانين /239<o:p></o:p> [24] رجاء النقاش . عباقرة ومجانين / 240، وما بعدها .<o:p></o:p> [25]المفكرون والسياسة في مصر المعاصرة ـ دراسة في مواقف محمود عباس العقاد " للدكتور محمد صابر عرب ، / مكتبة الأسرة 2008 <o:p> وبدى عباس العقاد للناس ـ وخاصة في آخر حياته ـ فقيراً لا يطالب بشيءٍ من المناصب ، ولا يرض بما عرض عليه بل سخر منه أحياناً ، لم ينل شيئاً من عوارض الدنيا التي تكالب عليها قرناءوه ، يلتقي زواره ببجامة صوف لا تتغير صيفاً أو شتاءً . <o:p></o:p> وهي حالة من الكبر والاستعلاء ، وليست أبداً حالة من الزهد والورع ، لم يكن العقاد ممن يعيشون لأفكارهم ، فلو كان ما تردد وما تحير ، وما كان يوماً هنا ويوماً هناك ، وما كان العقاد أبداً زاهداً في المناصب ، فقد دخل مجلس الأمة ( البرلمان ) مبكراً في حكومة سعد زغلول ، وكان قريباً من زعمي حزب السعديين المنشق على الوفد ، وشغل بعض المناصب .<o:p></o:p> والظلم يأتي من مقارنته بطه حسين . وكأن لا ثالث لهما . <o:p></o:p> هذا ظالم لنفسه وأمته وذاك أظلم منه .<o:p></o:p> ما كان بالعقاد تواضع ، ولا ترفع عن المناصب زهداً في الدنيا وطلباً لما عند الله ، بل كان يزدري كل الألقاب فيرى أنه فوقها ، ويأبى أن يرافق أياً منها اسمه مهما على شأنه ، فاسمه مجرد .. أعلى من كل الألقاب ، اللهم أن يقال الأستاذ بالألف واللام ( ال العهدية ) وكأنه هو الأستاذ وحده !! [1] .<o:p></o:p> <o:p></o:p> ومَردُّ كِبر العقاد وغيره في حِسِّ كثير من الناس إلى غياب الميزان الشرعي الصحيح عند كثيرٍ من أبناء الأمة ، وقد بدأ هذا الأمر يتراجع ولله الحمد .فالذين يتحدثون عن العقاد لا يحسِّنُون ولا يقبحون بميزان الشرع ، وإنما بشيءٍ آخر ، فترى كثيراً ممن يتكلم لا يعبأ بالرجل وهو لا يصلي ، ولا يعبأ به وهو في الأحزاب السياسية التي تقوم على مبادئ كفرية ، ولا يعبأ بالرجل وهو ينصر الحكومات القمعية ويتطاول على الممثلين للإسلام في زمانه[2]، ولا يعبأ بالرجل وهو يتناول سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بغير ما هي عليه .. يقدم قراءة أخرى للسيرة النبوية ، ولا يعبأ بالرجل وهو ينكر الوحي النازل من السماء على أنبياء الله ، ولا يعبأ بالرجل وهو يعظم المنحرفين من أبناء الأمة من أمثال الحلاج وبن عربي ويرى أنهم عباقرة في الإيمان !! .<o:p></o:p> <o:p></o:p> عِمالة العقَّاد أو قل : تأثر العقاد بالفكر الغربي أمر لا ينكره محبوه ، بل يفاخرون بتأثره بالمذهب العقلاني للمدارس الإنجليزية ، ولا ينفك الحديث عن أن مدرسة الديوان فكرة مستوردة ، وأيضاً ليست بجديدة فقد سبق إليها خليل مطران ، وتبعها قوم لا يخفون محبتهم للغرب حتى أنهم اختاروا لأنفسهم اسم أحد آلهة اليونان ( أبوللو) .!! <o:p></o:p> يختلف عباس العقَّاد عن باقي مَن تأثروا بالغرب وعملوا لصالحه في الناحية الفكرية أو السياسية ( الحركية ) في الشكل وليس في الجوهر ، فحين نجد مثلاً طه حسين قد تنصر ودخل في اتفاق صريح مع الغرب[3] ونجد قاسم أمين كان يزور الأمراء ( الأميرة نظلي تحديداً ) ويحظى بشيء من التقدير والاحترام نجد عباس العقاد قد نقل هو والفتيان اللذان شاركاه في عمله عن الغرب دون أن يدخلا في اتفاق ضمني ، ونجد العقَّاد قد تبنى عدداً من أفكارهم كالعبقرية والعقلانية ، بل نجده قد انحشر بينهم كأحدهم يستعرض آرائهم ويقبل منها ويرى الكل على صواب كما في كتابه ( الله ) !<o:p></o:p> لا يعنيني كثيراً أن كان عميلاً يقبض الثمن شهرةً أو كان عنيداً يبحث عن ذاته واستورد ( الآخر ) ليستعين به على إخوانه . أو كان ذا هوى في الدين فأحب ما عند الكافرين ، ونقله نقل محب لا نقل عميل . المحصلة واحدة .ولو أنه حي بين أظهرنا دققنا النظر لنعرف حاله نبصر به من يريد التعامل معه ليبرأ لدينه وعرضه وماله !!<o:p></o:p> <o:p></o:p> إضاءات على الترجمة :<o:p></o:p> <o:p></o:p> ـ كل رؤوس الضلالة يُعرفون برجاحة العقل ومضاء العزم ، بل والبذل للغالي وصولاً لأهدافهم ، فالعقل والكرم والشجاعة متطلبات ضرورية للسيادة ، والجبان البخيل لا يُسَوَّد ؛ قد تأتيه السيادة إرثاً من أمه وأبيه أو صاحبته وبنيه ، أما أن يضطلع بأسباب التمكين ( الفكري أو الحركي ) فلا . ومن يقرأ سيرة أصحاب ( الفِرق ) يجد جلَّهم أصحابَ صفاتٍ خُلقية حميدةٍ مثل عمرو بن عبيد ( ت / 142 هـ ) ، معبد الجهني ( ت / 90 هـ ) ، محمد بن كِرَام ( ت / 250 هـ ) . غيلان القدري ( ت / 105 هـ ) ، وبشر المريسي ( ت 226 هـ ) وتراجمهم مشهورة منشورة قريبة لمن يريد الإطلاع عليها .<o:p></o:p> <o:p></o:p> ـ تبدأ الخصومات الفكرية ( العقدية ) من مواقف شخصية في الغالب ، أو تخرج مندفعة بأحقاد شخصية ، ومما يذكر هنا أنه قيل لعلي ـ رضي الله عنه ـ : من أين يأتي الهوى ؟ يعنون الهوى في الدين ( الخصومة في الدين ) ، فأجاب : من الخصومات ، وصدق ـ رضي الله عنه ـ . وقد رأينا شوقي يتعالى على العقَّاد فيستعديه ، ويأخذ العقَّاد الاتجاه المعاكس لشوقي تماماً ، ويستعين عليه بالآخر . فقد استحضر العقاد الكافرين عوناً على المؤمنين . ويشهد لذلك أن مدرسة ( الديوان ) كانت نقلاً أجنبياً ، ولم تقدم سوى جزأين فقط من كتاب الديوان ، وكان عزمهما على أن يكتبا عشرة أجزاء !<o:p></o:p> لم يتكلما إلا في ( تحطيم الأصنام ) شوقي ومَن حوله ، ولم يقدما آراءً بنَّائه في النقد ، ولم يتطرقا لغير شوقي ومَن حوله ، وانفك عزمهما بعد التطاول على شوقي ، وهذا يبين بوضوح أنها كانت ثأراً من شوقي أو حقداً عليه !! <o:p></o:p> وتكرر في كتاب الله بيان أن الخلاف سببه البغي ( الظلم ) وليس الجهل ، قال الله :{ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ }البقرة: من الآية213 {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ }آل عمران: من الآية19، نعم الجهل سبب من أسباب الخلاف ، ولكنه سبب عارض يزول بعد قليل ، كالشك نوع من الكفر لا يستمر إلا إن صاحبه الإعراض ! <o:p></o:p> <o:p></o:p> ـ البحث عن الذات أو الاعتداد بالنفس مَعْلَمٌ أساسي عند المنحرفينفكرياً أو المنشقين حركياً ، فغالب الانشقاقات الفكرية والحركية يكون دافعُ دعاتها البحث عن الذات ، يوضح هذا قول الله تعالى {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }آل عمران105 . ما نعرفه أننا نختلف ثم نتفرق ، ولكن الآية الكريمة قدمت الفرقة على الخلاف لتبين أن النية مبيَّتةٌ للفرقة ، وتأتي الاختلافات كمبرر لهذه النية ليس إلا . ولعل من دوافع ثورة العقاد على الشعر وعلى كل ما قرب منه هو البحث عن الذات .هو الرغبة في الرقي إلى حيث لا يرتقي أحد .<o:p></o:p> ومن المعالم الرئيسية عند المنحرفين فكرياً أن تجدهم يتكلمون في كل ما يعرض عليهم ، أو ما يتعرضون له ، ولا يرجعون لأهل العلم ، وكذا كان العقَّاد متخصص في كل شيء ، إن تكلم أهل الآثار والتنقيب في الأرض أمسك قلمه وشارك ، وإن احتدم خلاف بين عباد الصليب وأتباع الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمسك العقاد قلمه وبحث عن مكانٍ لا يقف فيه أحد ثم وقف وراح يرمي ، وغالباً يكون خصيماً للجميع ، وقديماً كان الجهم بن صفوان يعمل كاتبا للحارث بن سُرَيْجٍ ( أحد من خرجوا على بني أمية في خرسان 127 هـ ) . ولا علاقة له بالعلم الشرعي لا طلباً ولا عملاً ( سلوكاً ) حتى قيل أنه لم يحج البيت قط ، وإنما كان ذكيا لَسِنًا مجادلاً ... مجبولاً على الاعتراض والمِراء ، هذه كل ثروته ، كما عباس العقاد . اتصل ذات يوم بطائفة من الفلاسفة الهنود، يقال لهم: "السِمْنِيَّة" وراح يجادلهم وهـو صفر من العلم معتمداً فقط على عقله ، وابتدئوا الكلام معه بالسؤال عن مصدر المعرفة ( وهي أكبر قضية فلسفية على الإطلاق، وأصل كل بحث ونظر عندهم ، وخاض العقاد بغير علم في كتابه الله ، وكانت فلسفتهم تـقوم على أن المصدر للمعرفة هو الحواس الخمس. ولما كان الجهم جاهلا سلَّم لهم بأصلهم الفاسد هذا،فسألوه سؤالا آخر مبنيا على هذا الأصل الفاسد ، وهو صف لنا ربك يا جهم؟ بأي حاسة أدركتهمن الحواس، أرأيته أم لمسته - أم سمعته … الخ؟! وسقط في يد هذا الضال المسكينـ كما يقول الدكتور سفر الحوالي في الإرجاء ـ، وطـلـب منهم مهلة ليفكر في الأمر،ولم يستطع أن يستلهم حجة، ولم يسأل العلماء فيداووه ويلقنوه. وقادتـه الحيرةإلى الشك في دينه، فـتـرك الصلاة مدة، ثم استـغـرق في التـفكيـر والتأمل، حتىانقدح في ذهـنه جوابا خرج به عليهم قائلا: " هو هذا الهـواء مع كـل شيء وفيكـل شيء ولا يخـلو من شيء ". وهـذا الجواب الذي هـو أساس نـفي الصفات، ومن يبحث يجدأن نفي الصفات هو من قول طائفـة من فلاسفة الهند [4] تسرب للإسلام عن طريق هذا الضال المسكين الجاهل المتكبر المستكفي بعقله . ثم خطا الجهم خطوة أخرىوهي أنه راح يُدلي بدلوه في القضايا التي كان الجدال محتدما حولها ومنها قضيةالإيمان ، واعتماداً على عقله أخذ يفكر ثم خرج بما قاله في الإيمان، وهو أن الإيمانالمعرفة والكفر هو الجهل، فمن عرف الله بقلبه فهو مؤمن، دونما حاجة إلى قولٍ باللسانولا عمل بالجوارح ـ على حد قول الجهم . وهو مخطأـ.<o:p></o:p> ثم خطا جهم خطوة أسوء من هذا كله ، وهي أنه تعصب لمذهبه وأخذ يبحث في الشاذ والغريب من أقول العلماء و ( العلماء ) ولوازم الأقوال ليثبت مذهبه ، فتجمع على الجعد بن درهم في العراق ، وخرج من عندهم الإرجاء والتعطيل بتأثير الآخر[5]. <o:p></o:p> وقريب منه واصل بن عطاء . . تلميذٌ يتعلمُ عند إمام العصرِ ( الحسن البصري ) ، وتطرح أم القضايا المعروضة على الساحة الدعوية يومها ( مرتكب الكبيرة ) فلا يجد حرجا من الإجابة ، ثم ينشق على شيخه ويتعصب لرأيه ويلتف حول النصوص فيحملها جبراً عنها لتشهد بقوله ، والنصوص طيعة .. من كلام العرب .. يدخلها الاحتمالات بأدنى الحيل .. ولذا تجدها يقينية الثبوت ظنية الدلالة .. لا يَعرف فساد حالِ المستدل إلا العلماء ، راح يُنظِّرْ لمذهبه الجديد ، ويضع له الأصول . ولو أنصف لردَّ على الحسن البصري وجادله طلبا للحق أو ذهب لغيره من العلماء يعرض ما عنده وينصت لما عندهم . كما كان يفعل أبو حنيفة مثلا . ففي سبيل الضالين ثلاث خطوات رئيسية : الأولى: التكلم عن جهل، أو أن يعتقد الرجل أن العلم كله عنده فحين يُسأل يجيب بما عنده وهو قليل ولا يراجع أهل العلم، أو يعتمد على عقلة ويُنشأ أقيسه مَغْلوطة. وسيتضح هذا جداً ونحن نناقش العقاد عقدياً . والثانية : وهي التعصب لهذا الرأي المنبثق أساسا من الجهل. أو من الرغبة في الثأر للنفس ، ويذهب صاحبة للنصوص الشرعية ليحملها على القول بهذا الباطل. وما أجمل ما قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ وهو يفرق بين صاحب الحق وصاحب الهوى، يقول: إن صاحب الحق يذهب إلى النصوص الشرعية ينظر ماذا تقول ثم يمتثل، أما صحاب الهوى يذهب إلى النصوص الشرعية ليأتي بها على هواه. أو بكلمات أخر . إن أصحاب البدع يعتقدون ثم يستدلون. كما يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله في آخر شرح نظم الورقات للعمريطي. وسيأتي هذا في فِكرِ العقاد ، سنجد ـ إن شاء الله تعالى ـ أن الثابت عند العقاد هو ( الفردية ) و( العقلانية ) ..هو إثبات الذات في وجه من يتعالون عليه أو من سادوا في الناس بعلمهم أو سلطانهم ، وقراءة الشريعة جاءت تابعة لذلك ، قرأ الشريعة ليدلل على ذلك ، أو ليصل إلى ذلك .أو وهو متأثر بتلك المفاهيم الغربية الغريبة عن الشريعة .<o:p></o:p> والثالثة : ـ الظالمون من أصحاب السلطان يكون لهم دور في تسويق هذه الأفكار وفرضها على الناس . وتلميع هذه الشخصيات وخلع ألألقاب عليهم . وقد انتشر فكر جهم ومن تبعه فيما بعد ، في عهد المريسي وبن أبي دؤاد ( خلق القرآن ) حين أصبح الوزير منهم أو يميل لهم . <o:p></o:p> <o:p></o:p> ـ كل الانحرافات في القديم والحديث مصدرها الآخر أو يلعب الآخر فيها دوراً لا يمكن تجاهله . وهذا واضح جداً في شخص العقاد ومن عاصروا العقاد ، فمدرسة ( الديوان في النقد الأدبي ) والتي ظهرت على يد العقاد والمازني وشكري كانت نقلاً عن الغرب ، والعقاد نفسه كان يتبنى المدرسة الإنجليزية العقلانية ، وبعد أن دب الخلاف بين الفتيين الصغيرين ( المازني وشكري ) حين رمى أحدهم( شكري ) الآخر بالسرقة من الإنجليز ، أنشأت مدرسة جديدة تُكمل المسيرة وتحمل أسماء أحد ( آلهة ) اليونان وهو ( أبوللو )[6] ، وكل هؤلاء المشاغبين تعلموا في الغرب وتبنوا أفكاره ، ونصَرَهُم الغرب بشكلٍ أو بآخر .<o:p></o:p> لا أقول أن هناك تنظيم يضم ( الآخر وخاصة يهود ) والمحبين له الناقلين عنه ( وهم عندي المنافقون ) أو المتأثرين بهم ( وهم السماعون لهم ) ، ولا أقول إنهم يلتقون ويرتبون كفريق عمل واحد ، لا ، لا يحدث هذا على الدوام ، ولكن تتفق أهوائهم ، ويمسك بالزمام ( الآخر ) بما أذن الله لهم من أسباب قوة وكانوا محتلين للبلاد ، المنافقون ينصرفون عن الدين لشبهة أو لشهوة ـ والشهوة تنتهي في الغالب بشبهة فالمعصية قد تتحول إلى بدعة ثم كفر ـ و( الآخر ) يستغل هذا الأمر ، فهم يشيعون الفاحشة فيجتمع المنافقون ، ويشيعون الشبهات ويردد المنافقون ، ويقيمون منابراً للضلال ويعتلي المنافقون ، وهم يقفون في وجه الطيبين كي يسير المنافقون آمنين مطمئنين لا يخافون .<o:p></o:p> فهناك نفوس تشرب البدعة وتأبى إلا ذلك. هذه نفوسُ المنافقين ، ويتصل بها ( الآخر ) بقصد ـ وهو الغالب ـ أو بدون قصد ، ويقوم بتفعيلها لتحدث الفتنة في صفوف المؤمنين .<o:p></o:p> ولهذا السبب تأثر الفكر الإسلامي بالأفكار الأخرى مع أننا كنَّا الغالبين ، والغالبُ في الغالبِ لا يتأثر بالمغلوب ، وإنما أوتينا من قبل المنافقين ـ مرضى القلوب ـ ؛ اتصل ( الآخر ) بمرضى القلوب أو اتصلت بهم القلوب المريضة فشربت من حياضهم ثم عادت إلينا ، تروي المهزومين والمتطفلين بما ارتوت به.وهذا ما حدث مع العقَّاد ، فقد أحب ما عند القوم فنقله ، أو حقد على إخوانه فأراد هزيمتهم بأي شيء ولو كان ببضاعة غيره . <o:p></o:p> <o:p></o:p> ـ هناك حصر وهمي يقع فيه من يقرأ عن العقَّاد أو المازني أو طه حسين أو غيرهم ممن أُبرزوا في الجيل الماضي ، فهناك إصرار من العلمانيين على إخراج دعاة الحق من التاريخ ، فمثلاً ـ فيما يخصنا في الحديث عن العقَّاد ـ نجد أنيس منصور يكتب عن العقاد سبعمائة صفحة ولا يأت على سيد قطب مع أن سيد قطب صاحبَ عباس العقاد حيناً من الدهر ، وتجده يعرض نقاشات فكرية طويلة دارت بين العقاد وجلسائه ولا يتعرض لم دار بين العقاد والرافعي ـ رحمه الله ـ ، بل ولا يتعرض للرافعي إلا غمزاً ولمزاً ![10].<o:p></o:p> قلتُ : وهذا ديدن القوم في كتابتهم للتاريخ أجمعه ، فنحن نقرأ تاريخ الفراعنة ولا نجد فيه ذكراً لأنبياء الله ، ومحالٌ أن يكون الله قد ترك الفراعنة بلا نذير ، والله يقول :{ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر24 ، وقال تعالى على لسان مؤمن آل فرعون وهو يخاطب قومه {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ }غافر34 يقصون تاريخ الفراعنة ولا يأتون على أكبر حدث فيه وهو موسى ـ عليه السلام ـ ، فقد انتهى حكم الفراعنة لمصر وغرقوا جميعاً في عهده ـ عليه السلام ـوغرقوا جمعياً وورث الأرض قوم غيرهم { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } [ الدخان : 28 ]، ويقصون تاريخ الأمم دون ذكرٍ للرسل ، لا من اشتهر منهم ولا من لم يشتهر . حتى أن بعضهم يفتش في التاريخ الذي بين يديه ويقول : أين توحيد ؟ متى عرفت البشرية التوحيد؟!! <o:p></o:p> <o:p></o:p> والناظر لما حدث في مصر من صراعات فكرية دارت بين الأشخاص يرى بوضوح أن هذا الأمر كان مقصوداً لتفكيك البنية الفكرية الإسلامية في مصر ، وإيجاد خيارات كلها سيئة أمام المفكرين ، ولتستبين قولي دعني أسأل : بين مَن كان الصراع ، وأعني الصراعَ الذي نقل لنا ؟! <o:p></o:p> بين مَنْ كلهم يتبنون نظريات الغرب وأفكاره كليَّاً أو جزئياً ، أو هكذا نقلوه لنا ، أو صراع بخلفيات أدبية بين ( المحافظين ) ـ وهم كانوا مجددين حقيقة ونهضوا بالشعر بعد قرونٍ من الانحطاط ـ وبين ( المجددين ) وهم كانوا متأثرين بالغرب . أو صراعات بخلفيات سياسية ، بين محتل ووطنيين ، وغاب الجهاد وغاب مفهوم الأمة الواحدة تحت خلافة إسلامية واحدة . فتبني الحركات الوطنية كان مرحلة لإقصاء مفهوم الأمة الإسلامية الواحدة التي لا تعترف بالوطن ولا باللغة إلا تابعاً للمفهوم الإسلام مندرجاً فيه .<o:p></o:p> <o:p></o:p> =====================<o:p></o:p> <o:p></o:p> تدرج ضمن الترجمة<o:p></o:p> ================== <o:p></o:p> <o:p></o:p> <HR align=right width="33%" SIZE=1>[1] انظر ما قاله للمخرج السنمائي كمال الملاخ حين أراد أن يدخل بعض التعديلات على روايته سارة كي يخرجها فيلماً . ( في صالون العقاد ) /644<o:p></o:p> [2] ثارت ثائرة العقاد على الإخوان المسلمين وسماهم ( خُوَّان المسلمين ) يوم اغتالوا النقراشي ( باشا) رئيس الوزراء .<o:p></o:p> [3] ناقشت ذلك وبينته ودللت عليه في مقال نفخوه واستعملوه وهو منشور منتشر .. بصيد الفوائد وطريق الإسلام والقلم والمختصر وغيرهم . <o:p></o:p> [4] وسنقف مع هذه في نقطة لاحقة إن شاء الله وقدر . <o:p></o:p> [5] انظر الفتاوى لشيخ الإسلام بن تيمية <o:p></o:p> [6] أبوللو كلمة يونانية تعني إله الجمال والحب <o:p></o:p> [7] ذكر ذلك الحافظ الذهبي في ترجمة معبد الجهني في سير أعلام النبلاء 4/187 <o:p></o:p> [8] ذكر الدكتور سفر الحوالي في كتاب ( الإرجاء ) أن إرجاء الفقهاء ظهر قبل الجعد بن درهم والجهم بن صفوان . وإنما عنيت هنا البدعة التي يفسق صاحبها أو يكفر في الإيمان وفي الأسماء والصفات والتي تسللت للدين عن طريق الجهم والجعد .<o:p></o:p> [9] الفتاوى 5/6<o:p></o:p> [10] وأعجب ما اطلعت عليه في هذا الباب هو ما فعله القس النصراني لويس شيخو في كتابه ( شعراء النصرانية ) وهو كتاب منتشر ، جعل كل شعراء الجاهلية نصارى !!<o:p></o:p> </o:p> |
#2
|
|||
|
|||
درست كتاب عبقرية عمر في المرحلة الثانوية اواخر الثمانينات وكنت مبهورا به فقد كان بوابتي لمعرفة شخصية عمر بن الخطاب .ولكن الان استطيع ان اقول عن العقاد انه لم يكن ابدا شخصا سويا .هذا الرجل كان عنده عقدة عدم اكمال تعليمه فكان يتخير الغريب من الالفاظ ويتفنن في حشو الجمل بما يجعلها لاتفهم بسهولة حتي اني اذكر وقتها فطاحل اللغة العربية من المدرسين وقد حارو واختلفوا في فهم كتابه؟وهذا هو حال المغرور غاوي الشهرة .فانظر الان ماذا ترك العقاد؟ما سبب هذا الغلو الفظيع في تصنيفه حتي ذهب البعض لوضعه بين عظماء التاريخ؟لاتدري.وانما هو الجهل بين العوام والذي كان منتشرا في تلك الفترة اضافة الي غروره الشديد الذي اضفي هالة حوله وجعله مهما.ولا نريد ان نتكلم عنه كثيرا فقط انظر الي تلميذه النجيب انيس منصور فهو مراة لاستاذه.
|
#3
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته باركـــ الله فيكم وأثابكـــم الفردوس الأعلى بفضله تعالى وكرمه جعلكم الله زخراا وأفادكــم ووفقكم لما فيه الخير والرشااد دمتم بخير وسلااام فى رعاية الله اختي مريم |
#4
|
||||
|
||||
بكل صدق لم اتصور ان يكون العقاد على هذه الناحيةالمقيته
بالفعل شخصية مشتته غير صادقة حتى مع نفسها ومدام قريبة سعد زغلول فهذا الهلاك بعينة باركـ الله بعلمكـ وعملكـ.. |
#5
|
||||
|
||||
سبحان الله الامثال كثيره ساابقاً والآن والسبب نفسي
الكثير عندما يشعر بنقص او اثبات ذاااته للجميع يعمد الى اساااليب خاطئه غير سويه للذلك بااارك الله فيك وجزاك الله خير احسن الله اليك
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.... قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
|
أدوات الموضوع | |
|
|