![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قتادة بن النعمان رضي الله عنه الذي حاز المكارم كلها. فقد كان من أهل بيعة العقبة ، من السبعين الأوائل الذي قام عليهم عمود الإسلام. يقول كعب بن مالك رضي الله عنه : ( ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام ، وما أحب أن لي بها مشهد بدر ، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها). فكعب بن مالك رضي الله عنه وقد فاتته بدر ، ما يحب أن تكون بدر بديلاً له عن العقبة. أما صاحبنا قتادة رضي الله عنه فلم تفته العقبة ولم تفته بدر ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل بدر : ( لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة – أو فقد غفر لكم). قتادة في أحد : (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين). وكان قتادة من الذين ثبتوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد وفدوه بالمهج والأرواح ، يقول قتادة رضي الله عنه واصفاً قومه الأنصار وتضحياتهم : (ما نعلم حياً من أحياء العرب أكثر شهيداً وأعز يوم القيامة من الأنصار). وقال : (حدثنا أنس بن مالك قال : قتل منهم يوم أحد سبعون ، ويوم بئر معونة سبعون ، ويوم اليمامة سبعون). رمية في القوس ذوداً عن الرسول الحبيب : يقول رضي الله عنه : (أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اندقت سيتٌها). ذوده عن الرسول الحبيب بوجهه : ترى وقد انكسر سية قوسه ، فهل ينسحب من المعركة وقد صار بلا سلاح؟ أم أن عليه مهمة أخرى وهي حماية رسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده وروحه ؟ يقول رضي الله عنه : ( ولم أزل على مقامي نصب وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ألقى السهام بوجهي ، كلما مال سهم منها إلى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ملت بوجهي لأقي وجه الرسول صلى الله عليه وسلم بلا رمي أو رمية !). هل عرف الحب والوفاء أعظم من هذا الفداء أن يقي بوجهه وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدع السهام تغرز في وجهه لئلا يمس رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء ؟ وكان هناك من الطرف الآخر من يقي ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنه صاحب العصابة الحمراء أبو دجانة. يقول قتادة رضي الله عنه : (كنت نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أقي وجهه بوجهي ، وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقياً لظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره حتى امتلأ سهاماً. وكان ذلك يوم أحد). وكانت الكارثة الكبرى : حدثنا قتادة عن قصة السهام التي شكت وجهه يوم أحد فيقول : ( وكان آخرها سهماً بدرت منها حدقتي بكفي). ها هي عينه قد قلعت وسالت وجهه. ثم سقطت فتلقاها بكفه. لقد صدوا الهجوم بأجسادهم وظهورهم ووجوههم وأعينهم. وانتهى المطاف بقتادة وحدقته في كفه ينظر إليها وينظر إلى مستقبله ، لقد كان بإمكانه أن يتجنب هذه الكارثة لو مال برأسه قليلاً ، وتنحى بوجهه مقدار أنملة لكن عندها سيقع السهم في وجه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فأين ادعاؤه الحب والوفاء إذن ؟ ألم يقل سعد بن الربيع سيد بني ظفر وسيد قبيلته وهو مثخن بجراحه مشرف على الموت : إن سعد بن الربيع يقول لكم : ( إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف) ؟ فلا وصول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وتفقأ كل العيون فداءه. ألم الحبيب للحبيب : وضعت الحرب أوزارها ، وجاء قتادة إلى حبيبه المصطفى بعينه التي بكفه ، وحتى نرى المشهد عياناً نستمع إلى قتادة وهو يصفه : ( فسعيت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها دمعت عيناه وقال : اللهم ق قتادة كما وقى وجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدّهما نظراً). نفسية قتادة بين حبيبيه : لم يدرك قتادة كثيراً مغزى الدعوة النبوية في البداية ، لكنه جاء يعرض صفحة قلبه أمام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، في حوار نصمت حتى لا يفوتنا منه همسة : فأخذتها فرفعتها بيدي وقلت : يا رسول الله إن لي امرأة أحبها وأخشى أن تراني فتقذرني فقال صلى الله عليه وسلم : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت رددتها ودعوت الله لك ، فقال : يا رسول الله إن الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل ، وإني مغرم بحب النساء ، وأخاف أن يقلن أعور فلا يردنني ، ولكن تردها وتسأل الله تعالى لي الجنة ، فردها ودعا لي بالجنة). وقال : (اللهم اكسه جمالاً). فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظراً. وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى ! وإلى ذلك أشار صاحب الهمزية : وأعادت على قتادة عيناً ** فهي حتى مماته النجلاء وروى ابن عبد البر عن عمر بن عبد العزيز قال : كنا نتحدث أنها تعلقت بعرق فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اللهم اكسها جمالاً. قتادة العابد : فقد أخرج أحمد عن أبي سعيد في قصة ساعة الجمعة قال : هاجت السماء فخرج النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء فبرقت برقة ، فرأى قتادة بن النعمان فقال : ما السرى يا قتادة ؟ قال : يا رسول الله إن شاهد العشاء قليل فأحببت أن أشهدها. قال : فإذا صليت فأت. فلما انصرف أعطاه العرجون (السواك) قال : خذ هذا فسيضيء لك ، فإذا دخلت البيت ورأيت سواداً في زاوية البيت فاضربه قبل أن يتكلم فإنه شيطان. قتادة الداعية : حكى ابن شاهين عن ابن أبي داود أنه (أي قتادة) أول من دخل المدينة بسورة من القرآن وهي سورة مريم. وحاز قتادة المكارم كلها : فلم يدع مشهداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شهده ، وحاز شرف بيعة الرضوان فكان من الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم : (لا يدخل النار من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها أحد). وروى ابن عمر رضي الله عنهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية : (أنتم خير أهل الأرض). مات في خلافة عمر فصلى عليه ونزل في قبره وعاش خمساً وستين سنة. تلك المكارم لا قعبان من لبن : (حكى أبو عمر بن عبد البر أن رجلاً من ولد قتادة قدم على عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه فقال له : من الرجل ؟ فقال : أناابن الذي سالت على الخد عينه ** فردت بكف المصطفى أحسن الرد فعادت كما كانت لأول أمرها ** فيا حسن ماعين ويا حسن مارد فقال عمر بن عبد العزيز : تلك المكارم لا قعبان من لبن ** شيبا بماء فصارا بعد أبوالا فوصله عمر وأحسن جائزته.
__________________
[SIGPIC][/SIGPIC][align=center]قل للئيم الشاتم الصحابه....ياابن الخنا جهراً ولا تهابه السابقون الاولون كالسحابه....تغيث بلقعاً تهرها كلابه الفاتحون الغر أسود الغابه....الله راضٍ عنهم ولتقرؤا كتابه [/align] |
#2
|
|||
|
|||
![]() الشكر كل الشكر لا يوفيك حقك سلمت أناملك ودمت معطائاً للمنتدى بارك الله فيك وفي جهودك |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
لا حول ولا قوة إلا بالله(فوائد وثمار | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 1 | 2021-05-30 08:25 AM |