![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الحضارة الإنسانية إن الإيمان بالله ليس دعوة إلى الإنعزال عن الحياة ، وإنما هودعوة إلى التوازن ، ودعوة إلى الإحتفاظ للإنسان ببشريته وحريته وكرامته وطمأنينته. وإن مفهوم الحضارة هو كل عمل أو إنتاج تتمثل فيه الخصائص الإنسانية والفكرية والوجدانية والسلوكية ، وبتحديد الحضارة بهذا المفهوم ، يعتبر الفلسفة والعلم والدين والفن والأدب والأخلاق من جوانب الحضارة ..وكلما كان تفكير الإنسان أو تصوره أو سلوكه أوسع شمولا ً فى الإعتبار والصلاحية والتوجيه ، كان له دخل فى الإسهام فى الحضارة البشرية أو تقدمها أو نموها ، وإذا إنتقلنا من هذه المقومات إلى الإسلام – كمصدر فى توجيه الإنسان نجده يُقدِّر الكيف والنوع ، أكثر مما يُقدِّر الكم ، ونجد أن صلاحيته فى التوجيه لاتقف عند قبيلة أو شعب أو جنس بعينه ؛ وإنما الإنسان أينما وُجد ، وللشعوب مهما كان بينها من فوارق اللون أو المكان أو الزمان. نجده يُقدِّر الكيف والنوع فى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ..." وقوة المؤمن ليست فى قوة عضلاته بقدر ما هى فى قوة قلبه بالإيمان، وقوة عقله بالمعرفة ، وقوة إرادته بالسلوك المستقيم ، وهنا يُمكن أن يكون قول الله سبحانه وتعالى :" إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا ًمن الذين كفروا بأنهم قوم لايفقهون.. " .موضحا ًلهذه القوَّة ..فالصبر الذى جُعِل إمارة على القوة حتى يكون العدد القليل المُتحَلىَّ به أشد قوة على العدد الكثير الذى يكن له هذا الوصف – هو قوة نفسية وليست قوة مادية . ونجد الكيف أيضا واضحا فى تقدير الرسول عليه الصلاة والسلام عندما يقول :" يُوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا : أمن قلة نحن يارسول الله ؟ قال :لا بل أنتم كثير ولكنكم كغثاء السَّيْل.."إذلاشك فيه أن الكم هنا قليل الإعتبار فى مواجهة النوع .وبعد ذلك نجد القرآن الكريم فى قول الحق سبحانه وتعالى :"ياأيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ًوقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم " والتقوى التى جُعِلتْ فى القرآن سبب المفاضلة فى قوله :"إن أكرمكم عند الله أتقاكم "هو حُسْن توجيه النفس بإدراك الله وحده ، وبالمحبة والأُخُوَّة بين الناس ، وبالعمل الصالح لخير الفرد والبشرية كلها ؛ ومن هنا نجد الإسلام بقدر ما هو توجيه للبشر ، مصدرا ًللحضارة الإنسانية فى الوقت نفسه .. ودعوته هى دعوة لبناء الحضارة ولبقائها ..وتعاليمه لاتتجه إلى تكتُّّل الأفراد لغزو أو إعتداء وإنما تتجه إلى النوعية فى الإنسان وهى إنسانية .. وأخص بمثل هذه النوعية فى الإنسان صفتان : العدل والإحْسان . فالعدل هو موازنة الفرْد بين ما يشتهى أن يحصل عليه وما يجب عليه أن يفعله ويؤديه ، وليس هناك حرمان فى دائرة الفرد ، ولكن هناك إعتدال .. وليست هناك أنانية ..فى دائرة المجتمع ، ولكن هناك إشتراك فى الوجود وحق الحياة ، وتوازن بينهما .. ومن ثمَ َّليس هناك مجال للطبقات.. والعدل كما يكون فى الفعل يكون فى القول قال تعالى :"وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا .." والإحسان بدوره فوق العدل والموازنة ، لأنه ليس الإعطاء المادى لِمُحْتاج ، وإنما هوالتهذيب فى أخصِّ صوره . هو المَنح بلا مُقابل والرَّد الكريم عند عدم الإستطاعة على الإعطاء . والمعاملة الإنسانية فى العِشرة والمفارقة على السَّواء ، والقوْل الجميل فى المجادلة . يقول الله سبحانه وتعالى :"قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ..." ولمنزلة العدل والإحسان فى المستوى البشرى وبين الخصائص النفسية طلبهما القرآن الكريم فى صورة الأمر الحازم فى قوله تعالى :"إن الله يأمر بالعدل والإحسان...." فإذا تحقق العدل الفردى والجماعى وإذا وُجِد الإحْسَان بالمَعْنى الذى قدَّمناه أصبح المجتمع مجتمع الإنسان فيما تؤدى إليه الكلمة من معنى أصيل وخاص بها . وقد أسْهَم المسلمون عندما حققوا مبادئ الإسلام فى بناء تلك الحضارة .. وقد إنقطعوا عن الإسهام والمشاركة فيها يوم أن ابتعدوا عن القيم الإسلامية فى حياتهم واكتفوا بإنتسايهم إلى هذه القيم الإسلامية. قراءة فى كتاب (الدين والحضارة) |
#2
|
||||
|
||||
![]() ... اخي النهر جزاااك الله خير
باارك الله فيك ع جهدك وطرحك باارك الله في وقتك
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.. ![]() قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.... قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|