![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى أصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. حياكم الله إخوتي وأخواتي الكرام. نكمل معكم اليوم بإذن الله تعالى سلسلتنا الأدبية القصصية التاريخية، التي تعرض صوراً واقعية لأناس عاشوا وتربوا على أيدي خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، أو على أيدي أصحابه الأبرار رضوان الله عليهم، وعاشوا في خير القرون وأفضلها، وبذلوا لها كل نفيس، فصاروا أعلاماً يقتدى بهم، وكانوا المؤسسين إلى مدرستنا، مدرسة السلف الصالح. محمد بن سيرين (ما رايت رجلاً أفقه في ورعه ، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين) [مورق العجلي] عزم سيرين على أن يستكمل شطر دينه (1) بعد أن حرر أنس بن مالك (2) رضي الله عنه رقبته ، وبعد غدت حرفته تدر (3) عليه الربح الوفير والخير الكثير ... فقد كان نحاساً ماهراً يتقن صناعة القدور . وقد وقع اختياره على مولاة (4) لأمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه تدعى صفية لتكون زوجة له . http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif كانت صفية جارية في بواكير (5) الشباب ، وضيئة الوجه ، ذكية الفؤاد ، كريمة الشمائل ، نبيلة الخصائل ، محببة إلى كل من عرفها من نساء المدينة . لا فرق في ذلك بين الشواب (6) اللواتي تربطهن بها وشائج اليفاعة (7) ، وبين المسنات اللواتي كن يرينها صنواً (8) لهن في رجاحة العقل ، ورصانة السلوك . وكانت أشد النساء حباً لها زوجات الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، ولا سيما السيدة عائشة رضي الله عنها . http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif تقدم سيرين إلى أمير المؤمنين فخطب منه مولاته صفية . فبادر الصديق رضي الله عنه إلى البحث عن دين الخاطب وخلقه ، كما يبادر الأب الشفيق الحاني للبحث عن حال خاطب بنته ... ولا غرو (9) ، فقد كانت صفية تحتل من نفس ابي بكر منزلة الولد من أبيه ... ثم إنها بعد ذلك كله أمانة أودعها الله في عنقه . فمضى يستقصي أحوال سيرين أشد الاستقصاء ، ويتتبع سيرته أدق التتبع . وكان في طليعة من سألهم عنه أنس بن مالك رضي الله عنه ، فقال له أنس : زوجها منه يا أمير المؤمنين ، ولا تخش بأساً ، فما عرفته إلا صحيح الدين رضي الخلق ، موفور لمروءة (10) ... ولقد ارتبطت أسبابه بأسبابي منذ سباه خالد بن الوليد في معركة التمر (11) مع أربعين غلاماً ، وجاء بهم إلى المدينة ... فكان سيرين من نصيبي ، وكنت محظوظاً به ... http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif وافق الصديق رضي الله عنه على تزويج صفية من سيرين . وعزم على أن يبرها كما يبر الأب الشفيق على ابنته الأثيرة (12) فأقام لإملاكها (13) حفلاً قلما ظفرت بمثله فتاة من فتيات المدينة ... فقد شهد إملاكها طائفة كبيرة من كرام الصحابة . وكان فيهم ثمانية عشر بدرياً (14) ... ودعا لها كاتب وحي رسول الله ![]() وأمن على دعائه الحاضرون ... وطيبتها وزينتها ثلاث من أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم حين زفت إلى زوجها ... وقد كان من ثمرات هذا الزواج المبارك أن رزق الأبوان غلاماً ، غدا بعد عقدين (15) من الزمان علماً من أعلام التابعين ، ورجلاً من أفذاذ المسلمين هو محمد بن سيرين . فتعالوا نبدأ قصة حياة هذا التابعي الجليل من أولها ... http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif ولد محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه . وربي في بيت يتضوع (16) الورع والتقى من كل ركن من أركانه ... ولما أيفع (17) الغلام الأريب اللبيب ، وجد مسجد رسول الله ![]() وعبد الله بن عمر ، عبد الله بن عباس (19) ، وعبد الله بن الزبير (20) ، وأبي هريرة (21) . فأقبل عليهم إقبال الظامئ على المورد العذب ... ونهل من علمهم بكتاب الله ، وفقههم بدين الله ، وروايتهم لحديث رسول الله ![]() ثم انتقلت الأسرة مع فتاها الفذ (23) إلى البصرة واتخذتها لها موطناً ... http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif كانت البصرة يومئذ شابة بكراً ... فقد اختطها المسلمون في أواخر خلافة الفاروق رضي الله عنه . وكانت تمثل جل (24) خصائص الأمة الإسلامية في ذلك العصر . فهي قاعدة عسكرية لجيوش المسلمين الغازية في سبيلالله ... وهي مركز من مراكز التعليم والتوجيه للداخلين في دين الله من أهل العراق وفارس ... وهي صورة للمجتمع الإسلامي الجاد الذي يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً ، ويعمل لأخراه كأنه يموت غداً ... http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif سلك محمد بن سيرين في حياته الجديدة في البصرة طريقين متوازيين متوازنين : فجعل شطراً من يومه للعلم والعبادة ... وشطراً آخر للكسب والتجارة . فكان إذا انبلج الفجر وأشرقت الدنيا بنور ربها ، غدا إلى مسجد البصرة يعلم ويتعلم . حتى إذا ارتفع النهار مضى من المسجد إلى السوق يبيع ويشتري ... فإذا جاء الليل وأرخى عليه الكون سدله (25) صف في محراب بيته ، وانحنى على أجزاء القرآن بصلبه ، وبكى من خشية الرحمن بدموع عينيه وقلبه ... حتى يشفق عليه أهله وجيرانه الأدنون (26) لما يسمعونه من نحيبه الذي يقطع نياط القلوب (27) . http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif وكان -وهو يطوف بالسوق في النهار للبيع والشراء- لا يفتأ يذكر الناس بالآخرة ... ويبصرهم بالدنيا ... ويرشدهم إلى ما يقربهم إلى الله ... ويفصل فيما يشجر (28) بينهم من خلاف . وكان يطرفهم (29) بين الحين والحين بالملحة (30) التي تمسح الهم عن نفوسهم المكدرة ، من غير أن ينقص ذلك من هيبته ووقاره عندهم شيئاً . فقد وهبه الله عزو جل هدياً وسمتاً (31) ، ومنحه قبولاً وتأثيراً ... فكان الناس إذا رأوه في السوق -وهم غارقون غافلون- انتبهوا ، فذكرواا الله عز وجل ، وهللوا وكبروا ... http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif وكانت سيرته العملية خير مرشد للناس ... فما عرض له أمران في تجارة إلا أخذ باوثقهما في دينه ... ولو كانت فيه خسارة تصيب دنياه ... http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif وكانت دقة فهمه لأسرار الدين ، وصحة نظرته إلى ما يحل وما لا يحل تدفعه أحياناً إلى بعض المواقف التي تبدو غريبة لعيون الناس ... من ذلك أن رجلاً ادعى عليه -كذباً أن له في ذمته درهمين ... فأبى أن يعطيه إياهما . فقال له الرجل : أتحلف ؟... وهو يظن أنه لا يحلف من أجل درهمين . فقال : نعم ، وحلف له . فقال الناس : يا أبا بكر أتحلف من أجل درهمين ؟!... وأنت الذي تركت أمس أربعين ألف درهم في شيء رابك (32) مما لا يرتاب فيه أحد غيرك ... فقال : نعم أحلف ... فإني لا أريد أن أطعمه حراماً ، وأنا أعلم أنه حرام . http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif وكان مجلس ابن سيرين ، مجلس خير وبر وموعظة ... فإذا ذكر عنده رجل بسيئة ، بادر فذكره بأحسن ما يعلم من أمره . بل إنه سمع أحدهم يسب الحجاج (33) بعد وفاته ، فأقبل عليه وقال : صه ، يا بن أخي ... فإن الحجاج مضى إلى ربه ... وإنك حين تقدم على الله جل وعز ، ستجد أن أحقر ذنب ارتبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج ... فلكل منكما يومئذ شأن يغنيه . واعلم يا ابن أخي أن الله جل وعز سوف يقتص من الحجاج لم ظلمهم كما سيقتص للحجاج ممن يظلمونه ... فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد ... وكان إذا جاءه رجل مودعاً في سفر لتجارة قال له : يا بن أخي ، اتق الله عز وجل ... واطلب ما قدر لك من طريق حلال ... واعلم أنك إن تطلبه من غير حله لم تصب (34) أكثر مما قدر لك . http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif ولقد كانت لمحمد بن سيرين مع ولاة بني أمية مواقف مشهودة صدع (35) فيها بكلمة الحق ، وأخلص النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين . من ذلك أن عمر بن هبيرة الفزاري رجل بني أمية الكبير وواليهم على العراقين بعث إليه يدعوه إلى زيارته ، فمضى إليه ومعه ابن أخيه . فلما قدم عليه ، رحب به الوالي وأكرم وفادته ورفع مجلسه ، وسأله عن كثير من شئون الدين والدنيا ، ثم قال له : كيف تركت أهل مصرك (36) يا أبا بكر ؟ فقال : تركتهم والظلم فيهم فاش (37) وأنت عنهم لاه ... فغمزه ابن أخيه بمنكبه ... فالتفت إليه وقال : إنك لست الذي تسأل عنهم وإنما أنا الذي أسأل ... وإنها لشهادة ... ![]() ![]() ولما انفض المجلس ، ودعه عمر بن هبيرة بمثل ما استقبل به من حفاوة وإجلال ... وبعث إليه بكيس فيه ثلاثة آلاف دينار ، فلم يأخذها . فقال له ابن أخيه : ما يمنعك أن تقبل هبة الأمير ؟!. فقال : إنما أعطاني لخير ظنه بي ... فإن كنت من أهل الخير كما ظن ، فما ينبغي لي أن اقبل ... وإن لم أكن مكما ظن ، فأحرى (39) بي ألا أستبيح قبول ذلك ... http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif ولقد شاء الله جل وعز أن يبلو صدق محمد بن يرين وصبره ، فعرضه (40) لما يتعرض له المؤمنون من المحن ... من ذلك أنه اشترى ذات مرة زيتاً بأربعين ألفاً مؤجلة (41) ... فلما فتح أحد زقاق (42) الزيت ، وجد فيه فأراً ميتاً متفسخاً . فقال في نفسه : إن الزيت كله كان في المعصرة في مكان واحد ، وإن النجاسة ليست خاصة بهذا الزق دون سواه ... وإني إن رددته للبائع بالعيب (43) فربما باعه للناس ... ثم أراقه كله ... وقد وقع ذلك في وقت كان يشكو فيه من خسارة كبيرة حلت به . فركبه الدين ، وطالبه صاحب الزيت بماله ، فلم يستطع سداده ... فرفع أمره إلى الوالي ، فأمر بحبسه حتى يسدد ما عليه . فلما صار في السجن وطال مكوثه (44) فيه ، أشفق عليه السجان لما علم من أمر دينه ، وما رأى من شدة ورعه وطول عبادته ، فقال له : أيها الشيخ ، إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك وبت معهم ... فإذا أصبحت فعد إلي ... واستمر على ذلك حتى يطلق سارحك . فقال له : لا والله لا أفعل ... فقال السجان : ولم ، هداك الله ؟!. فقال له : حتى لا أعاونك على خيانة ولي الأمر ... http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif ولما احتضر أنس بن مالك رضي الله عنه ، وأوصى بأن يغسله محمد بن سيرين ويصلي عيه ، وكان ما يزال سجيناً . فلما توفي جاء الناس إلى الوالي وأخبروه بوصية صاحب رسول الله وخادمه ، واستأذنوه في أن يخلي سبيل محمد بن سيرين لإنفاذ الوصية فأذن له . فقال لهم محمد بن سيرين : لا أخرج حتى تستأذنوا صاحب الدين ، فإنما حبست بما له علي من الحق ... فأذن له الدائن أيضاً . عند ذلك خرج من سجنه فغسل أنساً ، وكفنه ، وصلى عليه ... ثم رجع إلى السجن كما هو ... ولم يذهب لرؤية أهله ... http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif عمر محمد بن سيرين حتى بلغ السابعة والسبعين ... فلما أتاه اليقين (45) وجده خفيف الحمل من أعباء الدنيا ... كثير الزاد لما بعد الموت . حدثت حفصة بنت راشد ، وكانت من العابدات فقالت : كان مروان المحملي لنا جاراً ، وكان ناصباً (46) في العبادة مجتهداً في الطاعة ... فلما مات ، حزنا عليه حزناً شديداً ، فرأيته في المنام ... فقلت : يا أبا عبد الله ، ما صنع بك ربك ؟. فقال أدخلني الجنة . قلت : ثم ماذا ؟. فقال : ثم رفعت إلى أصحاب اليمين . قلت : ثم ماذا ؟. قال : قم رفعت إلى المقربين (47) . قلت : فمن رأيت هناك ؟. قال الحسن البصري (48) (49) ، ومحمد بن سيرين (50) ... http://files2.fatakat.com/2010/12/12927003501249.gif (1) يستكمل شطر دينه : يتزوج . (2) انظره في كتاب "صور من حياة الصحابة" للمؤلف ، الناشر دار الأدب الإسلامي ، الطبعة المشروعة . (3) تدر عليه : تفيض عليه . (4) مولاة : أمة . (5) البواكير : جمع باكورة ، وهي أول الشيء . (6) الشواب : جمع شابة وهي المرأة في مقتبل العمر . (7) وشائج اليفاعة : روابط الفتوة : (8) صنواً : مثيلاً . (9) ولا غرو : ولا عجب . (10) موفور المروءة : تام النخوة كامل الرجولة . (11) عين التمر : بلدة غربي الكوفة ، افتتحها خالد بن الوليد في خلافة الصديق . (12) الأثيرة : المفضلة المحببة . (13) إملاكها : تزويجها . (14) البدري : من شهد يوم بدر مع رسول الله ![]() (15) العقد : عشر سنوات . (16) يتضوع : ينتشر انتشار المسك . (17) أيفع : ترعرع وقارب البلوغ . (18) يزخر : يمتلئ . (19) (غريب مسلم) انظر قصته في الحلقة السادسة عشرة من مسلسلنا هذا . (20) (غريب مسلم) انظر في قصة اليوم الأخير له مع أمه في الحلقة السادسة من مسلسلنا هذا . (21) (غريب مسلم) انظر قصته في الحلقة الخامسة من مسلسلنا هذا . (22) أفعم : ملأ . (23) الفذ : الفريد المتميز . (24) جل : أكثر . (25) سدوله : أستاره . (26) جيرانه الأدنون : جيرانه الأقربون الملاصقون . (27) النياط : جمع مفرده نوط ، وهو عرق معلق بالقلب إذا انقطع مات الإنسان . (28) فيما يشجر بينهم : فيما يتنازعون فيه . (29) يطرفهم : يأتهم بالحديث المستحسن . (30) الملحة : ما لذ من الأحاديث . (31) السمت : هيئة أهل الخير . (32) رابك : شككت فيه . (33) الحجاج : هو الحجاج بن يوسف الثقفي أحد ولاة بني أمية العتاة الأشداء ، أفاض المؤرخون في ذكر بطشه وقسوته وفتكه . (34) لم تصب : لم تنل . (35) صدع : جهر . (36) أهل مصرك : أهل بلدك . (37) فاش : منتشر . (38) سورة البقرة : الآية 283 . (39) أحرى بي : أولى بي وأجدر . (40) عرضه للمحنة : جعله هدفاً لها . (41) مؤجلة : مؤخرة الثمن . (42) الزقاق : جمع زق ، وهو وعاء من جلد يوضع فيه الماء ونحوه من السوائل . (43) بالعيب : بسبب العيب ، والرد بسبب العيب من حقوق المشتري . (44) مكوثه : إقامته . (45) اليقين : الموت . (46) ناصباً في العبادة : جاداً في العبادة . (47) المقربون : السابقون . (48) الحسن البصري : انظره ص 95 . (49) (غريب مسلم) انظر قصته في الحلقة الثالثة والعشرون من مسلسلنا هذا . (50) للاستزادة من أخبار محمد بن سيرين انظر : 1- الطبقات الكبرى لابن سعد 7 / 193 و (انظر المجلد الخاص بالفهارس) . 2- صفة الصفوة لابن الجوزي : 3 / 241 - 248 . 3- حلية الأولياء للأصفهاني : 2 / 263 - 282 . 4- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : 5 / 131 . 5- شذرات الذهب : 1 / 138 - 139 . 6- وفيات الأعيات لابن خلكان : 4 / 181 . 7- تهذيب التهذيب : 9 / 214 . 8- الوافي بالوفيات للصفدي : 3 / 146 . 9- طبقات الحفاظ : 3 / 9 .
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|