
ورقة "الفلول" الأخيرة
محمود سلطان | 19-01-2012 15:15
الأوراق التى يلعب بها "الفلول" لإجهاد المجتمع المصرى، باتت محدودة، وحُرق معظمها فى نوفمبر وديسمبر الماضيين، ولعل إنجاز الانتخابات البرلمانية بأمان وفى مشهد ديمقراطى انتزع إعجاب العالم، وحمل الصحفى الأمريكى الشهير"توماس فريدمان" على القول بإنه على المصريين أن يفخروا بها.. لعل ذلك حرق الكثير من الأوراق التى كانت تراهن على "حرق" الانتخابات ذاتها من خلال نشر الأكاذيب بشأن "تأمينها" وتقديم صورة قاتمة للوضع الأمنى للحيلولة دون المضى قدمًا نحو إنجازها.. كان آخرها المحاولات الدامية لاقتحام مقر وزارة الداخلية بأحداث شارع محمد محمود فى نوفمير الماضى.
يوم 25 يناير القادم.. سيكون آخر فرصة لـ"الفلول".. فإذا فوتت عليهم هذه المرة، فإن كل الطرق بعدها ستكون ممهدة للشرعية الجديدة، لتأخذ بناصية البلاد نحو ما يحقق أحلام وأشواق المصريين.
الفلول.. ليسوا "أيتام مبارك" وحسب.. وإنما تلك القوى المالية والإعلامية التى تأسست على "غسيل الأموال".. وأموال البنوك المنهوبة.. والاعتداء على أراضى الدولة.. وهى فى مجملها طبقة مالية فاسدة أسست إمبراطوريتها الاقتصادية بالتحالف الشيطانى مع "البيت الرئاسى" والتخديم عليه وعلى مشروع التوريث.. وتخشى من ولوج مصر العالم الديمقراطى.. واستحقاقاته وفى مقدمتها فتح ملفات الفساد وجرجرة الفاسدين منهم إلى المحاكم واسترجاع ما نهبوه من أموال المصريين.
أخطر ما فى هذا الصخب المتنامى الآن قبل حلول الذكرى الأولى لثورة 25 يناير.. أن قطاعًا من"نشطاء" الفضائيات والمتشحين بوشاح الثورة.. ويظهرون يوميًا على "قعدات السواريه" الليلة فى قنوات "غسيل الأموال" يشكلون جزءًا من أوعية تمرير الشغب وجر "شكل" البلد وتوريطها فى أحداث عنف، يراهن عليها "الفول" فى تعطيل التحول الديمقراطى وتعليق إرساء "دولة القانون" وجرجرة الجيش إلى مواجهات دامية مع "متظاهرين" .. أملاً فى توسعها ولتفضى فى النهاية إلى اضطرار المؤسسة العسكرية للبقاء فى السلطة إلى أجل غير مسمى.. وإطالة عمر الفوضى وغل يد الدولة عن المحاسبة وفتح ملفات الفساد.
يوم 25 يناير القادم.. سيكون آخر فصول المواجهة مع "أيتام مبارك".. وهو ما يلقى بمسئوليات كبيرة على القوى السياسية، التى شاركت فى الانتخابات، خاصة تلك التى فازت بالأغلبية، وأهدت مصر ـ بمشاركتها ـ أول شرعية ديمقراطية حقيقية، وعليها أن تُكمل "جميلها".. بأن تواصل تأكيدها على أنها قوى سياسية مسئولة، وتتصدى يوم 25 يناير لأية محاولة لدفع الاحتفالات فى اتجاه العنف أو التخريب أو المواجهات الدامية مع الجيش والشرطة.
مسئولية تأمين البلاد فى ذلك اليوم.. ستكون على تلك القوى التى عادت إلى صدارة المشهد السياسى بفضل الثورة.. وعليها أن ترد إليها "الجميل" بحمايتها من نزق البعض وتطرفه من جهة.. ومن الفاشلين والمهمشين سياسيًا والفاسدين ماليًا من جهة أخرى.