أدونيس ونظام الأسد
أدونيس ونظام الأسد
محمود سلطان | 12-03-2012 20:34
النظام السورى البعثى فى عهد "الأسد ـ الأب" ارتكب أكبر جريمة حرب حقيقية ضد شعبه، عندما أباد مدينتى حِمص وحماة وقتل أكثر من 20 ألف سورى فى جريمة لم يرتكب مثلها حتى الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى، وذلك غير عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين والتعذيب وعمليات التصفية الجسدية التى ارتكبها النظام خارج القانون ضد معارضيه.
اليوم فى عهد "الأسد ـ الابن".. يعيد ذات النظام السورى الفاشى والدموى جريمته مجددًا.. ولكن مع غالبية الشعب السورى.. ومع ذلك لم نسمع من "داعية" الحرية السورى على أحمد سعيد "أدونيس" أية كلمة تدين نظام الحكم فى بلاده، حتى إنه كان يمتنع عن التوقيع على عرائض المعارضة التى كانت تعرضها عليه وتطالب بالإفراج عن المثقفين السوريين المعتقلين فى سجون النظام البعثى الفاشى بدمشق!
أدونيس كان ـ ولا يزال ـ مشغولاً بتصفية حساباته مع "التاريخ" الذى شكّل بالنسبة له عُقدًا نفسية تملّكته على النحو الذى بات من الصعب عليه التحرر منها.
فالرجل وُلد وعاش فى بيئة طائفية ظلت مهمَّشة طوال نظام الحكم الإسلامى السُّنِّى للعالم الإسلامى ، فاستبطنت نفسُه كراهية ممقوتة لأهل السنة ولإمامها ابن تيمية، رحمه الله تعالى، الذى كانت له فتاوى خاصة بالطائفة النُّصيرية التى ينتمى إليها أدونيس ونظام الأسد وعائلته وأجهزته الأمنية ومؤسسته العسكرية.
يعتقد أدونيس أن فتاوى ابن تيمية حرمته وطائفته ـ أثناء الحكم الإسلامى ـ مما يعتبرها "حقوق مواطنة"، وفى المقابل تحوّل ولاؤه إلى "باريس" التى يعتبرها "قوة تحرير" حررته من النظام الإسلامى السنى، وفرضت الأقلية النصيرية على الأغلبية السنية، من خلال مشروع طائفى يشبه إلى حد كبير المشروع الأمريكى الحالى بالعراق.
إن المتابع المنصف لكتابات أدونيس يلاحظ أن معركته الحقيقية ليست مع الاستبداد السياسى السائد والفاشية الدينية لنظام الأسد.. وإنما مع التراث السلفى السنى وإمامه الشيخ ابن تيمية رحمه الله.
لماذا يكره أدونيس فكرة "الجماعة " أو "الأمة" وينحاز ويدافع باستماتة عن التشظّى القومى والطائفى؟!، ولماذا يكره السلف والسلفية؟!، ويُعلى من شأن التصوف ويعتبره أكبر ثورة فكرية فى التاريخ الإسلامى؟!
إنها مجرد "مفاتيح" قد تساعد على فهم أدونيس والذى لم يبنِ "مجده" إلا بجهل كل مَن حوله بالسلف والسلفية أو لمَيلهم إلى "ثقافة القعود" والمعايشة مع السلطان المستبد.
|