" قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس " . الاستعاذة فى هذه السورة من شياطين الإنس والجن، وما يلقونه فى الصدور من وساوس. ونحن لا ندرى كيف يتصرف الجن، ولكننا نشعر بما يطلبون منا وبرغبتنا فيه، ولذلك نلجأ إلى الرب الملك الإله كي يحفظنا. فتكرير صفات الله اعتراف بالفاقة ولجأ إلى القدير! " من شر الوسواس الخناس " الخناس الذى يختفى ليؤذى وينتهز الفرصة للوثوب. والموسوس خبيث ماكر فينبغى الحذر منه. ويقول الله فى موضع آخر: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.. " . ويبدو أن شهوة الإنسىّ هى لذته فى الفعل، وشهوة الجنى هى رغبته فى الإغواء كما ورث عن إبليس. وهكذا يستمتع بعضهم ببعض. على أن الشياطين محرومة من كل سلطة تنفيذية. إنها لا تملك إلا الإغواء والمخادعة، فمن استجاب لها لا عذر له لاسيما بعد تحذيره وتنبيهه.. وهذه السورة تتحدث عن خطر الهواجس النفسية، وعن ضرورة النجاة منها. والمؤمن الذاكر لربه المثابر على حقه، يعيش داخل سور يحميه من النفس وهواجسها والشيطان ووساوسه.
مأخوذ من كتاب نحْوَ تفسير مَوْضوعيّ.
الشيخ محمد الغزالي.
