![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
حقق الصحابة ومن معهم من المسلمين في الفتح الإسلامي الأول معجزة لم يعرف التاريخ مثلها، فقد استطاعوا أن ينشروا دعوة الإسلام في أصقاع الأرض، وأن ينتصروا على أكبر قوتين في ذلك العصر .. كل ذلك مع قلة عددهم وضعف عدتهم .
وقد أثارت هذه الانتصارات استغراب أعداء المسلمين وأدخلت عليهم الحيرة والدهشة .. إذ كيف يستطيع أولئك القوم الضعفاء في العدد والعدة، أن يحققوا تلك الانتصارات الهائلة في فترة زمنية محدودة، ويقلبوا بها كل الموازين والمعالات السياسية والاجتماعية . وبعد انتشار أخبار تلك المعجزة المستغربة بكل المقاييس أخذ السؤال عن السر الذي كان وراء انتصارات المسلمين الهائلة يطرح بشكل كبير وكثيف في الأوساط الرومية والفارسية، وأخذ عدد منهم يتشوف لمعرفته والوقوف عليه، فبعثوا الرسل وأرسلوا الجواسيس ليتعرفوا على حال المسلمين عن قرب وليقوموا بوصف أولئك القوم الذين لا يدخلون مع أحد في قتال إلا انتصروا عليه وتغلبوا على جيوشه مع قلة عددهم وعدتهم . فخرجت لنا أجوبة تصف حال المسلمين الأوائل بدقة وتكشف عن بعض معالم السر الذي كان وراء انتصاراتهم .... حسنا ،،، دعونا نستعرض بعض تلك الإجابات التي حاولت الكشف عن السر 1 ــ حين عسكر جيوش المسلمين في أجنادين فبعث القبقلار – أحد قادة الروم- عربياً إلى المسلمين يأتيه بخبرهم، فدخل فيهم وأقام يوماً وليلة . ثم عاد إليه. فقال: ما وراءك؟ فقال: بالليل رهبان وبالنهار فرسان، ولو سرق ابن ملكهم قطعوه، ولو زنى رجم لإقامة الحق فيهم. فقال: إن كنت صدقتني لبطن الأرض خيرٌ من لقاء هؤلاء على ظهرها. 2 ــ وحين عسكر أبو عبيدة عامر بن الجراح حول حمص دعا ملك أنطاكية رجلا من عظماء الروم وعددا من فرسانهم وأشدائهم فدخلوا عليه . فقال : ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشرا مثلكم ؟ قالوا: بلى. قال: فأنتم أكثر أم هم ؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافا في كل موطن. قال: فما بالكم تنهزمون ؟! فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر، ونزني، ونركب الحرام، وننقض العهد، ونغصب ونظلم ونأمر بالسخط وننهى عما يرضي الله ونفسد في الأرض. فقال: أنت صدقتني". 3 ــ وحدث يحيى بن يحيى الغساني عن رجلين من قومه قالا: لما نزل المسلمون بناحية الأردن، تحدثنا بيننا أن دمشق ستحاصر فذهبنا نتسوق منها قبل ذلك، فبينا نحن فيها إذ أرسل إلينا بطريقها فجئناه فقال: أنتما من العرب ؟ قلنا نعم ! قال: وعلى النصرانية ؟ قلنا: نعم. فقال: ليذهب أحدكما فليتجسس لنا عن هؤلاء القوم ورأيهم، وليثبت الآخر على متاع صاحبه. ففعل ذلك أحدنا، فلبث مليا ثم جاءه فقال: جئتك من عند رجال دقاق يركبون خيولا عتاقا ، أما الليل فرهبان، وأما النهار ففرسان، يريشون النبل ويبرونها، ويثقفون القنا، لو حدثت جليسك حديثا ما فهمه عنك لما علا من أصواتهم بالقرآن والذكر. قال : فالتفت إلى أصحابه وقال: أتاكم منهم مالا طاقة لكم به" وغادر هرقل الشام ونزل القسطنطينية واستقر بها ملكه، وسأل رجلاً ممن اتبعه كان قد أسر مع المسلمين، فقال: أخبرني عن هؤلاء القوم؟! فقال: أخبرك كأنك تنظر إليهم، هم فرسان بالنهار، رهبان بالليل، لا يأكلون في ذمتهم إلا بثمن، ولا يدخلون إلا بسلام، يقفون على من حاربوه حتى يأتوا عليه. فقال: لئن كنت صدقتني ليملكن موضع قدمي هاتين. 4 ــ وأرسل المقوقس رسلا إلى عمرو بن العاص لمفاوضته فلما رجعوا سألهم فقال لهم : كيف وجدتهم القوم ؟!! قالوا : رأينا قومًا الموت أحب إلى أحدهم من الحياة ، والتواضع أحب إليهم من الرفعة ، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة ، وإنما جلوسهم على التراب وأكلهم على ركبهم ، وأميرهم كواحد منهم ، ما يُعرف رفيعهم من وضيعهم ، ولا السيد من العبد ، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم واحد ، يغسلون أطرافهم بالماء ، ويخشعون في صلاتهم . فقال عند ذلك المقوقس : والذي يُحلف به لو أن هؤلاء استقبلوا الجبال لأزالوها وما يقوَى على قتال هؤلاء أحد!" هذا هو السر الذي كان وراء انتصارات المسلمين الأوائل كما اكتشفه الأعداء ... والحق ما شهدت به الأعداء http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=244 |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|