![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() موقع القادسية عمل الشيعة منذ تأسيس الدولة الوطنية في العراق سنة 1921 على خدمة كيانهم كشيعة - وإن سايروا التيار أحياناً بشعارات وطنية لا يؤمنون بها - وبرز هذا التوجه بوضوح بعد الاحتلال الأمريكي. كذلك عمل الكرد على خدمة كيانهم ككرد وتقويته والمطالبة بحقوقهم على هذا الأساس بلا مواربة. وذلك على العكس من موقف السنة العرب إزاء هويتهم السنية؛ فحفاظاً على (الوحدة الوطنية) التي لا أساس لها يمكن أن تقوم عليه في العراق، تجنبوا ذكرها في العلن، ونهروا من فعل ذلك. وبمرور الزمن، ولوجود الأرضية الجمعية الخصبة التي تقويها الثقافة الأبوية المتوارثة لديهم، وعدم وجود مانع عقائدي (كالشيعة) أو معارض قومي (كالكرد) صاروا يترددون من ذكرها، ويخجلون من الانتساب إليها، وساروا على النهج الوطني: شعاراً وتطبيقاً، قبل الاحتلال وبعده.. حتى تحولت (الوطنية) – في الذاكرة الجمعية – إلى دين بديل عن الإسلام، وصارت الهوية (العراقية) ناسخة للهوية (السنية). تلك هي المقدمة بكل اختصار.. فماذا كانت النتيجة؟ 1.قويَ الشيعة حتى سيطروا على مقاليد البلد. 2.قويَ الكرد حتى صارت لهم حكومة وبرلمان وجيش. 3.ضعُفَ أهل السنة حتى لم يعد لهم اليوم من كيان يؤويهم، أو جهة تمثلهم، ولا حتى شخص ينطق باسمهم! والسؤال الأهم: " لماذا ؟ " والجواب يكمن في المقدمة. من ضرورات الإعلان بالهوية السنية لو جرى الالتزام بالعقد الوطني من جميع المكونات العراقية، فلم يعلن الشيعي بشيعيته والكردي بكرديته ويعملا على هذا الأساس، لكان بالإمكان أن يؤتي العقد الوطني ثماره بصورة عادلة. ولكن الالتزام كان من طرف واحد فاختلت المعادلة. فأصبح الإعلان بـ(الهوية السنية) في بلد مثل العراق ضرورة، ليس من الناحية الدينية فقط، بل السياسية أيضاً. لقد كوّن الشيعة دولتهم، والكرد إقليمهم. وبقي السنة بلا دولة ولا إقليم، بل ولا مكان تحت الشمس يمَكّنهم من العيش بكرامة وحرية وأمان! والأهم من ذلك هو أن (سنة العراق)، لا سيما العرب منهم، استهدفهم الشيعة بالظلم بناءً على هويتهم السنية؛ إذ يكفي حتى تحرم من حقوقك أن تكون سنياً. ويصل هذا الظلم إلى حد الحرمان من حق الحياة! إضافة إلى حق الكسب، وحق الحرية، وحق الكرامة. إن هذا الحرمان يمارسه الشيعي كإجراء عادل عليه أن يؤديه خدمة للإنسانية التي لا يستحقها الآخر، بعد أن تمت عملية شيطنة السني و"تشييئه"([1]) في الذاكرة الجمعية الشيعية منذ أمد بعيد. وتزداد الصورة بشاعة حين تعلم أن حرمان السني من حقوقه، وعلى رأسها حق الحياة، يمارسه الشيعة طبقاً لعقيدتهم؛ فليس الأمر واقعاً لسبب عارض كما يتظالم البشر فيما بينهم، إنما ظلم السنة أمر مقصود أخلاقياً ودينياً، ويجري تنفيذه منهجياً. كل هذه الأمور مجتمعة تستدعي من السنة في العراق وما شابهه من أقطار أن يلجأوا إلى هويتهم السنية فيعلنوا بالانتماء إليها، ويبرزوها ويعتزوا بها. مكاسب ( الهوية السنية ) إن رفع لافتة (الهوية السنية) يحقق للسنة مكسبين عظيمين في طريق رفع الظلم عنهم واستحصال حقوقهم: الأول: تأسيس (قضية) لهم في الداخل، تجعلهم يلتئمون عليها فيما بينهم، ويتجمعون في كيان واحد يمكنهم به أن يدفعوا الحيف عن أنفسهم، ويستحصلوا حقوقهم، ويبنوا مناطقهم، ويعمروا إقليمهم، أو دولتهم. وليعتبروا بإقليم كردستان وما فيه من أمان وتطور وعمران، وتمتعه بقوة قادرة على ردع الحكومة المركزية الشيعية من ظلمهم وهضم حقوقهم. من دون هذه الخطوة يستحيل عليهم استعادة العراق من يد الشيعة وتخليصه من التبعية لإيران. والثاني: (تدويل القضية) في الخارج. وهذا الأمر مهم لاستكمال تحقيق المكسب الأول. فلو خرج السنة بقضيتهم إلى المنابر الدولية، وصرخوا في آذان المنظمات الحقوقية والمحاكم الدولية، وأسمعوهم صوتهم، وقدموا وثائق الإدانة للحكومة الشيعية بتوابعها من أحزاب ومليشيات ورجال دين أوغلوا في الدم السني، وبصورة منهجية وصلت إلى حد الإبادة الجماعية المنظمة، وبينوا أن ذلك كله يجري طائفياً، وأن طائفة كبيرة في العراق هي (السنة) يتم إبادتها على يد طائفة أخرى تمسك بزمام القوة هي (الشيعة).. لو فعلوا هذا لسمع العالم صوتهم، واستجابت المنظمات الحقوقية، والمحاكم الدولية – بنسبة أو باُخرى - لقضيتهم. واستثار ذلك أبناء العرب (وهم سنة) في الأقطار العربية حولهم، وكسبوا عطف الكرد (وهم سنة) وموقفهم، وحوصر الشيعة من كل جانب في جحرهم. وبهذا نكون قد انتزعنا العراق العظيم من أيدي الشيعة، فضلاً عن التمكين لنا في مناطقنا. وهذا ربح زائد على الربح أو المكسب الأول، لا يتناقض معه بل يقويه. ولا يتوقف عليه جهدنا وجهادنا ونضالنا إن لم يحصل كما ينبغي؛ فهو للاعتضاد لا للاعتماد. وأعظم من ذينك المكسبين حيازة رضا الرب؛ فالله تعالى لا يعين قوماً لا يرفعون لدينه راية. فرفع الراية السنية تستجلب رضا الرب جل جلاله، وتدفع غضبه الذي حل بنا منذ أن كذبنا عليه وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى دينه وعلى خلقه بقولنا: "لا فرق بين السنة والشيعة"، بينما الفرق بينهما كما بين الثرى والثريا. وتجاوز هذا الكذب الفاضح طاولة السياسة، لينزو على منبر الدين! لقد فقد سنة العراق هويتهم في زمن تغول الهويات، ففقدوا كيانهم، وأضاعوا حقوقهم. و(نسوا الله فنسيهم) ووكلهم إلى أنفسهم. فإن راجعوا أنفسهم ورجعوا إلى دينهم وهويتهم، وقرأوا جيداً مفردات واقعهم، عاد إليهم عزهم، واستعادوا عراقهم، والله معهم ولن يترهم أعمالكم. وإلا فلن ينتظرهم – لا سمح الله - سوى التشرذم والزوال وبؤس الحال وسوء المآل. 6/8/2013 منقول عن موقع القادسية اشراف الدكتور طه الدليمى
http://www.alqadisiyya3.com/index.ph...%A9&Itemid=435 |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|