![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
هل باتت "الجبهة الاسلامية" طابورا خامسا لأمريكا و النظام الدولي في الشام؟
منذ إعلان تأسيسه في سبتمبر 2013، حامت الشبهات حول "جيش الاسلام" (فصيل من ثوار سوريا) و كثير من قياداته و قيادات الفصائل المنخرطة فيه، فقد شاعت مثلا في سنة 2013 اخبار عن لقاء قائد جيش الاسلام، زهران علوش، بِبَنْدَر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية، خلال زيارة علوش لمكة من أجل الحج. و قال عدد من المحللين أن تأسيس "جيش الاسلام"، و بعده بأشهر قليلة "الجبهة الاسلامية"، كان بإيعاز من المخابرات السعودية و مساندة بعض الدول الخليجية! و توالت "الشبهات" حول "جيش الاسلام" و "الجبهة الاسلامية" و قياداتهما، كما سنعرض في الملخص التالي: >> ففي مقابلة على قناة بي بي سي في 13 كانون الأول/ديسمبر 2013 صرح السفير الامريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، بأن الأمريكان على اتصال بالجبهة الاسلامية، الامر الذي نفت الجبهة حدوثه، لكن الاحداث المتعاقبة بينت أن الجبهة الاسلامية كانت فعلا على اتصال بالأمريكان! >>> و توالت تصريحات و لقاءات لقيادات الجبهة الاسلامية (التي ينضوي تحتها "جيش الاسلام") التي غَدَّت المزيد من الشبهات حولهم بدلا من قلعها، فمثلا النقيب إسلام علوش -الناطق باسم الجبهة الإسلامية-، و عدنان العرعور -أحد المنظرين للجبهة الاسلامية-، صرحا في برنامج على قناة "شدا الحرية" في ديسمبر 2013 بتصريحات ملتوية، كان الهدف منها جس النبض و التمهيد للإفتاء بجواز استعانة الثوار بالغرب، فأقرَّا -اي إسلام علوش و عدنان العرعور- ضمنيا بجواز المشاركة في المؤتمرات التي يرعاها الغرب للبحث في شأن سوريا، كمؤتمرات جنيف (انعقدت الجولة الاولى لمؤتمر جنيف 2 من 22 الى 31 يناير 2014)......،*فمثلا ردًّا على سؤال: "هل مجرد اللقاء مع السفير الامريكي يعتبر مسوغ لتخوينكم (اي تخوين الجبهة الاسلامية) و اتهامكم بأنكم صحوات ....؟"، أجاب اسلام علوش: ".... نحن نعلم ان الرسول قابل الكفار و عقد معهم صلح ..."، .... و أضاف عدنان العرعور: "... إذا كان اللقاء، اي لقاء، ... مع العدو ... اذا كان خيانة ، لكان الرسول (استغفر الله) خائن، ....... اللقاء في حد ذاته ليس خيانة ...."!! ... و كذلك لما اعلنت الجبهة الاسلامية عدم موافقتها الذهاب لمؤتمر جنيف 2 (المؤتمر الذي انعقد ابتداء من 22 يناير 2014) فقد كان الاعلان بصيغة تدل على القبول مبدئيا بدخول مفاوضات يرعاها الغرب و يديرها، ... و انما المشكلة عندهم -اي عند الجبهة الاسلامية- هو مع بعض شروط تلك المفاوضات !!! .... فقد ورد في الاعلان مثلا: " ... وإننا لنشكر الدور التركي والقطري في دعم ثورتنا وتخفيف معاناة شعبنا ونقدر حرصهما على مشاركتنا في الحل السياسي حقنا لدماء السوريين لكننا مستمرون في ثورتنا ولن نقبل بأي تفاوض قبل تحقيق الشروط التالية .... " ...، و قُبَيْل انعقاد جلسة الائتلاف الوطني السوري في تركيا للتصويت على المشاركة في جنيف2، التقى مندوبون من الجبهة الاسلامية و جبهة ثوار سوريا و جيش المجاهدين مع سفراء غربيين في أنقرة للاتفاق على شروط قبول هذه الفصائل الذهاب لجنيف2، ... فلم يحصل وفد الثوار على ما رغبوا فيه، فرموا الكرة بيد الائتلاف الوطني السوري ليتخذ قرارهم بهذا الخصوص ....، فصوت الائتلاف الوطني السوري كما هو معلوم، و بضغط من الغرب، على الذهاب لجنيف 2، تمت عملية التصويت في جلسة هزيلة مزيفة، غاب عنها غالبية اعضاء الائتلاف! >>> و جاءت لقاءاتٌ لرئيسِ الهيئة السياسية للجبهة الاسلامية، حسان عبود (رحمه الله و غفر له)، مع مذيع الجزيرة العربية تيسير علون، و بعدها بفترة مع مذيع الجزيرة الانجليزية زيدان سامي، لتظهر بوضوحٍ صارخٍ التخبط المبدئي لقيادات الجبهة و ارتباطهم بالغرب و دول الخليج، ... فعن سؤال: "هل انتم مبدئيا ضد اي اتصال مع الأمريكيين؟"، كان جواب حسان عبود: "بالنسبة لأي اتصالات او اي لقاءات ... فهي محكومة بمصلحة أهلنا و مصلحة جهادنا وفق ما قررناه في الميثاق . لا إملاءات و لا ممارسات للوصاية و نحن ننطلق من مصلحة امتنا في ما نقدم عليه"، ... و بخصوص جنيف 2 كان جواب حسان عبود: "... اذا أقدمنا على اي لقاء مع اي طرف فسيكون هدفه إسقاط النظام و لا شيئ غير ذلك ..."!! فكانت تصريحات عبود دليلا إضافيا قاطعا على أن الجبهة الاسلامية مبدئيا على استعداد للقاء الأمريكان و الغرب و الاستعانة بهم، بل و في الوقت الذي كانت تنفي فيه الاتصال بالأمريكان كانت الجبهة الاسلامية في حقيقة الامر على اتصال بهم، ... و بذلك فالجبهة الاسلامية تجعل الغرب طَرَفاً، بل و سيدا على إدارة شؤون المسلمين بالشام و تحديد مصير مستقبلهم! (قد كتبنا سابقا مقالات بخصوص جنيف 2، من بينها مقال تحت عنوان: "مؤتمر جنيف2: هل رفض الفصائل الثورية له رفض مبدئي أم ظرفي ...؟"). >>> و في مؤتمر جنيف 2 (الذي انعقد في اواخر شهر يناير 2014) اعلن أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري، أن قتال جماعة البغدادي يتم بمساندة الدول الشقيقة والصديقة! و قتال جماعة البغدادي قاده آنذاك الجبهة الاسلامية و جيش المجاهدين و جبهة ثوار سوريا. و قد صرح الجربا في الكلمة التي ألقاها في مؤتمر جنيف 2 بالتالي: “تمكن الجيش الحر بإرادة مقاتليه وغطاء كامل من الائتلاف الوطني، وبمساندة كبيرة من الدول الشقيقة والصديقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية؛ تمكن من تطهير إدلب وريفي حلب الغربي والشرقي وكامل حماة، من إرهاب داعش، وكبدها مئات القتلى والأسرى. الصورة واضحة أمامكم اليوم أيها السيدات والسادة” .. فعلى ما يبدو كانت أطراف خارجية مشاركة أو موعزة لقرار بٓدْءِ الحرب ضد جماعة البغدادي. و إعلان الحرب ضد جماعة البغدادي قُبَيْلَ انعقاد مؤتمر جنيف 2 كان على ما يبدو بمثابة شهادة "حسن السلوك و السيرة" الذي كان على الائتلاف الوطني السوري و بعض الفصائل المقاتلة تقديمها و عرضها على طاولة جنيف 2 ليستَجْدوا دعم الغرب لهم!! (و قد كتبنا وقتها مقالا بعنوان: [تحليل سياسي: هل الدافع وراء شَنِّ الحرب ضد جماعة "داعش" في سوريا هو من اجل الفيئ لأمر الله فحسب ...؟]،... فجماعة البغدادي جماعة خوارج كما بينا في عدة كتابات، لكننا كما أننا لا نقبل بجماعة الخوارج هاته و نرفض أفكارها و تصرفاتها المخالفة للشرع و نرفض استباحتها للدماء المحرمة، فإننا كذلك لا نقبل بجماعات التفريط و الانبطاح و الميوعة و التجارة بالدين، فكلا التيارين، الغلو و التفريط، كلاهما خطر على الامة الاسلامية، فواقع المسلمين اليوم و تاريخهم دليل صريح و قاطع على المصائب التي أحدثها و يُحدثها هذين التيارين المنحرفين)!! و لِلْعِلْم فمع بداية قتال جماعة البغدادي بدأت أيضاً بعض الفصائل في مطاردة و قتل "المهاجرين" (المقاتلين غير السوريين الذين هاجروا الى سوريا لنصرة المسلمين هناك)!! ... و هذا الموقف في التعامل اتجاه "المهاجرين" كان أيضاً من بَيِْن شروط الغرب و بعض الدول العربية "الداعمة" للفصائل الشامية ، كما صرح الامير سعود فيصل في الكلمة التي ألقاها في مؤتمر جنيف 2 ....!! >>> و في شهر مايو 2014 أصدرت عدة فصائل مقاتلة في سوريا "ميثاق شرف ثوري". و قد وَقَّعَ على الميثاق كل من الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وجيش المجاهدين، وفيلق الشام، وألوية الفرقان، والجبهة الإسلامية. و كانت من بين بنود الميثاق: 1) الترحيب "باللقاء والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية المتضامنة مع محنة الشعب السوري بما يخدم مصالح الثورة. 2) الحفاظ على وحدة التراب السوري، ومنع أي مشروع تقسيمي بكل الوسائل المتاحة هو ثابت ثوري غير قابل للتفاوض. 3) الاعتماد في العمل "العسكري على العنصر السوري. 4) الهدف من الثورة إقامة دولة العدل والقانون والحريات. و قد علقنا وقتها تعليقا مفصلا على هذا الميثاق تحت عنوان: "تعليق على ميثاق اللاَّشرف اللَّاثوري لبعض الكتائب المقاتلة في الشام"! >>> و مؤخراً، في شهر مايو لسنة 2015، أجرى زهران علوش -قائد جيش الاسلام- لقاءًا مع مجلة أمريكية، تُسمى مكلاتشي "McClatchy"، يستجْدي من خلاله عطف الغرب و رضاه، حيث نسف كثيرا من الشعارات الاسلامية التي كان يتبناها هو و الجبهة الاسلامية من قبل، و مما قال زهران علوش لمجلة مكلاتشي: 1) بعدما كان زهران علوش يقول "الديمقراطية تحت أقدامنا" صرح الآن للغرب بأن "الشعب يختار نوع الدولة التي يريد". 2) أنه مستعد لاستبدال علم العقاب (راية ذات اللونين الابيض و الاسود و تحمل كلمات "لا اله الا الله محمد رسول")، استبداله بما يسمى "علم الثورة". و ما يسمى "علم الثورة" هو في الحقيقة علم الانتداب الفرنسي الذي كانت تعتمده سوريا علما رسميا منذ 1930 قبل وصول البعثيين الى الحكم سنة 1963. و علم الانتداب الفرنسي في سوريا، الذي اعتمدته بعض فصائل الثوار علما رسميا لهم، هو عبارة عن راية متكونة من ثلاثة أشرطة عرضية اخضر، ابيض و اسود، و تتوسطه ثلاثة نجوم حمراء. 3) يعترف علوش أخيرا ان الجبهة الاسلامية كانت على اتصال منذ مدة مع الادارة الامريكية! 4) يستنكر عدم مساعدة امريكا للثوار و الشعب السوري المتضرر!! 5) سيتم تشكيل حكومةِ "تكنوقراط" في سوريا عقبَ سقوطِ حكمِ الأسد. 6) و ردًّا على هذا التغير الجذري في خطاباتِه و تراجعه عن كثير من شعاراته الاسلامية، قال زهران علوش أنه كان تحتَ ضغطِ الحصارِ المفروض على المِنطقة. و أضافَ الناطق باسم جيش الإسلام، إسلام علوش، بأنّ هناك نوعين من الخطابات، نوع موجه للداخل و آخر للخارج، و أن الخطابات ذات الشعارات الاسلامية كانت تهدفُ لإنقاذِ السوريين من الانضمامِ إلى تنظيمِ الدولة. و هذا النص الحرفي باللغة الانجليزية لنا نقلته مجلة مكلاتشي التي أجرت الحوار مع زهران علوش: Asked by McClatchy to explain his change in stance, Alloush said his original statements were due to the pressure he lived under in Ghouta, the scene of a poison gas attack two years ago that killed hundreds. “We are under siege. We all suffer psychological stress. When I was in prison and the jailer would come and torture prisoners, after he would leave prisoners would quarrel and beat each other,” he said. His spokesman, Islam Alloush, said the speeches Zahran Alloush had made in Ghouta were for internal consumption, to rally fighters in the face of other, far more radical Islamist forces, such as the Islamic State. “There’s speech for the internal audience and for the external audience,” he said. “The internal speech is devoted to saving our sons from joining the Islamic State.” Others said it might simply be that radical rebel leaders realized they must change their tune for a Western audience that was repelled by the kind of tough rhetoric that found Alloush condemning democracy in January 2014 as “the dictatorship of the strong” and declaring at the mosque in December, “We denounce democracy completely.” For the Muslim world, he said, democracy has brought only corruption, oppression and backwardness. ( ISTANBUL: Islamist rebel leader walks back rhetoric in first interview with U.S. media | Syria | McClatchy DC ). 7) الادارة الامريكية أمرت زهران علوش بالتوقف عن قصف دمشق! و هذا يدل على ارتباط زهران علوش و جيشه بأمريكا و مدى تأثير الاخيرة على متى و من يجوز لزهران علوش أن يحارب! إذاً فمشاريع الغرب ضد الامة الاسلامية، و للاسف، تفلح دائما بسبب تخاذل بعض المسلمين و انتهازيتهم و تعاملهم الساذج و السطحي مع الاحداث! فإلى جانب مرتزقة الائتلاف الوطني السوري و مرتزقة آخرين من أبناء المسلمين ممن رضوا ان يكونوا خدما و جندا للغرب، تدربهم امريكا و تريد تسليحهم و إدخالهم الى سوريا، الى جانب هؤلاء يحرص الغرب على إخضاع الضعفاء اللامبدئيين من الثوار الفاعلين على الارض في سوريا ليكونوا ذراع الغرب المطول في سوريا ما بعد الاسد فيساندوه على تنفيذ مشاريعه و إبقاء هيمنته على بلاد الشام! و قيادات الجبهة الاسلامية بعد كل ما صدر منهم و الذي لخصنا بعضه في هذا المقال، باتوا طابورا خامسا لأمريكا في سوريا! ... و مواقف الجبهة الاسلامية - على الاقل قياداتها- و نفاقها، و تغير مواقفها لإرضاء الغرب (يذكرنا بمنهج الاخوان)، ما هو إلا دليل قاطع على أن الاعتماد على الغرب و الاستعانة به لا يتحقق معه و به إلا خيانة الله و رسوله و المسلمين، و هل يظن مؤمن بالله و رسوله غير ذلك ؟؟! ... فلو كان الثوار يعتمدون في التمويل و التسليح الخ ...، على الله ثم على انفسهم و على المسلمين (آحاد المسلمين و ليس الأنظمة و لا مؤسسات الدويلات في بلاد المسلمين) لما احتاجوا اصلا للتصريح بأي كلام يتنكرون فيه لدينهم لاستلطاف الغرب و إرضائه، و لا استطاع الغرب إلزامهم بأي شيئ، اللهم إلا إذا نزل الغرب بجيوشه على أرض سوريا و استطاع فرض إرادته بالقوة! لقد عانت الامة الاسلامية و تعاني الأَمَرَّيْن من الخونة و الجهلة و المرتزقة الذين يتاجرون بدين الله و بأعراض المسلمين و دمائهم من أجل إرضاء الغرب و تقديم بلاد المسلمين له على طبق من ذهب، و لقد سئم المسلمون من خطابات الذل و المهانة و الخنوع و المسكنة التي يخاطب بها المثبطون من أبناء الامة الاسلامية الغرب! و لقد سئم المسلمون من تبريرات المثبطين الذين يربطون مصيرهم بالغرب، و من ثم يريدون جر الامة الاسلامية لتسقط معهم في نفس الفخ الذي وقعوا هم فيه، و بالتالي ربط مصير الامة الاسلامية بالغرب! فطالما، و منذ قرنين من الزمن، يبحث الخونة و الجهلة و ضعفاء الأنفس عن تبريرات "شرعية إيهاماً" أو "مصلحية" لاستحسان و تجويز الاستعانة بالغرب و التنازل من أجله -اي من أجل الغرب- عن دين المسلمين و أعراضهم و أموالهم و خيرات بلدانهم و سيادتهم على أوطانهم! ... فبعدما ترك المسلمون آيات الله و سنة رسوله وراء ظهورهم و لم يحملوا تحذيرات الله و رسوله من الركون للكفار على محمل الجد، و زين لهم الشيطان الاستعانة بالكفار و تسليمهم رعاية و إدارة شؤون المسلمين، ... لما حصل هذا من المسلمين ذاقوا شتى انواع الظلم و الذل و القتل و الفقر و التعذيب و هتك الأعراض و ضياع الأمن و الأمان {تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80)}(المائدة)، ... {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126)}(طه)، ... {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113)}(هود)، ... {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}(المائدة)، ... {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)}(النساء). أفبعد و مع كل الذي آل اليه حال المسلمين و البوار الذي حل ببلدانهم بسبب الغرب و بسبب ترك المسلمين لدينهم مقابل إرضاء الغرب، ... أفبعد و مع كل هذا، لازال هناك من المسلمين من يتجرؤون فيستخفون بعقول المسلمين و يقولون لهم أن الغرب و امريكا تريد بهم خيرا و أن النجاة و حل مشاكلهم لا يكون إلا عن طريق الاستعانة بالغرب و تقديم التنازلات له و إنكار الذات: إنكار مبدأ الاسلام و أحكامه، بل و إنكار حتى المصطلحات الشرعية الاسلامية، و التنازل عن إرادة المسلمين و سيادتهم على قراراتهم !! ... كذب الخونة الجهلة الذين يتسابقون لإرضاء امريكا و يستنجدون بها و يقولون أن حل مشاكل المسلمين لا يكون إلا عن طريق الاستعانة بها، ... كذبوا و صدق الله إذ قال: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون (217)}(سورة البقرة)، ..... {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ (109)}(سورة البقرة)، .... {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)}(سورة البقرة)، .... {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)}(سورة الصف)، ... {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8)}(سورة التوبة)، ..... {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}(سورة المائدة)، .... {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ (1)}(سورة الممتحنة)، .... {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57)}(سورة المائدة)، .... {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118)}(سورة آل عمران)، .... {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}(سورة المجادلة)، ... {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)}(النساء) كذب الخونة الجهلة الذين يدعون أن الغرب هو من سيساند ثوار سوريا لصالحِ صَلاَحِ حال المسلمين في سوريا و من أجل استعادة سيادتهم و كرامتهم، ... كذبوا إذ ما حل بمصر و اليمن و ليبيا و تونس بمباركة من الغرب و تدخل منه و استعانة الثوار به، ما هو ببعيد! ... فما تقوله بعض فصائل الثوار اليوم في سوريا و ما يقوله بعض مشايخ الذل و التثبيط عن جواز بل و وجوب الاستعانة بالغرب و التنازل عن الاسلام و شريعته لكي لا يقلق الغرب و يغضب، هذا القول سمعناه من قبل من إخوان مصر و اليمن، و "نهضة" تونس، و " ثوار" في ليبيا، و نتيجة ركونهم للغرب و الاستعانة به و تمكينه - اي تمكين الغرب- من إبقاء تحكمه في قرارات المسلمين، نتيجة كل ذلك يراها المسلمون و يعيشون كوارثها و آلامها و ذلها و ظلمها! ... فكذب الخونة الجهلة و صدق الله إذ قال سبحانه تعالى ذكره: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)}(التوبة)! ... ففي حواره مع مجلة مكلاتشي قال زهران علوش أن الإدارة الأمريكية هي عثرة في طريقِ الشعبِ السوري تحولُ بينه وبين حريته، و أنها لا تكترث لمآسي السوريين، و تتسم بالازدواجية. ... فنقول لعلوش بل العثرة أمام تحرر المسلمين هم الخونة الجهلة من المسلمين الذين يتسابقون للتنازل عن حق الله و دينه من أجل إرضاء الغرب، ... الخونة الجهلة الذين يربطون وجودهم و مصيرهم بالغرب و يريدون أن يجروا أمة الاسلام ليكون هي أيضاً مصيرها و وجودها مرتبط بالغرب! ... و نقول لعلوش أن المسلمين لا يهمهم اكتراث الغرب لمآسي المسلمين من عدمه، لكن الذين لا يكترثون فعلا لمآسي المسلمين و آلامهم هم الخونة الجهلة المرتزقة من المسلمين الذين يتاجرون بدماء و عذاب و مِحَنِ ملايين المسلمين، ... الملايين من المسلمين يُقَتَّلون و يعذبون و يهجرون و تنتهك اعراضهم بسبب النظام الدولي الذي أوجد بشار الاسد و أمثاله و ساندهم و يساندهم، ... و الخونة الجهلة المرتزقة يجالسون دول ذلك النظام الدولي و مؤسساته السياسية و الأمنية و الاستخباراتية ليحيكوا معه، و إرضاءًا له و خدمة لمصالحه، مخططات ضد الامة الاسلامية و ليمنحوه سلطانا على أمة الاسلام و يمكنوه من تحديد مصير ثوراتها! و فيما يخص قول علوش و أمثاله أنهم بعد إسقاط نظام الاسد سيتركون "الشعب يختار نوع الدولة التي يريد"، ... "الشعب يختار نوع الدولة التي يريد" بعدما خرجت ثورة الشعب من المساجد صارخة "هي لله هي لله" و "ما لنا إلا الله"، ... "الشعب يختار نوع الدولة التي يريد" بعد حرب شرسة دامت لأكثر من اربع سنوات، و ربما ستطول اكثر، و سقط على إثرها مئات آلاف القتلى من المسلمين و ملايين من المشردين، و انتهكت الأعراض و مورست أشد انواع التعذيب بحق مئات الآلاف من المسلمين، ... "الشعب يختار نوع الدولة التي يريد" بعدما خذل العالم كله، علمانيون و تيكنوقراطيون و ليبراليون الخ، خذلوا شعب سوريا المسلم و لم يتحرك لنصرتهم إلا إخوانهم في الاسلام! ... "الشعب يختار نوع الدولة التي يريد" بعدما ينتصر الثوار المسلمون المقاتلون الذين لم و لن ينتصروا على نظام الاسد و أعوانه و يحرروا شعب سوريا إلا لأنهم جعلوها ثورة اسلامية، و جعلوا قتالهم لوجه الله و نصرةً لدينه و استجابةً لأمر الله في حماية المستضعفين من بطش الطغاة، و إعلاءً لِ "لا إله إلا محمد رسول الله"، ... أقول فيما يخص قول علوش و امثاله أنهم بعد إسقاط نظام الاسد سيتركون "الشعب يختار نوع الدولة التي يريد"، فسأتطرق لها إن شاء الله و بعونه في مقال خاص! :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::: بعض المراجع التي استُعِينَ بها في هذا المقال: *** مقابلة السفير الامريكي روبرت فورد على قناة بي بي سي، 13 كانون الأول/ديسمبر 2013: *** لقاء السفير روبرت فورد مع قناة اورينت: حديث هام يحوي كثيرا من المعلومات المهمة ...: ****النقيب إسلام علوش - الناطق باسم الجبهة الإسلامية- و عدنان العرعور .... إيحاءات لفتوى بجواز استعانة ثوار الشام بالغرب و بحضور مؤتمر جنيف ...: *** هذا رابط لرئيس الهيئة السياسية للجبهة الاسلامية حسان عبود ينفي فيه لقاء الجبهة للمبعوث الامريكي فورد - قناة الجزيرة -: *** لقاء حسان عبود مع الجزيرة العربية: *** لقاء حسان عبود مع الجزيرة الانجليزية: *** بيان "القوى الفاعلة على الأرض" بخصوص مؤتمر جنيف : http://t.co/1DEBpazb5f . *** كلمة أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري في افتتاح مؤتمر جنيف 2: *** حوار مجلة مكلاتشي مع زهران علوش: http://www.mcclatchydc.com/2015/05/2...lks-back.html* ... |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|