![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
لطيفة اغبارية: من “واقعة الرافعة” إلى “مجزرة التدافع″ من المسؤول؟ إلى ضاحي خلفان: نعارضك في تسييس هذه الكارثة وتحميل حُجّاج “إيران” مسؤولية موتهم… من هم حُجّاج ألـ”vip”؟…. بئست “شرايط العيد” يا “ريهام السعيد” التي ستهين السوريين!
لطيفة اغبارية قام والدي بتأدية مناسك الحج ثلاث مرات، وفي كل مرّة كنّا نعدّ أيّام عودته بالدقيقة، سالمًا ومحمّلا بالهدايا. وهذه الأيّام لا نتخيّل سوى الأطفال والأهل الذين انتظروا ذويهم وأقاربهم للعودة من الحج، ما هو شعورهم عندما شاهدوا وعلموا بسحقهم تحت الأقدام، على لهيب الأرض الحارّة. إذا كان خليفة أمّتنا الإسلاميّة، الذي نعتز به، الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قد أبدى قلقه وخوفه من يوم الوقوف والمحاسبة أمام الله تعالى، إذا “ما تعثّرت بغلة في العراق “، لأنّه لم يمهّد لها الطريق. من هنا ننطلق لنسأل: من الذي سيُحاسب عن موت وجرح المئات في مجزرة حجاج السعودية الأخيرة؟ بخاصّة إن وجدتَ دعاة يسارعون لتحميل القضاء والقدر في هذه المصيبة، كما قال الشيخ محمد العريفي!. نسأل: هل يكفي الرخام اللامع، والتوسعة وتوفير المأكل والمشرب للحجيج، وهو أمر هامّ ويحتاج لمجهود ولا ننكره، وهذه الخدمات لا يجب أن تكون منّة لأنّ موسم الحج يدرّ بالربح أيضا على المملكة العربية السعودية، التي يجب أن تمنع مثل هذه الحوادث التي تكرّرت. جحيم الموت والرعب كان عنوان موسم الحج لهذه السنة ولم يرحمهم، وهذه الحادثة هي الثانية بعد “واقعة الرافعة”، لذلك يحقّ لنا أن نسأل، والعالم أصبح على مقربة أن يسكن المريخ وربما كواكب أخرى، لماذا لا تحدث مثل هذه “البلاوي” إلا عندنا؟ وبالمقابل نعرف العديد من الدول الأوروبيّة التي تقام فيها مهرجانات واحتفالات يشارك بها الملايين، مثل لندن، وفي الفاتيكان يجتمع كل أحد 2.5 مليون إنسان للصلاة ولا نسمع عن حوادث. بعض الفضائيّات والمواقع الإخبارية، والشخصيات العربية حمّلت حجّاج إيران مسؤولية ما حصل، كما قال نائب شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، الذي غرّد على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالحرف الواحد:” تستطيع المملكة أن تذلّل كل الصعاب خدمة لضيوف الرحمن، وتبذل الغالي والنفيس، لكنّها لا تستطيع أن تجعل من الحجاج الإيرانيين حجّاج ملتزمون بالنظام”. وهذا ما استفزّنا ونرفضه جملة وتفصيلا، ولا يهمّنا في هذه الكارثة الحقد على إيران وسياستها، حتّى لو اختلفنا معها في أمور أخرى، بقدر ما يقلقنا الإنسان العادي أولا، وهو الذي ترك أهله وبلاده لأداء ركن من أركان الإسلام، ولا نظنّه حضر للجهاد. فأقوال خلفان توحي بأنّ حجاج إيران يفتقدون للسلوكيات الراقية ولا يحترمون التعليمات، وهم من تسبّبوا في هذه الواقعة. لكن ماذا مع باقي الحجّاج وجنسياتهم الأخرى؟ ولماذا يجب تسييس هذه الحادثة؟ أم أنّ إلقاء التهم على الغير، هو أقصر طريق للهروب من المسؤوليّة، بخاصّة أنّ الروايات عن سبب التزاحم متعدّدة، منها ما قاله رئيس منظمة الحج والزيارة في إيران، سعيد أوحدي للتلفزيون الإيراني أنّ طريقًا أغلق “لأسباب مجهولة” بالقرب من مكان رمي جمرة العقبة بالقرب من “مِنى” هو ما تسبب بهذا الحادث المأساوي. برنامج “مع الحدث” على قناة “العالم” عالجت هذا الموضوع بشكل جادّ، من خلال متابعة تداعياته، إذ بدأت هناك مطالبات جادّة بطرح الحلول، منها تسليم إدارة الحج لهيئة من الدول الإسلامية كافّة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وبرلمانات هذه الدول، متّهمة السعودية بالتقصير لأنّها مشغولة بدورها التخريبي في اليمن وسورية كما قال ضيوف الحلقة. لا ندري ما المشكلة في التعاون بين السعودية ودول عربية أخرى في تنظيم هذا الموسم الذي يحتاج إلى جهود وطاقات جمّة؟ لذلك يجب إعادة الكثير من الأمور المتعلقة بإدارة موسم الحج، وتشكيل لجان مختصة في هذا المضمار، ولا عيب في ذلك، ولكن العيب هو في وقوع ضحايا، ثمّ يحقّ لنا أن نسأل: هل يجوز “تسييس الحج” وحرمان فئة من المسلمين من أداء هذه الفريضة،# ومنعهم من زيارة مكة، مثل أهلنا في سورية واليمن؟. #نحن نتبنّى الموقف الذي يطالب في تقصّي الحقائق، من خلال تشكيل لجنة تحقيق مستقلة تشارك بها الدول التي وقع منها ضحايا، فهذه جريمة إنسانية لا يجب السكوت عنها، ولو حدثت في دولة أوروبية لأقيمت الدنيا ولم تقعد، ولتمّ فصل وزراء ومحاسبتهم، لكن في الدول العربية “الله أعلم”!. ******** الحجّ البرجوازي والعادي! الأمر الآخر الذي لفت انتباهنا، بعد هذه الحادثة وتابعنا تفاعلاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو انتشار صورة لأحد الدعاة وهو يرجم إبليس من “موقع خمسة نجوم”، كما أطلقوا عليه. والخدمات التي تُقدّم لهؤلاء الحجاج تندرج تحت ما يسمّى”vip” أي “شخص مهم جدا وهذا الشخص غالبا من الأثرياء، ومن المسؤولين، أو من المشاهير، ويتمتعون بامتيازات لا يحظى به الحاج العادي “الفقير”. #لكنّ الأمر الذي يجعلنا نضيء اللون الأحمر هو كيف سنقتدي أو نصدّق أقوال داعية آثر الترف، وعدم المشّقة في الحج، والسير والسعي مع الناس وإرشادهم، وأن يكون قدوة، فهذا أفضل من ألف محاضرة يقدّمها عن المساواة والتواضع بين الناس، “وأنّ الناس سواسية كأسنان المشط. لكن يتّضح بأنّ سلطة المال والمنفعة الشخصية والبرجوازية والطبقية عند البعض، هي الصخرة التي تتحطّم عليها أعظم المبادئ!. ********** “شرايط العيد”.. نقول لكل من يريد التبرّع بـ”أكَم شريطة” (ملابس) للعيد، للاجئي سورية، “قدّر الله سعيك” ، لكن لا حاجة لأن تفضح العدسة المحمولة عيون ولهفة الأطفال والنساء لحاجتهم لهذه “الشرايط”، وأن تبادر لفعل الخير هو أمر جميل تُشكر عليه، #لكن ليس هناك من داعٍ للتباهي وتوثيق لحظات “الكرم” على حساب المشاعر الإنسانية. لقد استفزّنا بشدّة مقطع الفيديو من حلقة برنامج”صبايا الخير” الذي تقدّمه الإعلامية المصرية ريهام سعيد على قناة “النهار”، وفي هذا المقطع الذي عُنون بـ” لحظة هجوم السوريين على ريهام سعيد” وتمّ نشره على موقع “اليوتيوب”، وتظهر فيه الإعلامية وهي واقفة على ظهر سيارة محمّلة ببعض “كراتين” الهدايا وملابس العيد، وقد رُفع عليها العلم المصري، في الوقت الذي يتدافع فيه العشرات من اللاجئين السوريين في أحد المخيّمات اللبنانية، نحو السيارة للحصول على الملابس. ثمّ تظهر “ريهام سعيد” بمظهر المشاهد المذهول ممّا تراه، وكعادتها تنتهز الفرصة لإعطاء المواعظ للشعوب العربية بالقول إنّ هذه الشعوب التي ضيّعت نفسها بالفتنة، وهذا هو مصير الناس عندما تضيع بلدهم،” فانظروا كيف تركوا أطفالهم في الأرض، وركضوا ليأخذوا الملابس،….”. ما فهمناه أيضا أنّها أرادت إيصال رسالة للمصريين مفادها، “تمسّكوا بالسيسي” ونظامه أفضل لكم من التمرّد، إذ ستلقون نفس المصير من “الذلّ”!. وهو الأمر الذي أغضب الكثير من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروه تجارة بقضيّتهم، واللعب على أوتار الإنسانية، كما أثار هذا الأمر الإعلامي يسري فودة الذي علّق على ذلك: ”شعب سوريا أعز و أكرم من أن يحتاج إلى دفاعي، و ما يحدث له إنما هو ثمن غالٍ يدفعه لقيم أغلى تعجز عن إدراكها بالوعات الصرف “الإعلامي” في مصر”. وأخيرا، تعازينا الحارّة لذوي الضحايا رحمهم الله، وكل عام ومن تبقّى على هذه الأرض بخير. http://www.raialyoum.com/?p=321958 ..... |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
أما وجد الله أحدا أرسله غيرك | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-04 04:10 PM |