عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-10-19, 01:06 AM
لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-09-08
المشاركات: 200
لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة لا نبالي بالطغاة
جديد .::{ مواقف من حياة الهمام الشيخ هشام }::.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أعز بالتوحيد أهله ، وأذل بالشرك أهله ، والصلاة والسلام
على من لا نبي بعده ، وبعد ..

[ مواقف من حياة الهمام الشيخ هشام ]

إن الحديث عن حياة أبطال التوحيد جندا وقادة ، لهو أصعب بكثير مما يتخيله الناس ، فبمجرد أن تمسك قلمك تريد أن تكتب شيئا عن حياة أحدهم ، تتبعثر الكلمات ، وتتطاير العبارات ، وتتسابق العبرات ، وتتلعثم الشفاه ، وتضطرب الأفكار ، وتهتز المشاعر ، وتهيج الذكريات ، فيبقى العقل عاجزا حائرا ، واللسان صامتا ، والحروف خرساء ، والعبارات جوفاء ، والكلمات بلهاء تصرخ في صاحبها ويحك ! أوهل مثلي يصلح لأن يخط شيئا من سير ضراغم التوحيد وفوارس الجهاد المقدس ! فيظل المرء متحيرا ماذا يكتب ، والأرض أغرقتها الدماء ، وبأي أسلوب يترجم المشاعر التي ترجمها غيره بالأشلاء . لعمري إنهم أتباع النبي الأول ..

ولولاهم كانت تميد بأهلها * ولكن جبالها ورواسيها همُ
ولولاهم كانت ظلاما بأهلها * ولكن هم فيها بدور وأنجم


وها أنا اليوم في محاولة بائسة أخرى ، لكي أتكلم عن جزء من جزء من مواقف حدثت مع الشيخ العالم العامل ، المهاجر المغترب : هشام السعيدني أبو الوليد المقدسي يرحمه الله رحمة واسعة .
وسأذكر فقط " 5 " مواقف من حياة الشيخ أبي الوليد تقبله الله :


1- قبل أن يتم اعتقال الشيخ بتهمة التوحيد والجهاد ، كان الشيخ مطاردا لأجهزة الأمن الحمساوية ، وفي تلك الفترة العصيبة ، شنت حكومة غزة حملة شرسة على كل من له علاقة بالشيخ من قريب أو بعيد ، واشتد الحصار والخناق على الشيخ حتى كان الجميع يتوقع أن يؤسر في أي لحظة ، فجلس الشيخ مع بعض إخوانه وذلك قبل الأسر بمدة يسيرة جدا وقال لهم موصيا : ( إن قدر الله لي أن أعتقل ، فلا أريد من الشباب إلا الصبر والروية ، ولن تأخذوا مني بإذن الله إلا العزيمة !! فاسألوا الله لي الثبات ) ، ولقد كان والله كما قال ، فلقد ضرب أروع الأمثلة في الصبر والثبات في أقبية التحقيق الديمقراطي العفن ، رغم سيول الترهيب والترغيب التي تكاد أن تملأ زنزانته !إلا أنه خرج من سجنهم أشد صلابة وأقوى شكيمة على مواصلة الطريق حتى أن دهاقنة وجلادي أقبية الظلام شهدوا له بذلك !

2- وفي يوم اعتقاله ! حدثني من رآه ! قائلا : كنت أسمع بالشيخ هشام وأنه خطير وأنه المطلوب الأول لحكومة غزة ، فلما تم اعتقاله قلت أريد أن أذهب لكي أرى من هذا الذي يتحدث عنه الجميع ! قال فذهبت إلى حيث هو وكان في غرفة منفردة وحيدا ، وكان مقيدا للخلف في كرسي صغير ، فلما دخلت لأنظر إليه وجدته يصلي ويؤمئ برأسه ويتمتم بشفته وهو على هذه الحالة !! وهو جالس مقيد للخلف معصوب العينين !! قلت أنا : شلت يد آذتك يا شيخ .

3- في أثناء المطاردة والإختباء عن أعين غربان الأرض ، كان قد اعتقل معظم الإخوة الذين حول الشيخ ، وبالتالي لم يعد للشيخ مأوى يرابط فيه إلا ما نذر ، ولذلك اضطر هو ومن كان معه أن يلجئوا إلى منطقة " المواصي " في خانيونس ! والتي تتميز بالكثبان والسوافي الرملية ! فكان الشيخ يرحمه الله ، في أثناء المبيت بهذه المنطقة ، يدفن جسده المنهك الهزيل بالرمال ، لكي يحمي نفسه من الحشرات الأرضية المنتشرة في المكان ! لكي يختبئ عن أعين الحشرات البشرية الأشد فتكا وضررا بالإنسان ! حسبنا الله ونعم الوكيل .

4- يقول الأخ أبو المحتسب ثبته الله : " والله لقد كان الشيخ يعيش في كثير من الأحيان وليس في بيته إلا بعض الأغطية ، والفراش الذي يكون غالبا أقل من عدد أسرته !! مع قليل جدا من أغراض البيت ، وكما تعلمون فإن الشيخ كان محروما من أي عمل يوفر له مصدر دخل بسبب الطاردة ، ولم يكن يرضى أن يستخدم أموال الجماعة ، ولذلك كان يطلب من بعض الإخوة أن يوجدوا له أي عمل !! يناسب ظروفه !! خاصة لو كان عمل حراسة ليلية أو ما شابه !!

5- يوم أن خرج من سجن الظلام في شهر مضان زاره أحد الإخوة وسأله هل من شروط وضعت عليك يا شيخ ؟ فنفى ذلك، وقال لي إن سبب خروجي هو خوف الأمن الداخلي من الإحراج أمام الناس إذا ما تم قصفي وأنا في سجنهم , فقال الأخ : يا شيخ خذ الحذر فكلنا مستهدفين والمسألة مسألة وقت لا غير فلربما قُصفت وانت بين أهلك وعيالك , فرفع يديه قائلاً بصوته الشجي الخافت هذا ما نتمناه !! ولقد أكرمه المولى بما تمناه !!
هذا غيض من فيض من حياة الشيخ وما خفي كان أعظم .
---
قد كنت أنطق بالوداع وأسمع * واليوم أسقى من أساه وأفجع
ما كان يفجعنا الممات وإنما * بعد الحبيب عن الحبيب المفجع
أحـثوا التراب بقبركم وأنا أرى * والله طيفك من أمامي يرتـــــــــــع
أمشي لقبرك والخطى مذعورة * والقلب من حر الأسى يتقطع
قد كان مطلعكم يفيض بأنسنا * واليوم نبكي أين ذلك المطلع

__________________
رد مع اقتباس