جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
.::{ مواقف من حياة الهمام الشيخ هشام }::.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعز بالتوحيد أهله ، وأذل بالشرك أهله ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد .. [ مواقف من حياة الهمام الشيخ هشام ] إن الحديث عن حياة أبطال التوحيد جندا وقادة ، لهو أصعب بكثير مما يتخيله الناس ، فبمجرد أن تمسك قلمك تريد أن تكتب شيئا عن حياة أحدهم ، تتبعثر الكلمات ، وتتطاير العبارات ، وتتسابق العبرات ، وتتلعثم الشفاه ، وتضطرب الأفكار ، وتهتز المشاعر ، وتهيج الذكريات ، فيبقى العقل عاجزا حائرا ، واللسان صامتا ، والحروف خرساء ، والعبارات جوفاء ، والكلمات بلهاء تصرخ في صاحبها ويحك ! أوهل مثلي يصلح لأن يخط شيئا من سير ضراغم التوحيد وفوارس الجهاد المقدس ! فيظل المرء متحيرا ماذا يكتب ، والأرض أغرقتها الدماء ، وبأي أسلوب يترجم المشاعر التي ترجمها غيره بالأشلاء . لعمري إنهم أتباع النبي الأول .. ولولاهم كانت تميد بأهلها * ولكن جبالها ورواسيها همُ ولولاهم كانت ظلاما بأهلها * ولكن هم فيها بدور وأنجم وها أنا اليوم في محاولة بائسة أخرى ، لكي أتكلم عن جزء من جزء من مواقف حدثت مع الشيخ العالم العامل ، المهاجر المغترب : هشام السعيدني أبو الوليد المقدسي يرحمه الله رحمة واسعة . وسأذكر فقط " 5 " مواقف من حياة الشيخ أبي الوليد تقبله الله : 1- قبل أن يتم اعتقال الشيخ بتهمة التوحيد والجهاد ، كان الشيخ مطاردا لأجهزة الأمن الحمساوية ، وفي تلك الفترة العصيبة ، شنت حكومة غزة حملة شرسة على كل من له علاقة بالشيخ من قريب أو بعيد ، واشتد الحصار والخناق على الشيخ حتى كان الجميع يتوقع أن يؤسر في أي لحظة ، فجلس الشيخ مع بعض إخوانه وذلك قبل الأسر بمدة يسيرة جدا وقال لهم موصيا : ( إن قدر الله لي أن أعتقل ، فلا أريد من الشباب إلا الصبر والروية ، ولن تأخذوا مني بإذن الله إلا العزيمة !! فاسألوا الله لي الثبات ) ، ولقد كان والله كما قال ، فلقد ضرب أروع الأمثلة في الصبر والثبات في أقبية التحقيق الديمقراطي العفن ، رغم سيول الترهيب والترغيب التي تكاد أن تملأ زنزانته !إلا أنه خرج من سجنهم أشد صلابة وأقوى شكيمة على مواصلة الطريق حتى أن دهاقنة وجلادي أقبية الظلام شهدوا له بذلك ! 2- وفي يوم اعتقاله ! حدثني من رآه ! قائلا : كنت أسمع بالشيخ هشام وأنه خطير وأنه المطلوب الأول لحكومة غزة ، فلما تم اعتقاله قلت أريد أن أذهب لكي أرى من هذا الذي يتحدث عنه الجميع ! قال فذهبت إلى حيث هو وكان في غرفة منفردة وحيدا ، وكان مقيدا للخلف في كرسي صغير ، فلما دخلت لأنظر إليه وجدته يصلي ويؤمئ برأسه ويتمتم بشفته وهو على هذه الحالة !! وهو جالس مقيد للخلف معصوب العينين !! قلت أنا : شلت يد آذتك يا شيخ . 3- في أثناء المطاردة والإختباء عن أعين غربان الأرض ، كان قد اعتقل معظم الإخوة الذين حول الشيخ ، وبالتالي لم يعد للشيخ مأوى يرابط فيه إلا ما نذر ، ولذلك اضطر هو ومن كان معه أن يلجئوا إلى منطقة " المواصي " في خانيونس ! والتي تتميز بالكثبان والسوافي الرملية ! فكان الشيخ يرحمه الله ، في أثناء المبيت بهذه المنطقة ، يدفن جسده المنهك الهزيل بالرمال ، لكي يحمي نفسه من الحشرات الأرضية المنتشرة في المكان ! لكي يختبئ عن أعين الحشرات البشرية الأشد فتكا وضررا بالإنسان ! حسبنا الله ونعم الوكيل . 4- يقول الأخ أبو المحتسب ثبته الله : " والله لقد كان الشيخ يعيش في كثير من الأحيان وليس في بيته إلا بعض الأغطية ، والفراش الذي يكون غالبا أقل من عدد أسرته !! مع قليل جدا من أغراض البيت ، وكما تعلمون فإن الشيخ كان محروما من أي عمل يوفر له مصدر دخل بسبب الطاردة ، ولم يكن يرضى أن يستخدم أموال الجماعة ، ولذلك كان يطلب من بعض الإخوة أن يوجدوا له أي عمل !! يناسب ظروفه !! خاصة لو كان عمل حراسة ليلية أو ما شابه !! 5- يوم أن خرج من سجن الظلام في شهر مضان زاره أحد الإخوة وسأله هل من شروط وضعت عليك يا شيخ ؟ فنفى ذلك، وقال لي إن سبب خروجي هو خوف الأمن الداخلي من الإحراج أمام الناس إذا ما تم قصفي وأنا في سجنهم , فقال الأخ : يا شيخ خذ الحذر فكلنا مستهدفين والمسألة مسألة وقت لا غير فلربما قُصفت وانت بين أهلك وعيالك , فرفع يديه قائلاً بصوته الشجي الخافت هذا ما نتمناه !! ولقد أكرمه المولى بما تمناه !! هذا غيض من فيض من حياة الشيخ وما خفي كان أعظم . --- قد كنت أنطق بالوداع وأسمع * واليوم أسقى من أساه وأفجع ما كان يفجعنا الممات وإنما * بعد الحبيب عن الحبيب المفجع أحـثوا التراب بقبركم وأنا أرى * والله طيفك من أمامي يرتـــــــــــع أمشي لقبرك والخطى مذعورة * والقلب من حر الأسى يتقطع قد كان مطلعكم يفيض بأنسنا * واليوم نبكي أين ذلك المطلع
__________________
|
أدوات الموضوع | |
|
|