جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
كغى بالمـــــــــوت واعظا
منقــــــــــــول للعظة والفائدة عباد الله: من خاف الوعيد قصر عليه البعيد، ومن طال أمله ضعف عمله، وكل ما هو آت قريب.<o:p></o:p> إن ربكم لم يخلقكم عبثا ولم يترككم سدا، فتزودوا من دنياكم ما تحرزون به أنفسكم غدا. فالأجل مستور، والأمل خادع.<o:p></o:p> تمر الجنائز بالناس يجهزونها ويصلون عليها ويسيرون خلفها يشيعونها محمولة إلى مثواها الأخير. فتراهم يلقون عليها نظرات عابرة، وربما طاف بهم طائف من الحزن يسير. أو أظلهم ظلال من الكآبة خفيف. ثم سرعان ما يغلب على الناس نشوة الحياة وغفلة المعاش.<o:p></o:p> أيها الإخوة: أهل الغفلة أعمارهم عليهم حجة، وأيامهم تقودهم إلى شقوة. كيف ترجى الآخرة بغير عمل ؟ أم كيف ترجى التوبة مع الغفلة والتقصير وطول الأمل؟؟.<o:p></o:p> ويل لأهل الغفلة: إن أعطوا لم يشبعوا، وان منعوا لم يقنعوا، يأمرون بما لا يفعلون، ينهون وهم لا ينتهون، هم للناس لوامون ولأنفسهم مداهنون.<o:p></o:p> يا أهل الغفلة: هذه الدنيا كم من واثق فيها فجعته؟؟؟ وكم من مطمئن إليها صرعته؟؟ وكم من محتال فيها خدعته؟؟ وكم من مختال أصبح حقيرا؟؟ وذي نخوة أردته ذليلا؟؟ سلطانها دول[1][1]، وحلوها مر، وعذبها أجاج، وعزيزها مغلوب، العمر فيها قصير، والعظيم فيها يسير، وجودها إلى عدم، وسرورها إلى حزن، وكثرتها إلى قلة، وعافيتها إلى سقم، وغناها إلى فقر. دارها مكارة، وأيامها غرارة، ولأصحابها بالسوء أمارة. الأحوال فيها إما نعم زائلة وإما بلايا نازلة وإما منايا قاضية. عمارتها خراب، واجتماعها فراق، وكل ما فوق التراب تراب.<o:p></o:p> أهل الغفلة لا يشبعون مهما جمعوا، ولا يدركون كل ما أملوا. ولا يحسنون الزاد لما عليه قد أقدموا، يجمعون ولا ينتفعون، ويبنون ما لا يسكنون. ويأملون ما لا يدركون: <v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1027 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image001.gif"></v:imagedata></v:shape>ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلاْمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ<v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1028 alt="" type="#_x0000_t75"> <v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image002.gif"></v:imagedata></v:shape>[الحجر:3].<o:p></o:p> طويل الأمل: يبني ويهدم، وينقض ويبرم، ويقدر فيخطئ التقدير. يقول ويفعل، ويخطط ويدبر، وتأتي الأمور مخالفة للتدبير. يسيء في الاكتساب ويسوف في المتاب ثم هاهو قد تم أجله وانقطع عمله وأسلمه أهله وانقطعت عنه المعاذير: <v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1029 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image001.gif"></v:imagedata></v:shape>أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـٰهُمْ سِنِينَ <v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1030 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image003.gif"></v:imagedata></v:shape>ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ <v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1031 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image003.gif"></v:imagedata></v:shape>مَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ<v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1032 alt="" type="#_x0000_t75"> <v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image002.gif"></v:imagedata></v:shape>[الشعراء:205-207].<o:p></o:p> يا أهل الغفلة أيها المسلمون أيها المسلمات: ((أكثروا من ذكر هادم اللذات))[2][2] بهذا أوصى نبيكم محمد<v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1033 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image004.gif"></v:imagedata></v:shape>. كلام مختصر وجيز، قد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة؛ فمن ذكر الموت حق ذكره حاسب نفسه في عمله وأمانيه ولكن النفوس الراكدة والقلوب الغافلة – كما يقول القرطبي رحمه الله – تحتاج إلى تطويل الوعاظ وتزويق الألفاظ.<o:p></o:p> أكثروا من ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات، ((فما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه، ولا سعة إلا ضيقها))[3][3].<o:p></o:p> وايمْ الله ليوشكن الباقي منا ومنكم أن يبلى، والحي منا ومنكم أن يموت وأن تدال الأرض منا كما أدلنا منها، فتأكل لحومنا وتشرب دماءنا، كما مشينا على ظهرها وأكلنا من ثمرها وشربنا من مائها ثم تكون كما قال الله: <v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1034 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image001.gif"></v:imagedata></v:shape>وَنُفِخَ فِى ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَن فِى ٱلأرْضِ إِلاَّ مَن شَاء ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ<v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1035 alt="" type="#_x0000_t75"> <v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image002.gif"></v:imagedata></v:shape>[الزمر:68].<o:p></o:p> لقد وقف نبيكم محمد <v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1036 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image004.gif"></v:imagedata></v:shape>على شفير قبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال: ((يا إخواني لمثل هذا فأعدوا))[4][4]، وسأله عليه الصلاة والسلام رجل فقال: من أكيس الناس يا رسول الله؟ فقال: ((أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم استعدادا له، أولئك هم الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة))[5][5].((الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت))[6][6].<o:p></o:p> يقول الحسن رحمه الله: إن الموت قد فضح الدنيا فلم يدع لذي لبٍّ بها فرحا.<o:p></o:p> ويقول يونس بن عبيد: ما ترك ذكر الموت لنا قرة عين في أهل ولا مال.<o:p></o:p> ويقول مطرِّفٌ: إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا نعيما لا موت فيه. لقد أمِنَ أهل الجنة الموت فطاب لهم عيشهم وأمنوا الأسقام فهنيئا لهم طول مقامهم.<o:p></o:p> أيها المسلمون: اذكروا الموت والسكرات، وحشرجة الروح والزفرات، اذكروا هول المطَّلعَ. من أكثر ذكر الموت أكرمه الله بثلاث: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة. ومن نسي الموت ابتلي بثلاث: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة.<o:p></o:p> كفى بالموت للقلوب مقطعا، وللعيون مبكيا، وللذات هادما. وللجماعات مفرقا. وللأماني قاطعا.<o:p></o:p> استبدل الأموات بظهر الأرض بطنا، وبالسعة ضيقا، وبالأهل غربة، وبالنور ظلمة، جاءوها حفاة عراة فرادا.<o:p></o:p> اللحود مساكنهم، والتراب أكفانهم، والرفات جيرانهم لا يجيبون داعيا، ولا يسمعون مناديا. كانوا أطول أعمارا وأكثر آثارا، فما أغناهم ذلك من شيء لما جاء أمر ربك، فأصبحت بيوتهم قبورا، وما جمعوا بورا، وصارت أموالهم للوارثين، وأزواجهم لقوم آخرين. حلَّ بهم ريب المنون، وجاءهم ما كانوا يوعدون: <v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1037 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image001.gif"></v:imagedata></v:shape>أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ<v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1038 alt="" type="#_x0000_t75"> <v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image002.gif"></v:imagedata></v:shape>[المؤمنون:115].<o:p></o:p> هل تفكرت يا عبد الله يوم المصرع، يوم ليس لدفعه حيلة، ولا ينفع عند نزوله ندم. أزِلْ عن قلبك غشاوة الغافلين، فإنك واقف بين يدي من يعلم وسواس الصدور، ومن يسأل عن لحظات العيون، ويحاسب على إصغاء الأسماع: <v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1039 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image001.gif"></v:imagedata></v:shape>يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ<v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1040 alt="" type="#_x0000_t75"> <v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image002.gif"></v:imagedata></v:shape>[الحاقة:18].<o:p></o:p> تذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويمنع الركون إلى الدنيا، ويهون المصائب.<o:p></o:p> تذكروا الموت لعلكم تسلمون من حسرة الفوت.<o:p></o:p> يقول الحسن رحمه الله: اتق الله يا بن آدم، لا يجتمع عليك خصلتان: سكرة الموت وحسرة الفوت.<o:p></o:p> احذر السكرة والحسرة يفجأك الموت وأنت على غرة فلا يصف واصف قدر ما تلقى ولا قدر ما ترى.<o:p></o:p> احذر لا يأخذك الله على ذنب فتلقاه ولا حجة لك.<o:p></o:p> أيها الإخوة: أين الخائف من قلة الزاد؟ وأين المتخفف من أثقال الدنيا ؟ أين الوجل من بعد السفر ووحشة الطريق ؟ اكتفى من الدنيا بطِّمريه[7][7]، ومن طعامه بقرصيه. استعان على دنياه بالعفة والسداد فكفاه في دنياه القليل من الزاد. لقد استحيا من ربه حق الحياء تذكر الموت والبلى فحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى أراد الآخرة فترك زينة الحياة الدنيا. آثر ما يبقى على ما يفنى ذلكم هو كيِّس الأكياس.<o:p></o:p> ألا فاتقوا الله رحمكم الله واحفظوا الله ما إستحفظكم وكونوا أمناء على ما استودعكم، فإنكم عند ربكم موقفون، وعلى أعمالكم مجزيون وعلى تفريطكم نادمون.<o:p></o:p> أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: <v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1041 alt="" type="#_x0000_t75"><v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image001.gif"></v:imagedata></v:shape>كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ<v:shape style="WIDTH: 10.5pt; HEIGHT: 10.5pt" id=_x0000_i1042 alt="" type="#_x0000_t75"> <v:imagedata o:href="http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif" src="file:///C:\Users\AD66~1\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\cli p_image002.gif"></v:imagedata></v:shape>[آل عمران:185].<o:p></o:p> اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأنر لنا بالحق دربنا وثبتنا على الهدى
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم اهدْ شباب المسلمين وارزقهم الطهر والستر والعفاف وارزقهم الزوجات الصالحات ...والأزواج الصالحين يا أرحم الراحمين اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار يا عزيز يا قوي يا جبار وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .<o:p></o:p> آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــين<o:p></o:p>
__________________
أخوكم في الله السيف الذهبي السيف أصدق أنبائا من الكتب.. في حده الحد ما بين الجد واللعب ليبيابلد الاسلام والسنة..أرض الأحرار والأبطال..ومقبرة الشهداء.. عذرا يا رسول الله هم خذولكـــ...ولكننا نحن ناصروكــــــــ أنصر حبيبنا صلى الله عليه وسلم بنشر سنته و سيرته والتعلم منه http://www.rasoulallah.net/v2/index.aspx?lang=ar |
أدوات الموضوع | |
|
|