جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
( قل إنما انا يشر يوحى إلى ) .
( قل إنما انا يشر يوحى إلى ) . إنه صلوات الله عليه : " بشر " ، وما يجول فى خلد مسلم قط أن يُخرجه عن البشرية ، ولكنه صلوات الله عليه " بشر يوحى إليه " ، وما يتأتى قط : أن يوحى الله إلى بشر إلا إذا أصبح ، وكأنه قطعة من النور: صفاء نفسى ، وطهارة قلب ، وتزكية روح . ومنتهى القول أنه بشر .. وأنه خير الخلق كلهم . وبعض الناس ، حينما يقرأ القرآن الكريم ، فتمر عليه الآية الكريمة : " قل إنما أنا بشر يوحى إلى " يقف عند كلمة " بشر" فيحاول التركيز عليها ، وتوجيه الإنتباه إليها ، وتحويل الأنظار كلها نحوها ، فيتحدث عن خصائص البشرية العادية ، ويبرزها ويندفع فى هذا الإتجاه المنحرف إندفاعا لا يتناسب قط مع قوله تعالى : " يوحى إلى " ، بل أنه فى اندفاعاته الهوجاء ينسى " يوحى إلى" ويهملها إهمالا . انه ليس بنادر فى العصر الحاضر أن يجرأ بعض الناس ، فيتحدث عن الرسول ، صلوات الله عليه ، وعن خطئه – معاذ الله – فى الرأى وعن إصابته فيه ، ويسير هذا البعض فى حديثه أو كتابته مستنتجا وحاكما ، وينسى فى كل ذلك : " وما ينطق عن الهوى" وينسى كذلك " يوحى إلى " وينسى " لست كهيئتكم " وينسى" لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ً" .. وينسى بعض المسائل يمكن ، أن تكون لهاحلول مختلفة كلها صحيحة : بعضها رقيق رحيم ، وبعضها عادل حاسم ، وأن الله سبحانه وتعالى قد بين للأمة الإسلامية أن رسول الله صلوات الله عليه – وهو على صواب دائما – إنما يتخذ الحل الذى يتناسب مع ما حلاه الله به من الرأفة ، وما فطره عليه ، سبحانه ، من الرحمة ، وهو الحل الذى يتناسب مع طابع الرسالة الإسلامية العام : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " . والله سبحانه وتعالى ، ببيانه ذلك فى هذه المواضع التى كان من الممكن ، أن يقف فيها الرسول ، صلوات الله عليه ، مع العدالة الحاسمة ، فعدل عن ذلك إلى الرأفة الرحيمة ... أن الهة سبحانه وتعالى ، ببيانه ذلك ، إنما يمدح الرسول ، صلوات الله عليه ، ويبين أن منزع الرحمة إنما هو الغالب عليه ، صلوات الله عليه . ولم يلغ الله ، سبحانه ، إتجاها عاما سار فيه الرسول ، ولم ينقض قضية أقرها ، صلوات الله عليه ، ولم ينف مبدأ أثبته رسوله : فما كان ، صلوات الله عليه ، يسير إلا على هدى من ربه وعلى بصيرة من أمره ، وقد شهد الله له بذلك حيث قال : " وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم ، صراط الله .... " وما فعل الله فى كل ما تمسك به لمنحرفون ، وتمحك فيه المتمحكون ألا بيان رحمة الرسول ، صلوات الله عليه ، ورأفته : أى ، أنه ، سبحانه كان يبين فى هذه المواطن فضله ، صلوات الله عليه ، وأنه – كما وصفه ، سبحانه : على خلق عظيم ، والبون شاسع بين الوجهة الربانية ، وبين التحدث عن خطأ وصواب، وأوضاع بشرية يركز عليها ولا يلتفت لسواها . ولنضرب مثلا : ان الذين ديدنهم الجدل : يتحدثون كثيرا عن قوله ، تعالى : " عفا الله عنك ، لم أذنت لهم ؟ " ويقذفون مباشرة بقولهم : أن العفو لا يكون إلا عن خطأ . ولهؤلاء نقول : أن الأساليب العربية فيها من أمثال هذا الكثير ، ومنه قولهم مثلا : غفر الله لك ، لم تشق على نفسك كل هذه المشقة ؟ .. عفا الله عنك ، لم تُعنِّى نفسك فى سبيل هؤلاء ؟ وكأن القائل يقول : رضى الله عنك ، لم ترهق نفسك كل هذا الإرهاق ؟ ان الآية من هذا الوادى .ليس النبى معاتبا بهذه الآية – وحاشاه – بل كان ، صلى الله عليه مخيرا فلما أذن لهم ، أعلمه الله ، سبحانه ، فى أن يأذن لهم أو لايأذن . ليس النبى إذن معاتبا بهذه الآية – حاشاه – بل كان صلى الله عليه وسلم مخيرا فلما أذن لهم ، أعلمه الله ، أنه لولم يأذن لهم لتخلفوا و لقعدوا بسبب نفاقهم ، وأنه مع ذلك لاحرج عليه فى ألا يأذن لهم ، إنها آية مدح للرسول غاية فى الرقة . وأعرض هنا لقول الرسول صلى الله عله وسلم " من زارنى لا تحرقه النار " فيستغرب هؤلاء فيقولون " أن ابو جهل رأى النبى صلى الله عله وسلم فكيف تحرقه النار ؟ " فأقول : أن أبو جهل لم ير النبى،صلى الله عليه وسلم ، أنما رأى " يتيم أبو طالب "ولو رآه ، صلى الله عليه وسلم ، لم تحرقه النار ، وهذه النظرة لأبى جهل هى التى نريد أن يتنزه المؤمنون عنها . ومن الحقائق المعروفة : أن الإنسان يميل إلى التركيز على : " بشر " أو على " يوحى إلى " حسب قوة شعوره الدينى وضعفه ، فالذى لا إيمان له لا يرى إلا الشرية ، ومن ضعف إيمانه يركز على البشرية ، ويخفف التركيز على : " يوحى إلى " . كلما قوى الإيمان ، يزداد التركيز على " يوحى إلى " . كلما ذاد الإيمان ، حتى يصل الإنسان إلى ألا يرى أو لايكاد يرى إلا : " يوحى إلى " .... صلوات الله عليك ياسيدى يا رسول الله ، وهناك إذن طرفان يمثلان فريقين من الناس طرف " بشرا" أو " قل : إنما أنا بشر مثلكم " . وطرف : " يوحى إلى " أو" رسولا " وبين الطرفين يتأرجح عدد لايحصى من المسلمين نزولا وارتفاعا ، إنخفاضا ، وسموا . وأن مقياس الإيمان قوة وضعفا ، مقياس درجة الإيمان الذى لايخطئ ، إنما ما وقر فى القلب أوغلب عليه من " البشرية " أو من " يوحى إلى " إنهما يمثلان ما يوضع فى كفتى ميزان ... دع ما ادعته النصارى فى نبيهمو ...... واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم والواقع أن الصورة الكاملة عن رسول الله ، صلوات الله عليه ، يلزم لها أن يصل الإنسان إلى ، مستواه ، صلى الله عليه وسلم ، أو إلى ما يقرب من مستواه وذلك لا يتأتى ، نورد هنا صورتين أحدهما جاهلية والأخرى : إسلامية والصورتان لسيدنا عمر ، رضى الله عنه : أما الصورة الأولى فإنها : : يتيم أبى طالب " : كان سيدنا عمر ، يراها قبل أن يهديه الله للإسلام ، . وأراد سيدنا عمر ، أن يقتل " يتيم أبى طالب " حتى لاتتفرق كلمة القرشيين بسببه . ولكن دعاء الرسول ، صلوات الله عليه ، : " اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بعمرو بن هشام ، أو عمر بن الخطاب " كانت قد استجيب لسيدنا عمر ، فهداه الله للإسلام ، ولازم الرسول ، صلوات الله عليه ، فناله من بركاته ، ومن خيره ما هيأه لأن يكون الخليفة الثانى ، للأمة الإسلامية أجمع ، وأن يعز الإسلام به فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد إنتقاله . ونتساءل الآن : ما هى الصورة التى نحاول رسمها ، ليست صورة مبتدعة ولا مخترعة ، إنها صورة مستمدة من التاريخ الصحيح . وكيف يدرك فى الدنيا حقيقته ... قوم نيام تسلوا عنه بالحلم فمبلغ العلم أنه بشر ... وأنه خير الخلق كلهم . |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: ( قل إنما انا يشر يوحى إلى ) . | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
أما وجد الله أحدا أرسله غيرك | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-04 04:10 PM |