#1
|
|||
|
|||
التكبير
-بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام علي سيدنا محمد-صلي الله عليه و علي آله و صحبه و سلم-،و بعد:
-ابتداء:أهنئكم جميعا إخوتي بقرب حلول عيد الأضحي المبارك،و أدعو الله لكم جميعا بقولي:"تقبل الله منا و منكم"و هي التهنئة التي كان صحابة نبينا-صلي الله عليه و سلم- يتبادلونها في يوم العيد،و لا بأس بعد ذلك أن نقول عيد مبارك و كل عام أنتم جميعا بخير و نحوه!!! -ثانيا:يوم عرفة هو بداية عيدنا نحن-المسلمين-في شهر ذي الحجة،و ليس هذا مستغربا و لا مستعجبا عند أحد من المسلمين خلا من لم يسمع حديث النبي-صلي الله عليه و سلم-و الذي رواه أبو داوود في سننه و ابن حبان في صحيحه و صححه الألباني-رحمه الله-من حديث سيدنا عقبة بن عامر-رضي الله عنه-و اللفظ لابن حبان أن النبي-صلي الله عليه و سلم-قال:"يوم عرفة و يوم النحر و أيام التشريق هن عيدنا أهل الإسلام،هن أيام أكل و شرب"-التعليقات الحسان علي صحيح ابن حبان-(5/1310)،-صحيح سنن أبي داوود-(2/458)،و يوم عرفة-كما لا يخفي علي أحد-هو يوم التاسع من ذي الحجة، و يوم النحر هو يوم العاشر،و أيام التشريق ثلاثة و هي:الحادي عشر و الثاني عشر و الثالث عشر،و هي التي أسماها الله تعالي في كتابه بالأيام المعدودات،فهذه الأيام الخمسة التي حددها النبي –صلي الله عليه و سلم- هي عيدنا-أهل الإسلام-... -ثالثا:التكبير شعيرة أساس من شعائر العيد فطرا كان أو أضحي،و لنا مع التكبير وقفات ثلاثة،فنقف مع حكمه و وقته و صيغته: 1-حكم التكبير في العيدين: -ذهب الحنابلة و الشافعية وبعض الأحناف إلي أنه سنة لمواظبة النبي-صلي الله عليه و سلم-علي فعله،و ذهب المالكية إلي أنه مندوب أي:"مأمور به علي الاستحباب"،و ذهب الأحناف-وهو المعتمد في المذهب-إلي أنه واجب، للأمر الوارد به في القرآن الكريم،و قد أمر الله بذلك في موضعين من كتابه،قال تعالي:" وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ"(البقرة:203)،و قال تعالي:"وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ"(البقرة:185)،و الأيام المعدودات في الآية الأولي هي أيام التشريق كما ذكرت آنفا،و أمر الله تعالي بالذكر و التكبير فيها،و أما الآية الثانية فجاءت في سياق ختام آيات الصيام،أي لتكملوا عدة رمضان بالصيام ثلاثين يوما،و لتكبروا الله يوم عيد الفطر علي هدايته لكم بتمام الصوم،فالعيد في الإسلام فرحة بتمام عبادة؛فعيد الفطر فرحة بتمام عبادة الصوم،و عيد الأضحي فرحة بتمام عبادة الحج،و لذا كانت تهنئة صحابة نبينا-صلي الله عليه و سلم-لبعضهم في يوم العيد دعاءً أن يتقبل الله منهم العبادة التي يفرحون بتمامها في يوم العيد... 2-وقت التكبير في العيدين: -فأما تكبير عيد الفطر،فجمهورالفقهاء علي أنه يبدأ بظهور الهلال في ليلة العيد و غروب شمس آخر يوم من رمضان،و يستمر حتي يخرج الإمام علي المسلمين لصلاة العيد صبيحة يوم الفطر،كما نص علي ذلك الشافعي-رحمه الله-. -و أما عيد الأضحي،فيبدأ التكبير من غداة يوم عرفة إلي غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق،و هو التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبة،فيبدأ بعد صلاة الغداة-الفجر-من يوم عرفة و ينتهي عقب صلاة عصر آخر يوم من أيام التشريق،و قد رُوِيَ ذلك عن النبي-صلي الله عليه و سلم-من طريق جابر بن عبد الله-رضي الله عنه-غير أنه (ضعيف جدا)كما حقق ذلك الألباني-رحمه الله-في"إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل"(3/124)،لكن صح ذلك عن علي بن أبي طالب و ابن مسعود و ابن عباس-رضي الله عنه أجمعين-،و اللفظ عن علي:"أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلي صلاة العصر من آخر أيام التشريق و يكبر بعد العصر"-ابن أبي شيبة-(1/488)،-البيهقي-(3/314)، -المستدرك-(1/300)،و صحح ذلك الألباني-رحمه الله-في"الإرواء"(3/125)،و هذا هو مذهب الأحناف و الحنابلة و قول للشافعية،و هناك أيضا قول المالكية ومعهم بعض الشافعية بأن التكبير يكون إثر-عقب-خمس عشرة صلاة تبدأ من ظهر يوم النحر،و الأول هو الأصح-إن شاء الله تعالي-لموافقته الأدلة الصحيحة و فعل صحابة نبينا –رضوان الله عليهم أجمعين-... -علي أنهم اختلفوا فيما بينهم في صفة الصلاة التي يعقبها التكبير،فالأحناف يرون التكبيربعد كل فرض-صلاة من الخمس المكتوبة-مطلقا و لو كان المصلي منفردا أو مسافرا أو امرأة،أما الشافعية فيرون أنه يكون عقب كل الصلوات فرضا كانت أو نفلا،و أما الحنابلة فا شترطوا أن تكون فروضا لا نفلا و أن تؤدي جماعة لا فرادي،و أما المالكية فاشترطوا أن تكون فروضا و أداءً-أي:في وقتها-لا قضاءً،و الأمر محض اجتهاد من الفقهاء يسع فيه الخلاف و لا نص فيه،فتكبر-أخي الحبيب-في أدبار الصلوات بغير إشكال-إن شاء الله تعالي-فرضا أو نفلا،جماعة أو منفردا،أداءً أو قضاءً... 3-صيغة التكبير في العيدين: -لفظ التكبير هو:"الله أكبر الله أكبر،لا إله إلا الله و الله أكبر،الله أكبر و لله الحمد"بتشفيع التكبير في بدايته-يعني: مرتين-"الله أكبر الله أكبر"و هو مذهب الأحناف و الحنابلة،و روي بتليث التكبير في بدايته-يعني:ثلاث مرات-"الله أكبر الله أكبر الله أكبر"و هو مذهب الشافعية و المالكية، و الأول أشهر و هو المعروف كما حقق ذلك العلامة الألباني-رحمه الله-في "تمام المنة في التعليق علي فقه السنة"(1/356)،و"الإرواء"(3/125)... -أخيرا:أعتذر علي الإطالة، لكنني رأيت أن أذكر نفسي و إياكم بهذه الشعيرة من شعائر العيد و هي شعيرة التكبير، ،إذ لم يبق سوي اليوم وغدٍ ليحل علينا يوم عرفة-خير يوم طلعت عليه الشمس-بعد غدٍ ضيف كريما-إن شاء الله تعالي وكتب لنا البقاء-لنبدأ جميعا تكبير الله تعالي و تحميده و تهليله،كل عام أنتم بخير،و تقبل الله منا و منكم جميعا صالح الأعمال،اللهم آمين!!! |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أخى الفاضل على هذا المجهود
|
#3
|
||||
|
||||
جزااك الله خير ااخي
باارك الله فيك ع الموضووع سنن كثيره لا نفعلها نسأل الله ان يردنا اليه ردا جميلا بارك الله في وقتك
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.... قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
|
أدوات الموضوع | |
|
|