جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
العربية بيان الله في القرآن/الشاعر عبد الواحد اخريف
العربية بيان الله في القرآن الأستاذ الشاعر عبد الواحد اخريف رَفْرِفِ بِرُوحِكَ فِي ذُرَى الإيمَانِ * واقْرَأْ بَيَانَ اللهِ فِي القُرآنِ لُغَةٌ كَسَاهَا الْوحْيُ ثَوْبَ جَمَالِهَا * وَاخْتَارَهَا لِكِتَابِهِ النُّورَانِي عَرَبِيَّةً جَاءَتْ لَدَى مِيلاَدِهَا * سِيَّانِ مِنْ عَدْنَانَ أوْ قَحْطَانِ نَشَرَتْ عَلَى الصَّحْرَاءِ خِصْبَ بَيَانِهَا * بَيْنَ الرُّبَى وَمَرَاتِعِ الْغِزْلاَنِ فَغَدَتْ بِهَا الصَّحْرَاءُ جَنَّةَ يَعْرُبٍ * تَزْهُو بِشِعْرٍ رَائِعِ الأَلْحَانِ وَالدُّرُّ مَنْثُورٌ عَلَى جَنَبَاتِهَا * فِي النَّثْرِ يُفْصِحُ عَنْ مَدَى التِّبْيَانِ حِكَمٌ تُخَلِّدُهَا الْحَيَاةُ وَتَحْتَفِي * بِصَوَابِهَا فِي الرَّأْيِ وَالإِتْقَانِ قُسٌّ وسَحْبَانٌ مَنَارَا هَدْيِهَا * نَالاَ خُلُودَهُمَا مَدَى الأَزْمَانِ والشِّعْرُ فِي بَيْدَائِهَا نَبْعٌ صَفَا * يُرْوِي الْقَرَائِحَ رَائِقَ الأَوْزَانِ فَكَأَنَّ كُلَّ بَنِي الْعُرُوبَةِ شَاعِرٌ * يَلِدُ القَرِيضَ مُرَنَّحَ الأَلْحَانِ لَمْ يُنْتِجِ الشُّعَرَاءُ فِي أُمَمِ الْوَرَى * مَا أَنْجَبَ الشُّعَرْاءُ مِنْ عَدْنَانِ إِنْ كَانَ لِلإِغْرِيقِ هُومِرُسُ الَّذِي * غَنَّى عَلَى جَمْرٍ وَفِي نِيرَانِ فَالسَّبْعُ وَالْعَشْرُ الطِّوَالُ قَلاَئِدٌ * تَرْبُو عَلَى إِلْيَاذَةِ الْيُونَانِ فُرْسَانُهَا فِي الْقَوْلِ قَدْ ظَلُّوا عَلَى * مَرِّ الزَّمَانِ شَوَامِخَ الأَرْكَانِ مَنْ كَامْرِئِ الْقَيْسِ الْمُضَمَّخِ شِعْرُهُ * بِبَلاَغَةٍ وَمَشَاعِرِ الْوُجْدَانِ؟! وَفُحُولُهَا مِنْ مُبْدِعِي زَهَرَاتِهَا * مَنْ ذَا يُمَاثِلُ مَا لَهُمْ مِنْ شَانِ؟! لُغَةٌ سَمَتْ بِبَيَانِهِمْ وَتَرَنَّحَتْ * نَشْوَى بِفَنِّ الْقَوْلِ وَالإِحْسَانِ سَادتْ وَسَادَ الْعُرْبُ فِي أَمْجَادِهَا * وَعَلاَ رُؤُوسَهُمُ بَهَا التِّيجَانِ عَرَبُ الْجَزِيرَةِ أَبْدَعُوا مِنْ لَفْظِهَا * سِيَّانِ فِي الْمَحْسُوسِ أَوْ فِي مَعَانِي وَكَذَا الْحَيَاةُ مَظَاهِرٌ وَمَشَاعِرٌ * وَالْعَقْلُ فِيهَا دَائِمُ الدَّوَرَانِ وَضَعُوا الأَسَامِي لَيْسَ يَعْجِزُ عَقْلُهُمْ * عَنْ وَضْعِهَا بِتَطَابُقٍ وَقِرَانِ فَغَدَتْ حَيَاةُ الْقَوْمِ مِنْهَا فِي غِنىً * يَزْهُو الثَّرَاءُ بِهَا عَلَى الأَقْرَانِ حَتَّى إِذَا كَمُلَتْ وَرَقَّتْ واغْتَنَتْ * وَتَبَرَّجَتْ بِبَدَائِعِ الأَلْوَانِ جَاءَ الْكِتَابُ بِهَا فَشَرَّفَ قَدْرَهَا * وَحْياً لِقَلْبِ الْمُصْطَفَى الْعَدْنَانِي فَغَدَتْ بِهِ خَيْرَ اللُّغَاتِ عَلَى الْمَدَى * دِيناً وعِلْماً مُسْعِدَ الإِنْسَانِ وَمَضَى الدُّعَاةُ بِهَا وَفِي أَيْدِيهِمُ * نُورُ الْهِدَايَةِ سَاطِعُ اللَّمَعَانِ نَشَرُوا بِهَا الإِسْلاَمَ يُشْرِقُ ضَاحِياً * ضَمِنُوا بِهِ وَبِهَا هُدَى الْعُمْرَانِ فَتَفَتَّحَتْ لِلدِّينِ وَالْعِلْمِ النُّهَى * وَشَدَا بِحُسْنِ الْخُلْقِ كُلُّ لِسَانِ وَتَنَاسَلَتْ كُلُّ الْعُلُومِ بِفَضْلِهَا * لِسَلاَمَةِ الأَرْوَاحِ والأَبْدَانِ وَغَدَتْ حَضَارَتُنَا مِثَالاً يُحْتَذَى * فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ وَكُلِّ مَكَانِ لَكِنْ رَمَتْهَا فِي الْحَيَاةِ مَصَائِبٌ * فَتَرَاجَعَتْ مُجْتَرَّةَ الأَشْجَانِ الْبَعْضُ مِنْهَا مِنْ يَدَيْ أَبْنَائِهَا * وَالْبَعْضُ مِنْ غَرْبٍ عَنِيدٍ شَانِي لَكِنَّ بَعْثاً مُحْيِياً أَوْصَالَهَا * قَدْ هَبَّ فِي حَزْمٍ وَفِي غَلَيَانِ وَالْيَوْمَ فِي دُنْيَا الْعُرُوبَةِ نَهْضَةٌ * عَرَبِيَّةٌ عِلْمِيَّةُ التَّحْنَانِ وَمَجَامِعٌ لُغَوِيَّةٌ وَمَعَاهِدٌ * لِلْعِلْمِ قَدْ قَرَّتْ بِهَا الْعَيْنَانِ الضَّادُ مِنْ آلاَئِهَا فِي نِعْمَةٍ * وَالْعِلْمُ يَعْلُو ثَابِتَ الْبُنْيَانِ سَتُعِيدُ أُمَّةُ يَعْرُبٍ أَمْجَادَهَا * بَلْ تَسْتَزِيدُ عَلَى بِنَاءِ الْبَانِي إِنِّي لَأُبْصِرُ نَهْضَةً عِمْلاَقَةً * لاَ، لَنْ يَكُونَ لَهَا الْمَقَامُ الثَّانِي فَكَمَا تَفَرَّدَ فَجْرُهَا بِمَقَامِهَا * سَتَنَالُ فِي غَدِهَا أَجَلَّ مَكَانِ قَادَتُهَا رُسُلُ الْخَلاَصِ وَشَعْبُهَا * حَيٌّ نَشِيطٌ لَيْسَ بِالْوَسْنَانِ وَاللهُ قَدْ حَفِظَ الْكِتَابَ وَأَهْلَهُ * فَالضَّادُ فِي أَمْنٍ وَفِي اطْمِئْنَانِ عن موقع مجلة التاريخ العربي |
أدوات الموضوع | |
|
|