#1
|
|||
|
|||
الإخوة في الله
بسم الله الرّحمن الرّحيم لقاء الاخوان جلاء الأحزان بلغ من عظمة الإسلام أنّ دائرته لا تختصّ بجنس دون جنس ولا لون دون لون. فقد انضمّ تحت لوائه عدد لا يحصى من المؤمنين من مختلف الأجناس والأقطار ، فكان من الرّعيل الأوّل أبو بكر القرشي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي رضي الله عنهم جميعا. ولقد وحّدت راية الإيمان بين هؤلاء جميعا وهي راية تظلّل كلّ من يشهد بكلمات التوحيد وشهاة الإسلام (لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله) كما وحّدت بينهم رابطة الأخوّة ، أخوّة الاسلام التّي تعلو فوق أخوّة الدّم والنّسب والأخوّة المحدودة بالحدود الوطنية الضيّقة . قال تعالى ﴿ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ آل عمران103 لم ينس التّاريخ أنّ أوّل مجتمع إسلامي قام في المدينة المنوّرة ، كان مبنيّا على الإيخاء الكامل القائم على الحبّ في الله. فكانوا جميعا على قلب رجل واحد بعد أن كانوا قبائل متناحرة يضرب بعضهم رقاب بعض ، فجاء الاسلام لينشأهم خلقا جديدا، فاستخرج الأضغان من القلوب وأزال الأحقاد من النّفوس ، فأصبحوا وحدة متماسكة ، أطاحوا بدولتي الفرس والرّوم، وزلزلوا عرشيهما بإيمان وأخوّة وقوّة. فسبحان الله الذّي جمع وألّف بينهم. بل وصل بهم الحال إلى أن طلّق الرّجل منهم زوجته ليزوّجها إلى أخيه في الله وقاسمه ماله متاعه وكلّ ما يملك لقاء وجه الله الكريم. بالله عليكم يا كتّاب التّاريخ ...هل وجدتم في كتبكم أمّة كأمّتنا الاسلامية ؟!! أو مرّ عليكم تاريخ كتاريخنا النّاصع المضيء. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إنّ من عباد الله عبادا ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء ." قيل :" من هم ، لعلّنا نحبّهم" قال :" هم قوم تحابّوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف النّاس ولا يحزنون إذا حزن النّاس". إخواني الكرام إنّ الأخوّة في الله تنفع في الدّنيا والآخرة ، أمّا في الدنيا فيشدّ الأخ من أزر أخيه ويعينه في الشدائد ويقوّيه على طاعة الله ويعوده إذا مرض. كما ويجب أن يكون الصّديق مرآة لصديقه . قال سيّدنا عمر رضي الله عنه : رحم الله إمرءا أهدى إليّ عيوبي ". ومن حقّ الأخ على أخيه ما جاء في الحديث الشريف :" للمؤمن على المؤمن ستّ خصال: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات ويجيبه إذا دعاه ، ويسلّم عليه إذا لقيه، ويشمّـته إذا عطس، وينصح إذا غاب أو شهد". ومن مقتضيات الأخوّة أن يلقى المسلم أخاه بوجه طلق، ويسلّم عليه. قال صلى الله عليه وسلّم:" ما من مسلمين يلتقيان فيسلّم أحدهما على صاحبه ويأخذ بيده لا يأخذ بيده إلاّ لله، فلا يفترقا حتّى يغفر لهما". وللمسلم أن يخبر أخاه بأنّه يحبّه في الله ، فذلك أدعى لدوام هذه الأخوّة ولقبلوها عند الله تعالى . روي أنّ رجلا كان عند النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، فمرّ رجل به ، فقال: " يارسول الله ، إنّي لأحبّ هذا" فقال صلى الله عليه وسلّم :" أأعلمته ؟" قال :" لا " . قال:" أعلمه" . فلحقه الرّجل فقال :" إنّي أحبّك في الله " فقال الرّجل:" أحبّك الذّي أحببتني له" . معشر المسلمين إنّنا في أشدّ الحاجة إلى الإيمان لتوحيد الصفوف من جديد للقضاء على الفرقة والفتن والفشل والتنازع وذهاب الرّيح ، وذلك بتمكّن الإيمان من القلوب . وعندما يتمكّن الإيمان من القلوب يكون له السلطان الذّي سيوقف الخصومات والعداوات ويزرع الحبّ بدل البغض ، ويحلّ الوئام محلّ الخصام والنّزاع. لأنّنا بهذا سنتقيّد بعقيدة واحدة وسنعمل بها ونتمثّل بقول المصطفى صلى الله عليه وسلّم :" كلّ المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه". وبعد ذلك نوجّه الأنظار ونحثّ الخطى نحو تاج الفروج ، ألا وهو تطبيق الإسلام كاملا في الدّاخل وحمله إلى العالم عن طريق الجهاد ، لكي نكسر الصليب ونقتل الخنزير ونطفئ نار المجوس وننشر الهدى بين النّاس ونخرجهم من دياجير ظلم الرأسمالية العفنة والديمقراطيّة الزائفة ، إلى نور الإسلام وعدله. وبذلك نحقّق قوله تبارك وتعالى حين يقول لنا يوم القيامة:" أين المتاحبّون بجلالي ، اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلا ظلّي". أيّها المسلمون يقول المصطفى صلى الله عليه وسلّم:" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولايسمله . من كان في حاجة أخيه ،كان الله في حاجته ، ومن فرّج عن مسلم كربة من كرب الدّنيا ، فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة". وعن بن عبّاس قال :" قيل يا رسول الله ، أيّ جلسائنا خير ؟" قال : " من ذكّركم باللّه رؤيته ، وزادك في عملكم منطقه، وذكّركم بالآخرة عمله". أيّها الإخوة في الله أين نحن من الأخوّة الحقيقيّة ؟ وأين أصحاب القوّة والمنعنة في الجيوش الاسلامية الرّابضة في عرينها من إخوانهم المسلمين في العراق وأفغانستان وفلسطين والصوما ل وغيرها؟ من للمظلومين ومن للمنكوبين ومن للثكالى واليتامى وقد أمرنا الله بنصرتهم وقد استغاثوا مرّات ومرّات. والله لن نتمكّن من نصرة أنفسنا وإخواننا إلاّ بحثّ الخطى والتشمير عن السّواعد وشدّ المأزر والعمل معا كجسم واحد لإعادة الاسلام إلى واقع الحياة بتنصيب خليفة لهذه الأمّة يسيّر الجيوش التّي تهزّ الأرض بتكبيرها وترتعد فرائص الكفّار من هيبتها ، فتثأر لكلّ مظلوم ، وتعيد الحقّ إلى نصابه وأصحابه، وتنشر العدل والهدى وتخرج النّاس من الظلمات إلى النّور ، ويعلو صوت ( اللّه أكبر) وترفرف راية العقاب في مشارق الأرض ومغاربها وبذلك نبرأ أمام الله سبحانه وتعالى من هذه المسؤوليّة التّي فرّطنا بها ردحا من الزّمن.
__________________
[marq][gdwl] ليعلم كل خائن وكل موالي للأنظمة الخائنة في البلاد الإسلامية المفككة بأنني مع العاملين المخلصين المطالبين والداعين وبقوة لإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة [/gdwl[/marq]]
اللهم ثبتني |
#2
|
||||
|
||||
جزاك الله خير على هذا الطرح الطيب والمعنى الجميل .. وفقنا الله وياك لما فية خير
__________________
ANSAR.SUNNA النظام السوري لابد ان يسلم السلطة (طوعآاو كرهآ) وزير الخارجية السعودي
|
#3
|
|||
|
|||
اقتباس:
جزاك الله خير وفي ميزان حسناتك ان شاء الله |
#4
|
|||
|
|||
__________________
[marq][gdwl] ليعلم كل خائن وكل موالي للأنظمة الخائنة في البلاد الإسلامية المفككة بأنني مع العاملين المخلصين المطالبين والداعين وبقوة لإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة [/gdwl[/marq]]
اللهم ثبتني |
أدوات الموضوع | |
|
|