جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الإبتلاء والمحن لحامل الدعوة
لابتلاء والمحن لحامل الدعوة هناك ثلاثة ألفاظ تستمد في هذا المجال هي الابتلاء ، الفتنة ، المحنة الابتلاء في اللغة : مأخوذ من الفعل ابتل ، ومجرده بلى ، فتقول بلاه بلواً وبلاءً أي أختبره ومنه قول الحق تعالى (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) أي نختبركم والفتنة : تأتي بمعنى الاختبار والامتحان فيقال فتن الذهب والفضة أي وضعتهما على النار وأذبتهما حتى يتميز ألرديء من الجيد وفتن امتحن واختبر ومنه قول تعالى : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2. والمحن : مفردها محنة وهي مأخوذة من الفعل محن ومحنت الفضة إذا صفيتها وخلصتها بالنار , ومنه قوله تعالى (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ) وقوله (إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ) فالبلاء والفتنة والمحنة تلتقي في معنى واحداً وهو الاختبار والامتحان , وقد ورد استعمالها بهذا المعنى في القران الكريم وكذلك درج هذا الاستعمال عند العرب. الابتلاء سنة من سنن الله في خلقه حيث قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً }الإنسان2،وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس، أخرج أحمد من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: " قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء ؟ قال: الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى المرء على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، ولا يزال البلاء في العبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة". فحامل الدعوة كونه يعمل بعمل الأنبياء سوف يكون له النصيب الأكبر من الابتلاء شأنه شأن الأنبياء ومن آمن معهم، والقصص في ذلك كثيرة من القرآن والسنة، فأصحاب الأخدود وأصحاب عيسى، وآل ياسر، ومن شاكلهم وسار على دربهم، كلهم ابتلوا وفتنوا ومحنوا فصبروا واستشهدوا من أجل قضيتهم المصيرية فصاروا مثالا يحتذى به على مر العصور. فالدنيا دار ابتلاء وليست دار جزاء، والدنيا دار ممر والآخرة دار مقر:" فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ " ، وللابتلاء صور كثيرة تبينها الآية الكريمة: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155، وقال تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }آل عمران186، ويبينها الحديث الذي رواه البخاري عن خباب بن الأرت قال:" شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، قلنا له : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو الله لنا ؟ قال : ( كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض ، فيجعل فيه ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه . ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب ، وما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخاف إلا الله ، أو الذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ). وإن أعظم ما ابتلي به المسلمون اليوم هو الحكم بغير ما أنزل الله عن طريق الحكام الخونة الفسقة المنافقين، وأتباعهم وقبل ذلك أسيادهم، فحامل الدعوة يسعى إلى إزالة أعظم ما ابتليت به الأمة، لذلك سيكون له النصيب الأوفر من الابتلاء بكل صوره وأشكاله الواردة في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة في كل عصر ومصر وفي جميع الأحوال،لكن حامل الدعوة يدرك ذلك كله، فيتسلح بالإيمان بالله والصبر على ما ابتلي به وأيقن أن الله ناصره في الدنيا والآخرة ، حيث يقول جل من قائل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51، ففي الدنيا بظهور دعوته وما يدعو إليه من أفكار وأحكام، ويكون إما بالحكم بهذه الأفكار والأحكام ، وذلك من خلال دولة تؤمن بما يؤمن به، وإما بانتصارها وظهورها على غيرها في الدنيا، وفي الآخرة الجزاء الجنة ورضوان من الله أكبر. يجب على حامل الدعوة والحالة تلك أن يعد نفسه ويستعد للابتلاء والفتن والمحن على جميع الأصعدة، ولا يكون كالذي قال الله عنه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ،وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }. وإن من الفتن والبلاء أن يضل سعي حامل الدعوة في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعا، وأن يبيع دينه بدنياه، أو بدنيا غيره، روى البخاري في صحيحه، عن أبي سعيد الخدري قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وعملكم مع عملهم ، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر في النصل فلا يرى شيئا ، وينظر في القدح فلا يرى شيئا ، وينظر في الريش فلا يرى شيئا ، ويتمارى في الفوق" . لما جيء بعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي، لينفذ فيه حكم الحرابة ، وبدئ بقطع يده فلم يجزع وقطعت رجله فلم يجزع، فلما أرادوا قطع لسانه قال: دعوه، فإنه يذكر الله"، ألم يعلم عقله ويؤمن قلبه ويذكر لسانه أن من قتل مسلما متعمدا قال الله فيه: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93. وروي عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم . يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا . أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا . يبيع دينه بعرض من الدنيا" ومثل عبد الرحمن بن ملجم الذين قتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن زوجته وهي حامل مع أنهم وجدوا تمرة في الطريق فلم يأكلوها خوفا من الإثم، ووجدوا خنزيرا لأهل الذمة فقالوا:" ذمة الله ورسوله ولم يؤذوه ولم يتعرضوا له"، فتنة والله أن يكون الخنزير أغلى من المؤمن. ومن الفتنة والابتلاء ظن حامل الدعوة أن النصر بعيد، أو أنه سيتأخر فيترك دعوته، وتمسكه بدينه، وهذا هو اليأس الذي قال الله فيه:" إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، كما حصل مع الرجّال بن عنفوة الذي قال صلى الله عليه وسلم فيه:" إن فيكم لرجلا ضرسه في جهنم أعظم من جبل أحد"، وقصته أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم مبايعا ومسلما ، وفيه يقول رافع كان بالرجّال من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير لشيء عجيب، ثم عاد الرجّال إلى قومه بني حنيفة مرسلا من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلمهم ما عنده من القرآن والفقه، وفي زمن الصدّيق، اختاره ليكون مبعوثا إلى اليمامة ليثبتهم على الإسلام، فلمّا رأى الكثرة الكاثرة مع مسيلمة ظن أن نصر الله سيتأخر وأن الغلبة ستكون ولو مؤقتا لمسيلمة ومن معه، فترك التمسك بالدين وطمع بأن يكون ذو مكانة عند مسيلمة، وبأن يكون له دور في دولة مسيلمة المقبلة كما تخيلها، وأقبل على مسيلمة وشهد له بالحق، بل وشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حد زعمه قد أوصى النبوة من بعده لمسيلمة، وصار يشهد في الأذان بأن محمدا رسول الله، فإذا كانت الإقامة جعل الشهادة لمسيلمة، مما كان له الأثر الأكبر في تمسك بني حنيفة بباطل مسيلمة وزيادة مناصريه، وتدعيم سلطانه. ومن صور الابتلاء والفتن الكبر عند حامل الدعوة، أخرج مسلم عن عبد الله بن مسعود، قال: قال صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة . قال : إن الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق وغمط الناس". وبطر الحق دفعه ورده على قائله وغمط الناس احتقارهم والكبر يكون برفع النفس فوق الاستحقاق وان يراها اكبر من غيره وكذلك من صور الابتلاء والفتنة لحامل الدعوة : العجب وهو إن ينظر إلى نفسه بعين الاستحسان ويتصور انه في مرتبة وهو ليس أهلا لها اخرج البزار عن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لو لم تكونوا تذنبون لخشيت عليكم ما هو أكثر منه العجب " ويقول تعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23 ان على حامل الدعوة الصبر والثبات على ما يدعو إليه فيصبر على الخير والشر ويصبر على المغرية و المرهبات يصبر على الخوف و الأمن يصبر على الغنى و الفقر لينصر في الدنيا وفي الآخرة يكون ممن قال الله فيهم { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10 سئل الشافعي: ( أيهما أفضل للرجل أيمكن أم يبتلى ؟ فقال لا يمكن حتى يبتلى فان الله ابتلى نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين فلما صبروا مكنهم فلا يظن أحد أن يخلص من الألم البتة ) قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء و قال رسول الله (: يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي . ومن الأمور التي يجب أن تدرك أن لفظة البلاء تستعمل للإنسان الطائع و العاصي والكافر ولكن استعمالها للكافر و العاصي اغلب من استعمالها للطائع المؤمن ولفظة الابتلاء لا تستعمل ألا للطائع المؤمن وبناء على ذلك فان حزب التحرير اليوم هو أكثر من وقع عليه الابتلاء والفتن والمحن سواء أميره أم أعضاؤه أم مناصريه أم أهل أعضائه وذويهم وأقربائهم وما مجزرة أنديجان عنا ببعيد وما يصيب أعضاءه في جميع بقاع الأرض من آذى ومساومة على المبدأ والدعوة ليس عنا ببعيد أيضا ففي أوزبكستان اعتقل النظام عضوة من الحزب من غرفة الولادة ولم تكن قد أرضعت ابنها بعد وكان الطغاة يسمعونها بكاء طفلها على سماعة الهاتف ويقولون لها إن أردت أن ترضعي ابنك فما عليك إلا ترك حزب التحرير فتجيبهم بإيمان وصبر وثبات والله لوكان لابني مئة نفس وخرجت نفساَ نفساَ ما تركت دعوة ربي وكم استشهد من أعضاء الحزب تحت التعذيب وكم حكم بالإعدام منهم وكم جعل الطغاة وراء الشمس منهم . لكن ولله الحمد و الفضل يكبر الحزب كل يوم ويفرض نفسه على الساحة السياسية، مهما كان البلاء ومهما ابتلي من تعتيم إعلامي مبرمج ومقصود، وستكون عزة الإسلام على يديه إن شاء الله طال الزمان أم قصر، قال صلى الله عليه وسلم:" يأتي يوم القيامة أقوام يكون إيمانهم عجبا يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم يقال: بشراكم اليوم طبتم فادخلوها خالدين، فقال الصحابة أومنا يا رسول الله؟ قال: لا، بل أنتم أصحابي وهم أحبابي، هؤلاء يأتون بعدكم فيجدون كتابا عطله الناس وسنة أماتوها، فيقبلون على الكتاب والسنة يقرؤونها ويتعلمونها ويعلمونها الناس، ويلاقون في سبيلها أشد وأعنف مما لاقيتم، إن إيمان أحدهم بخمسين منكم، وإن شهيد أحدهم بخمسين من شهدائكم، قالوا: أومنا يا رسول الله؟ قال: نعم منكم، فأنتم تجدون على الحق أعوانا وهم لا يجدون على الحق أعوانا ، وهم في أكناف بيت المقدس، فيحاطون من الظالمين من كل مكان، وهم في هذا الظرف يأتي نصر الله، وستكون عزة الإسلام على أيديهم ، ثم قال: اللهم انصرهم واجعلهم رفقائي على الحوض". اللهم عافنا من البلاء وصبرنا عند الابتلاء وأكرمنا عند الامتحان وأعنا على إقامة دولة الإسلام، اللهم آمين آمين آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
[marq][gdwl] ليعلم كل خائن وكل موالي للأنظمة الخائنة في البلاد الإسلامية المفككة بأنني مع العاملين المخلصين المطالبين والداعين وبقوة لإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة [/gdwl[/marq]]
اللهم ثبتني |
#2
|
||||
|
||||
طرح رائع..
بارك الله في الجهود وفي انتقاء الاطروحااات جزاكم الله خير واعانكم...
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.... قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
|
أدوات الموضوع | |
|
|